إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. الأمناء العامّون وحكاية الأعرابيّ ورمضان

 

 

بقلم: نبيل عمرو

تقول حكاية إنّ أعرابيّاً وجد طريقةً للتهرّب من صيام رمضان بعدما عرف أنّ أحد شروط الإفطار المسموح به شرعاً هو "السفر".

تنطبق حكاية هذا الأعرابي تماماً على قادة الفصائل الفلسطينية في زمن الانقسام الذين يبدو أنّهم أقسموا على أن يقطعوه أسفاراً وحواراً.

لحسن حظّهم أنّهم وجدوا عواصم ترحّب بهم، وتهيئ لهم إقامة مريحة هادئة لعلّها تساعدهم على اتّخاذ قرارات سديدة بعيداً عن "دوشة" الاحتلال والاجتياحات والجنازات وصخب النزاع المحموم على السلطة والنفوذ. فمن يجرّب هدوء الضيافة في الفنادق الباذخة وكرمها لا بدّ أن يعشق الحوار ما دام يتمّ في أجواء كهذه.

القاهرة عاصمة جهود المصالحة والتهدئة سوف تستضيف الأمناء العامّين للفصائل، وأساسها حركتا فتح وحماس من حيث الحجم وإمكانيات السلطة، لكنّ أهمّها حركة الجهاد الإسلامي التي تسيّدت وقائع ومجريات الحروب الأخيرة مع إسرائيل في غزّة وجنين.

لا تخفي "الجهاد الإسلامي" تحالفها مع إيران، ولا يشعر قادتها بأيّ حرج عندما يُقال إنّهم توأم الحزب، وأمينه العامّ.

حركة حماس التي تبسط رداءها على المعارك جميعاً، سواء شاركت فيها أو لم تشارك، هي كذلك، إلّا أنّها وسّعت مساحة مرونتها بما يناسب بقاء سلطتها في غزّة ويوفّر لها فرصاً مستقبلية في الضفة لتكون منافساً على النفوذ الأوّل فيها.

في أمر "الجهاد" و"حماس"، سينسى الفصيلان ما بينهما من اختلافات حادّة، وستظهران في محادثات القاهرة العتيدة فريقاً واحداً يمثّل "المقاومة" التي يقولون إنّها تعاني ما تعاني من ملاحقة "سلطة رام الله"، ولو أنّها تقول كلاماً طيّباً عن بعض "فتح"، وتقول ما صنع الحدّاد بسلطتها وعلاقاتها بدءاً من "الرئيس المنتهية ولايته" إلى الأجهزة الرسمية التي تواصل التنسيق الأمني مع إسرائيل على الرغم من القرارات المعلنة بالتوقّف عن ذلك.

خيارات فتح.. أحلاها مرّ

أمّا فتح، المنتشرة سرّاً وعلناً في كلّ جوانب وزوايا الحالة الفلسطينية، السياسية والقتالية، وبين الفدائيين وفي أجهزة الأمن، وتقوِّم علاقتها مع الخصوم وتندّد بها، "فتح" التي يقاتل جزء منها في كلّ مكان يجري فيه قتال، ويترقّب رئيسها مبادرة سياسية سانحة تقوم على المفاوضات، ستجد نفسها في اجتماع القاهرة المرتقب أمام مفترق طرق يبدو أنّ أحلى الخيارات فيه مرّ:

- فإمّا أن تساير دعاة القتال ولو بعبارات لفظية، وهذا يعني انقلاباً على الاتجاه الذي ما تزال سلطتها ماضية فيه.

- وإمّا أن تطمئن رعاة اعتدالها بأنّها ماضية في نهجها من خلال السلطة التي لا تستطيع التضحية بما يتوافر لها من دعم دولي سياسي واقتصادي مهما بدا متراجعاً حتى حدوده الدنيا.

تدرك الفصائل الأخرى وزنها في معادلة القوّة، وبعضها مضطرّ إلى أن يتعايش مع فتح - السلطة، ويتبعها أينما ذهبت، والبعض الآخر مضطرّ إلى التعايش مع "حماس" و"الجهاد" لأنّهما صاحبتا الختم المعتمد في تمييز "المقاومين" من "المستسلمين".

