إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رسالة ليتوانيا: فيلنيوس تتحول إلى ثكنة عسكرية.. أجواء الحرب ترافق افتتاح قمة الحلف الأطلسي اليوم..

 

*دول الناتو تجتمع على حدود روسيا وبيلاروسيا.. رسائل أمنية..  زلنسكي يكتفي بالحضور.. وتركيا تتمسك بالتشويق بشأن انضمام السويد

فيلنيوس- من مبعوثتنا اسيا العتروس

أكد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولنبرغ أن الحلف الأطلسي سيدافع عن كل شبر من ليتوانيا وأضاف المسؤول عن الحلف الأطلسي أن الرئيس الأوكراني زيلنسكي سيشارك اليوم الثلاثاء كضيف شرف في أشغال  المجلس الأوكراني الأطلسي على هامش قمة الناتو التي تستمر يومين.. وجاءت تصريحات ستولنبورغ خلال ندوة صحفية مع الرئيس الليتواني جيتاناس نوسادا أمام عدد كبير من الصحفيين قبل ساعات على  افتتاح قمة الحلف اليوم بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس..

وخلص أمين عام الحلف إلى أن القمة تهدف إلى مزيد الاستثمار لتعزيز قدرات الناتو العسكرية وتوفير الدعم لأوكرانيا كما كشف أن لقاء سيجمعه في وقت لاحق  قبل القمة مع كل من  الرئيس التركي اردوغان ورئيس الوزراء السويدي في محاولة لتجاوز الخلافات والعراقيل التي تمنع انضمام السويد إلى الحلف مع استمرار معارضة تركيا. كما أعلن ستلنبيرغ عن لقاء بين الناتو والشركاء الأربعة خارج الحلف اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزلندا بحثا عن شراكات جديدة غير كلاسيكية تتجه شرقا.

 من جانبه قال الرئيس الليتواني إن القمة تعقد في أكثر الأماكن  الأوروبية أمنا بفضل الناتو وأنه يأمل أن يتوفر هذا الأمن على الدوام. واعتبر رئيس البلد المضيف للقمة أنه آن الأوان لانضمام أوكرانيا للحلف كما هو الحال بالنسبة لفنلندا وأضاف "نعيش على حدود معتد وهو ما يفرض علينا الوحدة لا في البيانات فحسب ولكن في القرارات. ودعا الرئيس اللتواني إلى عدم منح روسيا الفرصة لاختبار وحدة الحلف وقال "انتهى وقت الوعود ويجب الاتفاق حول قرار انضمام أوكرانيا"...

تتسارع الأحداث والتصريحات مع تواتر وصول قادة الناتو إلى ليتوانيا  قبل أن يرفع الستار على قمة الحلف الأطلسي اليوم. قمة تعقد على مشارف روسيا لكن مسؤولي الحلف يصرون على أن اختيار المكان وأن يحمل في طياته رسائل متعددة لروسيا فقد سبق تحديده الحرب الروسية في أوكرانيا حسب ما أفادنا به مسؤول في الناتو أمس رفض كشف صفته...

