الجمهور يطلع على موهبة نجل الفنان محمد الجبالي في العزف
ردود افعال متباينة بعد عرض سبقه جدل حول أحقية الفنان التونسي بالوجود في مهرجانات بلاده
تونس- الصباح
كانت السهرة الثالثة في مهرجان الحمامات الدولي (10 جويلية ) بامضاء الفنان محمد الجبالي. سهرة تجند لها الفنان التونسي الذي كانت بالنسبة له عبارة عن تحدّ كبير نظرا لما عاشه في الفترة الاخيرة من خيبة أمل عبر عنه بنفسه اثر رفض ملفه لتقديم سهرة في مهرجان قرطاج الدولي. وقد اكد محمد الجبالي في تصريحاته أنه فعلا رفض مقترح مدير المهرجان كمال الفرجاني المتمثل في تقديم سهرة مشتركة مع فنان آخر وأنه لم يقبل المقترح دون أن يعرف مسبقا اسم الفنان الذي من المفروض يشاركه هذه السهرة مبررا ذلك بأنه قادر هو وجل الفنانين التونسيين على تقديم سهرة كاملة بمفردهم معبرا عن استيائه مما اعتبره محاولات متواصلة لتقزيم الفنان التونسي.
ويمكن القول إن سهرة الحمامات كان لها رمزية خاصة بالنسبة لمحمد الجبالي وبالنسبة لكل من يرفض ذلك المنطق الذي يحكم على الفنان التونسي مسبقا بالفشل في ملأ مدارج المسرح. وطبيعي أن يكون لسهرة الحمامات فعل الدواء وطبيعي أن يعول عليها الفنان من اجل "الشفاء" من تبعات رفض صعوده على ركح مسرح قرطاج للعام الثاني على التوالي.
ويمكن القول إن محمد الجبالي قد نجح ولو نسبيا في كسب الرهان.
فمن جهة سجل الجمهور حضوره باعداد محترمة ومن جهة ثانية كانت السهرة على المستوى الفني رائقة ومتنوعة.
وإذا ما عدنا للجمهور نقول إن حضوره بعدد كبير أمر مهم خاصة إذا ما عرفنا نوعية العروض التي يقبل عليها جمهور مهرجان الحمامات الدولي. فهو عادة يحبذ العروض التي تندرج في خانة الموجة الجديدة أو العروض الاجنبية التي تفتح نافذة على موسيقات العالم، أو الأنماط الجديدة، في حين يظل محمد الجبالي محافظا على الطابع الفني الكلاسيكي وعلى الأغنية والاصيلة، دون أن يمنعه ذلك من محاولة التجديد وتقديم أغنية تنسجم أكثر مع روح العصر. فمحمد الجبالي لعله وعدد قليل من زملائه من أواخر الفنانين الذين ظلوا متمسكين باللحن التونسي والمفردة التونسية وظلوا يسيرون على نهج رموز الفن العربي.
وبالتالي ونظرا لما سبق يمكن القول إن محمد الجبالي قد نجح على الأقل في استقطاب نسبة هامة من الجمهور الذي تحول إلى الحمامات من أجل مواكبة عرضه وقد حرص عدد من الفنانين التونسيين على تسجيل حضورهم مساندة ونصرة للفنان التونسي، ومن بينهم من حيّاه بالورود على غرار الفنان المسرحي الكبير لمين النهدي.
ولنا أن نشير إلى أن من يعرف صوت محمد الجبالي وتعدد مواهبه وخاصة في مجال التقليد، لم يتفاجأ بالمقدرة الفنية التي اظهرها هذا الفنان في عرضه الذي كان فعلا متنوعا، فهو يملك صوتا قويا وطربيا مؤثرا جدا ومن الواضح أنه اعد العدة لتقديم عرض يحقق من ورائه عدة أهداف لعل ابرزها تأكيد احقيته في أن يكون له مساحة خاصة به بمهرجاناتنا الكبرى وأبرزها مهرجان قرطاج الدولي وثانيا، التذكير بأنه كفنان لم يولد للتو وإنما وراءه عمل طويل وشاق ومجهود كبير دام لأكثر من ثلاثة عقود وهو ما يفسر اصراره على التحدث مباشرة إلى الجمهور إلى درجة أن هناك من اعتبر أن في الأمر مبالغة ومضيعة للوقت.