في القاهرة ستحتدم معركة صاخبة للدفاع عن الأجندات والسياسات والمصالح، وسيضطرّ المضيفون الذين أوشكوا على اليأس النهائي من حكاية المصالحة، إلى اللجوء للأرشيف حيث العديد من الخلاصات كانت تزفّ اتفاقاً بين الأشقّاء ثمّ تأسف على تدميره في اليوم التالي!

بالعودة إلى حكاية الأعرابي ورمضان، تمرّ الحالة الفلسطينية في زمن الفصائل والسلطة وأميركا وإسرائيل وإيران، وفي زمن الجهاد والمفاوضات، وفي زمن التنسيق الأمني والعدول عنه، وفي زمن محاسبة أميركا على "خذلانها" وبريطانيا على وعد بلفور، وفي زمن الكفر بالمجتمع الدولي واللجوء إليه في الوقت نفسه، وفي زمن انقسام الجسم الواحد بين الشيء وعكسه، وكما قطّع الأعرابي رمضان أسفاراً، ستقطّع الفصائل عجزها اجتماعاتٍ وحوارا.

*وزير الإعلام الفلسطيني السابق

 ----------------------

بعد السويد.. متطرفون في الدانمارك يحرقون نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن

كوبنهاغن(وكالات). أحرقت مجموعة دنماركية يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، مقطع فيديو وثق عملية تدنيس القرآن والعلم العراقي وحرقهما أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن. وذكرت وكالة “الأناضول” أن أعضاء المجموعة التي تطلق على نفسها “Danske Patrioter” (الوطنيون الدنماركيون) قد رفعوا لافتات معادية للإسلام، ورددوا شعارات مسيئة.

وقام أنصار المجموعة بإلقاء العلم العراقي والمصحف على الأرض والدوس عليهما، كما بثوا الاعتداء الذي استهدف القرآن على المباشر عبر حساب المجموعة على منصة “فيسبوك”.

وقالت المجموعة إنها نفذت الاعتداء احتجاجا على مهاجمة السفارة السويدية في بغداد.ونفذت المجموعة اعتداءها وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة.

وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة سبق لها الاعتداء على القرآن الكريم والعلم التركي أمام السفارة التركية لدى كوبنهاغن. وقام المدعو سلوان موميكا، الخميس، بتدنيس نسخة من القرآن والعلم العراقي أمام سفارة بغداد لدى ستوكهولم، في واقعة هي الثانية للشخص نفسه، بعدما نفذ عملية أولى أواخر يونيو الماضي، عقب سماح السلطات السويدية له باستهداف مقدسات المسلمين.

غضب واحتجاجات

الى ذلك تواترت ردود الأفعال الغاضبة عربيا و دوليا الى جانب الدعوات للتظاهر احتجاجا على المس من المقدسات , وأدانت دول عربية تكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية استوكهولم وسط دعوات للمجتمع الدولي بـ«اتخاذ موقف أكثر حزماً بتجريم جميع الأعمال التي تُحرض على الكراهية."

تونس: نرفض الاستفزاز البغيض لمشاعر المسلمين

أكدت تونس رفضها التام للتعدي الصارخ والاستفزاز البغيض لمشاعر المسلمين بتدنيس المصحف الشريف باسم حق التظاهر، وتحت مبرر حرية التعبير.

ودعت الخارجية التونسية– في بيان، كل دول العالم لاحترام المقدسات حتى لا تتكرر هذه الجرائم التي تتعارض مع قيم التعايش والتسامح.

وقالت الخارجية إنّ هذه الجريمة النكراء التي يعاد ارتكابها بصفة ممنهجة، مرة يوم عيد الأضحى وأخرى بعد احتفال المسلمين بدخول السنة الهجرية الجديدة، لن تزيد إلاّ في تغذية التطرف والإرهاب، مشيرة إلى أن من قام بهذه الجريمة كمن يقف وراءها يسعى إلى التناحر بين الأديان ودعم الحركات المتطرفة حتى تستفيد منها بأي طريقة كانت داخل الأمة الإسلامية سواء بواسطة الانتخابات أو بواسطة الإرهاب.

وأعربت الخارجية عن استغرابها من أنّ هذه الجرائم التي ترتكب في حق الإسلام والمسلمين تأتي من ذات المصدر والغايات السياسية مفضوحة لتقويض أمن واستقرار المجتمعات وتقويض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول، لافتة إلى أن ترتيبات هؤلاء المجرمين صارت معلومة وأهدافهم بدورها صارت مفضوحة ولكنهم لن يضرّوا مع الله شيئا.

