مع انطلاق موسم جني الخفاف بولاية جندوبة "الصباح" في زيارة لإحدى الحظائر.. دور محوري لشجرة الفلين في تنشيط الحياة الاقتصادية وعائدات بالمليارات رغم ما تعانيه من إشكاليات
تبلغ المساحة الجملية للغابات بولاية جندوبة 120 ألف هكتار منها 63 ألف هكتار بمعتمدتي عين دراهم وطبرقة والمساحات المتبقية موزعة ببقية المعتمديات الأخرى أهمها فرنانة وغار الدماء و بوسالم وبلطة بوعوان.
ويحتوي هذا المخزون الطبيعي الهام على العديد من المكونات منها الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية والمناطق الرطبة والغابات المنتجة والمراعي الخصبة والمخزون المائي والحيوانات البرية والتي تكون منظومة بيئية متنوعة.
شجرة الفلين.. عطاء غزير
تتميز ولاية جندوبة بتنوع منتوجها الغابي منه خاصة الأشجار مثل الزان والريحان والغابات الشعرات والفلين. فهذه الشجرة التي تعرف بصغر قوامها اذ أن طولها لا يتعدى 15مترا وتتميز بجذع قصير وتفرع منتشر وببطء نموها يمكن ان تعيش أكثر من 300سنة في حال عدم استغلال هذه الشجرة ومن 100الى 150سنة عند استغلال ما يسمى ثمار شجرة الفلين البلوط وهي متفاوتة الحجم لها شكل طويل وطرف قصير يحتوي على الشعر وتبدأ في الظهور حين بلوغ الشجرة مابين 15و20 سنة وتمثل غابات الفلين 76 بالمائة بولاية جندوبة فحين تتوزع بقية المساحات بين ولايتي باجة 16 بالمائة وولاية بنزرت 8 بالمائة.
وتساهم شجرة الفلين من الناحية البيئية في حماية التربة والمياه والحد من الفيضانات وتنقية الهواء وتظم أيضا حيوانات برية مختلفة كالأيل الأطلسي والخنزير الوحشي وابن آوى إلى جانب700نوع من النباتات الشعراء والكثير من الطيور المستقرة والمهاجرة وعدة أنواع من الفطر.
وينتفع سكان أرياف ومدن ولاية جندوبة من شجرة الفلين بطرق شتى منها الحطب أثناء فصل الشتاء والعلف للحيوانات من خلال إنتاجها ثمرة البلوط الى جانب ما توفره من أيام عمل يتجاوز الألف يوم في السنة.
وتعتبر مادة "الخفّاف" من أهم المنتوجات الغابية الأساسية التي توفرها غابات ولاية جندوبة حيث يقدر معدل إنتاجها السنوي بـ 70 ألف قنطار وتساهم بنسبة 90 بالمائة من مجمل الإنتاج الوطني، حيث تتوفّر الولاية على 60 ألف هكتار من الغابات بما يعادل 50 بالمائة من المساحة الغابيّة بكامل جهة الشمال الغربي.
ويوجّه هذا المنتوج بنسبة 90 بالمائة إلى التّصدير منها 70 بالمائة نحو بلدان أوروبا الجنوبية على غرار البرتغال الذي يستقبل وحده 59 بالمائة من الإنتاج ثم ايطاليا بنسبة 11 بالمائة. ويضطلع إنتاج "الخفّاف" في الجهة بدور محوري في تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية إذ يوفّر حوالي 4800 موطن شغل وقرابة 150 ألف يوم عمل في السنة،
ويقوم معمل الخفاف بطبرقة بتحويل كامل إنتاج الجهة إلى منتوجات متنوعة كالسّدادات والاسطوانات وحبات الخفاف.
ويتصدّر موسم جني "الفلين" (الخفّاف) اهتمامات وأنشطة سكان المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد، فبعد أن كان حصاده من التقاليد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، تحوّل شيئاً فشيئاً إلى مصدر للرزق يؤمن لقمة العيش لهم، حيث يبدأ موسم جني الفلين مع موفى شهر ماي ويتواصل حتّى شهر ديسمبر من كلّ عام، وتشرف عليه الوكالة الوطنية لاستغلال الغابات، موفرة فرص عمل لنحو 3800 شخص طيلة الموسم.
