إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من جملة أكثر من 66 ألف ناجح في الباكالوريا: 5.55 بالمائة فقط نجحوا بامتياز.. فأي تداعيات على التوجيه الجامعي؟

 

تونس-الصباح

أكثر من 66 ألف تلميذ نجحوا في امتحان الباكالوريا دورة 2023 غالبيتهم نجحوا بملاحظة متوسط فيما قلة تمكنت من اقتلاع التميز بما أن 5.55 بالمائة فقط من الناجحين في باكالوريا 2023 تمكنوا من النجاح بملاحظة حسن جدا.. مؤشرات تعكس الإشكاليات التي تنتظر كثيرين لاحقا على مستوى التوجيه الجامعي...

في هذا الخصوص تشير الإحصائيات التي نشرتها وزارة التربية مؤخرا بخصوص النتائج المسجلة في دورة المراقبة الى جانب المؤشرات والأرقام التي تتعلق بالدورتين الى أن نسبة النجاح بتميز أي بملاحظة حسن جدا (وهو ما يعني الحصول على معدل يساوي أو يفوق 16 من 20) هزيلة بل تكاد تكون منعدمة في بعض الشعب..

في هذا الخصوص تكشف الإحصائيات المسجلة خلال الدورتين الى أن نسبة المترشحين الذي تحصلوا على ملاحظة حسن جدا في شعبة الاقتصاد والتصرف تقدر بـ 0.71 بالمائة لتتراجع هذه النسبة أكثر في شعبة الآداب ليبلغ عدد الناجحين بتميز فيها الـ 0.03 بالمائة بما أنه من إجمالي الناجحين في شعب الآداب 3 مترشحين فقط نجحوا بامتياز..

أما فيما يتعلق بباقي الشعب العلمية فانه يمكن القول أن شعبة الرياضيات تعتبر أحسن حال من باقي الشعب بما أن قرابة 19 بالمائة نجحوا بامتياز وهو ما يعتبر أعلى نسبة مسجلة في الشعب العلمية ليعود التميز الى التقهقر في باقي الشعب العلمية بما أن قرابة 6 بالمائة فقط من التلاميذ نجحوا بتفوق في شعبة العلوم التقنية في حين قرابة 3 بالمائة فقد تحصلوا على ملاحظة حسن جدا في شعبة الرياضة..

في المقابل هذا التدني المفزع في الأرقام والإحصائيات الخاصة بعدد المترشحين الناجحين في الباكالوريا بملاحظة حسن جدا يقابله نسب مرتفعة في عدد الناجحين في الباكالوريا بملاحظة متوسط وذلك في جميع الشعب دون استثناء..

وفي هذا الاتجاه جدير بالذكر أن نسبة التلاميذ الناجحين بملاحظة متوسط في شعبة الآداب يقدر بـ 91.35 بالمائة  ويبلغ أيضا 57.46 بالمائة في شعبة العلوم التجريبية كما تصل الى81.63 بالمائة بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف و35.78 بالمائة في شعبة الرياضيات و53.06 بالمائة في شعبة علوم الإعلامية.. لتتجاوز بذلك نسبة التلاميذ الناجحين في امتحان الباكالوريا بملاحظة متوسط نصف المترشحين بما أن الأرقام المسجلة تكشف أن68.01 بالمائة من التلاميذ الناجحين في امتحان الباكالوريا قد نجحوا بملاحظة  متوسط...

نسبة صادمة ستكون لها تداعياتها لاحقا على منظومة التوجيه بما أن الـ 5.55المائة من التلاميذ الناجحين بامتياز سيختارون الشعب المتعارف عليها من طب وهندسة في حين سيختار البقية التي تحصلت على ملاحظة حسن والتي تقدر نسبتها بـ 9.46 بالمائة باقي الشعب لا سيما الاختصاصات شبه الطبية ليجد أكثر من نصف الناجحين أنفسهم في مأزق حقيقي يتمثل في انعدام اختيارات تتلاءم معهم..

