وسط "معمعة" الاستعدادات للعودة المدرسية وما تقتضيه هذه المحطة من توفير لمستلزمات باتت أسعارها عصية على غالبية الفئات الاجتماعية لاسيما الطبقة الوسطى.. وجد التونسي في الجارة الكبرى ملاذا له للتزود بالمستلزمات المدرسية بعد أن ملّ وكلّ ككل سنة من الاستنكار والتنديد بالارتفاع الحاصل في أسعارها وسط غياب إرادة جدية تسعى لردع هذا الانفلات..
في هذا الخصوص وبما أن أسعار المحافظ المدرسية والكراسات وبقية المستلزمات من كراسات لولبية وأقلام حبرية وجافة وأقلام زينة وغيرها من المواد المدرسية أضحت عصية على الطبقة المتوسطة بسبب أسعارها المشطة والخيالية خاصة وأنها تقفز من سنة الى أخرى دون رقيب أو حسيب.. وجد التونسي في التنقل الى الجزائر ملاذا له بما أن أسعار المستلزمات المدرسية هنالك تعتبر معقولة كما تتناسب مع مقدرته الشرائية ..
وفي هذا الاتجاه جدير بالذكر أن فئة هامة من التونسيين قد أدرجت ضمن عاداتها الاستهلاكية التنقل موفى كل شهر أوت الى بعض المناطق والمدن الجزائرية القريبة من الحدود التونسية بهدف التبضع والتسوق واقتناء جميع المستلزمات المدرسية بأبخس الأثمان مقارنة ببلادنا.
من جانب آخر ولئن وجدت فئة من التونسيين الحل في التنقل الى مدن جزائرية مجاورة لتوفير جميع مستلزمات العودة التي تحولت الى كابوس لكل العائلات التونسية توجهت فئة أخرى نحو بعض المواقع الالكترونية لشركات مختصة في بيع الحواسيب والهواتف الجوالة وبقية الأجهزة الالكترونية حيث أضحت هذه المواقع توفر محافظ مدرسية ومستلزمات بأسعار معقولة مقارنة بما تعرضه المكتبات. وفي هذا الإطار جدير بالذكر أن سعر المحفظة المدرسية لماركة معينة تجاوز الـ400 د هذا دون الخوض في مجموعة الأقلام الحبرية والجافة والملونة التي تتجاوز أسعارها الـ50 د.
في المقابل ولئن وجد البعض حلولا لتامين مستلزمات العودة المدرسية فان فئة هامة خاصة في المناطق الداخلية تقف عاجزة تمام العجز عن توفير ثمن محفظة أو كتاب خاصة فيما يهم الأسر التي تتكون من أكثر من طفلين لنقف بالتالي على الطرح الذي يتبناه بعض الفاعلين في المنظومة التربوية من ذلك أن مجانية التعليم هي مجرد شعار لا غير بما أن الولي الذي باستطاعته مجابهة تسونامي مصاريف العودة المدرسية سيتمكن من تدريس ابنه في حين سيضطر من لا يستطيع مقاومة هذا السيل من المصاريف الى مغادرة مقاعد الدراسة...
في هذا السياق وحول الارتفاع الحاصل في الأسعار هذه السنة فان رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك عمار ضية كان قد أورد على هامش تصريحاته مؤخرا لإذاعة "موزاييك اف ام" أن المنظمة قامت بمسح أظهر أن المواد المدرسية ارتفعت بشكل نسبي يتفاوت بين صنف وآخر مقارنة بالسنة الماضية مشيرا الى أن .
أسعار المحفظات يتراوح بين 70 و370 دينارا أما المحفظات تونسية الصنع والتي أصبحت تحظى بإقبال كبير من الطبقة الوسطى فيبلغ سعرها حوالي 130 دينارا.
كاشفا أن الكراس المدعم حافظ على نفس التسعيرة لكنه غير متوفر بالكميات المطلوبة، الأمر الذي دفع العائلات إلى الإقبال على الكراس الاقتصادي لأنه أقل سعرا من الكراس الرفيع.
