استخدمت في الحرب العالمية الثانية وخلال حرب فيتنام حيث أرسلت واشنطن 260 مليون قنبلة عنقودية على لاووس واستعملتها إسرائيلي في حرب تموز في 2006 واستعملت في حرب الخليج وفي الحرب على العراق وقد خبر العالم مخاطرها وبشاعتها لا سيما وأن ما لا ينفجر منها يمكن أن يشكل خطرا على حياة المدنيين بعد عقود طويلة.. ومع ذلك فقد جاء قرار الرئيس الأمريكي مؤيدا لتزويد الحليف الأوكراني بها لحسم الحرب مع روسيا.. موقف لا يخل من أنانية مفرطة ولكن الواقع أيضا أن واشنطن لم توقع اتفاقية حظر هذا النوع من السلاح الذي طورته ..
الرئيس بايدن يقول إن القرار كان صعبا ولكن لم يكن منه بد وبذلك أعلن موافقته تمكين الرئيس الأوكراني زيلنسكي من القنابل العنقودية التي تعد من الأسلحة المحرمة دوليا بهدف تعزيز قدرات كييف العسكرية على كسب الحرب أمام روسيا. قرار سيد البيت الأبيض يتعارض مع القانون الأمريكي الذي يحظر إنتاج الذخائر العنقودية أو استخدامها أو نقلها ولكنه يصبح لاغيا في خضم لعبة المصالح وما تفرضه الموازنات المطلوبة في الحرب الراهنة التي يمر عليها أكثر من خمس مائة يوم دون أدنى مؤشرات على تراجعها ..
الإعلان الرسمي لهذا القرار جاء خلال قمة الحلف الأطلسي قبل أسبوع في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وبرر الرئيس الأمريكي هذا القرار بعدم توفر ما يكفي من الذخيرة لتزويد أوكرانيا بها.. وقد أعلنت واشنطن أنها سترسل الذخائر العنقودية من طرازي M864 وM483A1 إلى أوكرانيا.. القرار أثار جدلا في عديد الأوساط الحقوقية ولكن أيضا في صفوف حلفاء واشنطن لا سيما ألمانيا التي لم تخف تحفظها إزاء هذه الخطوة.. من الواضح أنه لا خطوط حمراء بالنسبة للإدارة الأمريكية في تزويد زيلنسكي بكل أنواع السلاح لكسب هذه الحرب التي لا تتوقف ولكن ليس من الواضح ما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن لكييف بعد القنابل العنقودية ..
ولعله من المهم الإشارة وحسب تصريحات العسكريين أن القنابل العنقودية ليست الأسلحة التي يمكن أن تحسم الحرب أو تحدد نتيجتها ولكن القنابل العنقودية في المقابل لها تأثير على الأفراد وتشكل خطرا على المدنيين وهو ما خبره سكان لبنان خلال الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان وقبل ذلك ما خبره ضحايا حرب فيتنام والعراق وأفغانستان.. ولهذا فإن أكثر من مائة دولة تمنع اللجوء الى هذه القنابل التي تفجر الجسم الذي تصطدم به ...
آخر التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية تشير وحسب مسؤول أمريكي فإن أوكرانيا بدأت استخدام الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة بوصفها جزءاً من هجومها المضاد ضد روسيا، وأن هناك تواصلاً بين الجانبين الأمريكي والأوكراني لمتابعة مدى نجاح القوات الأوكرانية في استخدام هذه الذخائر ومدى فاعلية الأخيرة في ساحة المعركة.. يقول المسؤول الأمريكي أن إطلاق الذخائر العنقودية بدأ في جنوب شرقي أوكرانيا في محاولة لتفكيك مواقع روسيا، وأن الذخائر ستسمح للقوات الأوكرانية باستهداف تجمعات أكبر للقوات والمعدات الروسية بعدد أقل من طلقات الذخيرة.. في محاولة لتهدئة الانتقادات يحاول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الترويج بأن الأوكرانيين تعهدوا كتابياً باستخدام الذخائر العنقودية فقط في "الأماكن المناسبة لا في المناطق المأهولة.. وهي مسألة لا تعدو أن تكون سوى هروب الى الأمام والأكيد أن الحروب والصراعات ليست العنوان الأفضل لالتزام باحترام مثل هذه الالتزامات والاتفاقات التي تغيب عندما يتعلق الأمر بكسب المعركة الميدانية ..
