بعد الشد والجذب والتطورات المتلاحقة التي سجلتها الساعات الماضية، يبدو أن أزمة التعليم الأساسي دخلت منعرجا خطيرا لاسيما بعد تقديم مئات المديرين لاستقالات جماعية في عديد الولايات ودخول البعض الآخر في اعتصامات، ردا على قرارات وزارة التربية التي أكدت أنه تم إعفاء 150 مديرا، والاقتطاع من أجور أكثر من 15 ألف معلم إلى حد الآن بسبب حجب الأعداد.
وردا على خطوة وزارة التربية أعلن كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الأساسي، نبيل الهواشي، عن تنظيم هيئة إدارية قطاعية يوم الجمعة 14 جويلية الجاري، معتبرا أن قرار عزل المديرين الذي أعلنت الوزارة أن عددهم 150 مديرا الهدف منه ضرب العمل النقابي خاصة وأن عددا منهم من النقابيين.
وأكد نبيل الهواشي خلال إشرافه أمس على اجتماع نقابي في باجة، وجود مخطط لتجميد الحراك الاجتماعي جملة وتفصيلا، مضيفا أن القطاع دخل في تحركات احتجاجية مباشرة بعد الإعلان عن قرار وزير التربية بإعفاء عدد من المديرين، مشيرا إلى أن هذه التحركات ستتواصل إلى ما بعد الهيئة الإدارية القطاعية المقررة يوم الجمعة 14 جويلية الجاري.
وأبرز نبيل الهواشي بأن عددا من المديرين قدموا استقالتهم من مهامهم تضامنا مع زملائهم المعفيين وهو ما من شأنه التأثير على تأمين العودة المدرسية.
ومن جانبه كشف الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي إقبال العزابي أن حوالي 4 آلاف مدير مدرسة ابتدائية تقدموا باستقالاتهم في مختلف الجهات وذلك تضامنا مع المديرين المعفيين من قبل وزارة التربية.
وبيّن العزابي، لدى تدخله أمس في برنامج "ناس الديوان" بإذاعة "الديوان أف أم"، أن جميع المدرسين رفضوا نيابة زملائهم المعفيين، واصفا قرار وزير التربية محمد علي البوغديري، المتعلق بإعفاء 150 مدير مدرسة ابتدائية، بالـ "أحادي الجانب ولا قانوني ولا أخلاقي".
واعتبر الكاتب العام المساعد لجامعة التعليم الأساسي أن تصريحات وزير التربية متشنجة وتهدف إلى تأجيج الرأي العام والتحريض على المعلمين داعيا الوزير إلى الارتقاء بأسلوب الحوار، على حدّ تعبيره.
كما اتخذ مديرو المدارس الابتدائية بولاية نابل، على إثر اجتماعهم أمس بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بنابل، قرار الاستقالة الجماعية، مساندة لزملائهم الذين تم إعفاؤهم مؤخرا، وفق ما أكده عضو الفرع الجهوي للتعليم الأساسي عيسى الرايس.
من جهتها، أفادت عضو الفرع الجامعي للتعليم الأساسي وكاتب عام النقابة الأساسية ببني خيار سهول الصويعي، أن 278 مديرا أمضوا عريضة في استقالة جماعية وقرروا الدخول في اعتصام مفتوح بداية من الاثنين القادم للمطالبة بمراجعة قرارات وزارة التربية في شأن المديرين الذين تم إعفاؤهم.
ودخل عدد من المعلمين والنقابيين مساء أول أمس في اعتصام مفتوح بمقر المندوبية الجهوية للتربية بأريانة وفق ما أكده الكاتب العام المساعد للفرع الجامعي للتعليم الأساسي نور الدين بوعلاق.
وأوضح بوعلاق أن الاعتصام يأتي ردا على ما وصفه بـ"الهرسلة المتواصلة التي يتعرض لها المعلمون والمديرون من قبل سلطة الإشراف في علاقة بمسألة الأعداد، وتضامنا مع الكاتب العام للفرع الجامعي بأريانة توفيق المحمودي الذي تم إعفاؤه من إدارة المدرسة الابتدائية النصر دون أن يرتكب خطأ واحدا وهو ما "يرجح أن قرار إعفائه جاء على خلفية نشاطه النقابي"، وفق تعبيره.
وأضاف المسؤول النقابي أن الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي التي ستنعقد يوم 14 جويلية الجاري للنظر في سبل التعامل مع المستجدات المسجلة وتداعيات مسألة حجب الأعداد ستتولى النظر في المقترحات التي سيتم تقديمها حول الخطوات النضالية القادمة".
وفي توزر عقد الفرع الجامعي للتعليم الأساسي أمس، اجتماعا إخباريا مع عدد من مديري المدارس الابتدائية والمعلمين، وذلك على إثر قرار وزارة التربية إعفاء 150 مدير مدرسة من جميع الولايات، منهم 9 مديرين من ولاية توزر، بحسب كاتب عام الفرع الجهوي علي الشابي.
وبين الشابي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن الحاضرين قرروا خلال الاجتماع الدخول في مجموعة من التحركات الاحتجاجية بداية من الأسبوع القادم تنطلق بتنفيذ اعتصام بمقر المندوبية الجهوية للتربية، ستليها استقالة مجموعة من مديري المدارس الابتدائية من مهمتهم الإدارية قد تشمل جميع المدارس.
وكانت وزارة التربية قد أكدت إن عدد المعلمين المعنيين باقتطاع أجورهم بسبب حجب الأعداد بلغ إلى غاية الجمعة الماضي15ألفا، مضيفة أن هذا الرقم "قابل للمراجعة زيادة أو نقصانا في انتظار استكمال عمليات المتابعة والتدقيق"، كما أعلنت أنها أتمت ترسيم 14.500 عون وقتي معني بالترسيم ينتمي أغلبهم إلى سلك مدرسي المرحلة الابتدائية، وأصدرت نتائج الترقيات المهنية لمدرسي المرحلة الابتدائية في المسار العلمي دورة 2022.
ووسط أحواء التوتر وتبادل الاتهامات تؤكد كل المؤشرات أن الصراع بين الوزارة وجامعة الأساسي سيحتد أكثر في الأيام القادمة لاسيما مع القرارات المنتظرة من سلطة الإشراف وتلويح النقابة بالتصعيد وهو ما يعني أن هذا الصراع سيبقى مفتوحا على كل السيناريوهات.
أبو لؤي
تونس- الصباح
بعد الشد والجذب والتطورات المتلاحقة التي سجلتها الساعات الماضية، يبدو أن أزمة التعليم الأساسي دخلت منعرجا خطيرا لاسيما بعد تقديم مئات المديرين لاستقالات جماعية في عديد الولايات ودخول البعض الآخر في اعتصامات، ردا على قرارات وزارة التربية التي أكدت أنه تم إعفاء 150 مديرا، والاقتطاع من أجور أكثر من 15 ألف معلم إلى حد الآن بسبب حجب الأعداد.
وردا على خطوة وزارة التربية أعلن كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الأساسي، نبيل الهواشي، عن تنظيم هيئة إدارية قطاعية يوم الجمعة 14 جويلية الجاري، معتبرا أن قرار عزل المديرين الذي أعلنت الوزارة أن عددهم 150 مديرا الهدف منه ضرب العمل النقابي خاصة وأن عددا منهم من النقابيين.
وأكد نبيل الهواشي خلال إشرافه أمس على اجتماع نقابي في باجة، وجود مخطط لتجميد الحراك الاجتماعي جملة وتفصيلا، مضيفا أن القطاع دخل في تحركات احتجاجية مباشرة بعد الإعلان عن قرار وزير التربية بإعفاء عدد من المديرين، مشيرا إلى أن هذه التحركات ستتواصل إلى ما بعد الهيئة الإدارية القطاعية المقررة يوم الجمعة 14 جويلية الجاري.
وأبرز نبيل الهواشي بأن عددا من المديرين قدموا استقالتهم من مهامهم تضامنا مع زملائهم المعفيين وهو ما من شأنه التأثير على تأمين العودة المدرسية.
ومن جانبه كشف الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي إقبال العزابي أن حوالي 4 آلاف مدير مدرسة ابتدائية تقدموا باستقالاتهم في مختلف الجهات وذلك تضامنا مع المديرين المعفيين من قبل وزارة التربية.
