ـ نحو مراجعة الإطار التشريعي لدور الشباب وتعميم مراكز الإقامة بها
ـ إحداث دور شباب جديدة بالرديف ومنزل شاكر والبطاح وتاكلسة ونواد شبابية ببنزرت وقفصة وتطاوين
تونس-الصباح
في جلسة عامة برلمانية للحوار مع كمال دقيش وزير الشباب والرياضة انعقدت أمس بمقر مجلس نواب الشعب بقصر باردو دعا عشرات النواب إلى حلحلة مشاريع البنية التحتية الشبابية والرياضية المعطلة، ومزيد العناية بدور الشباب والملاعب الرياضية ومراكز التخييم والحرص على تلبية انتظارات روادها والاهتمام بالرياضة المدرسية والجامعية ورياضة النخبة وطالبوا بالحد من التفاوت بين الجهات، وعددوا النقائص التي تشكو منها المؤسسات الشبابية والملاعب الرياضية في دوائرهم الانتخابية وتحدثوا عن نقص الاعتمادات وشددوا على ضرورة الحوكمة.
وفي هذا السياق أشار النائب الفاضل بن تركية إلى أن تحسين الحوكمة في المنشآت الرياضية يعتبر مشروعا ممتازا ولا بد من الحرص على إنجاحه، وبين أنه يجب الحرص على ايجاد حلول جذرية لمشكل بطالة خرجي المعاهد الرياضية واقترح النائب أن تصبح ولاية نابل نموذجا للرياضات الشاطئية والكرة الطائرة وذكر أنه يوجد مركز دولي لإعداد وتكوين رياضة النخبة في الكرة الطائرة لكنه يفتقر لقانون أساسي ويجب العمل على وضع هذا القانون حتى يقوم المركز بدوره على أكمل وجه.
أما النائب أنور المرزوقي فبين أنه لا بد من دعم الرياضة المدرسية والجامعية لأنها تقوم بدور رياضي وأخلاقي وقيمي لكنها فقدت بريقها وقال انه لا بد من التنسيق مع وزارة التربية بخصوص الزمن المدرسي والتنسيق مع البلديات لتهيئة البطاحي والعناية بشعبة الرياضة وتلافي الولاءات.
في حين بين النائب معز برك الله أنه كخبير في الاستراتجيات الدولية فانه لاحظ بعض الثغرات في المحاور الإستراتيجية لوزارة الشباب والرياضة ويتعلق أولها بجانب دستوري في علاقة بالتمويل لأن الدستور نص على أنه لا مجال للحديث عن المشاريع في غياب التمويل، أما الثغرة الثانية فتتمثل في عدم تقديم ملف الشباب بطريقة شمولية لأن هذا الملف يهم عدة وزارات ولا يمكن لوزارة الشباب فقط أن تدرس هذا الملف، وتتمثل الثغرة الموالية في القطيعة الموجودة بين الطفولة والشباب لأنه لا يمكن بناء شاب طفولته مدمرة أما النقطة الأخيرة فتتمثل في الدمج بين الرياضة والنشاط البدني وذكر أنه منذ سنة 2001 أصبحت المنظمة العالمية للصحة تتحدث عن عدم وجود علاقة بين النشاط البدني التكميلي وبين الرياضة لأن مهمة الرياضة هي تخريج نخبة رياضية لكن النشاط البدني يهدف الى بناء جسم سليم وقال إنه يمكن إلحاق النشاط البدني بوزارة الصحة.
ولاحظت النائبة هالة جاب الله وجود مؤسسات شبابية مهجورة وتحدثت عن نقص على مستوى عدد الإطارات في دور الشباب وضعف الميزانية المخصصة لهذه المؤسسات وضعف المضامين وسلك الرقابة وذكرت أن المتفقدين يمتنعون عن مراقبة الأكاديميات الخاصة ولاحظت أن شهادات التدريب صلوحيتها محدودة وتساءلت أين الوزارة ولماذا مازال التنشيط الصيفي ضعيفا..