وحول تكاليف العودة المدرسية، بيّن عمار ضية أنه ووفق المسح الذي قامت به المنظمة فانّ كلفة تلميذ واحد اقتنى أدوات من صنف متوسط وكراس من الصنف الاقتصادي كالتالي: سنة أولى ابتدائي 220 دينار، سنة ثانية 250 دينار، سنة ثالثة 275 دينار، سنة رابعة 280 دينار، سنة خامسة 290 دينار، سنة سادسة 295 دينار، سنة سابعة 282 دينار، سنة ثامنة 285 دينار، سنة تاسعة 285 دينار.
يذكر أيضا أن عددا من الأولياء كانوا قد عبروا في تصريحاتهم مؤخرا لـ"جوهرة اف ام" عن امتعاضهم بسبب غلاء جل الأدوات المدرسية وعدم توفر البعض منها، معتبرين أن نسق الأسعار يتواصل في الارتفاع مقارنة بالسنوات الماضية.
هذا وأكد رئيس المنظمة التونسية لطفي الرياحي في تصريح لـ"جوهرة أف أم" أيضا أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير بنسبة 15%، في حين تم تسجيل زيادة في سعر الكتاب المدرسي بـ500 مليم . علما أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد أدى زيارة إلى المركز الوطني البيداغوجي بمونفلوري يوم الخميس 17 أوت 2023 وشدد آنذاك على ضرورة توفير جميع الأدوات المدرسية بالكميات المطلوبة وفي الوقت المناسب وبأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن التونسي...
في هذا الخضم وبالعودة الى مبدأ "التعليم حق للجميع" فقد اتضح اليوم وفي ظل الانفلات الحاصل في أسعار المستلزمات المدرسية أن التعليم حق لمن يملك الإمكانيات المادية لتحمل أعبائه ..
منال حرزي
تونس-الصباح
وسط "معمعة" الاستعدادات للعودة المدرسية وما تقتضيه هذه المحطة من توفير لمستلزمات باتت أسعارها عصية على غالبية الفئات الاجتماعية لاسيما الطبقة الوسطى.. وجد التونسي في الجارة الكبرى ملاذا له للتزود بالمستلزمات المدرسية بعد أن ملّ وكلّ ككل سنة من الاستنكار والتنديد بالارتفاع الحاصل في أسعارها وسط غياب إرادة جدية تسعى لردع هذا الانفلات..
في هذا الخصوص وبما أن أسعار المحافظ المدرسية والكراسات وبقية المستلزمات من كراسات لولبية وأقلام حبرية وجافة وأقلام زينة وغيرها من المواد المدرسية أضحت عصية على الطبقة المتوسطة بسبب أسعارها المشطة والخيالية خاصة وأنها تقفز من سنة الى أخرى دون رقيب أو حسيب.. وجد التونسي في التنقل الى الجزائر ملاذا له بما أن أسعار المستلزمات المدرسية هنالك تعتبر معقولة كما تتناسب مع مقدرته الشرائية ..
وفي هذا الاتجاه جدير بالذكر أن فئة هامة من التونسيين قد أدرجت ضمن عاداتها الاستهلاكية التنقل موفى كل شهر أوت الى بعض المناطق والمدن الجزائرية القريبة من الحدود التونسية بهدف التبضع والتسوق واقتناء جميع المستلزمات المدرسية بأبخس الأثمان مقارنة ببلادنا.