غضب عربي ودولي واستنفار

وسلّمت السعودية الجمعة القائم بأعمال السفارة السويدية في الرياض، مذكرة احتجاج على منح سلطات بلاده متطرفين تصاريح رسمية تخولهم حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم. وتضمنت المذكرة مطالبة السويد باتخاذ جميع الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة، التي تخالف التعاليم الدينية كافة، والقوانين والأعراف الدولية.

كانت وزارة الخارجية السعودية قد استنكرت بشدة، الخميس، تلك التصرفات المتكررة وغير المسؤولة، معتبرة إياها استفزازاً ممنهجاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، مؤكدة رفض الرياض القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحد من الحوار بين الشعوب.

واستدعت الإمارات القائم بالأعمال السويدي لديها، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على استمرار الاعتداءات والإساءات التي يقوم بها متطرفون في بلاده بإحراق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، مستنكرة بشدة مواصلة الحكومة السويدية السماح بممارسة هذه الأعمال المسيئة، وتهربها من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد.

وأعرب العراق عن استيائه واستنكاره الشديدين للاعتداء على القرآن الكريم في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك ما من شأنه أن يوقف هذه الممارسات التي تسبب الكراهية بين شعوب العالم.

وقالت وزارة الخارجية العراقية الجمعة إنها «استدعت القائم بالأعمال في سفارتها بالعاصمة السويدية استوكهولم، كما طلبت من السفيرة السويدية في بغداد مغادرة الأراضي العراقية». وأوضحت «الخارجية العراقية» أن «ذلك جاء بناءً على توجيه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني؛ رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية». في حين تظاهر عراقيون عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على حرق المصحف.

وفي طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، استدعاء السفير السويدي للاحتجاج على التصريح الذي منحته بلاده لتجمع موميكا، ولتحذير استوكهولم من تداعيات خطوات من هذا القبيل. وقال كنعاني: «ندين بشدة التدنيس المتكرر للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في السويد، ونحمل الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن عواقب إثارة مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم».

كما أعربت قطر في بيان عن «استيائها واستنكارها لتكرار السماح بالاعتداء على القرآن الكريم في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك ما من شأنه أن يوقف هذه الممارسات التي تعبر عن الكراهية والتمييز الديني، على الرغم من تكرار إدانة الدول العربية والإسلامية، واستنكار المجتمع الدولي، وصدور قرار مجلس حقوق الإنسان الذي يدين أعمال الكراهية الدينية".

وأدانت سلطنة عُمان أدانت الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين ومقدساتهم وما تمثله من تحريض على العنف والكراهية. وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إنها «تتوقع أن تتخذ السويد إجراءات رادعة لمنع جرائم الكراهية ضد الإسلام. وقال وزير العدل التركي، يلماز تونج، الجمعة إن «بلاده أصدرت أوامر اعتقال بحق السياسي الدنماركي راسموس بالودان و9 آخرين يشتبه في قيامهم بحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في استوكهولم، يناير (كانون ثاني) الماضي».

كما أعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية عن بالغ قلقها إزاء «تكرار حوادث ازدراء الأديان وتفشي ظاهرة (الإسلاموفوبيا)، وتعالي خطاب (الكراهية) في الكثير من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان». وأيضاً أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الجمعة سماح الحكومة السويدية مرة أخرى، «الإساءة إلى القرآن الكريم؛ ما يشكل انتهاكاً مستمراً لمشاعر المسلمين وكرامتهم".

وفي السياق نفسه، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، هذا الفعل الشائن «استفزازاً ضخماً وغير مقبول لمشاعر المسلمين في كل مكان حول العالم». وأكد أبو الغيط الجمعة أن «التراخي مع خطاب (الكراهية والتطرف) لا يدخل في باب حرية الرأي والتعبير والتسامح، وأن الخلط بين هذه المفاهيم يغذي دائرة (التطرف والعنف) من جانب هؤلاء الدين يتحينون الفرصة لبث سمومهم ونشر أفكارهم الهدامة".

واقتحمت مجموعات من أنصار التيار الصدري ليلة الأربعاء إلى الخميس، السفارة السويدية في بغداد احتجاجا على الاعتداءات التي تستهدف القرآن الكريم، حيث أضرمت النيران في بعض أقسامها.

إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن “طهران لن تستقبل السفير السويدي الجديد ولن توفد سفيرها لستوكهولم”، وذلك على خلفية تكرار واقعة حرق القرآن الكريم في السويد.

وشدد أيضا على ضرورة أن تقوم السلطات السويدية بمحاسبة الشخص الذي قام بالإساءة للمصحف الشريف للمرة الثانية”، مضيفا أن “الشعب الإيراني أثبت من خلال تظاهراته الحاشدة أنه لا يتحمل أبدًا انتهاك حرمة الكتب السماوية والقرٱن الكريم”.

وقبل فترة، بعد أن قام موميكا بحرق نسخة من القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، استدعى مدير عام دائرة غرب أوروبا في الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السويدي لدى طهران وأبلغه احتجاج إيران، على ذلك وانتقد الحكومة السويدية على السماح بمثل هذه الإساءات بحجة حرية التعبير.

كما أن الخارجية الإيرانية أرجأت إرسال سفيرها الجديد إلى ستوكهولم احتجاجا على ذلك. ولقيت الإساءة للقرآن موجة واسعة من الاستنكار والإدانة لدى مسلمي العالم تجاه العمل المستهجن.

البابا فرنسيس: السماح بحرق المصحف في السويد مرفوض ومدان

وفي وقت سابق قال البابا فرنسيس إن السماح بحرق المصحف في العاصمة السويدية ستوكهولم أمر "مرفوض ومدان"، مضيفا أنه يجب ألا يتم "استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين". وقال البابا في تصريح صحفي "أشعر بالغضب والاشمئزاز من هذه التصرفات، فأي كتاب يعتبر مقدسا من أصحابه يجب أن يُحترم احتراما للمؤمنين به". وأضاف أنه يجب ألا يتم "استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين، والسماح بهذا مرفوض ومدان".

ورفضت الشرطة السويدية طلبات كثيرة في الآونة الأخيرة لتنظيم احتجاجات لتدنيس المصحف، لكن المحاكم نقضت هذه القرارات، قائلة إنها تنتهك حرية التعبير.ودعت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إلى اتخاذ تدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس المصحف، مضيفة أنه يتعين تطبيق القانون الدولي الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية.

 

 

 

 

 

 

 رأي..   الأمناء العامّون وحكاية الأعرابيّ ورمضان

 

 

بقلم: نبيل عمرو

تقول حكاية إنّ أعرابيّاً وجد طريقةً للتهرّب من صيام رمضان بعدما عرف أنّ أحد شروط الإفطار المسموح به شرعاً هو "السفر".

تنطبق حكاية هذا الأعرابي تماماً على قادة الفصائل الفلسطينية في زمن الانقسام الذين يبدو أنّهم أقسموا على أن يقطعوه أسفاراً وحواراً.

لحسن حظّهم أنّهم وجدوا عواصم ترحّب بهم، وتهيئ لهم إقامة مريحة هادئة لعلّها تساعدهم على اتّخاذ قرارات سديدة بعيداً عن "دوشة" الاحتلال والاجتياحات والجنازات وصخب النزاع المحموم على السلطة والنفوذ. فمن يجرّب هدوء الضيافة في الفنادق الباذخة وكرمها لا بدّ أن يعشق الحوار ما دام يتمّ في أجواء كهذه.

القاهرة عاصمة جهود المصالحة والتهدئة سوف تستضيف الأمناء العامّين للفصائل، وأساسها حركتا فتح وحماس من حيث الحجم وإمكانيات السلطة، لكنّ أهمّها حركة الجهاد الإسلامي التي تسيّدت وقائع ومجريات الحروب الأخيرة مع إسرائيل في غزّة وجنين.

لا تخفي "الجهاد الإسلامي" تحالفها مع إيران، ولا يشعر قادتها بأيّ حرج عندما يُقال إنّهم توأم الحزب، وأمينه العامّ.

حركة حماس التي تبسط رداءها على المعارك جميعاً، سواء شاركت فيها أو لم تشارك، هي كذلك، إلّا أنّها وسّعت مساحة مرونتها بما يناسب بقاء سلطتها في غزّة ويوفّر لها فرصاً مستقبلية في الضفة لتكون منافساً على النفوذ الأوّل فيها.