وقال النائب رؤوف الفقيري إن مختلف السياسات لم تتمكن من تحقيق تنمية ناجعة لتقليص الفوارق بين الجهات مما يجعل التمييز الايجابي مجرد وهم وأضاف ان ولاية جندوبة تعاني من التهميش في القطاع الرياضي والشبابي وعدد النائب مظاهر حرمان الشبان في جندوبة من مؤسسات قادرة على تفجير إبداعاتهم. وأضاف أنه تمت برمجة مشروع لتهيئة ملعب غار الدماء ومشروع بناء حجرات الملابس والسياج ولكن الأشغال لم تنطلق بعد، وتساءل النائب متى ستنطلق الأشغال الخاصة بمشروع ملعب معتمدية غار الدماء ومتى سيقع انجاز مشروع تهيئة مركز التخييم والاصطياف بعين سلطان..
اهتمام بالشباب
وقبل التعقيب على ملاحظات النواب والإجابة عن استفساراتهم قدم كمال دقيش وزير الشباب والرياضة عرضا حول المحاور الإستراتيجية التي تشتغل عليها الوزارة وقال إنها تعمل على إعداد مخططات التنمية في مجالات الشباب والرياضة والتربية البدنية، ووضع البرامج والمشاريع المناسبة للنهوض بها، وتطوير الأنشطة الشبابية والرياضية والبدنية، ونشر ثقافة السلوك الحضاري والتربية الاولمبية، ورصد التطورات الوطنية العالمية في مجال الشباب والرياضة والتربية البدنية وانعكاساتها على هذه القطاعات، والسهر على تطوير الموارد البشرية والمادية التي تؤمن وظائف التدريس والتنشيط والتكوين والتأطير والتقييم بسائر الوسائل التي يستوجبها حسن سير المؤسسات والهياكل الراجعة بالنظر للوزارة، ووضع البرامج الرامية الى تأطير الشباب ومتابعة سير المؤسسات والمنظمات والجمعيات الشبابية والعمل على تطويرها، وإعداد برامج تدريس التربية البدنية والأنشطة الرياضية وتطويرها بمؤسسات التعليم الأساسي والثانوي والعالي العمومية منها والخاصة والمؤسسات المختصة وكذلك السهر على تنفيذها وتنظيم التقييمات الوطنية والإشراف على المعاهد العليا للتكوين في التربية البدنية وإعداد مشاريع التعاون الدولي في مجالات الشباب.
ترسيخ قيم المواطنة
وفسر الوزير إن الهدف الاستراتجي الأول للوزارة والمتمثل في ترسيخ قيم المواطنة لدى الشباب وتعزيز مشاركته في اتخاذ القرار يتم تحقيقه من خلال إحداث وكالة وطنية للمشاركة المدنية وتفعيل الشراكات في مجال التطوع والمواطنة (إمضاء 10 اتفاقيات مع الجامعات الرياضية) ودعم برامج الرياضة والمواطنة بالمؤسسات الشبابية على غرار تنظيم مصيف رياضة وتطوع. وذكر أن هذا مهم جدا نظرا لعزوف الشباب على المشاركة في الانتخابات لأن الشأن العام لم يعد يعنيهم وهو أمر خطير، وأضاف أن الوزارة توجهت للشباب ودعتهم للمشاركة في أخذ القرار وقامت بإحداث هيكل استشاري شبابي وتشريك الشباب في إعداد تصور لهذا الهيكل وتحديد توجهاته.
وبين أن الهدف الاستراتيجي الثاني لوزارة الشباب والرياضة يتمثل في تعزيز قيم التسامح والسلم والأمن لدى الشباب من خلال المساهمة في نشر الثقافة الصحية والوعي بالتحديات البيئية عبر دعم الأنشطة الرياضية في المؤسسات الشبابية والحدائق العمومية والأحياء وتكثيف الأنشطة الوقائية والتحسيس بالأمراض النفسية والجسدية والجنسية. وأشار إلى أهمية التربية على وسائل الإعلام وذكر انه تم تركيز 44 "تلفزة واب" و80 "رادو واب" في دور شباب وهناك عمل على تعميم التجربة على جميع دور الشباب البالغ عددها خمس مائة دار شباب .
ويتمثل الهدف الاستراتجي الثالث حسب ما أشار إليه الوزير في المساهمة إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية وتطوير قيم الاعتماد على الذات وريادة الأعمال من خلال إرساء ثقافة المبادرة. وبين أن هدف الوزارة هو ابعاد الشباب عن التواكل والتعويل على الدولة لتشغيلهم فجميع العاطلين عن العمل ينتظرون دورهم للانتداب في الوظيفة العمومية وهو حق مشروع لكنهم يدركون وضعية ميزانية الدولة..