-ليتوانيا ثكنة عسكرية والقمة مخبر مفتوح للنظام العالمي 

أول ما يخطف أنظار المسافر لحظة هبوط الطائرة على أرض مطار فيلنيوس منصات الصواريخ المنتصبة على أرض مطار العاصمة اللتوانية  هذه المدينة السوفياتية السابقة الواقعة على بعد مائة وخمسين كيلومترا أو  مسافة ساعة زمن من الحدود الروسية والتي تحتضن اليوم أشغال قمة الحلف الأطلسي بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جانب قادة دول الحلف، والصورة في الحقيقة مقدمة عسكرية وعنوان قمة الناتو التي تحتضنها لأول مرة ليتوانيا التي حصنت حدودها مع بيلاروسيا الحليف الروسي بجدار مسلح  وسط مخاوف من تسلل قوات  قوات فاغنر كما جاء في تصريحات الرئيس الليتواني. كما عززت ليتوانيا قواتها بجنود من الجارين لاتفيا وبولندا وضاعفت قواتها على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا ثلاث مرات قبل وصول الرئيس الأمريكي جو بادين. إلى جانب ذلك فقد دعمها  عدد من دول الناتو  بأحدث أنواع السلاح حيث سخرت ألمانيا وحدات منظومة الدفاع الجوي الألمانية "باتريوت" التي تم نشرها على أرض المطار  فيما أرسلت بقية دول الحلف آلاف القوات لتوفير الحماية لقادة الحلف في واحدة من القمم الأكثر حساسية في تاريخ الحلف في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية،  وقبل القمة واصل الرئيس الأوكراني زيلنسكي جولاته المكوكية لحث الدول الأعضاء على تعجيل انضمام بلاده إلى الحلف الأمر الذي لن يتحقق على الأرجح في قمة فيلنيوس باعتبار أنه لا يحظى بالإجماع داخل صفوف دول الحلف التي تعتبر أنه سيكون منعرجا خطيرا في تفعيل الفصل الخامس من الميثاق المؤسس للناتو في 1949  والذي يعتبر أن أي اعتداء على احد دول الحلف سيكون بمثابة الاعتداء على كل دول الحلف، وأنه لا يمكن قبول عضو جديد في حالة حرب، وهو ما ذهب إليه  الرئيس الأمريكي  جو بايدن  الذي صرح أنه لا يريد دخول الحلف في حرب مباشرة  مع روسيا..

فنلندا تضمن عضويتها والسويد على  قائمة الانتظار

قمة فيلنيوس تنعقد  بحضور فنلندا كعضو وذلك للمرة الأولى  بعد  انضمامها رسميا في وقت سابق هذا العام لتصبح العضو الـ32 في الحلف في انتظار التحاق السويد في حال رفعت تركيا معارضتها. ويبقى ملف انضمام السويد من الملفات العالقة التي يحيط بها الكثير من التشويق في ظل تردد تركيا في تبني قرار الموافقة قبل ضمان مطالبها وشروطها مقابل موافقتها على ضم السويد. وتأمل الكثير من دول الحلف في أن تنتهي قمة الناتو الحالية بضم السويد إلى قائمة أعضائها وأن يساهم لقاء اردوغان والأمين العام للناتو ورئيس وزراء السويد في تجاوز هذه العقدة في اجتماع يفترض أن ينعقد مساء الأمس قبل لقاء يجمع اليوم قادة الحلف ليكون ذلك بمثابة تغطية لتخفيف وقع  تأجيل قبول أوكرانيا التي ستقتصر على تدشين المجلس الأوكراني الأطلسي.. لكن يبقى الدعم الشعبي لأوكرانيا من أهالي ليتوانيا  التي رفعت في مختلف المدن والشوارع أكثر من 33 ألف علم لأوكرانيا.

-أجواء حرب

الأجواء السائدة في العاصمة الليتوانية حضور عسكري وأمني كامل في مدينة تبدو مهجورة من الأهالي حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن89 بالمائة من السكان يؤيدون انضمام بلدهم إلى الناتو،  حتى المظاهرات الاحتجاجية التي كانت ترافق انعقاد قمم الناتو في السابق غابت هذه المرة في ظل المخاوف من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. فيلنيوس  تحولت أمس إلى ثكنة عسكرية استعدادا للحدث وقد بدت مهجورة بعد حث عمدة المدينة الأهالي  للتنقل إلى الأرياف تجنبا للقيود على تحركاتهم بسبب القمة التي تنعقد على مدى يومين، وستكون هذه  القمة الأكثر تعقيدا وحساسية في تاريخ الحلف حيث لا يفصل ليتوانيا عن الحدود الروسية أكثر من مائة وواحد وخمسين كيلومترا (151 كيلومترا) فيما لا يفصلها عن بيلاروسيا الحليف الروسي غير ثلاثين كيلومترا. وفي كل الحالات فان قادة الحلف يبحثون توجيه رسائل قوية إلى روسيا بأن الدعم سيستمر طالما استمرت الحرب مهما كانت التكاليف ولكن في المقابل لا بطاقة عبور مضمونة لأوكرانيا للانضمام للحلف الأطلسي قبل نهاية الحرب مع روسيا.

