إن علامات الانحطاط الثقافي الكاشفة عن نفسها بعنف، تعكس فعلا أزمة عميقة في مجتمعنا.
لدينا فائض في التدين الظاهري ونقص حاد في الأخلاق والسلوك الحسن .
تشير الأخلاق إلى ما هو مقبول أو غير مقبول، داخل مجتمع، من حيث السلوك، ليس بالضرورة من وجهة نظر قانونية ولكن أساسا من وجهة نظر إنسانية أو ثقافية.
في قوانيننا هناك جريمة التجاهر بما ينافي الحياء ينصّ عليها الفصل 226 مكرر من المجلة الجزائية، ويعاقب مرتكبها بالسجن النافذ .
مرة أخرى يشهد ركح مسرح قرطاج جريمة أخلاقية، بعد فضيحة ذلك الممثل السوري حسين مرعي ومسرحيته "يا كبير" عندما صدم جمهور المسرح بخلع ملابسه وبقائه عاريا لحوالي 6 دقائق!!. نصدم مرة أخرى بعرض ممثل مغمور باسم الضحك على مسرح قرطاج وأمام جمهور اختلط فيه الأب والابن والأم والزوجة والشقيق ليلقي بقاذوراته أمامه ..
إن واحدة من المشاكل التي يطرحها العنف الثقافي في إطار هذه السوق النفعية هو وجوده المطلق، وأنه غير لائق، ومروع .
عندما نضع أنفسنا من وجهة نظر استقبال الأعمال الفنية، نفترض نوعين من ردود الفعل المعاكسة أمام هذه الصور: اللامبالاة أو تقليد المتفرج.
كانت هذه التخمة المفاجئة، التي تُعزى جزئيا إلى سهولة نقل الصورة بدون ضوابط لتلقى أمام الجمهور، بما يجعلها موضوع انتقادات كثيرة. الأعمال التي تتناول موضوع العنف أكان ماديا أو لفظيا بشكل صريح وأكثر أو أقل واقعية تتهم بتحريض المتفرج وتطعن في ثوابته وفي الغالب يكون الضحية الشباب والمراهقون وهم يسعون بعد ذلك لتقليد أعمال العنف هذه مادامت قد أبهرت الجمهور.!!.
إن رسالة الثقافة أساسا هي أن ترتقي بنا وبمن حولنا .
ترتقي أخلاقيا وسلوكيا وذوقا وحسّا ..
الكلمات أو الإشارات في عمل فني ما هي إلا جزء لا يتجزأ من صورة المجتمع ككل، تماما كما هي الممارسات المشتركة الأخرى .
تشير الثقافة إلى الممارسات المادية والروحية للمجتمع الذي ولدنا ونعيش فيه. الثقافة تتطور بما نضيف ونبدع ..
أليست الثقافة حقيقة وواقعا مرآة لهوية المجتمع والأفراد، تعكس سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم وأنماط حياتهم .
هنالك ثقافة الإنتاج والعمل، وثقافة الاستهلاك وثقافة التخلف والانحطاط والسقوط، وكذلك ثقافة الخلق والإبداع والفن والأدب ..
تحتاج الثقافة إلى قيم أخلاقية هي بمثابة محاذير تنظر إلى عواقب الأمور وتراعي مشاعر الناس بل كذلك تضمن للفاعل الثقافي عدم السقوط في الخطأ والابتذال إذ قد يكون هو أول من يدفع ثمن ذلك .
إن الانجاز الثقافي هو نوع من الروايات الملحمية العظيمة التي يتقن فيها الإنسان نفسه ويخرج ناميا أو منتصبا من التجارب التي تضعها الطبيعة والحياة وحتى التاريخ الإنساني في طريقه.
هل نضطر يوما أن نطالب لثقافتنا بميثاق الأخلاقيات بما يتماشى مع قيمنا ومبادئنا ويوفي لهويتنا.
ليس الإبداع أن تقول وتأتي شيئاً جميلا فقط، إنما أن تكون أنت النور الذي يجعل غيرك يهتدي بخير ما تملكه.