وذكر الوزير أن الهدف الاستراتجي الرابع يتمثل في التشجيع على الإبداع وتثمين المبادرات الشبابية وقال إنه آن الأوان لبعث صندوق وطني لتمويل المبادرات الشبابية المجددة وإحداث جائزة وطنية للإبداع الشبابي وإحداث جائزة أفضل مشروع مؤسسة شبابية في المحافل الوطنية والدولية وتنظيم صالون وطني سنوي للابتكارات الرقمية والتكنولوجية بالمؤسسات الشبابية ودعم مشاركة الشباب المبدع خاصة في مجال الروبتويك وإحداث قاعدة بيانات للشباب المبدع وإعداد محامل رقمية حول اختصاص نجاح الشباب المبدع وإبراز قصص النجاح وهي متعددة وإحداث فضاءات للإبداع الرقمي وإحداث قناة تلفزية واب تجمع بين مختلف تلفزات الواب الناشطة بالمؤسسات الشبابية.
السياحة والترفيه
ويتمثل الهدف الاستراتيجي الخامس حسب ما أشار إليه الوزير كمال دقش في تطوير منظومة الترفيه والسياحة الشبابية داخليا وخارجيا من خلال تنمية قدرات الفاعلين في مجال السياحة والترفيه الشبابي وتأهيل العمل بالمؤسسات الشبابية وتطوير قدرات المنشطين في مجال تأطير برامج السياحة الشبابية والتجوال، وقال إن السياحة الشبابية مهمة جدا وهي تهم وزارة الشباب وكذلك وزارة السياحة لأن وزارة الشباب بالمركبات الشبابية التي تعود إليها بالنظر بصدد استقطاب عدد مهول من الشباب وهي الوحيدة التي تخول للشباب التمتع بالأنشطة السياحية إذ أن سبعين بالمائة من الشباب التونسي لا يعرف البحر بمن فيهم شبان بريف المهدية وهناك شبان لا يعرفون المناطق الجبلية ولم يزوروا الصحراء وليست لديهم الإمكانيات المادية للتصييف ولهذا السبب تقوم الوزارة بدور اجتماعي وذلك رغبة منها في التقليص بين التفاوت الموجود بين الجهات وفتح المجال للشباب لكي يتمتع بثروات بلاده السياحية.
ويتمثل الهدف الاستراتجي السادس حسب الوزير في تطوير صيغ عمل المؤسسات الشبابية ومراجعة الإطار التشريعي لدور الشباب لأنه مكبل جدا ولأن دار الشباب تغلق أبوابها على الساعة السادسة مساء ويوم الأحد أو يوم الاثنين . كما أشار إلى أهمية تعميم مراكز الإقامة بدور الشباب وتنمية قدرات أعوان الوزارة والترفيع في ميزانية الوزارة ودعم استقلالية دور الشباب المالية ومراجعة مجالات التنشيط الريفي والتنشيط في الأحياء.
إحداثات جديدة
كما قدم وزير الشباب والرياضة للنواب بسطة عن واقع المؤسسات الشبابية وأطلعهم على الإحداثات الجديدة والمتمثلة في دار شباب بالرديف بولاية قفصة ودار شباب منزل شاكر بولاية صفاقس ودار شباب البطاح بولاية جندوبة ودار شباب تاكلسة بولاية نابل إلى جانب إحداث ستة نواد شبابية بكل من ببنزرت وقفصة و3 نواد بتطاوين وأشار الى وجود إقبال كبير على نوادي الروبوتيك.
وبعد حديثه عن الشباب بين الوزير أن الرياضة بدورها فيها العديد من المشاكل التي يمكن العمل على تجاوزها، وتتمثل المحاور الإستراتجية للرياضة في إحداث في هياكل رياضية رقمية تعتمد على مواردها المالية وترسيخ ثقافة الممارسة البدنية والرياضة الشاملة ونخبة رياضية متألقة على الصعيدين الاولمبي والدولي ومنشآت رياضية بمواصفات دولية تغطي كافة الولايات حسب مقاييس مضبوطة وقال إن الرياضة قطاع اقتصادي سياحي تنموي..