وبيّن العزابي، لدى تدخله أمس في برنامج "ناس الديوان" بإذاعة "الديوان أف أم"، أن جميع المدرسين رفضوا نيابة زملائهم المعفيين، واصفا قرار وزير التربية محمد علي البوغديري، المتعلق بإعفاء 150 مدير مدرسة ابتدائية، بالـ "أحادي الجانب ولا قانوني ولا أخلاقي".
واعتبر الكاتب العام المساعد لجامعة التعليم الأساسي أن تصريحات وزير التربية متشنجة وتهدف إلى تأجيج الرأي العام والتحريض على المعلمين داعيا الوزير إلى الارتقاء بأسلوب الحوار، على حدّ تعبيره.
كما اتخذ مديرو المدارس الابتدائية بولاية نابل، على إثر اجتماعهم أمس بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بنابل، قرار الاستقالة الجماعية، مساندة لزملائهم الذين تم إعفاؤهم مؤخرا، وفق ما أكده عضو الفرع الجهوي للتعليم الأساسي عيسى الرايس.
من جهتها، أفادت عضو الفرع الجامعي للتعليم الأساسي وكاتب عام النقابة الأساسية ببني خيار سهول الصويعي، أن 278 مديرا أمضوا عريضة في استقالة جماعية وقرروا الدخول في اعتصام مفتوح بداية من الاثنين القادم للمطالبة بمراجعة قرارات وزارة التربية في شأن المديرين الذين تم إعفاؤهم.
ودخل عدد من المعلمين والنقابيين مساء أول أمس في اعتصام مفتوح بمقر المندوبية الجهوية للتربية بأريانة وفق ما أكده الكاتب العام المساعد للفرع الجامعي للتعليم الأساسي نور الدين بوعلاق.
وأوضح بوعلاق أن الاعتصام يأتي ردا على ما وصفه بـ"الهرسلة المتواصلة التي يتعرض لها المعلمون والمديرون من قبل سلطة الإشراف في علاقة بمسألة الأعداد، وتضامنا مع الكاتب العام للفرع الجامعي بأريانة توفيق المحمودي الذي تم إعفاؤه من إدارة المدرسة الابتدائية النصر دون أن يرتكب خطأ واحدا وهو ما "يرجح أن قرار إعفائه جاء على خلفية نشاطه النقابي"، وفق تعبيره.
وأضاف المسؤول النقابي أن الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي التي ستنعقد يوم 14 جويلية الجاري للنظر في سبل التعامل مع المستجدات المسجلة وتداعيات مسألة حجب الأعداد ستتولى النظر في المقترحات التي سيتم تقديمها حول الخطوات النضالية القادمة".
وفي توزر عقد الفرع الجامعي للتعليم الأساسي أمس، اجتماعا إخباريا مع عدد من مديري المدارس الابتدائية والمعلمين، وذلك على إثر قرار وزارة التربية إعفاء 150 مدير مدرسة من جميع الولايات، منهم 9 مديرين من ولاية توزر، بحسب كاتب عام الفرع الجهوي علي الشابي.
وبين الشابي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن الحاضرين قرروا خلال الاجتماع الدخول في مجموعة من التحركات الاحتجاجية بداية من الأسبوع القادم تنطلق بتنفيذ اعتصام بمقر المندوبية الجهوية للتربية، ستليها استقالة مجموعة من مديري المدارس الابتدائية من مهمتهم الإدارية قد تشمل جميع المدارس.
وكانت وزارة التربية قد أكدت إن عدد المعلمين المعنيين باقتطاع أجورهم بسبب حجب الأعداد بلغ إلى غاية الجمعة الماضي15ألفا، مضيفة أن هذا الرقم "قابل للمراجعة زيادة أو نقصانا في انتظار استكمال عمليات المتابعة والتدقيق"، كما أعلنت أنها أتمت ترسيم 14.500 عون وقتي معني بالترسيم ينتمي أغلبهم إلى سلك مدرسي المرحلة الابتدائية، وأصدرت نتائج الترقيات المهنية لمدرسي المرحلة الابتدائية في المسار العلمي دورة 2022.
ووسط أحواء التوتر وتبادل الاتهامات تؤكد كل المؤشرات أن الصراع بين الوزارة وجامعة الأساسي سيحتد أكثر في الأيام القادمة لاسيما مع القرارات المنتظرة من سلطة الإشراف وتلويح النقابة بالتصعيد وهو ما يعني أن هذا الصراع سيبقى مفتوحا على كل السيناريوهات.
