إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. كذبة السياسة ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

الصمت أكثر ما يثير الشك، لكنه أفضل من الكذب.

من طبيعة البشر أنهم لا يريدون فقط أن يتم تقديم الوعود لهم، بل يريدون أيضا أن يتم تقديمها بسخاء كبير وبشروط سهلة ومبسطة قد تكون مجرّد كلمة "نعم" تكفي ..!.

الكذب أداة بقاء سياسية بامتياز .

الجميع يكذب، وفي النهاية، لا و لن نعرف أبدا ما هي الحقيقة كاملة، وأين تكمن .

الكذب في السياسة تكتيك اجتماعي فعال للغاية. كقاعدة عامة، لا يتوقع منا من حولنا أن نكذب عليهم، بينما يمكن أن يكون الكذب مفيدا في بعض الحالات، فإن هذه الآلية تسمح أيضا للكذابين بالإفلات من التتبع والعقاب في كثير من الأحيان .

يمكن أن تتخذ الكذبة أشكالا مختلفة في العلاقات بين السياسيين والمواطنين حتى في الديمقراطيات التمثيلية .

هناك أشكال وأنواع من أكاذيب السياسة .

تلك التي يمكن وصفها بأكاذيب الغزو بمعنى التي تصدر عن طرف أو جهة تطمح للفوز بكرسي حكم وتسعى وتجتهد من اجل ذلك .

وأكاذيب ممارسة السلطة بما تعنيه من وعود وتسويق سياسات وبرامج بمجرّد إطلاق أوهام .

لنتفق بدءا أن الفعل السياسي في المطلق لا يمكن أن نربطه بمسألة الحق والمثال الأخلاقي، بل هي مسألة واقع نعيش، نتعامل معه بكل الطرق والوسائل الممكنة من أجل تحقيق غاية تسمّى المنفعة .

في منظور بعض الساسة ليست الشعوب الاّ مجموعة من القصر ترعاهم زعامات فذة، بجرة لسان تعلن مواقف تزرع فيهم الأوهام .

إن ممارسة السلطة في أيدي البشر هم ليسوا خارقين أو ملائكة. إذا كانت مهمتهم الرئيسية هي تحسين وضع وطنهم ومواطنيهم، تظل الحقيقة هي أن مسألة مستقبلهم لا يمكن إلا أن تقلق. هذا الاهتمام بذات السياسي هو في صميم الانتخابات، حيث أن الممثل مدعو لإعادة فترة ولايته إلى اللعب عندما تنتهي، ستكون أكاذيبها أحد أسلحتها الانتخابية.

في البلدان الديمقراطية ترصد جوائز سنوية لـ"أحسن" و"اكبر" كذبة سياسية، كذلك جائزة أخرى ساخرة لـ"أسوأ أكاذيب" الشخصيات السياسية .

هذا التمييز "الممنوح بروح الدعابة" من قبل لجنة أو هيئة محلفين من متخصصي "تدقيق الحقائق" من المفترض أن "يشجع السياسيين على الكذب بشكل أقل".

ويهدف إلى تشجيع الطبقة السياسية على تقليل الكذب، و زيادة الوعي في الصحافة السياسية بأهمية التدقيق في الحقائق وتشجيع الجمهور العام على التحقق من صحة ما يقوله السياسيون وفضح ذلك. يتم التمييز في بداية كل عام للأكاذيب السياسية للعام السابق .

كم نحن بحاجة لحفل سنوي يتمَ تكريم فيه اكبر الكذابين سياسيا، وأسوأ كذبة وكذلك من حطم الرقم القياسي في عدد الأكاذيب .

شخصيا على الأقل بالنسبة لأكبر كذبة عشناها في تونس في هذا الزمن الصعب، هي "ربيع الخراب العربي " …

قبل أن يكذب المرء عليه أن يحسب حساباً بأنه سيضطر لأن يكذب أكثر، ليحافظ على الكذبة الأولى.

