إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. إنها لعنة المهاجرين..

 

 

لا نعرف إن كانت لعنة سعيد لاحقته أو هي لعنة ميلوني ولكن نعلم أنه قبل أقل من شهر وتحديدا في 11 جوان الماضي حل رئيس الوزراء الهولاندي مارك روته بتونس صحبة رئيسة الوزراء الايطالية ميلوني لبحث ملف الهجرة مع الرئيس قيس سعيد.. لم نعرف القليل أو الكثير عن مطالب روته ولا ميلوني ولكن وعود كثيرة تم الترويج لها لمساعدة تونس على الخروج من أزمتها المالية وتحقيق التقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.. وربما كان روته ومعه ميلوني يستشعران الأزمة السياسية التي تحولت الى كرة ثلج توشك أن تجرف معها الزائر الذي أراد العودة من تونس بصفقة حول ملف الهجرة غير الشرعية قد تمدد آجال بقاء حكومته وتؤجل انهيار الائتلاف الحاكم في هولاندا ...

لا نريد استباق الأحداث ولكن استقالة روته وانهيار ائتلافه الهش إنذار ورسالة تستوجب قراءة ما بين سطورها وتفكيك ألغامها بأن نوايا روته إزاء بلادنا لم تكن بريئة أو من دون حسابات، والأكيد أن الأمر ذاته يتعلق برئيسة الوزراء الايطالية اليمينية التي تحسن التسويق لصورتها المبتسمة المعاكسة تماما للحسابات السياسية الايطالية إزاء المهاجرين غير النظاميين وسفن الموت المتدفقة على لامبيدوزا وحاجة ايطاليا لجدار صد وعين لا تنام تحرس السواحل وتمنع وصول الحراقة المتسللين برا أو بحرا الى حدودها، واعتقادها أن تونس المثقلة بأزماتها الاقتصادية والسياسية وغياب الوحدة الوطنية يمكن تطويعها لهذا الدور ...

كان ذلك قبل أن يخرج رئيس الوزراء الهولاندي أول أمس معلنا استقالته من منصبه بعد نحو13 عاماً قضاها في الحكومة بما جعله المسؤول الأوروبي الأطول في السلطة ...

وكان واضحا بعد ثلاثة أيام من المفاوضات وصول رئيس الوزراء الهولاندي الى طريق مسدود في إطار أحزاب الائتلاف الأربعة التي يترأسها بالنظر الى الاختلافات العميقة حول ملف الهجرة ...

حتى اللحظة ليس من الواضح ما إذا سيترشح روته مجددا في هذا المنصب لولاية خامسة.. وهذا أمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، لأن ما يعنينا في الواقع هو الملف الذي أطاح برئيس الوزراء الهولاندي وهو ملف الهجرة الذي يؤرق أوروبا ويشق صفوفها حتى وإن لم تظهر هذه الخلافات للعلن كما ظهرت خلال الساعات القليلة الماضية بعد انهيار التحالف الحاكم في هولاندا.. وهو تحالف لم يكن من السهل أن يرى النور حيث تم التوصل الى اتفاق بعد مفاوضات استمرت أكثر من ماتي وسبعين يوما.. روته زعيم "حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية" اليميني الليبرالي، أراد إرضاء الناخبين المتشددين بفرض قيود مشددة على لمّ شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة وفاة رضيع العام الماضي بسبب الاكتظاظ في مراكز الهجرة في هولندا.. روته هدد بإسقاط الحكومة في حال رفض قيوده ولكنه وجد معارضة من جانب شريكه في الائتلاف الحزب الديموقراطي المسيحي.. وهو الائتلاف الذي كان الإعلام الهولاندي يصفه بالزواج غير السعيد".. بدل الوصف الأصح وهو الزواج التعيس والذي لم تنجح تسوية الساعات الأخيرة أوزر الطوارئ في تمديد أنفاسه..

من الواضح أن المشهد سيكون مفتوحا على انتخابات جديدة ستشهد تنافس التطرف والأكثر تطرفا في ظل تنامي صعود اليمين المتطرف في هولندا، بما يمكن أن يهيئ الجسور لعودة غيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف وأحد أكبر المتشددين إزاء المهاجرين مستفيدا من تعقيدات وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تقسم الرأي العام في أوروبا ..

ولو أردنا تنشيط الذاكرة فإن غيرت فيلدرز عضو مجلس النواب الهولندي والسياسي اليميني غالبا ما كان يبدي مواقف معادية ومناهضة للمسلمين والأفارقة في هولاندا تزايد المسلمين معتبرا أن وجودهم يجرد بلاده من هويتها..

وسبق لفيلدرز رئيس حزب "من أجل الحرية" اليميني المتطرف المعادي للإسلام والمهاجرين- مقطع الفيديو بتعليق قال فيه: "هذه هولندا في عام 2023. مسجد السُّنة في لاهاي، شوارعنا مليئة بالمُصلّين المسلمين. هولندا لم تعد هولندا"... وسبق أن تعهد بإنشاء "وزارة التطهير من الإسلام"، وحظر المساجد وإغلاق مراكز اللاجئين...

روته أو فيلدز قد يختلفان في درجات التطرف ولكن الأهداف واضحة وهذا ما سيتعين على دول جنوب المتوسط فهمه ...