وذكر الوزير أنه في إطار الهدف الاستراتجي الأول المتعلق بنشر ودمقرطة الممارسة الرياضية وتعميمها على كافة الفئات الاجتماعية والعمرية هناك حرص على النهوض برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبين أن الهدف الاستراتيجي الثاني يتمثل في تنمية الموارد المالية للهياكل الرياضية وضمان استدامتها من خلال تنويع مصادرها وحوكمة التصرف فيها وتطرق في هذا الصدد لقطاع الرهان الرياضي وتنظيمه من خلال إصدار قانون يتعلق بتنظيم ألعاب الحظ والرهانات للحد من المسالك غير القانونية وتأثيرها على شركة النهوض بالرياضة وموارد هذه الشركة، كما أشار إلى إحداث صنف شركات الرياضة المحترفة بما يوفر موارد مالية أضافية تضمن استقلالية بعض الفرق الرياضية المحترفة.
وفي ما يتعلق ببرنامج التربية البدنية والتكوين والبحث فيتمثل الهدف الاستراتجي الأول حسب قول الوزير في إعداد سياسات شاملة للتربية البدنية لأن 88 بالمائة من الأطفال من الفئة العمرية 6ـ 12 سنة لا يمارسون الأنشطة البدنية، وأشار الى النقص المسجل على مستوى إطار تدريس التربية البدنية وقال إن العدد الجملي لإطارات التربية البدنية ومهن الرياضة التي يجب انتدابها لبلوغ نسبة تغطية تساوي مائة بالمائة بالابتدائي والإعدادي والثانوي والهياكل الرياضية المدرسية يبلغ 1594 إطارا. وذكر أن الهدف الاستراتيجي الثاني يتعلق بتطوير البرامج الرسمية للتربية البدنية، وقال إن الهدف الأخير يتمثل في تشغيل خريجي المعاهد العليا للتربية البدنية بما يمكن من تعميم تدريس التربية البدنية في جميع المؤسسات التربوية وقال إنه لا بد من إيجاد حلول لبطالة خرجي تلك المعاهد.
سعيدة بوهلال
ـ نحو مراجعة الإطار التشريعي لدور الشباب وتعميم مراكز الإقامة بها
ـ إحداث دور شباب جديدة بالرديف ومنزل شاكر والبطاح وتاكلسة ونواد شبابية ببنزرت وقفصة وتطاوين
تونس-الصباح
في جلسة عامة برلمانية للحوار مع كمال دقيش وزير الشباب والرياضة انعقدت أمس بمقر مجلس نواب الشعب بقصر باردو دعا عشرات النواب إلى حلحلة مشاريع البنية التحتية الشبابية والرياضية المعطلة، ومزيد العناية بدور الشباب والملاعب الرياضية ومراكز التخييم والحرص على تلبية انتظارات روادها والاهتمام بالرياضة المدرسية والجامعية ورياضة النخبة وطالبوا بالحد من التفاوت بين الجهات، وعددوا النقائص التي تشكو منها المؤسسات الشبابية والملاعب الرياضية في دوائرهم الانتخابية وتحدثوا عن نقص الاعتمادات وشددوا على ضرورة الحوكمة.
وفي هذا السياق أشار النائب الفاضل بن تركية إلى أن تحسين الحوكمة في المنشآت الرياضية يعتبر مشروعا ممتازا ولا بد من الحرص على إنجاحه، وبين أنه يجب الحرص على ايجاد حلول جذرية لمشكل بطالة خرجي المعاهد الرياضية واقترح النائب أن تصبح ولاية نابل نموذجا للرياضات الشاطئية والكرة الطائرة وذكر أنه يوجد مركز دولي لإعداد وتكوين رياضة النخبة في الكرة الطائرة لكنه يفتقر لقانون أساسي ويجب العمل على وضع هذا القانون حتى يقوم المركز بدوره على أكمل وجه.
أما النائب أنور المرزوقي فبين أنه لا بد من دعم الرياضة المدرسية والجامعية لأنها تقوم بدور رياضي وأخلاقي وقيمي لكنها فقدت بريقها وقال انه لا بد من التنسيق مع وزارة التربية بخصوص الزمن المدرسي والتنسيق مع البلديات لتهيئة البطاحي والعناية بشعبة الرياضة وتلافي الولاءات.