في أمر "الجهاد" و"حماس"، سينسى الفصيلان ما بينهما من اختلافات حادّة، وستظهران في محادثات القاهرة العتيدة فريقاً واحداً يمثّل "المقاومة" التي يقولون إنّها تعاني ما تعاني من ملاحقة "سلطة رام الله"، ولو أنّها تقول كلاماً طيّباً عن بعض "فتح"، وتقول ما صنع الحدّاد بسلطتها وعلاقاتها بدءاً من "الرئيس المنتهية ولايته" إلى الأجهزة الرسمية التي تواصل التنسيق الأمني مع إسرائيل على الرغم من القرارات المعلنة بالتوقّف عن ذلك.

خيارات فتح.. أحلاها مرّ

أمّا فتح، المنتشرة سرّاً وعلناً في كلّ جوانب وزوايا الحالة الفلسطينية، السياسية والقتالية، وبين الفدائيين وفي أجهزة الأمن، وتقوِّم علاقتها مع الخصوم وتندّد بها، "فتح" التي يقاتل جزء منها في كلّ مكان يجري فيه قتال، ويترقّب رئيسها مبادرة سياسية سانحة تقوم على المفاوضات، ستجد نفسها في اجتماع القاهرة المرتقب أمام مفترق طرق يبدو أنّ أحلى الخيارات فيه مرّ:

- فإمّا أن تساير دعاة القتال ولو بعبارات لفظية، وهذا يعني انقلاباً على الاتجاه الذي ما تزال سلطتها ماضية فيه.

- وإمّا أن تطمئن رعاة اعتدالها بأنّها ماضية في نهجها من خلال السلطة التي لا تستطيع التضحية بما يتوافر لها من دعم دولي سياسي واقتصادي مهما بدا متراجعاً حتى حدوده الدنيا.

تدرك الفصائل الأخرى وزنها في معادلة القوّة، وبعضها مضطرّ إلى أن يتعايش مع فتح - السلطة، ويتبعها أينما ذهبت، والبعض الآخر مضطرّ إلى التعايش مع "حماس" و"الجهاد" لأنّهما صاحبتا الختم المعتمد في تمييز "المقاومين" من "المستسلمين".

في القاهرة ستحتدم معركة صاخبة للدفاع عن الأجندات والسياسات والمصالح، وسيضطرّ المضيفون الذين أوشكوا على اليأس النهائي من حكاية المصالحة، إلى اللجوء للأرشيف حيث العديد من الخلاصات كانت تزفّ اتفاقاً بين الأشقّاء ثمّ تأسف على تدميره في اليوم التالي!

بالعودة إلى حكاية الأعرابي ورمضان، تمرّ الحالة الفلسطينية في زمن الفصائل والسلطة وأميركا وإسرائيل وإيران، وفي زمن الجهاد والمفاوضات، وفي زمن التنسيق الأمني والعدول عنه، وفي زمن محاسبة أميركا على "خذلانها" وبريطانيا على وعد بلفور، وفي زمن الكفر بالمجتمع الدولي واللجوء إليه في الوقت نفسه، وفي زمن انقسام الجسم الواحد بين الشيء وعكسه، وكما قطّع الأعرابي رمضان أسفاراً، ستقطّع الفصائل عجزها اجتماعاتٍ وحوارا.

*وزير الإعلام الفلسطيني السابق

 ----------------------

بعد السويد.. متطرفون في الدانمارك يحرقون نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن

كوبنهاغن(وكالات). أحرقت مجموعة دنماركية يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، مقطع فيديو وثق عملية تدنيس القرآن والعلم العراقي وحرقهما أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن. وذكرت وكالة “الأناضول” أن أعضاء المجموعة التي تطلق على نفسها “Danske Patrioter” (الوطنيون الدنماركيون) قد رفعوا لافتات معادية للإسلام، ورددوا شعارات مسيئة.

وقام أنصار المجموعة بإلقاء العلم العراقي والمصحف على الأرض والدوس عليهما، كما بثوا الاعتداء الذي استهدف القرآن على المباشر عبر حساب المجموعة على منصة “فيسبوك”.

وقالت المجموعة إنها نفذت الاعتداء احتجاجا على مهاجمة السفارة السويدية في بغداد.ونفذت المجموعة اعتداءها وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة.

وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة سبق لها الاعتداء على القرآن الكريم والعلم التركي أمام السفارة التركية لدى كوبنهاغن. وقام المدعو سلوان موميكا، الخميس، بتدنيس نسخة من القرآن والعلم العراقي أمام سفارة بغداد لدى ستوكهولم، في واقعة هي الثانية للشخص نفسه، بعدما نفذ عملية أولى أواخر يونيو الماضي، عقب سماح السلطات السويدية له باستهداف مقدسات المسلمين.

غضب واحتجاجات

الى ذلك تواترت ردود الأفعال الغاضبة عربيا و دوليا الى جانب الدعوات للتظاهر احتجاجا على المس من المقدسات , وأدانت دول عربية تكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية استوكهولم وسط دعوات للمجتمع الدولي بـ«اتخاذ موقف أكثر حزماً بتجريم جميع الأعمال التي تُحرض على الكراهية."

تونس: نرفض الاستفزاز البغيض لمشاعر المسلمين

أكدت تونس رفضها التام للتعدي الصارخ والاستفزاز البغيض لمشاعر المسلمين بتدنيس المصحف الشريف باسم حق التظاهر، وتحت مبرر حرية التعبير.

ودعت الخارجية التونسية– في بيان، كل دول العالم لاحترام المقدسات حتى لا تتكرر هذه الجرائم التي تتعارض مع قيم التعايش والتسامح.

وقالت الخارجية إنّ هذه الجريمة النكراء التي يعاد ارتكابها بصفة ممنهجة، مرة يوم عيد الأضحى وأخرى بعد احتفال المسلمين بدخول السنة الهجرية الجديدة، لن تزيد إلاّ في تغذية التطرف والإرهاب، مشيرة إلى أن من قام بهذه الجريمة كمن يقف وراءها يسعى إلى التناحر بين الأديان ودعم الحركات المتطرفة حتى تستفيد منها بأي طريقة كانت داخل الأمة الإسلامية سواء بواسطة الانتخابات أو بواسطة الإرهاب.

وأعربت الخارجية عن استغرابها من أنّ هذه الجرائم التي ترتكب في حق الإسلام والمسلمين تأتي من ذات المصدر والغايات السياسية مفضوحة لتقويض أمن واستقرار المجتمعات وتقويض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول، لافتة إلى أن ترتيبات هؤلاء المجرمين صارت معلومة وأهدافهم بدورها صارت مفضوحة ولكنهم لن يضرّوا مع الله شيئا.

غضب عربي ودولي واستنفار

وسلّمت السعودية الجمعة القائم بأعمال السفارة السويدية في الرياض، مذكرة احتجاج على منح سلطات بلاده متطرفين تصاريح رسمية تخولهم حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم. وتضمنت المذكرة مطالبة السويد باتخاذ جميع الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة، التي تخالف التعاليم الدينية كافة، والقوانين والأعراف الدولية.

كانت وزارة الخارجية السعودية قد استنكرت بشدة، الخميس، تلك التصرفات المتكررة وغير المسؤولة، معتبرة إياها استفزازاً ممنهجاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، مؤكدة رفض الرياض القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحد من الحوار بين الشعوب.

واستدعت الإمارات القائم بالأعمال السويدي لديها، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على استمرار الاعتداءات والإساءات التي يقوم بها متطرفون في بلاده بإحراق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، مستنكرة بشدة مواصلة الحكومة السويدية السماح بممارسة هذه الأعمال المسيئة، وتهربها من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد.

وأعرب العراق عن استيائه واستنكاره الشديدين للاعتداء على القرآن الكريم في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك ما من شأنه أن يوقف هذه الممارسات التي تسبب الكراهية بين شعوب العالم.

وقالت وزارة الخارجية العراقية الجمعة إنها «استدعت القائم بالأعمال في سفارتها بالعاصمة السويدية استوكهولم، كما طلبت من السفيرة السويدية في بغداد مغادرة الأراضي العراقية». وأوضحت «الخارجية العراقية» أن «ذلك جاء بناءً على توجيه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني؛ رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية». في حين تظاهر عراقيون عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على حرق المصحف.

وفي طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، استدعاء السفير السويدي للاحتجاج على التصريح الذي منحته بلاده لتجمع موميكا، ولتحذير استوكهولم من تداعيات خطوات من هذا القبيل. وقال كنعاني: «ندين بشدة التدنيس المتكرر للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في السويد، ونحمل الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن عواقب إثارة مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم».