وتنطلق أشغال قمة الحلف الأطلسي التي تأتي في خضم تعقيدات الحرب الروسية في أوكرانيا بعد مرور خمسمائة يوم على اندلاع الصراع فيما تؤكد لغة الأرقام  حجم الرهانات والمخاوف من أي تطورات أو مفاجآت بالتزامن مع القمة التي يواكبها بالإضافة إلى قادة الحلف زعماء 40 دولة أوروبية إلى جانب نحو ثلاثة آلاف مسؤول من خمسين وفدا فضلا عن ممثلي 2000 منظمة غير حكومية و1500 صحفي من لتوانيا ومن مختلف دول العالم في أكبر حدث تحتضنه ليتوانيا التي تعيش هذا العام على وقع مرور سبعمائة عام من تاريخها..

فيلنيوس التي بدت  صباح أمس  مع بداية  الأسبوع  خالية من السكان بعد حث حاكم المدينة السكان للسفر خارج المدينة  تجنبا لكل تعقيدات الإجراءات الأمنية ومنع التنقل في شوارع  المدينة تحصنت بأحدث أنواع السلاح والتجهيزات التي لا تمتلكها دول البلطيق..، وفي إطار تأمين القمة أرسلت 16 من الدول الأعضاء في الحلف ألف جندي تقريباً، كما قدمت العديد من الدول الأعضاء أنظمة دفاع جوي متقدمة.

 ونشرت ألمانيا12 من قاذفات صواريخ "باتريوت"، التي تستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، أو الطائرات الحربية. كما نشرت إسبانيا نظام الدفاع الجوي الصاروخي "ناسامز"، وأرسلت فرنسا مدافع هاوتزر من طراز "قيصر" ذاتية الدفع.

ونقلت فرنسا وفنلندا والدنمارك أيضاً طائرات عسكرية إلى ليتوانيا، وقدمت بريطانيا وفرنسا دفاعات مضادة للطائرات المسيّرة.

وأرسلت بولندا وألمانيا قوات عمليات خاصة معززة بمروحيات، فيما أرسلت دول أخرى مستلزمات للتعامل مع أي هجمات كيميائية، وبيولوجية، وإشعاعية، ونووية محتملة. ويراهن الحلف على التزام الدول الأعضاء بوعودها المعلنة في قمة مدريد العام الماضي بتخصيص2% من حجم اقتصادياتها على الدفاع، وهي حصة أكبر من التي ينفقها معظم أعضاء الحلف الآخرين.

-روسيا تحذر حلف الناتو

وقبل انعقاد القمة وجهت الخارجية الروسية في بيان صادر عنها، تحذيرا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" من خطورة ضم أوكرانيا للتحالف. وقالت الخارجية الروسية في بيانها "إن ضم أوكرانيا لحلف الناتو سينجم عنه اشتعال صراع كبير وسيغلق الباب أمام المفاوضات". وطالبت الخارجية الروسية، الحكومة الفرنسية بضرورة العمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال المفاوضات وليس تدخل الناتو. وأضافت الخارجية الروسية في بيانها، أن موسكو هدفها الرئيسي هو منع وصول حلف الناتو إلى الحدود الروسية. وأكدت الخارجية الروسية في بيانها على أن وعود واشنطن ولندن لأوكرانيا بالانضمام للناتو تدفعها نحو السلوك العدواني.

-طموحات الناتو في آسيا

الواضح أن التنافس بين الناتو وروسيا مستمر ويبدو أن طموحات الناتو باتت تتجه إلى البحث  عن شراكات إقليمية جديدة خارج الإطار الكلاسيكي  في منطقة المحيطين الهندي والهادي في ظل البيئة الجيواستراتيجية الجديدة، وبروز  الصين  كقوة اقتصادية صاعدة، ومنها لقاء رؤساء دول وحكومات كل من أستراليا، ونيوزيلندا، واليابان، وكوريا الجنوبية لحضور القمة...

يذكر أن تأسيس حلف شمال الأطلسي في عام 1949، جمع  اثني عشر دولة ولكن مع توسع الحلف  الذي ضم  اليونان، وتركيا في 1952، وألمانيا الغربية1955 وجمهورية التشيك، وهنغاريا، وبولندا في1999 وبلغاريا، وأستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا 2004، وألبانيا، وكرواتيا 2009، والجبل الأسود 2017، وجمهورية مقدونيا الشمالية 2020، وفنلندا2022، ويوجد الآن 31 عضوا في الحلف. ودفعت الحرب الروسية في أوكرانيا  فنلندا والسويد للتخلي عن أكثر من 200 عام من الحياد وطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي منتصف عام 2022 بحثا عن حمايته..

 تمديد ولاية الأمين العام

مددت فترة ولاية ينس ستولتنبرغ ثلاث مرات منذ أن أصبح الأمين العام في 2014. وتم التمديد مؤخرا لستولنبرغ سنة إضافية وهو يحظى بدعم واشنطن التي تعتبر أنه في ظل الظروف الحالية، يمكن الاعتماد على ستولتنبرغ، الذي أثبت قدرته وخبرته في قيادة الحلف، بأن يستمر في منصبه لعام آخر.

وفي انتظار ما سيعلنه قادة الحلف في  افتتاح القمة اليوم وفي انتظار البيان الختامي غدا الأربعاء يمكن استباق الأحداث واعتبار أن قمة فيانيوس لن تشهد انضمام أوكرانيا إلى صفوفها..

 يذكر أن العاصمة الليتوانية أنفقت حوالي10 ملايين يورو على الاستعدادات للقمة، لتطوير البنية التحتية لاحتضان الحدث.

رسالة ليتوانيا:   فيلنيوس تتحول إلى ثكنة عسكرية.. أجواء الحرب ترافق افتتاح قمة الحلف الأطلسي اليوم..

 

*دول الناتو تجتمع على حدود روسيا وبيلاروسيا.. رسائل أمنية..  زلنسكي يكتفي بالحضور.. وتركيا تتمسك بالتشويق بشأن انضمام السويد

فيلنيوس- من مبعوثتنا اسيا العتروس

أكد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولنبرغ أن الحلف الأطلسي سيدافع عن كل شبر من ليتوانيا وأضاف المسؤول عن الحلف الأطلسي أن الرئيس الأوكراني زيلنسكي سيشارك اليوم الثلاثاء كضيف شرف في أشغال  المجلس الأوكراني الأطلسي على هامش قمة الناتو التي تستمر يومين.. وجاءت تصريحات ستولنبورغ خلال ندوة صحفية مع الرئيس الليتواني جيتاناس نوسادا أمام عدد كبير من الصحفيين قبل ساعات على  افتتاح قمة الحلف اليوم بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس..

وخلص أمين عام الحلف إلى أن القمة تهدف إلى مزيد الاستثمار لتعزيز قدرات الناتو العسكرية وتوفير الدعم لأوكرانيا كما كشف أن لقاء سيجمعه في وقت لاحق  قبل القمة مع كل من  الرئيس التركي اردوغان ورئيس الوزراء السويدي في محاولة لتجاوز الخلافات والعراقيل التي تمنع انضمام السويد إلى الحلف مع استمرار معارضة تركيا. كما أعلن ستلنبيرغ عن لقاء بين الناتو والشركاء الأربعة خارج الحلف اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزلندا بحثا عن شراكات جديدة غير كلاسيكية تتجه شرقا.