هناك اعتقاد بأن واشنطن تمتلك الكثير من هذه القنابل وبعض الأرقام تتحدث عن ثلاثة مليون قنبلة عنقودية ستعاني منها الأجيال القادمة وستتحمل تداعياتها الخطيرة الى أجل غير مسمى، فالقنابل العنقودية تقترب كثيرا من الألغام وهي طريقة لتوزيع أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة من صاروخ تقليدي أو متطور أو قذيفة مدفعية في منتصف رحلة الصاروخ أو القذيفة وحتى سقوطه فوق منطقة واسعة.. ويفترض أن تنفجر هذه القنابل الصغيرة عند الاصطدام بشيء، ويمكن ألا تنفجر لحظة سقوطها وقد تنفجر في وقت لاحق وهي خطر يلاحق المدنيين ويؤدي الى قتل أو تشويه المصابين ..
استخدام هذه القنابل يصنف ضمن جرائم الحرب بالنظر الى مخاطرها البشعة على المدنيين وخاصة على الأطفال.. حتى هذه المرحلة من الحرب يبدو أن روسيا كما أوكرانيا يستخدمان هذه القنابل العنقودية علما وأن أحدا من البلدين لم يوقع اتفاقية حظرها والأمر ذاته ينسحب على واشنطن التي تحرص على تزويد كييف بهذا النوع من السلاح.. السؤال الذي يفرض نفسه ماذا ستقدم واشنطن لأوكرانيا بعد القنبلة العنقودية وما هو السيناريو القادم في الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تكشف كل الأطراف فيها عما يتوفر لها من سلاح ومن قدرات عسكرية مدمرة .
آسيا العتروس
استخدمت في الحرب العالمية الثانية وخلال حرب فيتنام حيث أرسلت واشنطن 260 مليون قنبلة عنقودية على لاووس واستعملتها إسرائيلي في حرب تموز في 2006 واستعملت في حرب الخليج وفي الحرب على العراق وقد خبر العالم مخاطرها وبشاعتها لا سيما وأن ما لا ينفجر منها يمكن أن يشكل خطرا على حياة المدنيين بعد عقود طويلة.. ومع ذلك فقد جاء قرار الرئيس الأمريكي مؤيدا لتزويد الحليف الأوكراني بها لحسم الحرب مع روسيا.. موقف لا يخل من أنانية مفرطة ولكن الواقع أيضا أن واشنطن لم توقع اتفاقية حظر هذا النوع من السلاح الذي طورته ..
الرئيس بايدن يقول إن القرار كان صعبا ولكن لم يكن منه بد وبذلك أعلن موافقته تمكين الرئيس الأوكراني زيلنسكي من القنابل العنقودية التي تعد من الأسلحة المحرمة دوليا بهدف تعزيز قدرات كييف العسكرية على كسب الحرب أمام روسيا. قرار سيد البيت الأبيض يتعارض مع القانون الأمريكي الذي يحظر إنتاج الذخائر العنقودية أو استخدامها أو نقلها ولكنه يصبح لاغيا في خضم لعبة المصالح وما تفرضه الموازنات المطلوبة في الحرب الراهنة التي يمر عليها أكثر من خمس مائة يوم دون أدنى مؤشرات على تراجعها ..