في حين بين النائب معز برك الله أنه كخبير في الاستراتجيات الدولية فانه لاحظ بعض الثغرات في المحاور الإستراتيجية لوزارة الشباب والرياضة ويتعلق أولها بجانب دستوري في علاقة بالتمويل لأن الدستور نص على أنه لا مجال للحديث عن المشاريع في غياب التمويل، أما الثغرة الثانية فتتمثل في عدم تقديم ملف الشباب بطريقة شمولية لأن هذا الملف يهم عدة وزارات ولا يمكن لوزارة الشباب فقط أن تدرس هذا الملف، وتتمثل الثغرة الموالية في القطيعة الموجودة بين الطفولة والشباب لأنه لا يمكن بناء شاب طفولته مدمرة أما النقطة الأخيرة فتتمثل في الدمج بين الرياضة والنشاط البدني وذكر أنه منذ سنة 2001 أصبحت المنظمة العالمية للصحة تتحدث عن عدم وجود علاقة بين النشاط البدني التكميلي وبين الرياضة لأن مهمة الرياضة هي تخريج نخبة رياضية لكن النشاط البدني يهدف الى بناء جسم سليم وقال إنه يمكن إلحاق النشاط البدني بوزارة الصحة.
ولاحظت النائبة هالة جاب الله وجود مؤسسات شبابية مهجورة وتحدثت عن نقص على مستوى عدد الإطارات في دور الشباب وضعف الميزانية المخصصة لهذه المؤسسات وضعف المضامين وسلك الرقابة وذكرت أن المتفقدين يمتنعون عن مراقبة الأكاديميات الخاصة ولاحظت أن شهادات التدريب صلوحيتها محدودة وتساءلت أين الوزارة ولماذا مازال التنشيط الصيفي ضعيفا..
وقال النائب رؤوف الفقيري إن مختلف السياسات لم تتمكن من تحقيق تنمية ناجعة لتقليص الفوارق بين الجهات مما يجعل التمييز الايجابي مجرد وهم وأضاف ان ولاية جندوبة تعاني من التهميش في القطاع الرياضي والشبابي وعدد النائب مظاهر حرمان الشبان في جندوبة من مؤسسات قادرة على تفجير إبداعاتهم. وأضاف أنه تمت برمجة مشروع لتهيئة ملعب غار الدماء ومشروع بناء حجرات الملابس والسياج ولكن الأشغال لم تنطلق بعد، وتساءل النائب متى ستنطلق الأشغال الخاصة بمشروع ملعب معتمدية غار الدماء ومتى سيقع انجاز مشروع تهيئة مركز التخييم والاصطياف بعين سلطان..
اهتمام بالشباب
وقبل التعقيب على ملاحظات النواب والإجابة عن استفساراتهم قدم كمال دقيش وزير الشباب والرياضة عرضا حول المحاور الإستراتيجية التي تشتغل عليها الوزارة وقال إنها تعمل على إعداد مخططات التنمية في مجالات الشباب والرياضة والتربية البدنية، ووضع البرامج والمشاريع المناسبة للنهوض بها، وتطوير الأنشطة الشبابية والرياضية والبدنية، ونشر ثقافة السلوك الحضاري والتربية الاولمبية، ورصد التطورات الوطنية العالمية في مجال الشباب والرياضة والتربية البدنية وانعكاساتها على هذه القطاعات، والسهر على تطوير الموارد البشرية والمادية التي تؤمن وظائف التدريس والتنشيط والتكوين والتأطير والتقييم بسائر الوسائل التي يستوجبها حسن سير المؤسسات والهياكل الراجعة بالنظر للوزارة، ووضع البرامج الرامية الى تأطير الشباب ومتابعة سير المؤسسات والمنظمات والجمعيات الشبابية والعمل على تطويرها، وإعداد برامج تدريس التربية البدنية والأنشطة الرياضية وتطويرها بمؤسسات التعليم الأساسي والثانوي والعالي العمومية منها والخاصة والمؤسسات المختصة وكذلك السهر على تنفيذها وتنظيم التقييمات الوطنية والإشراف على المعاهد العليا للتكوين في التربية البدنية وإعداد مشاريع التعاون الدولي في مجالات الشباب.