يرويها: أبو بكر الصغير
إن علامات الانحطاط الثقافي الكاشفة عن نفسها بعنف، تعكس فعلا أزمة عميقة في مجتمعنا.
لدينا فائض في التدين الظاهري ونقص حاد في الأخلاق والسلوك الحسن .
تشير الأخلاق إلى ما هو مقبول أو غير مقبول، داخل مجتمع، من حيث السلوك، ليس بالضرورة من وجهة نظر قانونية ولكن أساسا من وجهة نظر إنسانية أو ثقافية.
في قوانيننا هناك جريمة التجاهر بما ينافي الحياء ينصّ عليها الفصل 226 مكرر من المجلة الجزائية، ويعاقب مرتكبها بالسجن النافذ .
مرة أخرى يشهد ركح مسرح قرطاج جريمة أخلاقية، بعد فضيحة ذلك الممثل السوري حسين مرعي ومسرحيته "يا كبير" عندما صدم جمهور المسرح بخلع ملابسه وبقائه عاريا لحوالي 6 دقائق!!. نصدم مرة أخرى بعرض ممثل مغمور باسم الضحك على مسرح قرطاج وأمام جمهور اختلط فيه الأب والابن والأم والزوجة والشقيق ليلقي بقاذوراته أمامه ..
إن واحدة من المشاكل التي يطرحها العنف الثقافي في إطار هذه السوق النفعية هو وجوده المطلق، وأنه غير لائق، ومروع .
عندما نضع أنفسنا من وجهة نظر استقبال الأعمال الفنية، نفترض نوعين من ردود الفعل المعاكسة أمام هذه الصور: اللامبالاة أو تقليد المتفرج.
كانت هذه التخمة المفاجئة، التي تُعزى جزئيا إلى سهولة نقل الصورة بدون ضوابط لتلقى أمام الجمهور، بما يجعلها موضوع انتقادات كثيرة. الأعمال التي تتناول موضوع العنف أكان ماديا أو لفظيا بشكل صريح وأكثر أو أقل واقعية تتهم بتحريض المتفرج وتطعن في ثوابته وفي الغالب يكون الضحية الشباب والمراهقون وهم يسعون بعد ذلك لتقليد أعمال العنف هذه مادامت قد أبهرت الجمهور.!!.
إن رسالة الثقافة أساسا هي أن ترتقي بنا وبمن حولنا .
ترتقي أخلاقيا وسلوكيا وذوقا وحسّا ..
الكلمات أو الإشارات في عمل فني ما هي إلا جزء لا يتجزأ من صورة المجتمع ككل، تماما كما هي الممارسات المشتركة الأخرى .
تشير الثقافة إلى الممارسات المادية والروحية للمجتمع الذي ولدنا ونعيش فيه. الثقافة تتطور بما نضيف ونبدع ..
أليست الثقافة حقيقة وواقعا مرآة لهوية المجتمع والأفراد، تعكس سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم وأنماط حياتهم .
هنالك ثقافة الإنتاج والعمل، وثقافة الاستهلاك وثقافة التخلف والانحطاط والسقوط، وكذلك ثقافة الخلق والإبداع والفن والأدب ..
تحتاج الثقافة إلى قيم أخلاقية هي بمثابة محاذير تنظر إلى عواقب الأمور وتراعي مشاعر الناس بل كذلك تضمن للفاعل الثقافي عدم السقوط في الخطأ والابتذال إذ قد يكون هو أول من يدفع ثمن ذلك .
إن الانجاز الثقافي هو نوع من الروايات الملحمية العظيمة التي يتقن فيها الإنسان نفسه ويخرج ناميا أو منتصبا من التجارب التي تضعها الطبيعة والحياة وحتى التاريخ الإنساني في طريقه.
هل نضطر يوما أن نطالب لثقافتنا بميثاق الأخلاقيات بما يتماشى مع قيمنا ومبادئنا ويوفي لهويتنا.
ليس الإبداع أن تقول وتأتي شيئاً جميلا فقط، إنما أن تكون أنت النور الذي يجعل غيرك يهتدي بخير ما تملكه.