كما أعربت قطر في بيان عن «استيائها واستنكارها لتكرار السماح بالاعتداء على القرآن الكريم في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك ما من شأنه أن يوقف هذه الممارسات التي تعبر عن الكراهية والتمييز الديني، على الرغم من تكرار إدانة الدول العربية والإسلامية، واستنكار المجتمع الدولي، وصدور قرار مجلس حقوق الإنسان الذي يدين أعمال الكراهية الدينية".

وأدانت سلطنة عُمان أدانت الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين ومقدساتهم وما تمثله من تحريض على العنف والكراهية. وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إنها «تتوقع أن تتخذ السويد إجراءات رادعة لمنع جرائم الكراهية ضد الإسلام. وقال وزير العدل التركي، يلماز تونج، الجمعة إن «بلاده أصدرت أوامر اعتقال بحق السياسي الدنماركي راسموس بالودان و9 آخرين يشتبه في قيامهم بحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في استوكهولم، يناير (كانون ثاني) الماضي».

كما أعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية عن بالغ قلقها إزاء «تكرار حوادث ازدراء الأديان وتفشي ظاهرة (الإسلاموفوبيا)، وتعالي خطاب (الكراهية) في الكثير من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان». وأيضاً أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الجمعة سماح الحكومة السويدية مرة أخرى، «الإساءة إلى القرآن الكريم؛ ما يشكل انتهاكاً مستمراً لمشاعر المسلمين وكرامتهم".

وفي السياق نفسه، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، هذا الفعل الشائن «استفزازاً ضخماً وغير مقبول لمشاعر المسلمين في كل مكان حول العالم». وأكد أبو الغيط الجمعة أن «التراخي مع خطاب (الكراهية والتطرف) لا يدخل في باب حرية الرأي والتعبير والتسامح، وأن الخلط بين هذه المفاهيم يغذي دائرة (التطرف والعنف) من جانب هؤلاء الدين يتحينون الفرصة لبث سمومهم ونشر أفكارهم الهدامة".

واقتحمت مجموعات من أنصار التيار الصدري ليلة الأربعاء إلى الخميس، السفارة السويدية في بغداد احتجاجا على الاعتداءات التي تستهدف القرآن الكريم، حيث أضرمت النيران في بعض أقسامها.

إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن “طهران لن تستقبل السفير السويدي الجديد ولن توفد سفيرها لستوكهولم”، وذلك على خلفية تكرار واقعة حرق القرآن الكريم في السويد.

وشدد أيضا على ضرورة أن تقوم السلطات السويدية بمحاسبة الشخص الذي قام بالإساءة للمصحف الشريف للمرة الثانية”، مضيفا أن “الشعب الإيراني أثبت من خلال تظاهراته الحاشدة أنه لا يتحمل أبدًا انتهاك حرمة الكتب السماوية والقرٱن الكريم”.

وقبل فترة، بعد أن قام موميكا بحرق نسخة من القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، استدعى مدير عام دائرة غرب أوروبا في الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السويدي لدى طهران وأبلغه احتجاج إيران، على ذلك وانتقد الحكومة السويدية على السماح بمثل هذه الإساءات بحجة حرية التعبير.

كما أن الخارجية الإيرانية أرجأت إرسال سفيرها الجديد إلى ستوكهولم احتجاجا على ذلك. ولقيت الإساءة للقرآن موجة واسعة من الاستنكار والإدانة لدى مسلمي العالم تجاه العمل المستهجن.

البابا فرنسيس: السماح بحرق المصحف في السويد مرفوض ومدان

وفي وقت سابق قال البابا فرنسيس إن السماح بحرق المصحف في العاصمة السويدية ستوكهولم أمر "مرفوض ومدان"، مضيفا أنه يجب ألا يتم "استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين". وقال البابا في تصريح صحفي "أشعر بالغضب والاشمئزاز من هذه التصرفات، فأي كتاب يعتبر مقدسا من أصحابه يجب أن يُحترم احتراما للمؤمنين به". وأضاف أنه يجب ألا يتم "استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين، والسماح بهذا مرفوض ومدان".

ورفضت الشرطة السويدية طلبات كثيرة في الآونة الأخيرة لتنظيم احتجاجات لتدنيس المصحف، لكن المحاكم نقضت هذه القرارات، قائلة إنها تنتهك حرية التعبير.ودعت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إلى اتخاذ تدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس المصحف، مضيفة أنه يتعين تطبيق القانون الدولي الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية.