لا توجد أي تطورات جدية أو أي تفاصيل حول التحقيقات أو معطيات عن مآلات الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة في الأيام الأخيرة بعد إطلاق سراح شيماء عيسى ولزهر العكرمي.
وهو ما تمّ تأكيده والتنبيه إليه أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدتها جبهة الخلاص الوطني مبرزة في ذات الوقت ما يواجهه الموقوفين من ظروف إقامة جد صعبة في وضع مناخي استثنائي انعدمت فيه أدنى الحقوق الإنسانية وفق قولهم.
إيمان عبد اللطيف
قال رئيس مكتب الإعلام بحركة النهضة عبد الفتاح التاغوتي أمس خلال ندوة صحفية لجبهة الخلاص إنّ "تنظيم الندوة يأتي في إطار كشف الحقائق والتضامن والتنديد بـ"الأوضاع التي يعيشها السيد الفرجاني وبقية المعتقلين السياسيين والتي كشفت حقيقة المنظومة القائمة منظومة الانقلاب التي انتهجت سياسة التنكيل بالمعارضين السياسيين بعيدا عن كل المشاعر الإنسانية واحترام تاريخهم النضالي بقطع النظر عن الأخطاء التي ارتكبوها".
ومن جانبه أوضح رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي أنّ "السجناء اليوم يعانون من ظروف قاهرة بسبب الحرارة الشديدة وانقطاع المياه وتعطل المكيفات" متسائلا "ما الذي فعلناه حتى تتم المعاملة بهذه الطريقة؟ بكل تأكيد كمجتمع أخطأنا وسياسيا كذلك ولكن لا أظن أن هذا يبرر العودة إلى ما كنا عليه لمدة عقود".
وأضاف "الوضع الذي نحن فيه اليوم فيما يتعلق بالحريات لا يختلف عن الماضي إلا في مسألة التعذيب الجسدي ما عدا ذلك لا يوجد إلا الاعتباط والبطش دون أن تعلم القيادات السياسية أسباب الإيقاف القانونية التي بلغت ستة أشهر إلى حد الان".
وقال الشابي "نحن نعلم الأسباب السياسية وهي أنهم مارسوا حقوقهم الطبيعية في الاجتماع والتشاور كزعماء معارضة وخلاف ذلك لا نعلم إلى حد الآن ماهي الجريمة التي قاموا بها والأدهى من ذلك لا نعلم إلى متى سيبقون، فهل سينتهي التحقيق خلال ستة أشهر؟ ومتى ستتم هذه المحاكمة الصورية وماذا سيصدر عنها؟".
من جهة أخرى ندد أحمد نجيب الشابي بما يتعرض له "السيد الفرجاني في إطار قضية "أنستالينغو" وهي قضية غامضة وقرار ختم البحث لم ينشر بعد، والواضح فيها هي الاستهداف السياسي للقيادات التاريخية لحركة النهضة التي عادت إلى الزنازين.. فالإيقافات التي نفذها النظام في حق عدد من القيادات السياسية المعارضة أضعفت الحاكم شعبيا ولم تمنحه القوة الشعبية التي كان يريدها".
في ذات السياق أكد سمير ديلو عضو جبهة الخلاص أن "عقد مثل هذه الندوات هو من باب الاضطرار، كلما كان الظرف عاديا كلما كان تعاملنا عاديا ولكن في مثل هذه الظروف الاستثنائية ولأن الوضع الذي يعيشه القضاء والوضع الذي تعيشه البلاد يجعلان من القضاء الذي كان سلطة وأصبح وظيفة ليس مرفقا فحسب مثلما يسميه البعض وإنما أداة للحكم تحولت الى سلاح لمن يملك السلطة ليستهدف به خصومه".
وأوضح ديلو أنّ "المساجين يجدون حرجا كبيرا في الحديث عن معاملتهم وعن ظروف إقامتهم لأن ذلك يحول الأنظار عن قضيتهم ويجعلها مسألة حقوقية والحال أنها قضية سياسية وهم لا يريدون الحديث عنهم كضحايا لسوء المعاملة.. هم يريدون الحديث عن قضيتهم لا عن ذواتهم ولا عن أجسادهم وهنا أيضا من موقع الاضطرار لا نملك إلا تسليط الضوء عن هذه المعاناة اليومية الصامتة …"
وأكد في مداخلته أنّ عصام الشابي الذي ينوب عنه "قال لي في آخر العشية نشعر وكان الغرفة ستنفجر بفعل حرارة الطقس وخيام التركي قال لي انه لا يمكنه وضع نظارته بسبب ارتفاع درجة الحرارة والسيد الفرجاني يقيم في ظروف غير مقبولة وقال لي أن ظروفه حتى في سجنه السابق في عهد بن علي لم تكن مماثلة لظروفه الحالية في بلاد حصلت فيها ثورة"..
وتابع "لكن من الواضح أن ذلك في نظر من يمسكون بزمام السلطة جزء من العقوبة على الحساب وفي أنظار القضاء والقانون هم أبرياء حتى تثبت إدانتهم.. وقاضي التحقيق كان قد اسند تراخيص للعائلات بعض المساجين لزيارة مباشرة وإدارة السجن قالت إن ذلك ممنوع بموجب تعليمات".
في سياق متصل، أكدت عضو جبهة الخلاص الوطني سميرة الشواشي في مداخلتها أنّ "هذه الندوة تقام في إطار العديد من الندوات التي لا نقيمها للأسف في إطار الحديث عما حققناه في إطار الديمقراطية ولا من أجل الحديث عن منوال تنموي ولا كيف نلم شملنا ونقترب من بعضنا البعض كقوى سياسية ومجتمع مدني ولكن لكي نتحدث عن معتقلي الرأي والاستهداف السياسي".
وأضافت "أعلم أن الساحة نغرقها بالقضايا الحقوقية حتى نُخفي مسألة جوهرية وهو أن هذا البلد عاش انقلابا يوم 25 جويلية 2021، والذي استهدف الرمزيات وهو رئيس البرلمان وفي سنه وفي ظروف حرارة هذا الصيف، وأيضا سيد الفرجاني.. وتحاسب تحت عناوين مختلفة لكن الواقع هو نفسه وفي إطار تهم مطاطة مثل التآمر على أمن الدولة و"أنستالينغو" في خرق لقاعدة المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته".
تونس – الصباح
لا توجد أي تطورات جدية أو أي تفاصيل حول التحقيقات أو معطيات عن مآلات الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة في الأيام الأخيرة بعد إطلاق سراح شيماء عيسى ولزهر العكرمي.
وهو ما تمّ تأكيده والتنبيه إليه أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدتها جبهة الخلاص الوطني مبرزة في ذات الوقت ما يواجهه الموقوفين من ظروف إقامة جد صعبة في وضع مناخي استثنائي انعدمت فيه أدنى الحقوق الإنسانية وفق قولهم.
إيمان عبد اللطيف
قال رئيس مكتب الإعلام بحركة النهضة عبد الفتاح التاغوتي أمس خلال ندوة صحفية لجبهة الخلاص إنّ "تنظيم الندوة يأتي في إطار كشف الحقائق والتضامن والتنديد بـ"الأوضاع التي يعيشها السيد الفرجاني وبقية المعتقلين السياسيين والتي كشفت حقيقة المنظومة القائمة منظومة الانقلاب التي انتهجت سياسة التنكيل بالمعارضين السياسيين بعيدا عن كل المشاعر الإنسانية واحترام تاريخهم النضالي بقطع النظر عن الأخطاء التي ارتكبوها".
ومن جانبه أوضح رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي أنّ "السجناء اليوم يعانون من ظروف قاهرة بسبب الحرارة الشديدة وانقطاع المياه وتعطل المكيفات" متسائلا "ما الذي فعلناه حتى تتم المعاملة بهذه الطريقة؟ بكل تأكيد كمجتمع أخطأنا وسياسيا كذلك ولكن لا أظن أن هذا يبرر العودة إلى ما كنا عليه لمدة عقود".
وأضاف "الوضع الذي نحن فيه اليوم فيما يتعلق بالحريات لا يختلف عن الماضي إلا في مسألة التعذيب الجسدي ما عدا ذلك لا يوجد إلا الاعتباط والبطش دون أن تعلم القيادات السياسية أسباب الإيقاف القانونية التي بلغت ستة أشهر إلى حد الان".
