من يكتبون رواية أو شعرا أو دراسات علمية وينشرونها لعموم الناس يسكنهم أمر واحد وهو أن يحظى ما يكتبون ببعض المقروئية ويساهموا ولو بجزء يسير في المدونة الإنسانية الثقافية بمختلف تصنيفاتها، فهم يمارسون فعلا محببا إلى نفوسهم ويجدون متعة فيما يفعلون، وتزيد متعتهم إذا حظيّ ما ينشرون ببعض الاهتمام. وعادة تكون مناسبة نشر كتاب احتفالية للكاتب مثل العرس عند من يقدمون على الزواج، فالزواج نظريا مبني على الألفة والمحبة وكذلك الكاتب مع نصه تجمعه به علاقة حبّ ومودة فيراه مثل حبيب مقرب إلى نفسه محبب إلى قلبه .
ولأنه يحب ما يفعل يقيم الكاتب لنصه بعد نشره في كتاب احتفالية يستدعي لها من هم/ن مقربين ومقربات إلى نفسه لمشاركته فرحه ،كذلك حفلات الزواج يستدعي فيها الزوج والزوجة من يحبون من الأقربين والأصدقاء فيشاركونهما سعادتهما بما يفعلون، وكما حفلات الزواج تجد في نفس احتفاليات الكتاب المدعوين من أصناف مختلفة يمكن حصرهم في :
- الأصدقاء والصديقات الذين يشاركونك الفرح بمن تحب فتجدهم في الصفوف الأولى يعبرون عن سعادتهم بما تفعل وهؤلاء هم الأصدقاء الخلص الذين يأتون بقلوب مفتوحة غايتهم إسعادك بالتقاط صورة معك والحصول على توقيع على كتابك، وأنت تعلم أن بعضهم لا يقرؤون الكتب لكنهم أتوا احتراما لشخصك ،وهو نفس الأمر في حفلات الزواج فبعض المدعوين لا يحبون مثل هذه التجمعات البشرية لكنهم يأتون حبّا في صاحب العرس رغم كرههم للاحتفالية وما يصاحبها .
- من يأتون فقط من باب الواجب الاجتماعي لا غير فيحضرون سريعا ويختفون سريعا .
- من يعتذرون عن الحضور رغم دعوتهم بتعلة التزامات مهنية أو عائلية في حالة حفلات إمضاء الكتب أو بتعلة أن الدعوة وصلتهم متأخرة في حالة حفلات الزواج ويفتعلون مشكلة من قبيل أن هذا التأخير في وصول الدعوة لا يليق بذاتهم المنتفخة ويستعملون تلك الحكمة الشعبية المقيتة من قبيل " إلي مستدعي في نهارو يقعد في دارو" وهو أصلا رافض للحضور لكنها تعلة مكنتها منه الذاكرة الشعبية .
- من يحبون المال حبّا جما ويجدون صعوبة في سحب بعض الدنانير التي ستدفع ثمنا للكتاب ويرون أن لا جدوى من ذلك، وعندما يلتقوا بالكاتب يقولون قولتهم الشهيرة بكل استعلاء" متى تمكنني من نسخة من كتابك حتى أطلع عليها وأبدي رأيي فيما تكتب" يقولون ذلك وكأن نجاح الكتاب أو فشله رهين قراءتهم وهؤلاء ممن يدعون حبّ المعرفة لكنهم في الحقيقة يحبون المال أكثر، وقد عرفت للأسف منهم الكثير، ويقابل هؤلاء في مناسبات الزواج التونسية صنفان من المدعوين، أولهم ذاك الذي لا يأتي متعللا بأي أمر لكنه في الحقيقة يخشى أن تكون هناك احتفالية "الحناء" في بعض الجهات في تونس فيقول مخاطبا ذاته" لماذا عليّ نقد المتزوج بمائة دينار وتناول عشاء لا يتجاوز ثمنه عشرين دينارا"، ثانيهم ذلك الذي تنتصر عليه معدته ورغبتها في تناول ما لذ وطاب فيأتي مع المدعوين يتناول العشاء ويغادر مسرعا بتعلة أن له مشاغل عاجلة لا يمكنه التأخر عن القيام بها .
هذه الفسحة والمراوحة بين أصناف المتعاملين بين حفلات توقيع الكتب وحفلات الزواج ماهي إلا شذرات مما نعيش وما لاحظته في مجتمعنا قد أكون جانبت الصواب فيما كتبت لكن عذري الوحيد أن الحرارة القاتلة التي نعيشها هذه الأيام قد تكون فعلت فعلها السيئ في عقلي الصغير فجعلتني أكتب ما كتبت، اعتذاراتي لمن يقرأ من المدعوين.