 

 

 

 

حكاياتهم..   كذبة السياسة ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

الصمت أكثر ما يثير الشك، لكنه أفضل من الكذب.

من طبيعة البشر أنهم لا يريدون فقط أن يتم تقديم الوعود لهم، بل يريدون أيضا أن يتم تقديمها بسخاء كبير وبشروط سهلة ومبسطة قد تكون مجرّد كلمة "نعم" تكفي ..!.

الكذب أداة بقاء سياسية بامتياز .

الجميع يكذب، وفي النهاية، لا و لن نعرف أبدا ما هي الحقيقة كاملة، وأين تكمن .

الكذب في السياسة تكتيك اجتماعي فعال للغاية. كقاعدة عامة، لا يتوقع منا من حولنا أن نكذب عليهم، بينما يمكن أن يكون الكذب مفيدا في بعض الحالات، فإن هذه الآلية تسمح أيضا للكذابين بالإفلات من التتبع والعقاب في كثير من الأحيان .

يمكن أن تتخذ الكذبة أشكالا مختلفة في العلاقات بين السياسيين والمواطنين حتى في الديمقراطيات التمثيلية .

هناك أشكال وأنواع من أكاذيب السياسة .

تلك التي يمكن وصفها بأكاذيب الغزو بمعنى التي تصدر عن طرف أو جهة تطمح للفوز بكرسي حكم وتسعى وتجتهد من اجل ذلك .

وأكاذيب ممارسة السلطة بما تعنيه من وعود وتسويق سياسات وبرامج بمجرّد إطلاق أوهام .

لنتفق بدءا أن الفعل السياسي في المطلق لا يمكن أن نربطه بمسألة الحق والمثال الأخلاقي، بل هي مسألة واقع نعيش، نتعامل معه بكل الطرق والوسائل الممكنة من أجل تحقيق غاية تسمّى المنفعة .

في منظور بعض الساسة ليست الشعوب الاّ مجموعة من القصر ترعاهم زعامات فذة، بجرة لسان تعلن مواقف تزرع فيهم الأوهام .

إن ممارسة السلطة في أيدي البشر هم ليسوا خارقين أو ملائكة. إذا كانت مهمتهم الرئيسية هي تحسين وضع وطنهم ومواطنيهم، تظل الحقيقة هي أن مسألة مستقبلهم لا يمكن إلا أن تقلق. هذا الاهتمام بذات السياسي هو في صميم الانتخابات، حيث أن الممثل مدعو لإعادة فترة ولايته إلى اللعب عندما تنتهي، ستكون أكاذيبها أحد أسلحتها الانتخابية.

في البلدان الديمقراطية ترصد جوائز سنوية لـ"أحسن" و"اكبر" كذبة سياسية، كذلك جائزة أخرى ساخرة لـ"أسوأ أكاذيب" الشخصيات السياسية .

هذا التمييز "الممنوح بروح الدعابة" من قبل لجنة أو هيئة محلفين من متخصصي "تدقيق الحقائق" من المفترض أن "يشجع السياسيين على الكذب بشكل أقل".

ويهدف إلى تشجيع الطبقة السياسية على تقليل الكذب، و زيادة الوعي في الصحافة السياسية بأهمية التدقيق في الحقائق وتشجيع الجمهور العام على التحقق من صحة ما يقوله السياسيون وفضح ذلك. يتم التمييز في بداية كل عام للأكاذيب السياسية للعام السابق .

كم نحن بحاجة لحفل سنوي يتمَ تكريم فيه اكبر الكذابين سياسيا، وأسوأ كذبة وكذلك من حطم الرقم القياسي في عدد الأكاذيب .

شخصيا على الأقل بالنسبة لأكبر كذبة عشناها في تونس في هذا الزمن الصعب، هي "ربيع الخراب العربي " …

قبل أن يكذب المرء عليه أن يحسب حساباً بأنه سيضطر لأن يكذب أكثر، ليحافظ على الكذبة الأولى.