درجات الحرارة هي المحدد الأول لجنس صغار السلاحف وبعض السحليات..
تونس- الصباح
ما تعيشه تونس وكل دول العالم من ارتفاع واضح في درجات الحرارة يصل إلى مستوى الـ 12 درجة مقارنة بالمعدلات العادية. كان له تأثيره الواضح على التنوع البيولوجي البحري. وهو تغيير يصفه عالم الأحياء والبيئة البحرية عماد جريبي انه وصل إلى مستوى مرتفع من الخطورة بشكل يمكن معه أن نصل إلى تسجيل انقراض لأنواع هامة من الكائنات البحرية.
ويضيف في تصريحه لـ"الصباح" أن ارتفاع درجات الحرارة يكون مؤثرا جدا وخطيرا جدا على اغلب الكائنات الحية بما فيها البحرية. ويكشف أن هناك كائنات درجات الحرارة هي المحدد الأول للجنس فيها. فمثلا السلاحف وبعض أنواع السحليات وعدد من الأنواع البحرية التي تبيض، تحدد فيها درجات الحرارة جنس الصغير. وعلى سبيل المثال بيض السلاحف المتواجد عل الشاطئ، كل ما ارتفعت درجات الحرارة يتجه نحو تفقيص اغلب البيض للإناث وفي درجة حرارة معينة يمكن أن نصل إلى تفقيص كل البيض وبنسبة 100% إناث. والعكس صحيح كل ما انخفضت درجات الحرارة يتجه جنس البيض نحو الذكور وتواصل ارتفاع درجات الحرارة دون توفير الحماية اللازمة لبيض السلاحف مثلا يمكن أن نصل به إلى اختلال تام في توازنها نحصل خلاله على صغار سلاحف من جنس الإناث فقط.
ويضيف عماد جريبي أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر أيضا على مواعيد هجرة الكائنات البحرية ووجهتها وأماكن تواجدها ووفرة غذائها..، وهو ما قد يتسبب في انقلاب كلي في الموازنات البيئية ومستوى تفاعلها فيما بينها.
ويشمل التأثير أيضا الطحالب والنباتات البحرية التي تعتبر رئة البحر والمصدر الأهم لإنتاج الأوكسجين في البحر وتمكين بقية الأحياء من التنفس. وفي تضاؤل عددها أو انقراضها تهديد واضح لحياة بقية الكائنات والأسماك.
ولا يستبعد الجريبي أن يكون تكاثر "الحريقة" وانتشارها في شواطئنا بسبب ارتفاع درجات الحرارة أيضا، فلها تأثير واضح على نسق تكاثرها حسب تحليله العلمي، ويمكن بالتالي تفسير التواجد المكثف للحريقة في عدد من شواطئنا بارتفاع درجات الحرارة. أما بالنسبة لظاهرة نفوق عدد من السلاحف على شواطئنا فيعيد ذلك بدرجة أولى إلى تداخلها مع عدد من المصائد ثم بدرجة ثانية بمستوى التلوث الذي يعانيه عدد من شواطئنا. ويشدد عالم الأحياء والبيئة البحرية، أن الحرارة من العوامل البيئية والمناخية المؤثر في أغلب الكائنات الحية.
ويقول الجريبي أن خطورة ارتفاع درجات الحرارة لا تؤثر فقط على الحياة البحرية، فتداعياتها مباشرة على الإنسان فهي بصدد التسبب في تصحر البحر ونقص في منتوجاته البحرية من الأسماك وتقلص في أحجامها، والتي تعد موردا غذائيا أساسيا لأكثر من 60% من سكان البحر الذين يعيشون على السواحل. كما تتسبب في نفس الوقت في ارتفاع لمستوى البحر وتقدمه على حساب اليابسة.
وحذر في هذا السياق من خطر تواصل الصيد العشوائي وغير المبوب بمواسم، والذي يتسبب في هدم للمنظومة البحرية وفي قتل للسلاحف وفي مزيد تصحر البحر.