على كل كان واضحا أن محمد الجبالي كان يعول كثيرا على عرضه بالحمامات الذي يحمل عنوان "آش السر" أنه قد أنفق الكثير من الجهد في اعداده وقد كان يعول بالخصوص على الجمهور كثيرا كي ينصفه وهو ما لم يخف على الجمهور الحاضر الذي تفاعل معه بشكل ايجابي وردد معه كلمات الاغاني وطالبه بتقليد بعض الشخصيات الفنية المعروفة التي يقلدها محمد الجبالي ببراعة.
عديدة الاغاني التي قدمها الفنان التونسي، وطبعا من بينها " اش السر" وإلى جانبها ادى الجبالي الذي رافقته المجموعة الموسيقية بقيادة كمال العباسي، "نظرة عينيك"و "انت الكل" و"يزيني" و"قنديل باب منارة" وياحنين"و"عامل فيها صاحبي"و"مايهمش"و"يزي من العزوبية" وياقمر"و "خليني بجنبك" وايضا "انت أشكم" المستلهمة من الفن التركي و"شوف لداك الزين" المستلهمة من التراث الجزائري. واهدى القدس أغنية " يا عالم طالب جواب" كما اهدى الجمهور أغنية جبار للعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ وأداها باسلوب مؤثر جدا وأيضا اغنية "على الله تعود" للعملاق وديع الصافي واداها أيضا باقتدار واضح.
ومن رصيده الجديد أدى الفنان محمد الجبالي بالخصوص اغنية "محلى جوك" وهي اغنية ايقاعية رائقة ودعا خلال العرض اصواتا شابة للصعود على الركح حيث ادت كل من رحمة بوصوفة وصفاء الكوكي وسلمى بجاوي وإيناس عاشور اغاني تونسية من المدونة الموسيقية التونسية والعربية ومن بينها " هيا بنت بلادي " للمطربة سلاف و"غنيلي شوية شوية" لكوكب الشرق أم كلثوم.
واكتشف الجمهور موهبة أحمد الجبالي، نجل الفنان محمد الجبالي في العزف على آلة القيثارة وقد رافق المجموعة الموسيقية على الركح كما قام بلفتة لصالح احدى العازفات الكفيفات التي لم تمنعها اعاقتها من التمكن من العزف على آلة البيانو.
وكما سبق وذكرنا، فإن الفنان محمد الجبالي يتقن جيدا تقليد الأصوات الفنية المعروفة اتقانا جيدا وقلد في عرضه بالحمامات وبطلب من الجمهور كلا من علي الرياحي وفريد الأطرش وجورج وسوف كما اهدى الجمهور مقاطع من الكوميديا الموسيقية " ع الصول" التي كان قد قدمها على عدد من المسارح التونسية.
وكان متوقعا أن تكون ردود الافعال متباينة من العرض الذي نقلته التلفزة الوطنية مباشرة، وهو الذي سبقه جدل كبير حول مدى أحقية الفنان التونسي بالوجود في مهرجانات بلاده واسبقيته على الفنانين العرب والاجانب. وبقدر ما لاحظنا وجود اراء ايجابية حول العرض حيّا اصحابها مجهود الفنان وعبروا عن مساندتهم له ولغيره من الفنانين التونسيين بقدر ما لاحظنا كذلك وجود آراء اعتبرت أن محمد الجبالي لم ينجح في عرضه الذي كان مشوشا والذي اطنب فيه في الحديث عن نفسه وعن تجربته الطويلة. لكن الواضح أن كل الآراء تلتقي في اعترافها بأهمية تجربة الفنان محمد الجبالي وجمال صوته وتعدد مواهبة وهذا أمر ليس بالقليل في بلدنا الذي يطلب دائما الكثير الكثير من أبناء البلد، حتى ترك لنا الاجداد حول ذلك امثلة معبرة.
