الصباح " في منطقة أولاد خليفة بسبيطلة.. مواطنون يستعملون مياه وادي "الحطب" الملوثة درءا للعطش.. ومندوبية الفلاحة تقاضيهم من أجل الاعتداء على الملك العمومي!
بين طيات الجبال تئن منطقة أولاد خليفة من عمادة المزارة بمعتمدية سبيطلة تحت وطأة العطش والغياب التام للمرافق الأساسية للعيش الكريم من مدارس ونقاط صحية ونقل ريفي مدرسي وبشكل خاص من غياب الماء الصالح للشرب ما دفع المواطنين- وفي خطوة خطيرة مؤخرا وبعد سنوات من الانتظار واليأس- إلى استعمال مياه وادي الحطب كمصدر للتزود بمياه الشرب وسقي الزراعات ولمواشيهم رغم علمهم بأنها مياه غير صحية و خطرة.
ما قام به الأهالي دفع بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين بالتحرك تجاه هذا الفعل وذلك بمقاضاة عدد من المواطنين من هذه المنطقة تحت عنوان "الاعتداء على ملك عمومي".
المواطنون بصوت واحد: " بدل إيجاد حل للمنطقة يقاضون أهلها "
وخلال تنقل مراسلة "الصباح " الى المنطقة المذكورة أكد عدد من الأهالي بالقول "العطش لسنوات أجبرنا على الإقدام على هكذا فعل خطير ولكن لا حيلة لنا لإيجاد ما نروي به ظمأنا وإنقاذ مواشينا وزراعاتنا في هذه البقاع المنسية خلف الجبال غير استعمال مياه ملوثة وغير صحية".
ومن جهته أفاد الناشط بالمجتمع المدني وأصيل منطقة أولاد خليفة توفيق الخليفي في حديثه لـ"الصباح" بأنهم لجأوا لاستعمال مياه وادي الحطب التي تأتي من الجزائر وتشق القصرين ثم تمر الى سيدي بوزيد والقيروان ، مخافة الهلاك عطشا بعد أن يئسوا من سياسات التسويف من السلط الجهوية في إيجاد البديل وحفر بئر بالمنطقة الذي كان أبرز مطالبها منذ سنة 2011 توفير الماء الصالح للشرب، وبين أنهم لم يجدوا أي مصدر آخر يتزودون منه بمياه الشرب أو السقي خاصة وأن أغلب المتساكنين ضعاف الحال وغير قادرين على التزود بالمياه عبر الصهاريج لارتفاع كلفتها التي تصل الى 50 د للصهريج التي يتم جلبها من مناطق بعيدة جدا ، ما يدفع بأهلها للتزود بالمياه من المواجل ومياه الأمطار والوديان.
عدم تفاعل مع المطالب
وأبرز محدثنا انه ومع عدم وجود بوادر جدية من السلط المعنية بخصوص موضوع حفر البئر أجبر العديد من الأهالي على استعمال مياه وادي الحطب المارة عبر أراضيهم باستعمال محركات كهربائية للانتفاع بها للشرب ولمآرب سقوية أخرى وان كان الأمر غير صحي وقانوني.
مندوبية الفلاحية تقاضي الأهالي
ويؤكد الخليفي أنهم لا يستحقون ما تم اقترافه بحقهم، في علاقة بالشكاية المقدمة من طرف المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، وهي شكاية رفعت ضد 20 مواطنا من المنطقة اتهموا من خلالها بالاعتداء على الملك العمومي في حين كان الأجدر بالمندوبية البحث عن البديل وحفر بئر بالمنطقة من أجل ضمان التزود بالماء للمواطنين وضمان حياة كريمة لهم على اعتبار ان توفير الماء حق دستوري.
وعبر محدثنا عن استغراب الناس من مقاضاة مواطنين بأكثر المناطق المعدمة والمعطشة في الجهة على خلفية مساعي أهلها إنقاذ أنفسهم ومواشيهم وزراعاتهم من الهلاك وهذا عين الظلم والضيم، وفق توصيفه، واعتبر أن تصرف المندوبية قد يحكم بالموت عطشا على العديد من العائلات ومواشيهم دون ان يحركوا ساكنا لإنقاذ أنفسهم! .