ويذكر عالم الأحياء والبيئة البحرية، أن هناك توقعات أن درجات الحرارة سترتفع بحلول سنة 2100 بمعدل 2 درجة على المعدلات العادية (وقد تصل إلى 6 درجات في أقصاها) وهو معدل خطير جدا وقادر على أن يقلب كل المعادلات وأن يقضي على جزء كبير من الكائنات الحية البحرية. وقد يتسبب حسب أحدث التقديرات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في انقراض أكثر من نصف الأنواع البحرية في العالم.
ويعتبر عماد جريبي أننا خلال السنوات القادمة سنكون أمام فرضيتان إما أن تتجه عدد من الكائنات البحرية إلى التأقلم مع هذا الارتفاع في درجات الحرارة، المتسبب فيه الأول الإنسان، أو تتجه نحو الانقراض وبالتالي فناء عدد من المنظومات البحرية.
وللإشارة تحذر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، من مزيد ارتفاع درجات الحرارة الذي يزيد من خطر فقدان النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية بشكل لا رجعة فيه. وتقول، انه لوحظت تغيرات واسعة النطاق، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية وأشجار المانغروف التي تدعم الحياة في المحيطات، وهجرة الأنواع إلى خطوط العرض والارتفاعات العليا حيث يمكن أن تكون المياه أكثر برودة. وتشير إلى أن أكثر من نصف الأنواع البحرية في العالم قد تكون على وشك الانقراض بحلول عام 2100. عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مائوية اليوم، فإن ما يقدر بنحو 60 في المائة من النظم الإيكولوجية البحرية في العالم قد تدهورت بالفعل أو يتم استخدامها بشكل غير مستدام. يهدد الاحترار بمقدار 1.5 درجة مائوية بتدمير 70 إلى 90 في المائة من الشعاب المرجانية، وتعني الزيادة بمقدار درجتين مائويتين خسارة ما يقرب من 100 في المائة، أي نقطة اللاعودة.
ريم سوودي
درجات الحرارة هي المحدد الأول لجنس صغار السلاحف وبعض السحليات..
تونس- الصباح
ما تعيشه تونس وكل دول العالم من ارتفاع واضح في درجات الحرارة يصل إلى مستوى الـ 12 درجة مقارنة بالمعدلات العادية. كان له تأثيره الواضح على التنوع البيولوجي البحري. وهو تغيير يصفه عالم الأحياء والبيئة البحرية عماد جريبي انه وصل إلى مستوى مرتفع من الخطورة بشكل يمكن معه أن نصل إلى تسجيل انقراض لأنواع هامة من الكائنات البحرية.
ويضيف في تصريحه لـ"الصباح" أن ارتفاع درجات الحرارة يكون مؤثرا جدا وخطيرا جدا على اغلب الكائنات الحية بما فيها البحرية. ويكشف أن هناك كائنات درجات الحرارة هي المحدد الأول للجنس فيها. فمثلا السلاحف وبعض أنواع السحليات وعدد من الأنواع البحرية التي تبيض، تحدد فيها درجات الحرارة جنس الصغير. وعلى سبيل المثال بيض السلاحف المتواجد عل الشاطئ، كل ما ارتفعت درجات الحرارة يتجه نحو تفقيص اغلب البيض للإناث وفي درجة حرارة معينة يمكن أن نصل إلى تفقيص كل البيض وبنسبة 100% إناث. والعكس صحيح كل ما انخفضت درجات الحرارة يتجه جنس البيض نحو الذكور وتواصل ارتفاع درجات الحرارة دون توفير الحماية اللازمة لبيض السلاحف مثلا يمكن أن نصل به إلى اختلال تام في توازنها نحصل خلاله على صغار سلاحف من جنس الإناث فقط.
ويضيف عماد جريبي أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر أيضا على مواعيد هجرة الكائنات البحرية ووجهتها وأماكن تواجدها ووفرة غذائها..، وهو ما قد يتسبب في انقلاب كلي في الموازنات البيئية ومستوى تفاعلها فيما بينها.