من جانب آخر ولئن وجدت فئة من التونسيين الحل في التنقل الى مدن جزائرية مجاورة لتوفير جميع مستلزمات العودة التي تحولت الى كابوس لكل العائلات التونسية توجهت فئة أخرى نحو بعض المواقع الالكترونية لشركات مختصة في بيع الحواسيب والهواتف الجوالة وبقية الأجهزة الالكترونية حيث أضحت هذه المواقع توفر محافظ مدرسية ومستلزمات بأسعار معقولة مقارنة بما تعرضه المكتبات. وفي هذا الإطار جدير بالذكر أن سعر المحفظة المدرسية لماركة معينة تجاوز الـ400 د هذا دون الخوض في مجموعة الأقلام الحبرية والجافة والملونة التي تتجاوز أسعارها الـ50 د.
في المقابل ولئن وجد البعض حلولا لتامين مستلزمات العودة المدرسية فان فئة هامة خاصة في المناطق الداخلية تقف عاجزة تمام العجز عن توفير ثمن محفظة أو كتاب خاصة فيما يهم الأسر التي تتكون من أكثر من طفلين لنقف بالتالي على الطرح الذي يتبناه بعض الفاعلين في المنظومة التربوية من ذلك أن مجانية التعليم هي مجرد شعار لا غير بما أن الولي الذي باستطاعته مجابهة تسونامي مصاريف العودة المدرسية سيتمكن من تدريس ابنه في حين سيضطر من لا يستطيع مقاومة هذا السيل من المصاريف الى مغادرة مقاعد الدراسة...
في هذا السياق وحول الارتفاع الحاصل في الأسعار هذه السنة فان رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك عمار ضية كان قد أورد على هامش تصريحاته مؤخرا لإذاعة "موزاييك اف ام" أن المنظمة قامت بمسح أظهر أن المواد المدرسية ارتفعت بشكل نسبي يتفاوت بين صنف وآخر مقارنة بالسنة الماضية مشيرا الى أن .
أسعار المحفظات يتراوح بين 70 و370 دينارا أما المحفظات تونسية الصنع والتي أصبحت تحظى بإقبال كبير من الطبقة الوسطى فيبلغ سعرها حوالي 130 دينارا.
كاشفا أن الكراس المدعم حافظ على نفس التسعيرة لكنه غير متوفر بالكميات المطلوبة، الأمر الذي دفع العائلات إلى الإقبال على الكراس الاقتصادي لأنه أقل سعرا من الكراس الرفيع.
وحول تكاليف العودة المدرسية، بيّن عمار ضية أنه ووفق المسح الذي قامت به المنظمة فانّ كلفة تلميذ واحد اقتنى أدوات من صنف متوسط وكراس من الصنف الاقتصادي كالتالي: سنة أولى ابتدائي 220 دينار، سنة ثانية 250 دينار، سنة ثالثة 275 دينار، سنة رابعة 280 دينار، سنة خامسة 290 دينار، سنة سادسة 295 دينار، سنة سابعة 282 دينار، سنة ثامنة 285 دينار، سنة تاسعة 285 دينار.
يذكر أيضا أن عددا من الأولياء كانوا قد عبروا في تصريحاتهم مؤخرا لـ"جوهرة اف ام" عن امتعاضهم بسبب غلاء جل الأدوات المدرسية وعدم توفر البعض منها، معتبرين أن نسق الأسعار يتواصل في الارتفاع مقارنة بالسنوات الماضية.
هذا وأكد رئيس المنظمة التونسية لطفي الرياحي في تصريح لـ"جوهرة أف أم" أيضا أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير بنسبة 15%، في حين تم تسجيل زيادة في سعر الكتاب المدرسي بـ500 مليم . علما أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد أدى زيارة إلى المركز الوطني البيداغوجي بمونفلوري يوم الخميس 17 أوت 2023 وشدد آنذاك على ضرورة توفير جميع الأدوات المدرسية بالكميات المطلوبة وفي الوقت المناسب وبأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن التونسي...
في هذا الخضم وبالعودة الى مبدأ "التعليم حق للجميع" فقد اتضح اليوم وفي ظل الانفلات الحاصل في أسعار المستلزمات المدرسية أن التعليم حق لمن يملك الإمكانيات المادية لتحمل أعبائه ..