ترسيخ قيم المواطنة
وفسر الوزير إن الهدف الاستراتجي الأول للوزارة والمتمثل في ترسيخ قيم المواطنة لدى الشباب وتعزيز مشاركته في اتخاذ القرار يتم تحقيقه من خلال إحداث وكالة وطنية للمشاركة المدنية وتفعيل الشراكات في مجال التطوع والمواطنة (إمضاء 10 اتفاقيات مع الجامعات الرياضية) ودعم برامج الرياضة والمواطنة بالمؤسسات الشبابية على غرار تنظيم مصيف رياضة وتطوع. وذكر أن هذا مهم جدا نظرا لعزوف الشباب على المشاركة في الانتخابات لأن الشأن العام لم يعد يعنيهم وهو أمر خطير، وأضاف أن الوزارة توجهت للشباب ودعتهم للمشاركة في أخذ القرار وقامت بإحداث هيكل استشاري شبابي وتشريك الشباب في إعداد تصور لهذا الهيكل وتحديد توجهاته.
وبين أن الهدف الاستراتيجي الثاني لوزارة الشباب والرياضة يتمثل في تعزيز قيم التسامح والسلم والأمن لدى الشباب من خلال المساهمة في نشر الثقافة الصحية والوعي بالتحديات البيئية عبر دعم الأنشطة الرياضية في المؤسسات الشبابية والحدائق العمومية والأحياء وتكثيف الأنشطة الوقائية والتحسيس بالأمراض النفسية والجسدية والجنسية. وأشار إلى أهمية التربية على وسائل الإعلام وذكر انه تم تركيز 44 "تلفزة واب" و80 "رادو واب" في دور شباب وهناك عمل على تعميم التجربة على جميع دور الشباب البالغ عددها خمس مائة دار شباب .
ويتمثل الهدف الاستراتجي الثالث حسب ما أشار إليه الوزير في المساهمة إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية وتطوير قيم الاعتماد على الذات وريادة الأعمال من خلال إرساء ثقافة المبادرة. وبين أن هدف الوزارة هو ابعاد الشباب عن التواكل والتعويل على الدولة لتشغيلهم فجميع العاطلين عن العمل ينتظرون دورهم للانتداب في الوظيفة العمومية وهو حق مشروع لكنهم يدركون وضعية ميزانية الدولة..
وذكر الوزير أن الهدف الاستراتجي الرابع يتمثل في التشجيع على الإبداع وتثمين المبادرات الشبابية وقال إنه آن الأوان لبعث صندوق وطني لتمويل المبادرات الشبابية المجددة وإحداث جائزة وطنية للإبداع الشبابي وإحداث جائزة أفضل مشروع مؤسسة شبابية في المحافل الوطنية والدولية وتنظيم صالون وطني سنوي للابتكارات الرقمية والتكنولوجية بالمؤسسات الشبابية ودعم مشاركة الشباب المبدع خاصة في مجال الروبتويك وإحداث قاعدة بيانات للشباب المبدع وإعداد محامل رقمية حول اختصاص نجاح الشباب المبدع وإبراز قصص النجاح وهي متعددة وإحداث فضاءات للإبداع الرقمي وإحداث قناة تلفزية واب تجمع بين مختلف تلفزات الواب الناشطة بالمؤسسات الشبابية.
السياحة والترفيه
ويتمثل الهدف الاستراتيجي الخامس حسب ما أشار إليه الوزير كمال دقش في تطوير منظومة الترفيه والسياحة الشبابية داخليا وخارجيا من خلال تنمية قدرات الفاعلين في مجال السياحة والترفيه الشبابي وتأهيل العمل بالمؤسسات الشبابية وتطوير قدرات المنشطين في مجال تأطير برامج السياحة الشبابية والتجوال، وقال إن السياحة الشبابية مهمة جدا وهي تهم وزارة الشباب وكذلك وزارة السياحة لأن وزارة الشباب بالمركبات الشبابية التي تعود إليها بالنظر بصدد استقطاب عدد مهول من الشباب وهي الوحيدة التي تخول للشباب التمتع بالأنشطة السياحية إذ أن سبعين بالمائة من الشباب التونسي لا يعرف البحر بمن فيهم شبان بريف المهدية وهناك شبان لا يعرفون المناطق الجبلية ولم يزوروا الصحراء وليست لديهم الإمكانيات المادية للتصييف ولهذا السبب تقوم الوزارة بدور اجتماعي وذلك رغبة منها في التقليص بين التفاوت الموجود بين الجهات وفتح المجال للشباب لكي يتمتع بثروات بلاده السياحية.