وقال الشابي "نحن نعلم الأسباب السياسية وهي أنهم مارسوا حقوقهم الطبيعية في الاجتماع والتشاور كزعماء معارضة وخلاف ذلك لا نعلم إلى حد الآن ماهي الجريمة التي قاموا بها والأدهى من ذلك لا نعلم إلى متى سيبقون، فهل سينتهي التحقيق خلال ستة أشهر؟ ومتى ستتم هذه المحاكمة الصورية وماذا سيصدر عنها؟".
من جهة أخرى ندد أحمد نجيب الشابي بما يتعرض له "السيد الفرجاني في إطار قضية "أنستالينغو" وهي قضية غامضة وقرار ختم البحث لم ينشر بعد، والواضح فيها هي الاستهداف السياسي للقيادات التاريخية لحركة النهضة التي عادت إلى الزنازين.. فالإيقافات التي نفذها النظام في حق عدد من القيادات السياسية المعارضة أضعفت الحاكم شعبيا ولم تمنحه القوة الشعبية التي كان يريدها".
في ذات السياق أكد سمير ديلو عضو جبهة الخلاص أن "عقد مثل هذه الندوات هو من باب الاضطرار، كلما كان الظرف عاديا كلما كان تعاملنا عاديا ولكن في مثل هذه الظروف الاستثنائية ولأن الوضع الذي يعيشه القضاء والوضع الذي تعيشه البلاد يجعلان من القضاء الذي كان سلطة وأصبح وظيفة ليس مرفقا فحسب مثلما يسميه البعض وإنما أداة للحكم تحولت الى سلاح لمن يملك السلطة ليستهدف به خصومه".
وأوضح ديلو أنّ "المساجين يجدون حرجا كبيرا في الحديث عن معاملتهم وعن ظروف إقامتهم لأن ذلك يحول الأنظار عن قضيتهم ويجعلها مسألة حقوقية والحال أنها قضية سياسية وهم لا يريدون الحديث عنهم كضحايا لسوء المعاملة.. هم يريدون الحديث عن قضيتهم لا عن ذواتهم ولا عن أجسادهم وهنا أيضا من موقع الاضطرار لا نملك إلا تسليط الضوء عن هذه المعاناة اليومية الصامتة …"
وأكد في مداخلته أنّ عصام الشابي الذي ينوب عنه "قال لي في آخر العشية نشعر وكان الغرفة ستنفجر بفعل حرارة الطقس وخيام التركي قال لي انه لا يمكنه وضع نظارته بسبب ارتفاع درجة الحرارة والسيد الفرجاني يقيم في ظروف غير مقبولة وقال لي أن ظروفه حتى في سجنه السابق في عهد بن علي لم تكن مماثلة لظروفه الحالية في بلاد حصلت فيها ثورة"..
وتابع "لكن من الواضح أن ذلك في نظر من يمسكون بزمام السلطة جزء من العقوبة على الحساب وفي أنظار القضاء والقانون هم أبرياء حتى تثبت إدانتهم.. وقاضي التحقيق كان قد اسند تراخيص للعائلات بعض المساجين لزيارة مباشرة وإدارة السجن قالت إن ذلك ممنوع بموجب تعليمات".
في سياق متصل، أكدت عضو جبهة الخلاص الوطني سميرة الشواشي في مداخلتها أنّ "هذه الندوة تقام في إطار العديد من الندوات التي لا نقيمها للأسف في إطار الحديث عما حققناه في إطار الديمقراطية ولا من أجل الحديث عن منوال تنموي ولا كيف نلم شملنا ونقترب من بعضنا البعض كقوى سياسية ومجتمع مدني ولكن لكي نتحدث عن معتقلي الرأي والاستهداف السياسي".
وأضافت "أعلم أن الساحة نغرقها بالقضايا الحقوقية حتى نُخفي مسألة جوهرية وهو أن هذا البلد عاش انقلابا يوم 25 جويلية 2021، والذي استهدف الرمزيات وهو رئيس البرلمان وفي سنه وفي ظروف حرارة هذا الصيف، وأيضا سيد الفرجاني.. وتحاسب تحت عناوين مختلفة لكن الواقع هو نفسه وفي إطار تهم مطاطة مثل التآمر على أمن الدولة و"أنستالينغو" في خرق لقاعدة المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته".