إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. "يا كبير " !..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

 جميع الثقافات البشرية التي نعرفها والتي وصفتها الأنثروبولوجيا وما زالت تصفها، لها أعيادها واحتفالاتها ومهرجاناتها المنتظمة، والتي من بين وظائف أخرى، تحدد وتنظم ترتيب المجموعة الاجتماعية أو العشيرة وترتيب العلاقة مع المقدس أو التابو وحتى مع الحاكم.

  لكن هذه الأعياد والاحتفالات والمهرجانات ليست سوى جانب واحد من جوانب الفرح والبهجة: وهو الاحتفال الطقسي بتقاليد ومعتقدات وحتى بواقع سعيد أو مرير .

   نعيش الحدث، قد يسكننا معا، لكننا لسنا متأكدين من أننا نفرح ونبتهج كثيرا.

  إذا تمكن المرء من البقاء يعيش رغم هذه المحن والمصائب والأزمات اليومية التي لا تنتهي، وإذا حافظ على صحته ومداركه العقلية، يجب أن يكون سعيدا ويعتبر حياته عندئذ عيدا، ومهرجانا عظيما يحضره في كلّ لحظة وآن ..!

   لا أدري بالضبط مدى صحّة ما يتمّ تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، من كون إدارة مهرجان قرطاج برمجت لهذه الصائفة حفلا مع  فنان "متحيّل" كان تعهد بتنظيم حفلات لجاليتنا بالكندا وتسلّم أموالا مقابل ذلك في سياق عقد لكن أخلّ به!!

 إذا ثبتت الحكاية فهي خطيرة، وتتحملّ مسؤولية ذلك أولا إدارة المهرجان ومن ورائها سلطة الإشراف وزارة الثقافة .

  في تقدير موقف شخصي فانّ مهرجان قرطاج هو أعرق وأقدم مهرجان في العالم لا يزال قائما إلى اليوم، إذا اعتبرنا تنظيم أول تظاهرة ثقافية به في 27 مارس 1906 والتي تمثلت بعرض للباس القرطاجني إلى جانب  تقديم  مسرحية  .

 من المفارقة إن من أسباب تحويل هذا المعلم الأثري العظيم إلى مسرح للتظاهرات الفنية والثقافية اكتشاف صدفة لعالم الآثار الفرنسي "لويس كارتون" الذي قاد الحفريات في جهة قرطاج نهاية القرن التاسع عشر، ليكتشف في 4 مارس 1906 أن صدى الصوت بين أطلال المسرح الأثري كان بجودة عالية جدا كأنّ الذين هندسوه وقاموا بتشييده من ضمنهم فرق من "مهندسي الصوت".

 اعتلى مسرح  قرطاج أسماء وازنة في تاريخ الغناء العربي على رأسهم أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية وفرقة كاراكلا..، إلى جانب نجوم الأغنية العالمية كداليدا وشارل آزنفور وميريام ماكيبا ولويس ارمسترونغ وجيمس براون.

 مشكل برمجة مهرجان قرطاج هذه الفضائح التي لا تنقطع .

 الجميع يذكر سنة 2018 فضيحة ذلك الممثل السوري حسين مرعي ومسرحيته "يا كبير" عندما صدم جمهور المسرح بخلع ملابسه وبقائه عارياً لحوالي 6 دقائق !!.

    كلّ مهرجان يصنع فينا متعة التواجد معا، وظيفته الرئيسية هي في الأساس الكشف عن روابطنا المشتركة والسماح للجميع بأن يكونوا في سعادة مشتركة، بالتالي فسح المجال للمجموعة أو الجمهور بالتعبير عن نفسه بحرية تامة بدون تكلّف أو مساحيق.. لأن ما يتم الاحتفال به هو وجود المجموعة لنفسها، حيث يتم تحرير الجميع من وظائفهم الاجتماعية وقوانينهم، فتبرز أنواع جديدة من الروابط كما يمكن ابتكار هويات جديدة  أخرى مغايرة لما قد يعرف عن الأشخاص أو الناس .

 لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت.

 لا يمكن لأحد أن يحرمك من نعمة الفرح، فهو الشيء الوحيد المتاح أمامك ولن يكلّفك أي ثمن للفوز به بقدر ما تبادر وتفتح بابه !

حكاياتهم  .. "يا كبير " !..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

 جميع الثقافات البشرية التي نعرفها والتي وصفتها الأنثروبولوجيا وما زالت تصفها، لها أعيادها واحتفالاتها ومهرجاناتها المنتظمة، والتي من بين وظائف أخرى، تحدد وتنظم ترتيب المجموعة الاجتماعية أو العشيرة وترتيب العلاقة مع المقدس أو التابو وحتى مع الحاكم.

  لكن هذه الأعياد والاحتفالات والمهرجانات ليست سوى جانب واحد من جوانب الفرح والبهجة: وهو الاحتفال الطقسي بتقاليد ومعتقدات وحتى بواقع سعيد أو مرير .

   نعيش الحدث، قد يسكننا معا، لكننا لسنا متأكدين من أننا نفرح ونبتهج كثيرا.

  إذا تمكن المرء من البقاء يعيش رغم هذه المحن والمصائب والأزمات اليومية التي لا تنتهي، وإذا حافظ على صحته ومداركه العقلية، يجب أن يكون سعيدا ويعتبر حياته عندئذ عيدا، ومهرجانا عظيما يحضره في كلّ لحظة وآن ..!

   لا أدري بالضبط مدى صحّة ما يتمّ تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، من كون إدارة مهرجان قرطاج برمجت لهذه الصائفة حفلا مع  فنان "متحيّل" كان تعهد بتنظيم حفلات لجاليتنا بالكندا وتسلّم أموالا مقابل ذلك في سياق عقد لكن أخلّ به!!

 إذا ثبتت الحكاية فهي خطيرة، وتتحملّ مسؤولية ذلك أولا إدارة المهرجان ومن ورائها سلطة الإشراف وزارة الثقافة .

  في تقدير موقف شخصي فانّ مهرجان قرطاج هو أعرق وأقدم مهرجان في العالم لا يزال قائما إلى اليوم، إذا اعتبرنا تنظيم أول تظاهرة ثقافية به في 27 مارس 1906 والتي تمثلت بعرض للباس القرطاجني إلى جانب  تقديم  مسرحية  .

 من المفارقة إن من أسباب تحويل هذا المعلم الأثري العظيم إلى مسرح للتظاهرات الفنية والثقافية اكتشاف صدفة لعالم الآثار الفرنسي "لويس كارتون" الذي قاد الحفريات في جهة قرطاج نهاية القرن التاسع عشر، ليكتشف في 4 مارس 1906 أن صدى الصوت بين أطلال المسرح الأثري كان بجودة عالية جدا كأنّ الذين هندسوه وقاموا بتشييده من ضمنهم فرق من "مهندسي الصوت".

 اعتلى مسرح  قرطاج أسماء وازنة في تاريخ الغناء العربي على رأسهم أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية وفرقة كاراكلا..، إلى جانب نجوم الأغنية العالمية كداليدا وشارل آزنفور وميريام ماكيبا ولويس ارمسترونغ وجيمس براون.

 مشكل برمجة مهرجان قرطاج هذه الفضائح التي لا تنقطع .

 الجميع يذكر سنة 2018 فضيحة ذلك الممثل السوري حسين مرعي ومسرحيته "يا كبير" عندما صدم جمهور المسرح بخلع ملابسه وبقائه عارياً لحوالي 6 دقائق !!.

    كلّ مهرجان يصنع فينا متعة التواجد معا، وظيفته الرئيسية هي في الأساس الكشف عن روابطنا المشتركة والسماح للجميع بأن يكونوا في سعادة مشتركة، بالتالي فسح المجال للمجموعة أو الجمهور بالتعبير عن نفسه بحرية تامة بدون تكلّف أو مساحيق.. لأن ما يتم الاحتفال به هو وجود المجموعة لنفسها، حيث يتم تحرير الجميع من وظائفهم الاجتماعية وقوانينهم، فتبرز أنواع جديدة من الروابط كما يمكن ابتكار هويات جديدة  أخرى مغايرة لما قد يعرف عن الأشخاص أو الناس .

 لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت.

 لا يمكن لأحد أن يحرمك من نعمة الفرح، فهو الشيء الوحيد المتاح أمامك ولن يكلّفك أي ثمن للفوز به بقدر ما تبادر وتفتح بابه !