في هذا الخصوص وفي قراءته للنسب والأرقام السالفة الذكر لم يبد البيداغوجي المتقاعد فريد السديري لـ"الصباح" استغرابا من الإحصائيات الموجودة سلفا بل يشير الى  أنها تعكس واقعا تربويا لطالما طالب الفاعلون فيه بضرورة إدخال إصلاحات جوهرية علية. وأوضح محدثنا أن أكثر من نصف المترشحين نجحوا بملاحظة  متوسط هو نتاج عدة عوامل من بينها غياب أي نفس إصلاحي يطال منظومة البرامج التي لم تعد تواكب بالمرة المتغيرات فضلا عن كونها أصبحت عنصرا منفرا للتلميذ هذا بالتوازي مع عدم ايلاء مسألة تكوين المكونين الأهمية اللازمة الأمر الذي من شأنه أن يحدث الفارق في حال كانت الإطارات التربوية على نفس الدرجة من الكفاءة لاسيما على مستوى اللغات، موضحا أن هذه الإحصائيات ستسهم في الترفيع من نسبة العاطلين عن العمل نظرا للإشكاليات التي ستخلقها لاحقا على مستوى التوجيه الجامعي.

 ليخلص محدثنا إلى القول بأن النتائج السالفة الذكر تمثل ترجمة واضحة لمدى تدني المنظومة التربوية ولغياب أي إرادة جدية للنهوض بقطاع حيوي وحساس كالقطاع التربوي موضحا أنه في حال تواصلت هذه النتائج على مدار السنوات الماضية فإن اختصاصات على أهميتها كالطب والهندسة ستندثر شيئا فشيئا على حد تشخيصه.

تجدر الإشارة الى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  كانت قد أعلنت من خلال دليل التوجيه الجامعي لسنة 2023 أن الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي تمتد من يوم الأربعاء 26 جويلية إلى يوم الأحد 30 جويلية وسيتم الإعلان عن نتائجها يوم الجمعة 4 أوت المقبل..

منال حرزي

من جملة أكثر من 66 ألف ناجح في الباكالوريا:  5.55 بالمائة فقط نجحوا بامتياز.. فأي تداعيات على التوجيه الجامعي؟

 

تونس-الصباح

أكثر من 66 ألف تلميذ نجحوا في امتحان الباكالوريا دورة 2023 غالبيتهم نجحوا بملاحظة متوسط فيما قلة تمكنت من اقتلاع التميز بما أن 5.55 بالمائة فقط من الناجحين في باكالوريا 2023 تمكنوا من النجاح بملاحظة حسن جدا.. مؤشرات تعكس الإشكاليات التي تنتظر كثيرين لاحقا على مستوى التوجيه الجامعي...

في هذا الخصوص تشير الإحصائيات التي نشرتها وزارة التربية مؤخرا بخصوص النتائج المسجلة في دورة المراقبة الى جانب المؤشرات والأرقام التي تتعلق بالدورتين الى أن نسبة النجاح بتميز أي بملاحظة حسن جدا (وهو ما يعني الحصول على معدل يساوي أو يفوق 16 من 20) هزيلة بل تكاد تكون منعدمة في بعض الشعب..

في هذا الخصوص تكشف الإحصائيات المسجلة خلال الدورتين الى أن نسبة المترشحين الذي تحصلوا على ملاحظة حسن جدا في شعبة الاقتصاد والتصرف تقدر بـ 0.71 بالمائة لتتراجع هذه النسبة أكثر في شعبة الآداب ليبلغ عدد الناجحين بتميز فيها الـ 0.03 بالمائة بما أنه من إجمالي الناجحين في شعب الآداب 3 مترشحين فقط نجحوا بامتياز..