ح س
الجبالي يقلد اسماء كبرى استجابة لطلب الجمهور
الجمهور يطلع على موهبة نجل الفنان محمد الجبالي في العزف
ردود افعال متباينة بعد عرض سبقه جدل حول أحقية الفنان التونسي بالوجود في مهرجانات بلاده
تونس- الصباح
كانت السهرة الثالثة في مهرجان الحمامات الدولي (10 جويلية ) بامضاء الفنان محمد الجبالي. سهرة تجند لها الفنان التونسي الذي كانت بالنسبة له عبارة عن تحدّ كبير نظرا لما عاشه في الفترة الاخيرة من خيبة أمل عبر عنه بنفسه اثر رفض ملفه لتقديم سهرة في مهرجان قرطاج الدولي. وقد اكد محمد الجبالي في تصريحاته أنه فعلا رفض مقترح مدير المهرجان كمال الفرجاني المتمثل في تقديم سهرة مشتركة مع فنان آخر وأنه لم يقبل المقترح دون أن يعرف مسبقا اسم الفنان الذي من المفروض يشاركه هذه السهرة مبررا ذلك بأنه قادر هو وجل الفنانين التونسيين على تقديم سهرة كاملة بمفردهم معبرا عن استيائه مما اعتبره محاولات متواصلة لتقزيم الفنان التونسي.
ويمكن القول إن سهرة الحمامات كان لها رمزية خاصة بالنسبة لمحمد الجبالي وبالنسبة لكل من يرفض ذلك المنطق الذي يحكم على الفنان التونسي مسبقا بالفشل في ملأ مدارج المسرح. وطبيعي أن يكون لسهرة الحمامات فعل الدواء وطبيعي أن يعول عليها الفنان من اجل "الشفاء" من تبعات رفض صعوده على ركح مسرح قرطاج للعام الثاني على التوالي.
ويمكن القول إن محمد الجبالي قد نجح ولو نسبيا في كسب الرهان.
فمن جهة سجل الجمهور حضوره باعداد محترمة ومن جهة ثانية كانت السهرة على المستوى الفني رائقة ومتنوعة.
وإذا ما عدنا للجمهور نقول إن حضوره بعدد كبير أمر مهم خاصة إذا ما عرفنا نوعية العروض التي يقبل عليها جمهور مهرجان الحمامات الدولي. فهو عادة يحبذ العروض التي تندرج في خانة الموجة الجديدة أو العروض الاجنبية التي تفتح نافذة على موسيقات العالم، أو الأنماط الجديدة، في حين يظل محمد الجبالي محافظا على الطابع الفني الكلاسيكي وعلى الأغنية والاصيلة، دون أن يمنعه ذلك من محاولة التجديد وتقديم أغنية تنسجم أكثر مع روح العصر. فمحمد الجبالي لعله وعدد قليل من زملائه من أواخر الفنانين الذين ظلوا متمسكين باللحن التونسي والمفردة التونسية وظلوا يسيرون على نهج رموز الفن العربي.
وبالتالي ونظرا لما سبق يمكن القول إن محمد الجبالي قد نجح على الأقل في استقطاب نسبة هامة من الجمهور الذي تحول إلى الحمامات من أجل مواكبة عرضه وقد حرص عدد من الفنانين التونسيين على تسجيل حضورهم مساندة ونصرة للفنان التونسي، ومن بينهم من حيّاه بالورود على غرار الفنان المسرحي الكبير لمين النهدي.
ولنا أن نشير إلى أن من يعرف صوت محمد الجبالي وتعدد مواهبه وخاصة في مجال التقليد، لم يتفاجأ بالمقدرة الفنية التي اظهرها هذا الفنان في عرضه الذي كان فعلا متنوعا، فهو يملك صوتا قويا وطربيا مؤثرا جدا ومن الواضح أنه اعد العدة لتقديم عرض يحقق من ورائه عدة أهداف لعل ابرزها تأكيد احقيته في أن يكون له مساحة خاصة به بمهرجاناتنا الكبرى وأبرزها مهرجان قرطاج الدولي وثانيا، التذكير بأنه كفنان لم يولد للتو وإنما وراءه عمل طويل وشاق ومجهود كبير دام لأكثر من ثلاثة عقود وهو ما يفسر اصراره على التحدث مباشرة إلى الجمهور إلى درجة أن هناك من اعتبر أن في الأمر مبالغة ومضيعة للوقت.