يكتبها: محمد معمري
من يكتبون رواية أو شعرا أو دراسات علمية وينشرونها لعموم الناس يسكنهم أمر واحد وهو أن يحظى ما يكتبون ببعض المقروئية ويساهموا ولو بجزء يسير في المدونة الإنسانية الثقافية بمختلف تصنيفاتها، فهم يمارسون فعلا محببا إلى نفوسهم ويجدون متعة فيما يفعلون، وتزيد متعتهم إذا حظيّ ما ينشرون ببعض الاهتمام. وعادة تكون مناسبة نشر كتاب احتفالية للكاتب مثل العرس عند من يقدمون على الزواج، فالزواج نظريا مبني على الألفة والمحبة وكذلك الكاتب مع نصه تجمعه به علاقة حبّ ومودة فيراه مثل حبيب مقرب إلى نفسه محبب إلى قلبه .
ولأنه يحب ما يفعل يقيم الكاتب لنصه بعد نشره في كتاب احتفالية يستدعي لها من هم/ن مقربين ومقربات إلى نفسه لمشاركته فرحه ،كذلك حفلات الزواج يستدعي فيها الزوج والزوجة من يحبون من الأقربين والأصدقاء فيشاركونهما سعادتهما بما يفعلون، وكما حفلات الزواج تجد في نفس احتفاليات الكتاب المدعوين من أصناف مختلفة يمكن حصرهم في :
- الأصدقاء والصديقات الذين يشاركونك الفرح بمن تحب فتجدهم في الصفوف الأولى يعبرون عن سعادتهم بما تفعل وهؤلاء هم الأصدقاء الخلص الذين يأتون بقلوب مفتوحة غايتهم إسعادك بالتقاط صورة معك والحصول على توقيع على كتابك، وأنت تعلم أن بعضهم لا يقرؤون الكتب لكنهم أتوا احتراما لشخصك ،وهو نفس الأمر في حفلات الزواج فبعض المدعوين لا يحبون مثل هذه التجمعات البشرية لكنهم يأتون حبّا في صاحب العرس رغم كرههم للاحتفالية وما يصاحبها .
- من يأتون فقط من باب الواجب الاجتماعي لا غير فيحضرون سريعا ويختفون سريعا .
- من يعتذرون عن الحضور رغم دعوتهم بتعلة التزامات مهنية أو عائلية في حالة حفلات إمضاء الكتب أو بتعلة أن الدعوة وصلتهم متأخرة في حالة حفلات الزواج ويفتعلون مشكلة من قبيل أن هذا التأخير في وصول الدعوة لا يليق بذاتهم المنتفخة ويستعملون تلك الحكمة الشعبية المقيتة من قبيل " إلي مستدعي في نهارو يقعد في دارو" وهو أصلا رافض للحضور لكنها تعلة مكنتها منه الذاكرة الشعبية .
- من يحبون المال حبّا جما ويجدون صعوبة في سحب بعض الدنانير التي ستدفع ثمنا للكتاب ويرون أن لا جدوى من ذلك، وعندما يلتقوا بالكاتب يقولون قولتهم الشهيرة بكل استعلاء" متى تمكنني من نسخة من كتابك حتى أطلع عليها وأبدي رأيي فيما تكتب" يقولون ذلك وكأن نجاح الكتاب أو فشله رهين قراءتهم وهؤلاء ممن يدعون حبّ المعرفة لكنهم في الحقيقة يحبون المال أكثر، وقد عرفت للأسف منهم الكثير، ويقابل هؤلاء في مناسبات الزواج التونسية صنفان من المدعوين، أولهم ذاك الذي لا يأتي متعللا بأي أمر لكنه في الحقيقة يخشى أن تكون هناك احتفالية "الحناء" في بعض الجهات في تونس فيقول مخاطبا ذاته" لماذا عليّ نقد المتزوج بمائة دينار وتناول عشاء لا يتجاوز ثمنه عشرين دينارا"، ثانيهم ذلك الذي تنتصر عليه معدته ورغبتها في تناول ما لذ وطاب فيأتي مع المدعوين يتناول العشاء ويغادر مسرعا بتعلة أن له مشاغل عاجلة لا يمكنه التأخر عن القيام بها .
هذه الفسحة والمراوحة بين أصناف المتعاملين بين حفلات توقيع الكتب وحفلات الزواج ماهي إلا شذرات مما نعيش وما لاحظته في مجتمعنا قد أكون جانبت الصواب فيما كتبت لكن عذري الوحيد أن الحرارة القاتلة التي نعيشها هذه الأيام قد تكون فعلت فعلها السيئ في عقلي الصغير فجعلتني أكتب ما كتبت، اعتذاراتي لمن يقرأ من المدعوين.