أما فيما يتعلق بباقي الشعب العلمية فانه يمكن القول أن شعبة الرياضيات تعتبر أحسن حال من باقي الشعب بما أن قرابة 19 بالمائة نجحوا بامتياز وهو ما يعتبر أعلى نسبة مسجلة في الشعب العلمية ليعود التميز الى التقهقر في باقي الشعب العلمية بما أن قرابة 6 بالمائة فقط من التلاميذ نجحوا بتفوق في شعبة العلوم التقنية في حين قرابة 3 بالمائة فقد تحصلوا على ملاحظة حسن جدا في شعبة الرياضة..

في المقابل هذا التدني المفزع في الأرقام والإحصائيات الخاصة بعدد المترشحين الناجحين في الباكالوريا بملاحظة حسن جدا يقابله نسب مرتفعة في عدد الناجحين في الباكالوريا بملاحظة متوسط وذلك في جميع الشعب دون استثناء..

وفي هذا الاتجاه جدير بالذكر أن نسبة التلاميذ الناجحين بملاحظة متوسط في شعبة الآداب يقدر بـ 91.35 بالمائة  ويبلغ أيضا 57.46 بالمائة في شعبة العلوم التجريبية كما تصل الى81.63 بالمائة بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف و35.78 بالمائة في شعبة الرياضيات و53.06 بالمائة في شعبة علوم الإعلامية.. لتتجاوز بذلك نسبة التلاميذ الناجحين في امتحان الباكالوريا بملاحظة متوسط نصف المترشحين بما أن الأرقام المسجلة تكشف أن68.01 بالمائة من التلاميذ الناجحين في امتحان الباكالوريا قد نجحوا بملاحظة  متوسط...

نسبة صادمة ستكون لها تداعياتها لاحقا على منظومة التوجيه بما أن الـ 5.55المائة من التلاميذ الناجحين بامتياز سيختارون الشعب المتعارف عليها من طب وهندسة في حين سيختار البقية التي تحصلت على ملاحظة حسن والتي تقدر نسبتها بـ 9.46 بالمائة باقي الشعب لا سيما الاختصاصات شبه الطبية ليجد أكثر من نصف الناجحين أنفسهم في مأزق حقيقي يتمثل في انعدام اختيارات تتلاءم معهم..

في هذا الخصوص وفي قراءته للنسب والأرقام السالفة الذكر لم يبد البيداغوجي المتقاعد فريد السديري لـ"الصباح" استغرابا من الإحصائيات الموجودة سلفا بل يشير الى  أنها تعكس واقعا تربويا لطالما طالب الفاعلون فيه بضرورة إدخال إصلاحات جوهرية علية. وأوضح محدثنا أن أكثر من نصف المترشحين نجحوا بملاحظة  متوسط هو نتاج عدة عوامل من بينها غياب أي نفس إصلاحي يطال منظومة البرامج التي لم تعد تواكب بالمرة المتغيرات فضلا عن كونها أصبحت عنصرا منفرا للتلميذ هذا بالتوازي مع عدم ايلاء مسألة تكوين المكونين الأهمية اللازمة الأمر الذي من شأنه أن يحدث الفارق في حال كانت الإطارات التربوية على نفس الدرجة من الكفاءة لاسيما على مستوى اللغات، موضحا أن هذه الإحصائيات ستسهم في الترفيع من نسبة العاطلين عن العمل نظرا للإشكاليات التي ستخلقها لاحقا على مستوى التوجيه الجامعي.

 ليخلص محدثنا إلى القول بأن النتائج السالفة الذكر تمثل ترجمة واضحة لمدى تدني المنظومة التربوية ولغياب أي إرادة جدية للنهوض بقطاع حيوي وحساس كالقطاع التربوي موضحا أنه في حال تواصلت هذه النتائج على مدار السنوات الماضية فإن اختصاصات على أهميتها كالطب والهندسة ستندثر شيئا فشيئا على حد تشخيصه.

تجدر الإشارة الى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  كانت قد أعلنت من خلال دليل التوجيه الجامعي لسنة 2023 أن الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي تمتد من يوم الأربعاء 26 جويلية إلى يوم الأحد 30 جويلية وسيتم الإعلان عن نتائجها يوم الجمعة 4 أوت المقبل..

منال حرزي