ويشمل التأثير أيضا الطحالب والنباتات البحرية التي تعتبر رئة البحر والمصدر الأهم لإنتاج الأوكسجين في البحر وتمكين بقية الأحياء من التنفس. وفي تضاؤل عددها أو انقراضها تهديد واضح لحياة بقية الكائنات والأسماك.
ولا يستبعد الجريبي أن يكون تكاثر "الحريقة" وانتشارها في شواطئنا بسبب ارتفاع درجات الحرارة أيضا، فلها تأثير واضح على نسق تكاثرها حسب تحليله العلمي، ويمكن بالتالي تفسير التواجد المكثف للحريقة في عدد من شواطئنا بارتفاع درجات الحرارة. أما بالنسبة لظاهرة نفوق عدد من السلاحف على شواطئنا فيعيد ذلك بدرجة أولى إلى تداخلها مع عدد من المصائد ثم بدرجة ثانية بمستوى التلوث الذي يعانيه عدد من شواطئنا. ويشدد عالم الأحياء والبيئة البحرية، أن الحرارة من العوامل البيئية والمناخية المؤثر في أغلب الكائنات الحية.
ويقول الجريبي أن خطورة ارتفاع درجات الحرارة لا تؤثر فقط على الحياة البحرية، فتداعياتها مباشرة على الإنسان فهي بصدد التسبب في تصحر البحر ونقص في منتوجاته البحرية من الأسماك وتقلص في أحجامها، والتي تعد موردا غذائيا أساسيا لأكثر من 60% من سكان البحر الذين يعيشون على السواحل. كما تتسبب في نفس الوقت في ارتفاع لمستوى البحر وتقدمه على حساب اليابسة.
وحذر في هذا السياق من خطر تواصل الصيد العشوائي وغير المبوب بمواسم، والذي يتسبب في هدم للمنظومة البحرية وفي قتل للسلاحف وفي مزيد تصحر البحر.
ويذكر عالم الأحياء والبيئة البحرية، أن هناك توقعات أن درجات الحرارة سترتفع بحلول سنة 2100 بمعدل 2 درجة على المعدلات العادية (وقد تصل إلى 6 درجات في أقصاها) وهو معدل خطير جدا وقادر على أن يقلب كل المعادلات وأن يقضي على جزء كبير من الكائنات الحية البحرية. وقد يتسبب حسب أحدث التقديرات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في انقراض أكثر من نصف الأنواع البحرية في العالم.
ويعتبر عماد جريبي أننا خلال السنوات القادمة سنكون أمام فرضيتان إما أن تتجه عدد من الكائنات البحرية إلى التأقلم مع هذا الارتفاع في درجات الحرارة، المتسبب فيه الأول الإنسان، أو تتجه نحو الانقراض وبالتالي فناء عدد من المنظومات البحرية.
وللإشارة تحذر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، من مزيد ارتفاع درجات الحرارة الذي يزيد من خطر فقدان النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية بشكل لا رجعة فيه. وتقول، انه لوحظت تغيرات واسعة النطاق، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية وأشجار المانغروف التي تدعم الحياة في المحيطات، وهجرة الأنواع إلى خطوط العرض والارتفاعات العليا حيث يمكن أن تكون المياه أكثر برودة. وتشير إلى أن أكثر من نصف الأنواع البحرية في العالم قد تكون على وشك الانقراض بحلول عام 2100. عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مائوية اليوم، فإن ما يقدر بنحو 60 في المائة من النظم الإيكولوجية البحرية في العالم قد تدهورت بالفعل أو يتم استخدامها بشكل غير مستدام. يهدد الاحترار بمقدار 1.5 درجة مائوية بتدمير 70 إلى 90 في المائة من الشعاب المرجانية، وتعني الزيادة بمقدار درجتين مائويتين خسارة ما يقرب من 100 في المائة، أي نقطة اللاعودة.