على كل كان واضحا أن محمد الجبالي كان يعول كثيرا على عرضه بالحمامات الذي يحمل عنوان "آش السر" أنه قد أنفق الكثير من الجهد في اعداده وقد كان يعول بالخصوص على الجمهور كثيرا كي ينصفه وهو ما لم يخف على الجمهور الحاضر الذي تفاعل معه بشكل ايجابي وردد معه كلمات الاغاني وطالبه بتقليد بعض الشخصيات الفنية المعروفة التي يقلدها محمد الجبالي ببراعة.
عديدة الاغاني التي قدمها الفنان التونسي، وطبعا من بينها " اش السر" وإلى جانبها ادى الجبالي الذي رافقته المجموعة الموسيقية بقيادة كمال العباسي، "نظرة عينيك"و "انت الكل" و"يزيني" و"قنديل باب منارة" وياحنين"و"عامل فيها صاحبي"و"مايهمش"و"يزي من العزوبية" وياقمر"و "خليني بجنبك" وايضا "انت أشكم" المستلهمة من الفن التركي و"شوف لداك الزين" المستلهمة من التراث الجزائري. واهدى القدس أغنية " يا عالم طالب جواب" كما اهدى الجمهور أغنية جبار للعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ وأداها باسلوب مؤثر جدا وأيضا اغنية "على الله تعود" للعملاق وديع الصافي واداها أيضا باقتدار واضح.
ومن رصيده الجديد أدى الفنان محمد الجبالي بالخصوص اغنية "محلى جوك" وهي اغنية ايقاعية رائقة ودعا خلال العرض اصواتا شابة للصعود على الركح حيث ادت كل من رحمة بوصوفة وصفاء الكوكي وسلمى بجاوي وإيناس عاشور اغاني تونسية من المدونة الموسيقية التونسية والعربية ومن بينها " هيا بنت بلادي " للمطربة سلاف و"غنيلي شوية شوية" لكوكب الشرق أم كلثوم.
واكتشف الجمهور موهبة أحمد الجبالي، نجل الفنان محمد الجبالي في العزف على آلة القيثارة وقد رافق المجموعة الموسيقية على الركح كما قام بلفتة لصالح احدى العازفات الكفيفات التي لم تمنعها اعاقتها من التمكن من العزف على آلة البيانو.
وكما سبق وذكرنا، فإن الفنان محمد الجبالي يتقن جيدا تقليد الأصوات الفنية المعروفة اتقانا جيدا وقلد في عرضه بالحمامات وبطلب من الجمهور كلا من علي الرياحي وفريد الأطرش وجورج وسوف كما اهدى الجمهور مقاطع من الكوميديا الموسيقية " ع الصول" التي كان قد قدمها على عدد من المسارح التونسية.
وكان متوقعا أن تكون ردود الافعال متباينة من العرض الذي نقلته التلفزة الوطنية مباشرة، وهو الذي سبقه جدل كبير حول مدى أحقية الفنان التونسي بالوجود في مهرجانات بلاده واسبقيته على الفنانين العرب والاجانب. وبقدر ما لاحظنا وجود اراء ايجابية حول العرض حيّا اصحابها مجهود الفنان وعبروا عن مساندتهم له ولغيره من الفنانين التونسيين بقدر ما لاحظنا كذلك وجود آراء اعتبرت أن محمد الجبالي لم ينجح في عرضه الذي كان مشوشا والذي اطنب فيه في الحديث عن نفسه وعن تجربته الطويلة. لكن الواضح أن كل الآراء تلتقي في اعترافها بأهمية تجربة الفنان محمد الجبالي وجمال صوته وتعدد مواهبة وهذا أمر ليس بالقليل في بلدنا الذي يطلب دائما الكثير الكثير من أبناء البلد، حتى ترك لنا الاجداد حول ذلك امثلة معبرة.