محامية الأهالي تتحدث لـ"الصباح "
وفي حديثهم مع مراسلة "الصباح " طالب أهالي المنطقة برفع الظلم عنهم وخاصة أولئك الذين سيمثلون أمام القضاء قريبا، وطالبوا المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية- الطرف المشتكي- بالقيام بدورها أولا وإيجاد مصدر للحياة لهذه المنطقة المعطشة التي يناهز عدد سكانها أكثر من 1400 نسمة، كما طالبوا بتطبيق القانون على الجميع وليس على مناطق دون غيرها في إشارة إلى وجود مناطق بولايات أخرى تستغل نفس مياه الوادي (وادي الحطب) في سقي زراعاتها وبطرق منظمة ومشجعة من مندوبياتها وهناك أدلة كثيرة على ذلك.
من جهتها أشارت محامية المشتكى بهم لـ"الصباح" لتقديم المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين دعوة ضد هؤلاء المواطنين وعددهم 20 من أجل الاعتداء على الملك العمومي، حيث تمت إحالتهم على محكمة الناحية بسبيطلة في الشهر المنقضي، وبينت أن الملف مازال مطروحا على القضاء وقريبا سيتسلم المتهمون استدعاءات للجلسة بالمحكمة المذكورة ، مشيرة إلى أنه من باب الإنسانية أن لا تصل الأمور الى القضاء في هذا الزمان الذي مازال يصارع فيه المواطن الظروف الصعبة من أجل البقاء على قيد الحياة. وأبرزت أن الأجدر على هياكل الدولة تذليل العراقيل أمام الناس وإيجاد بدائل من أجل الحق في العيش الكريم على أراضيهم وعدم إثقال كاهلهم بما لا طاقة لهم به ، كما تمنت أن يحل الإشكال بشكل ودي مع الطرف المشتكي.
معتمد الجهة يوضح
معتمد سبيطلة حاتم الرياحي وفي توضيح لـ"الصباح" في هذا الخصوص أكد أن منطقة أولاد خليفة كغيرها من المناطق التي تعاني العطش لسنوات والتي كان من المفروض ان يتم إيجاد البديل لها وهو حفر بئر لتوفير الماء الصالح للشرب للمنطقة الجبلية ، مشيرا الى أنه في زيارات سابقة للمنطقة تحدث مع المواطنين حول تلوث المياه التي يستعملونها من وادي الحطب وخطرها الصحي على الإنسان والحيوانات والزراعات ، في المقابل يؤكد الرياحي أن الحفرية التي تم القيام بها منذ 2021 في منطقة الغرادق كان الهدف منها تزويد منطقة أولاد خليفة كذلك بالماء الصالح للشرب. وأبرز أن هذا المشروع في هذا التوجه غير مجد وناجع بالنظر الى بعد المناطق عن بعضها البعض وكذلك من حيث تكلفة التجهيزات والكهربة واستحالة عبورها لمناطق جبلية للوصول الى منطقة أولاد خليفة، إضافة إلى مشاكل مع منطقة أخرى مجاورة يعبرها هذا المشروع ولكنها تعاني العطش ومطالبتها بالأولوية في التزود بالمياه وهذا من حقها وحق أية منطقة تعاني العطش.
وأستدرك المعتمد بالقول بأن منطقة أولاد خليفة تحتوي موارد مائية ذات جودة ممتازة وبوفرة وفقا لدراسات أجرتها مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين في وقت سابق، وكشف عن وجود مشروع لحفر بئر بهذه المنطقة مدعوم من طرف الجمعية الكويتية "العون المباشر" على ان يتم إنجاز المشروع بعد إيفائها بالتزاماتها في علاقة بمشاريع أخرى من نفس الفئة (حفر آبار عميقة) ببعض المناطق بسبيطلة وغيرها من الجهات بأولاد خليفة أو خنقة الجازية (حاسي الفريد) و لم لا حفر بئر بكل منهما، وفق قوله.
مؤكدا أن الجمعية تبنت موضوع حفر بئر بأولاد خليفة وأن المسألة فقط هي مسألة وقت لا أكثر، حسب تعبيره.
في المقابل لم تقدم لنا المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين أية توضيحات أو لوسائل الإعلام الاخرى بشأن الإثارة القضائية في حق المواطنين أو بخصوص إيجاد مصدر بديل لأهالي المنطقة لتزويدهم بالماء الصالح للشرب.