آسيا العتروس

 

 

 

 

 

 

 ممنوع من الحياد..   إنها لعنة المهاجرين..

 

 

لا نعرف إن كانت لعنة سعيد لاحقته أو هي لعنة ميلوني ولكن نعلم أنه قبل أقل من شهر وتحديدا في 11 جوان الماضي حل رئيس الوزراء الهولاندي مارك روته بتونس صحبة رئيسة الوزراء الايطالية ميلوني لبحث ملف الهجرة مع الرئيس قيس سعيد.. لم نعرف القليل أو الكثير عن مطالب روته ولا ميلوني ولكن وعود كثيرة تم الترويج لها لمساعدة تونس على الخروج من أزمتها المالية وتحقيق التقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.. وربما كان روته ومعه ميلوني يستشعران الأزمة السياسية التي تحولت الى كرة ثلج توشك أن تجرف معها الزائر الذي أراد العودة من تونس بصفقة حول ملف الهجرة غير الشرعية قد تمدد آجال بقاء حكومته وتؤجل انهيار الائتلاف الحاكم في هولاندا ...

لا نريد استباق الأحداث ولكن استقالة روته وانهيار ائتلافه الهش إنذار ورسالة تستوجب قراءة ما بين سطورها وتفكيك ألغامها بأن نوايا روته إزاء بلادنا لم تكن بريئة أو من دون حسابات، والأكيد أن الأمر ذاته يتعلق برئيسة الوزراء الايطالية اليمينية التي تحسن التسويق لصورتها المبتسمة المعاكسة تماما للحسابات السياسية الايطالية إزاء المهاجرين غير النظاميين وسفن الموت المتدفقة على لامبيدوزا وحاجة ايطاليا لجدار صد وعين لا تنام تحرس السواحل وتمنع وصول الحراقة المتسللين برا أو بحرا الى حدودها، واعتقادها أن تونس المثقلة بأزماتها الاقتصادية والسياسية وغياب الوحدة الوطنية يمكن تطويعها لهذا الدور ...

كان ذلك قبل أن يخرج رئيس الوزراء الهولاندي أول أمس معلنا استقالته من منصبه بعد نحو13 عاماً قضاها في الحكومة بما جعله المسؤول الأوروبي الأطول في السلطة ...

وكان واضحا بعد ثلاثة أيام من المفاوضات وصول رئيس الوزراء الهولاندي الى طريق مسدود في إطار أحزاب الائتلاف الأربعة التي يترأسها بالنظر الى الاختلافات العميقة حول ملف الهجرة ...

حتى اللحظة ليس من الواضح ما إذا سيترشح روته مجددا في هذا المنصب لولاية خامسة.. وهذا أمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، لأن ما يعنينا في الواقع هو الملف الذي أطاح برئيس الوزراء الهولاندي وهو ملف الهجرة الذي يؤرق أوروبا ويشق صفوفها حتى وإن لم تظهر هذه الخلافات للعلن كما ظهرت خلال الساعات القليلة الماضية بعد انهيار التحالف الحاكم في هولاندا.. وهو تحالف لم يكن من السهل أن يرى النور حيث تم التوصل الى اتفاق بعد مفاوضات استمرت أكثر من ماتي وسبعين يوما.. روته زعيم "حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية" اليميني الليبرالي، أراد إرضاء الناخبين المتشددين بفرض قيود مشددة على لمّ شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة وفاة رضيع العام الماضي بسبب الاكتظاظ في مراكز الهجرة في هولندا.. روته هدد بإسقاط الحكومة في حال رفض قيوده ولكنه وجد معارضة من جانب شريكه في الائتلاف الحزب الديموقراطي المسيحي.. وهو الائتلاف الذي كان الإعلام الهولاندي يصفه بالزواج غير السعيد".. بدل الوصف الأصح وهو الزواج التعيس والذي لم تنجح تسوية الساعات الأخيرة أوزر الطوارئ في تمديد أنفاسه..

من الواضح أن المشهد سيكون مفتوحا على انتخابات جديدة ستشهد تنافس التطرف والأكثر تطرفا في ظل تنامي صعود اليمين المتطرف في هولندا، بما يمكن أن يهيئ الجسور لعودة غيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف وأحد أكبر المتشددين إزاء المهاجرين مستفيدا من تعقيدات وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تقسم الرأي العام في أوروبا ..

ولو أردنا تنشيط الذاكرة فإن غيرت فيلدرز عضو مجلس النواب الهولندي والسياسي اليميني غالبا ما كان يبدي مواقف معادية ومناهضة للمسلمين والأفارقة في هولاندا تزايد المسلمين معتبرا أن وجودهم يجرد بلاده من هويتها..

وسبق لفيلدرز رئيس حزب "من أجل الحرية" اليميني المتطرف المعادي للإسلام والمهاجرين- مقطع الفيديو بتعليق قال فيه: "هذه هولندا في عام 2023. مسجد السُّنة في لاهاي، شوارعنا مليئة بالمُصلّين المسلمين. هولندا لم تعد هولندا"... وسبق أن تعهد بإنشاء "وزارة التطهير من الإسلام"، وحظر المساجد وإغلاق مراكز اللاجئين...

روته أو فيلدز قد يختلفان في درجات التطرف ولكن الأهداف واضحة وهذا ما سيتعين على دول جنوب المتوسط فهمه ...

آسيا العتروس