 من جانبه قال الرئيس الليتواني إن القمة تعقد في أكثر الأماكن  الأوروبية أمنا بفضل الناتو وأنه يأمل أن يتوفر هذا الأمن على الدوام. واعتبر رئيس البلد المضيف للقمة أنه آن الأوان لانضمام أوكرانيا للحلف كما هو الحال بالنسبة لفنلندا وأضاف "نعيش على حدود معتد وهو ما يفرض علينا الوحدة لا في البيانات فحسب ولكن في القرارات. ودعا الرئيس اللتواني إلى عدم منح روسيا الفرصة لاختبار وحدة الحلف وقال "انتهى وقت الوعود ويجب الاتفاق حول قرار انضمام أوكرانيا"...

تتسارع الأحداث والتصريحات مع تواتر وصول قادة الناتو إلى ليتوانيا  قبل أن يرفع الستار على قمة الحلف الأطلسي اليوم. قمة تعقد على مشارف روسيا لكن مسؤولي الحلف يصرون على أن اختيار المكان وأن يحمل في طياته رسائل متعددة لروسيا فقد سبق تحديده الحرب الروسية في أوكرانيا حسب ما أفادنا به مسؤول في الناتو أمس رفض كشف صفته...

-ليتوانيا ثكنة عسكرية والقمة مخبر مفتوح للنظام العالمي 

أول ما يخطف أنظار المسافر لحظة هبوط الطائرة على أرض مطار فيلنيوس منصات الصواريخ المنتصبة على أرض مطار العاصمة اللتوانية  هذه المدينة السوفياتية السابقة الواقعة على بعد مائة وخمسين كيلومترا أو  مسافة ساعة زمن من الحدود الروسية والتي تحتضن اليوم أشغال قمة الحلف الأطلسي بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جانب قادة دول الحلف، والصورة في الحقيقة مقدمة عسكرية وعنوان قمة الناتو التي تحتضنها لأول مرة ليتوانيا التي حصنت حدودها مع بيلاروسيا الحليف الروسي بجدار مسلح  وسط مخاوف من تسلل قوات  قوات فاغنر كما جاء في تصريحات الرئيس الليتواني. كما عززت ليتوانيا قواتها بجنود من الجارين لاتفيا وبولندا وضاعفت قواتها على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا ثلاث مرات قبل وصول الرئيس الأمريكي جو بادين. إلى جانب ذلك فقد دعمها  عدد من دول الناتو  بأحدث أنواع السلاح حيث سخرت ألمانيا وحدات منظومة الدفاع الجوي الألمانية "باتريوت" التي تم نشرها على أرض المطار  فيما أرسلت بقية دول الحلف آلاف القوات لتوفير الحماية لقادة الحلف في واحدة من القمم الأكثر حساسية في تاريخ الحلف في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية،  وقبل القمة واصل الرئيس الأوكراني زيلنسكي جولاته المكوكية لحث الدول الأعضاء على تعجيل انضمام بلاده إلى الحلف الأمر الذي لن يتحقق على الأرجح في قمة فيلنيوس باعتبار أنه لا يحظى بالإجماع داخل صفوف دول الحلف التي تعتبر أنه سيكون منعرجا خطيرا في تفعيل الفصل الخامس من الميثاق المؤسس للناتو في 1949  والذي يعتبر أن أي اعتداء على احد دول الحلف سيكون بمثابة الاعتداء على كل دول الحلف، وأنه لا يمكن قبول عضو جديد في حالة حرب، وهو ما ذهب إليه  الرئيس الأمريكي  جو بايدن  الذي صرح أنه لا يريد دخول الحلف في حرب مباشرة  مع روسيا..