صفوة قرمازي
القصرين - الصباح
بين طيات الجبال تئن منطقة أولاد خليفة من عمادة المزارة بمعتمدية سبيطلة تحت وطأة العطش والغياب التام للمرافق الأساسية للعيش الكريم من مدارس ونقاط صحية ونقل ريفي مدرسي وبشكل خاص من غياب الماء الصالح للشرب ما دفع المواطنين- وفي خطوة خطيرة مؤخرا وبعد سنوات من الانتظار واليأس- إلى استعمال مياه وادي الحطب كمصدر للتزود بمياه الشرب وسقي الزراعات ولمواشيهم رغم علمهم بأنها مياه غير صحية و خطرة.
ما قام به الأهالي دفع بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين بالتحرك تجاه هذا الفعل وذلك بمقاضاة عدد من المواطنين من هذه المنطقة تحت عنوان "الاعتداء على ملك عمومي".
المواطنون بصوت واحد: " بدل إيجاد حل للمنطقة يقاضون أهلها "
وخلال تنقل مراسلة "الصباح " الى المنطقة المذكورة أكد عدد من الأهالي بالقول "العطش لسنوات أجبرنا على الإقدام على هكذا فعل خطير ولكن لا حيلة لنا لإيجاد ما نروي به ظمأنا وإنقاذ مواشينا وزراعاتنا في هذه البقاع المنسية خلف الجبال غير استعمال مياه ملوثة وغير صحية".
ومن جهته أفاد الناشط بالمجتمع المدني وأصيل منطقة أولاد خليفة توفيق الخليفي في حديثه لـ"الصباح" بأنهم لجأوا لاستعمال مياه وادي الحطب التي تأتي من الجزائر وتشق القصرين ثم تمر الى سيدي بوزيد والقيروان ، مخافة الهلاك عطشا بعد أن يئسوا من سياسات التسويف من السلط الجهوية في إيجاد البديل وحفر بئر بالمنطقة الذي كان أبرز مطالبها منذ سنة 2011 توفير الماء الصالح للشرب، وبين أنهم لم يجدوا أي مصدر آخر يتزودون منه بمياه الشرب أو السقي خاصة وأن أغلب المتساكنين ضعاف الحال وغير قادرين على التزود بالمياه عبر الصهاريج لارتفاع كلفتها التي تصل الى 50 د للصهريج التي يتم جلبها من مناطق بعيدة جدا ، ما يدفع بأهلها للتزود بالمياه من المواجل ومياه الأمطار والوديان.
عدم تفاعل مع المطالب
وأبرز محدثنا انه ومع عدم وجود بوادر جدية من السلط المعنية بخصوص موضوع حفر البئر أجبر العديد من الأهالي على استعمال مياه وادي الحطب المارة عبر أراضيهم باستعمال محركات كهربائية للانتفاع بها للشرب ولمآرب سقوية أخرى وان كان الأمر غير صحي وقانوني.
مندوبية الفلاحية تقاضي الأهالي
ويؤكد الخليفي أنهم لا يستحقون ما تم اقترافه بحقهم، في علاقة بالشكاية المقدمة من طرف المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، وهي شكاية رفعت ضد 20 مواطنا من المنطقة اتهموا من خلالها بالاعتداء على الملك العمومي في حين كان الأجدر بالمندوبية البحث عن البديل وحفر بئر بالمنطقة من أجل ضمان التزود بالماء للمواطنين وضمان حياة كريمة لهم على اعتبار ان توفير الماء حق دستوري.
وعبر محدثنا عن استغراب الناس من مقاضاة مواطنين بأكثر المناطق المعدمة والمعطشة في الجهة على خلفية مساعي أهلها إنقاذ أنفسهم ومواشيهم وزراعاتهم من الهلاك وهذا عين الظلم والضيم، وفق توصيفه، واعتبر أن تصرف المندوبية قد يحكم بالموت عطشا على العديد من العائلات ومواشيهم دون ان يحركوا ساكنا لإنقاذ أنفسهم! .
