مثلت نتائج مناظرة "السيزيام" هذه السنة مفاجأة من العيار الثقيل لكل المهتمين بالشأن التربوي فنتائجها التي شكلت صدمة للرأي العام جاءت لتؤكد أن الوضع يقتضي التدخل سريعا من خلال تفعيل قاطرة الإصلاح التربوي قبل أن يستفحل الداء أكثر ويستعصي علاجه...
في هذا الخصوص كشفت نتائج مناظرة "السيزيام" لهذه السنة أنه من جملة 49533 ألف تلميذ اجتازوا مناظرة "السيزيام" هذه السنة تحصل 31625 تلميذا على معدّل أقل من 10/20، ويعد هذا الرقم بالنسبة المائوية ما يقارب 64% . أي أن قرابة 36% فقط من التلاميذ تحصلوا على معدلات تفوق 10 من 20 .
من هذا المنطلق تداولت عديد الأوساط الإعلامية نسبا تشير إلى أن 6,97 بالمائة من التلاميذ المشاركين في المناظرة سيتوجهون إلى مختلف الاعداديات النموذجية في حين أن12,97 بالمائة سجلوا ودفعوا معاليم المشاركة في الامتحان ثم قاطعوه..
لكن تظل نسبة 64 بالمائة من المترشحين الذين لم يتحصلوا على المعدل نسبة صادمة تعكس مدى تدني مستوى التلاميذ بالنظر إلى أنه ووفقا لشهادات المترشحين المشاركين في هذه المناظرة فان "السيزيام" هذه السنة - ومن حيث مدى صعوبة المواضيع المقترحة- يمكن القول بأنها وردت في المتناول باستثناء امتحان العربية الذي كان عصيا على فهم التلاميذ في تلك السن..
من هذا المنطلق أسئلة عديدة تطرح بإلحاح: أين مواطن الخلل؟ هل أن التلميذ ضحية نظام تعليمي تقليدي غير ملائم لمستجدات العصر ويفتقر إلى كل مقومات الإصلاح ؟ أم أن الأمر يتجاوز مجرد نظام تعليمي قديم ليطال منظومة برمتها تحتاج إلى إصلاحات جوهرية بدءا بالبرامج وصولا إلى المربين؟
في هذا الخصوص حمّل كثيرون النتائج الهزيلة التي رافقت مناظرة "السيزيام" إلى ما شاب السنة الدراسية الماضية من تجاذبات ما تزال تداعياتها إلى اليوم على اعتبار أن التلميذ والولي لا سيما الفئات الاجتماعية التي لا تملك آليات مقاومة تسونامي الدروس الخصوصية قد دفعت غاليا ثمن التجاذبات والخلافات والانقطاعات المتكررة عن الدروس...
لكن في المقابل ولئن يقر كثيرون بان الخلافات بين سلطة الإشراف والأطراف الاجتماعية لها حتما انعكاساتها وتداعياتها على سير السنة الدراسية لكنه يظل واحدا من الأسباب على اعتبار أن الإشكاليات عميقة وتعود إلى سنوات خلت....
في هذا الاتجاه يعتبر كثيرون أن التلميذ ضحية نظام تعليمي منفر لا يواكب مستجدات العصر ولا يتلاءم لاحقا مع سوق الشغل على اعتبار أن البرامج قديمة وتتطلب نفسا إصلاحيا جريئا تجعل التلميذ مقبلا على الدرس كما أن الزمن المدرسي يحتاج بدوره إلى مراجعات جذرية...، وفي هذا السّياق يستنكر كثيرون عدم الشروع جديا في تفعيل عملية الإصلاح التربوي مشيرين إلى أن هذه المسألة وعلى أهميتها إلا أنها ظلت محل مزايدات سياسية بما أنها انطلقت في وقت سابق وتعثرت أكثر من مرة في الوقت الذي يفترض أن يتم النأي بها عن كل ما هو سياسي لان الأمر يتعلق بمستقبل أجيال برمتها...
من جانب آخر وفي نفس الإطار يتبنّى البعض طرحا مغايرا حيث يرى كثير من المهتمين بالشأن التربوي أن الأزمة اليوم هي أزمة مكونين بالأساس بما أن معلم "اليوم ليس بمعلم الأمس"، على حد توصيف كثيرين بما أن فئة هامة منهم وعلى حد تأكيد البعض تحتاج إلى التكوين المستمر حتى تكون أولا متمكنة من المادة التي تدرس وثانيا تمتلك كل المقومات والآليات التي تخول لهم إيصال المعلومة بسلاسة إلى النشء
في هذا الخضم وبالعودة إلى النتائج المسجلة سلفا يفترض أن يكون الإصلاح التربوي أولوية قبيل العودة المدرسية القادمة... فهل من أذان صاغية؟
منال حرزي
تونس-الصباح
مثلت نتائج مناظرة "السيزيام" هذه السنة مفاجأة من العيار الثقيل لكل المهتمين بالشأن التربوي فنتائجها التي شكلت صدمة للرأي العام جاءت لتؤكد أن الوضع يقتضي التدخل سريعا من خلال تفعيل قاطرة الإصلاح التربوي قبل أن يستفحل الداء أكثر ويستعصي علاجه...