فنلندا تضمن عضويتها والسويد على  قائمة الانتظار

قمة فيلنيوس تنعقد  بحضور فنلندا كعضو وذلك للمرة الأولى  بعد  انضمامها رسميا في وقت سابق هذا العام لتصبح العضو الـ32 في الحلف في انتظار التحاق السويد في حال رفعت تركيا معارضتها. ويبقى ملف انضمام السويد من الملفات العالقة التي يحيط بها الكثير من التشويق في ظل تردد تركيا في تبني قرار الموافقة قبل ضمان مطالبها وشروطها مقابل موافقتها على ضم السويد. وتأمل الكثير من دول الحلف في أن تنتهي قمة الناتو الحالية بضم السويد إلى قائمة أعضائها وأن يساهم لقاء اردوغان والأمين العام للناتو ورئيس وزراء السويد في تجاوز هذه العقدة في اجتماع يفترض أن ينعقد مساء الأمس قبل لقاء يجمع اليوم قادة الحلف ليكون ذلك بمثابة تغطية لتخفيف وقع  تأجيل قبول أوكرانيا التي ستقتصر على تدشين المجلس الأوكراني الأطلسي.. لكن يبقى الدعم الشعبي لأوكرانيا من أهالي ليتوانيا  التي رفعت في مختلف المدن والشوارع أكثر من 33 ألف علم لأوكرانيا.

-أجواء حرب

الأجواء السائدة في العاصمة الليتوانية حضور عسكري وأمني كامل في مدينة تبدو مهجورة من الأهالي حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن89 بالمائة من السكان يؤيدون انضمام بلدهم إلى الناتو،  حتى المظاهرات الاحتجاجية التي كانت ترافق انعقاد قمم الناتو في السابق غابت هذه المرة في ظل المخاوف من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. فيلنيوس  تحولت أمس إلى ثكنة عسكرية استعدادا للحدث وقد بدت مهجورة بعد حث عمدة المدينة الأهالي  للتنقل إلى الأرياف تجنبا للقيود على تحركاتهم بسبب القمة التي تنعقد على مدى يومين، وستكون هذه  القمة الأكثر تعقيدا وحساسية في تاريخ الحلف حيث لا يفصل ليتوانيا عن الحدود الروسية أكثر من مائة وواحد وخمسين كيلومترا (151 كيلومترا) فيما لا يفصلها عن بيلاروسيا الحليف الروسي غير ثلاثين كيلومترا. وفي كل الحالات فان قادة الحلف يبحثون توجيه رسائل قوية إلى روسيا بأن الدعم سيستمر طالما استمرت الحرب مهما كانت التكاليف ولكن في المقابل لا بطاقة عبور مضمونة لأوكرانيا للانضمام للحلف الأطلسي قبل نهاية الحرب مع روسيا.

وتنطلق أشغال قمة الحلف الأطلسي التي تأتي في خضم تعقيدات الحرب الروسية في أوكرانيا بعد مرور خمسمائة يوم على اندلاع الصراع فيما تؤكد لغة الأرقام  حجم الرهانات والمخاوف من أي تطورات أو مفاجآت بالتزامن مع القمة التي يواكبها بالإضافة إلى قادة الحلف زعماء 40 دولة أوروبية إلى جانب نحو ثلاثة آلاف مسؤول من خمسين وفدا فضلا عن ممثلي 2000 منظمة غير حكومية و1500 صحفي من لتوانيا ومن مختلف دول العالم في أكبر حدث تحتضنه ليتوانيا التي تعيش هذا العام على وقع مرور سبعمائة عام من تاريخها..

فيلنيوس التي بدت  صباح أمس  مع بداية  الأسبوع  خالية من السكان بعد حث حاكم المدينة السكان للسفر خارج المدينة  تجنبا لكل تعقيدات الإجراءات الأمنية ومنع التنقل في شوارع  المدينة تحصنت بأحدث أنواع السلاح والتجهيزات التي لا تمتلكها دول البلطيق..، وفي إطار تأمين القمة أرسلت 16 من الدول الأعضاء في الحلف ألف جندي تقريباً، كما قدمت العديد من الدول الأعضاء أنظمة دفاع جوي متقدمة.

 ونشرت ألمانيا12 من قاذفات صواريخ "باتريوت"، التي تستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، أو الطائرات الحربية. كما نشرت إسبانيا نظام الدفاع الجوي الصاروخي "ناسامز"، وأرسلت فرنسا مدافع هاوتزر من طراز "قيصر" ذاتية الدفع.

ونقلت فرنسا وفنلندا والدنمارك أيضاً طائرات عسكرية إلى ليتوانيا، وقدمت بريطانيا وفرنسا دفاعات مضادة للطائرات المسيّرة.

وأرسلت بولندا وألمانيا قوات عمليات خاصة معززة بمروحيات، فيما أرسلت دول أخرى مستلزمات للتعامل مع أي هجمات كيميائية، وبيولوجية، وإشعاعية، ونووية محتملة. ويراهن الحلف على التزام الدول الأعضاء بوعودها المعلنة في قمة مدريد العام الماضي بتخصيص2% من حجم اقتصادياتها على الدفاع، وهي حصة أكبر من التي ينفقها معظم أعضاء الحلف الآخرين.

-روسيا تحذر حلف الناتو

وقبل انعقاد القمة وجهت الخارجية الروسية في بيان صادر عنها، تحذيرا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" من خطورة ضم أوكرانيا للتحالف. وقالت الخارجية الروسية في بيانها "إن ضم أوكرانيا لحلف الناتو سينجم عنه اشتعال صراع كبير وسيغلق الباب أمام المفاوضات". وطالبت الخارجية الروسية، الحكومة الفرنسية بضرورة العمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال المفاوضات وليس تدخل الناتو. وأضافت الخارجية الروسية في بيانها، أن موسكو هدفها الرئيسي هو منع وصول حلف الناتو إلى الحدود الروسية. وأكدت الخارجية الروسية في بيانها على أن وعود واشنطن ولندن لأوكرانيا بالانضمام للناتو تدفعها نحو السلوك العدواني.

-طموحات الناتو في آسيا

الواضح أن التنافس بين الناتو وروسيا مستمر ويبدو أن طموحات الناتو باتت تتجه إلى البحث  عن شراكات إقليمية جديدة خارج الإطار الكلاسيكي  في منطقة المحيطين الهندي والهادي في ظل البيئة الجيواستراتيجية الجديدة، وبروز  الصين  كقوة اقتصادية صاعدة، ومنها لقاء رؤساء دول وحكومات كل من أستراليا، ونيوزيلندا، واليابان، وكوريا الجنوبية لحضور القمة...

يذكر أن تأسيس حلف شمال الأطلسي في عام 1949، جمع  اثني عشر دولة ولكن مع توسع الحلف  الذي ضم  اليونان، وتركيا في 1952، وألمانيا الغربية1955 وجمهورية التشيك، وهنغاريا، وبولندا في1999 وبلغاريا، وأستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا 2004، وألبانيا، وكرواتيا 2009، والجبل الأسود 2017، وجمهورية مقدونيا الشمالية 2020، وفنلندا2022، ويوجد الآن 31 عضوا في الحلف. ودفعت الحرب الروسية في أوكرانيا  فنلندا والسويد للتخلي عن أكثر من 200 عام من الحياد وطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي منتصف عام 2022 بحثا عن حمايته..

 تمديد ولاية الأمين العام

مددت فترة ولاية ينس ستولتنبرغ ثلاث مرات منذ أن أصبح الأمين العام في 2014. وتم التمديد مؤخرا لستولنبرغ سنة إضافية وهو يحظى بدعم واشنطن التي تعتبر أنه في ظل الظروف الحالية، يمكن الاعتماد على ستولتنبرغ، الذي أثبت قدرته وخبرته في قيادة الحلف، بأن يستمر في منصبه لعام آخر.

وفي انتظار ما سيعلنه قادة الحلف في  افتتاح القمة اليوم وفي انتظار البيان الختامي غدا الأربعاء يمكن استباق الأحداث واعتبار أن قمة فيانيوس لن تشهد انضمام أوكرانيا إلى صفوفها..

 يذكر أن العاصمة الليتوانية أنفقت حوالي10 ملايين يورو على الاستعدادات للقمة، لتطوير البنية التحتية لاحتضان الحدث.