ويتمثل الهدف الاستراتجي السادس حسب الوزير في تطوير صيغ عمل المؤسسات الشبابية ومراجعة الإطار التشريعي لدور الشباب لأنه مكبل جدا ولأن دار الشباب تغلق أبوابها على الساعة السادسة مساء ويوم الأحد أو يوم الاثنين . كما أشار إلى أهمية تعميم مراكز الإقامة بدور الشباب وتنمية قدرات أعوان الوزارة والترفيع في ميزانية الوزارة ودعم استقلالية دور الشباب المالية ومراجعة مجالات التنشيط الريفي والتنشيط في الأحياء.
إحداثات جديدة
كما قدم وزير الشباب والرياضة للنواب بسطة عن واقع المؤسسات الشبابية وأطلعهم على الإحداثات الجديدة والمتمثلة في دار شباب بالرديف بولاية قفصة ودار شباب منزل شاكر بولاية صفاقس ودار شباب البطاح بولاية جندوبة ودار شباب تاكلسة بولاية نابل إلى جانب إحداث ستة نواد شبابية بكل من ببنزرت وقفصة و3 نواد بتطاوين وأشار الى وجود إقبال كبير على نوادي الروبوتيك.
وبعد حديثه عن الشباب بين الوزير أن الرياضة بدورها فيها العديد من المشاكل التي يمكن العمل على تجاوزها، وتتمثل المحاور الإستراتجية للرياضة في إحداث في هياكل رياضية رقمية تعتمد على مواردها المالية وترسيخ ثقافة الممارسة البدنية والرياضة الشاملة ونخبة رياضية متألقة على الصعيدين الاولمبي والدولي ومنشآت رياضية بمواصفات دولية تغطي كافة الولايات حسب مقاييس مضبوطة وقال إن الرياضة قطاع اقتصادي سياحي تنموي..
وذكر الوزير أنه في إطار الهدف الاستراتجي الأول المتعلق بنشر ودمقرطة الممارسة الرياضية وتعميمها على كافة الفئات الاجتماعية والعمرية هناك حرص على النهوض برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبين أن الهدف الاستراتيجي الثاني يتمثل في تنمية الموارد المالية للهياكل الرياضية وضمان استدامتها من خلال تنويع مصادرها وحوكمة التصرف فيها وتطرق في هذا الصدد لقطاع الرهان الرياضي وتنظيمه من خلال إصدار قانون يتعلق بتنظيم ألعاب الحظ والرهانات للحد من المسالك غير القانونية وتأثيرها على شركة النهوض بالرياضة وموارد هذه الشركة، كما أشار إلى إحداث صنف شركات الرياضة المحترفة بما يوفر موارد مالية أضافية تضمن استقلالية بعض الفرق الرياضية المحترفة.
وفي ما يتعلق ببرنامج التربية البدنية والتكوين والبحث فيتمثل الهدف الاستراتجي الأول حسب قول الوزير في إعداد سياسات شاملة للتربية البدنية لأن 88 بالمائة من الأطفال من الفئة العمرية 6ـ 12 سنة لا يمارسون الأنشطة البدنية، وأشار الى النقص المسجل على مستوى إطار تدريس التربية البدنية وقال إن العدد الجملي لإطارات التربية البدنية ومهن الرياضة التي يجب انتدابها لبلوغ نسبة تغطية تساوي مائة بالمائة بالابتدائي والإعدادي والثانوي والهياكل الرياضية المدرسية يبلغ 1594 إطارا. وذكر أن الهدف الاستراتيجي الثاني يتعلق بتطوير البرامج الرسمية للتربية البدنية، وقال إن الهدف الأخير يتمثل في تشغيل خريجي المعاهد العليا للتربية البدنية بما يمكن من تعميم تدريس التربية البدنية في جميع المؤسسات التربوية وقال إنه لا بد من إيجاد حلول لبطالة خرجي تلك المعاهد.