الإعلان الرسمي لهذا القرار جاء خلال قمة الحلف الأطلسي قبل أسبوع في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وبرر الرئيس الأمريكي هذا القرار بعدم توفر ما يكفي من الذخيرة لتزويد أوكرانيا بها.. وقد أعلنت واشنطن أنها سترسل الذخائر العنقودية من طرازي M864 وM483A1 إلى أوكرانيا.. القرار أثار جدلا في عديد الأوساط الحقوقية ولكن أيضا في صفوف حلفاء واشنطن لا سيما ألمانيا التي لم تخف تحفظها إزاء هذه الخطوة.. من الواضح أنه لا خطوط حمراء بالنسبة للإدارة الأمريكية في تزويد زيلنسكي بكل أنواع السلاح لكسب هذه الحرب التي لا تتوقف ولكن ليس من الواضح ما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن لكييف بعد القنابل العنقودية ..
ولعله من المهم الإشارة وحسب تصريحات العسكريين أن القنابل العنقودية ليست الأسلحة التي يمكن أن تحسم الحرب أو تحدد نتيجتها ولكن القنابل العنقودية في المقابل لها تأثير على الأفراد وتشكل خطرا على المدنيين وهو ما خبره سكان لبنان خلال الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان وقبل ذلك ما خبره ضحايا حرب فيتنام والعراق وأفغانستان.. ولهذا فإن أكثر من مائة دولة تمنع اللجوء الى هذه القنابل التي تفجر الجسم الذي تصطدم به ...
آخر التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية تشير وحسب مسؤول أمريكي فإن أوكرانيا بدأت استخدام الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة بوصفها جزءاً من هجومها المضاد ضد روسيا، وأن هناك تواصلاً بين الجانبين الأمريكي والأوكراني لمتابعة مدى نجاح القوات الأوكرانية في استخدام هذه الذخائر ومدى فاعلية الأخيرة في ساحة المعركة.. يقول المسؤول الأمريكي أن إطلاق الذخائر العنقودية بدأ في جنوب شرقي أوكرانيا في محاولة لتفكيك مواقع روسيا، وأن الذخائر ستسمح للقوات الأوكرانية باستهداف تجمعات أكبر للقوات والمعدات الروسية بعدد أقل من طلقات الذخيرة.. في محاولة لتهدئة الانتقادات يحاول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الترويج بأن الأوكرانيين تعهدوا كتابياً باستخدام الذخائر العنقودية فقط في "الأماكن المناسبة لا في المناطق المأهولة.. وهي مسألة لا تعدو أن تكون سوى هروب الى الأمام والأكيد أن الحروب والصراعات ليست العنوان الأفضل لالتزام باحترام مثل هذه الالتزامات والاتفاقات التي تغيب عندما يتعلق الأمر بكسب المعركة الميدانية ..
هناك اعتقاد بأن واشنطن تمتلك الكثير من هذه القنابل وبعض الأرقام تتحدث عن ثلاثة مليون قنبلة عنقودية ستعاني منها الأجيال القادمة وستتحمل تداعياتها الخطيرة الى أجل غير مسمى، فالقنابل العنقودية تقترب كثيرا من الألغام وهي طريقة لتوزيع أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة من صاروخ تقليدي أو متطور أو قذيفة مدفعية في منتصف رحلة الصاروخ أو القذيفة وحتى سقوطه فوق منطقة واسعة.. ويفترض أن تنفجر هذه القنابل الصغيرة عند الاصطدام بشيء، ويمكن ألا تنفجر لحظة سقوطها وقد تنفجر في وقت لاحق وهي خطر يلاحق المدنيين ويؤدي الى قتل أو تشويه المصابين ..
استخدام هذه القنابل يصنف ضمن جرائم الحرب بالنظر الى مخاطرها البشعة على المدنيين وخاصة على الأطفال.. حتى هذه المرحلة من الحرب يبدو أن روسيا كما أوكرانيا يستخدمان هذه القنابل العنقودية علما وأن أحدا من البلدين لم يوقع اتفاقية حظرها والأمر ذاته ينسحب على واشنطن التي تحرص على تزويد كييف بهذا النوع من السلاح.. السؤال الذي يفرض نفسه ماذا ستقدم واشنطن لأوكرانيا بعد القنبلة العنقودية وما هو السيناريو القادم في الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تكشف كل الأطراف فيها عما يتوفر لها من سلاح ومن قدرات عسكرية مدمرة .