في هذا الخصوص كشفت نتائج مناظرة "السيزيام" لهذه السنة أنه من جملة 49533 ألف تلميذ اجتازوا مناظرة "السيزيام" هذه السنة تحصل 31625 تلميذا على معدّل أقل من 10/20، ويعد هذا الرقم بالنسبة المائوية ما يقارب 64% . أي أن قرابة 36% فقط من التلاميذ تحصلوا على معدلات تفوق 10 من 20 .
من هذا المنطلق تداولت عديد الأوساط الإعلامية نسبا تشير إلى أن 6,97 بالمائة من التلاميذ المشاركين في المناظرة سيتوجهون إلى مختلف الاعداديات النموذجية في حين أن12,97 بالمائة سجلوا ودفعوا معاليم المشاركة في الامتحان ثم قاطعوه..
لكن تظل نسبة 64 بالمائة من المترشحين الذين لم يتحصلوا على المعدل نسبة صادمة تعكس مدى تدني مستوى التلاميذ بالنظر إلى أنه ووفقا لشهادات المترشحين المشاركين في هذه المناظرة فان "السيزيام" هذه السنة - ومن حيث مدى صعوبة المواضيع المقترحة- يمكن القول بأنها وردت في المتناول باستثناء امتحان العربية الذي كان عصيا على فهم التلاميذ في تلك السن..
من هذا المنطلق أسئلة عديدة تطرح بإلحاح: أين مواطن الخلل؟ هل أن التلميذ ضحية نظام تعليمي تقليدي غير ملائم لمستجدات العصر ويفتقر إلى كل مقومات الإصلاح ؟ أم أن الأمر يتجاوز مجرد نظام تعليمي قديم ليطال منظومة برمتها تحتاج إلى إصلاحات جوهرية بدءا بالبرامج وصولا إلى المربين؟
في هذا الخصوص حمّل كثيرون النتائج الهزيلة التي رافقت مناظرة "السيزيام" إلى ما شاب السنة الدراسية الماضية من تجاذبات ما تزال تداعياتها إلى اليوم على اعتبار أن التلميذ والولي لا سيما الفئات الاجتماعية التي لا تملك آليات مقاومة تسونامي الدروس الخصوصية قد دفعت غاليا ثمن التجاذبات والخلافات والانقطاعات المتكررة عن الدروس...
لكن في المقابل ولئن يقر كثيرون بان الخلافات بين سلطة الإشراف والأطراف الاجتماعية لها حتما انعكاساتها وتداعياتها على سير السنة الدراسية لكنه يظل واحدا من الأسباب على اعتبار أن الإشكاليات عميقة وتعود إلى سنوات خلت....
في هذا الاتجاه يعتبر كثيرون أن التلميذ ضحية نظام تعليمي منفر لا يواكب مستجدات العصر ولا يتلاءم لاحقا مع سوق الشغل على اعتبار أن البرامج قديمة وتتطلب نفسا إصلاحيا جريئا تجعل التلميذ مقبلا على الدرس كما أن الزمن المدرسي يحتاج بدوره إلى مراجعات جذرية...، وفي هذا السّياق يستنكر كثيرون عدم الشروع جديا في تفعيل عملية الإصلاح التربوي مشيرين إلى أن هذه المسألة وعلى أهميتها إلا أنها ظلت محل مزايدات سياسية بما أنها انطلقت في وقت سابق وتعثرت أكثر من مرة في الوقت الذي يفترض أن يتم النأي بها عن كل ما هو سياسي لان الأمر يتعلق بمستقبل أجيال برمتها...
من جانب آخر وفي نفس الإطار يتبنّى البعض طرحا مغايرا حيث يرى كثير من المهتمين بالشأن التربوي أن الأزمة اليوم هي أزمة مكونين بالأساس بما أن معلم "اليوم ليس بمعلم الأمس"، على حد توصيف كثيرين بما أن فئة هامة منهم وعلى حد تأكيد البعض تحتاج إلى التكوين المستمر حتى تكون أولا متمكنة من المادة التي تدرس وثانيا تمتلك كل المقومات والآليات التي تخول لهم إيصال المعلومة بسلاسة إلى النشء
في هذا الخضم وبالعودة إلى النتائج المسجلة سلفا يفترض أن يكون الإصلاح التربوي أولوية قبيل العودة المدرسية القادمة... فهل من أذان صاغية؟