محامية الأهالي تتحدث لـ"الصباح "
وفي حديثهم مع مراسلة "الصباح " طالب أهالي المنطقة برفع الظلم عنهم وخاصة أولئك الذين سيمثلون أمام القضاء قريبا، وطالبوا المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية- الطرف المشتكي- بالقيام بدورها أولا وإيجاد مصدر للحياة لهذه المنطقة المعطشة التي يناهز عدد سكانها أكثر من 1400 نسمة، كما طالبوا بتطبيق القانون على الجميع وليس على مناطق دون غيرها في إشارة إلى وجود مناطق بولايات أخرى تستغل نفس مياه الوادي (وادي الحطب) في سقي زراعاتها وبطرق منظمة ومشجعة من مندوبياتها وهناك أدلة كثيرة على ذلك.
من جهتها أشارت محامية المشتكى بهم لـ"الصباح" لتقديم المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين دعوة ضد هؤلاء المواطنين وعددهم 20 من أجل الاعتداء على الملك العمومي، حيث تمت إحالتهم على محكمة الناحية بسبيطلة في الشهر المنقضي، وبينت أن الملف مازال مطروحا على القضاء وقريبا سيتسلم المتهمون استدعاءات للجلسة بالمحكمة المذكورة ، مشيرة إلى أنه من باب الإنسانية أن لا تصل الأمور الى القضاء في هذا الزمان الذي مازال يصارع فيه المواطن الظروف الصعبة من أجل البقاء على قيد الحياة. وأبرزت أن الأجدر على هياكل الدولة تذليل العراقيل أمام الناس وإيجاد بدائل من أجل الحق في العيش الكريم على أراضيهم وعدم إثقال كاهلهم بما لا طاقة لهم به ، كما تمنت أن يحل الإشكال بشكل ودي مع الطرف المشتكي.
معتمد الجهة يوضح
معتمد سبيطلة حاتم الرياحي وفي توضيح لـ"الصباح" في هذا الخصوص أكد أن منطقة أولاد خليفة كغيرها من المناطق التي تعاني العطش لسنوات والتي كان من المفروض ان يتم إيجاد البديل لها وهو حفر بئر لتوفير الماء الصالح للشرب للمنطقة الجبلية ، مشيرا الى أنه في زيارات سابقة للمنطقة تحدث مع المواطنين حول تلوث المياه التي يستعملونها من وادي الحطب وخطرها الصحي على الإنسان والحيوانات والزراعات ، في المقابل يؤكد الرياحي أن الحفرية التي تم القيام بها منذ 2021 في منطقة الغرادق كان الهدف منها تزويد منطقة أولاد خليفة كذلك بالماء الصالح للشرب. وأبرز أن هذا المشروع في هذا التوجه غير مجد وناجع بالنظر الى بعد المناطق عن بعضها البعض وكذلك من حيث تكلفة التجهيزات والكهربة واستحالة عبورها لمناطق جبلية للوصول الى منطقة أولاد خليفة، إضافة إلى مشاكل مع منطقة أخرى مجاورة يعبرها هذا المشروع ولكنها تعاني العطش ومطالبتها بالأولوية في التزود بالمياه وهذا من حقها وحق أية منطقة تعاني العطش.
وأستدرك المعتمد بالقول بأن منطقة أولاد خليفة تحتوي موارد مائية ذات جودة ممتازة وبوفرة وفقا لدراسات أجرتها مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين في وقت سابق، وكشف عن وجود مشروع لحفر بئر بهذه المنطقة مدعوم من طرف الجمعية الكويتية "العون المباشر" على ان يتم إنجاز المشروع بعد إيفائها بالتزاماتها في علاقة بمشاريع أخرى من نفس الفئة (حفر آبار عميقة) ببعض المناطق بسبيطلة وغيرها من الجهات بأولاد خليفة أو خنقة الجازية (حاسي الفريد) و لم لا حفر بئر بكل منهما، وفق قوله.
مؤكدا أن الجمعية تبنت موضوع حفر بئر بأولاد خليفة وأن المسألة فقط هي مسألة وقت لا أكثر، حسب تعبيره.
في المقابل لم تقدم لنا المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين أية توضيحات أو لوسائل الإعلام الاخرى بشأن الإثارة القضائية في حق المواطنين أو بخصوص إيجاد مصدر بديل لأهالي المنطقة لتزويدهم بالماء الصالح للشرب.