طقوس صمدت في وجه التكنولوجيا
زيارتنا إلى إحدى حظائر جني الخفاف بمعتمدية عين دراهم كشفت لنا طقوسا صمدت في وجه الزمن، فإيقاع ضرب الشقور على الأشجار كأنها حوافر أحصنة في سباق الخيل وحسب ما أكده لنا العامل أحمد برينصي تنطلق الرحلة منذ بزوغ الفجر أين يقطع العمال مسافات طويلة للوصول الى النسق الذي تتم فيه عملية الجني.
فهنا تتعالى الأصوات لتنظيم العملة والتزام كل فرد بمجموعته ودعوة "الحمالة "لنقل الخفاف كما تردد الجبال صدى أغاني تراثية وغزلية يرددها بعض العمال تحفزهم على العمل وبذل الجهد وتزيد الجماعة حماسا .
تنبعث رائحة الشاي من "المردومة"وهي المكان الذي يتم فيه جمع الخفاف وترصيفه من عمق الجبل وكذلك توزيع الماء للعمال والذي يتم جمعه بواسطة الدواب(البغال والأحمرة)، وأكد لنا البرينصي الذي اكتسب خبرة بايطاليا أن الحظيرة تتكون من رئيس وعمال تقشير وتجميع وتفريغ وعمال تنظيف الغابة وتوزيع الماء مضيفا ان أدوات الجني تتمثل أساسا في "الشقور"والذي تتم بشفرته تحديد تاج الجني وشق الفلين وخلعه عن الطبق الأم ، مؤكدا أنه لابد من أن يكون الشقور في أحسن الظروف لتفادي جرح الشجرة وتنطلق عمليات الجني من الساعة السابعة صباحا إلى حدود الواحدة والنصف تتخللها استراحة قصيرة لتناول وجبة خفيفة ثم العودة إلى العمل .
محسن السالمي مهندس ورئيس مصلحة بدائرة الغابات بعين دراهم تحدث ل"الصباح"عن انطلاق موسم جني الخفاف منذ يوم 18جوان ليتواصل إلى غاية 18أوت وعن وجود 10حظائر تشغل حوالي 1200عاملا وتم رصد مليار و300 ألف دينار لعملية الجني، مضيفا أن عائدات الخفاف تقدر سنويا بالمليارات بولاية جندوبة الى جانب ذلك أشار الى ان هناك حالات يمنع فيها جني الخفاف منها الطقس الممطر وعند هبوب الرياح وعند الطقس الحار جدا، كما تحدث السالمي عن أهمية شجرة الفرنان والتي لها عدة فوائد على مدار السنة إلا أنها تعاني من عدة إشكاليات.
شجرة الفرنان.. صامدة رغم الأحزان
وحول أهم الإشكاليات التي تعاني منها دوائر الغابات بولاية جندوبة مع انطلاق كل موسم جني أكد السالمي أنها تتمثل أساسا في غياب اليد العاملة المختصة إذ كانت هناك طقوسا لابد أن يمر بها العامل للوصول إلى مسك "الشقور " وإزالة لحاء الشجرة منها العمر والتجربة والخضوع لامتحان تطبيقي أمام الأعوان ورغم تكوين حوالي 60 عاملا في مجال جني الخفاف إلا أن هذا العدد ضئيل ولا يمكن أن يغطي المناطق المستهدفة مع انطلاق كل موسم ما أثر سلبا على إصابة المئات من الأشجار بجروح.
ومن أهم الآفات وأخطرها على الغطاء الغابي الحرائق الموسمية والتي تتسبب سنويا في إتلاف الآلاف من الهكتارات من الغابات الطبيعية ويصعب تشبيب المساحات المحروقة عن طريق التشجير .
وتجدر الإشارة أن شجرة الفرنان عندما تنبت لا تدخل في طور الإنتاج إلا بعد أن تبلغ أربعين سنة من العمر وعندما تصهد بالنيران أثناء الحرائق فإعادة اخضرارها تخضع لنسبة الصهد وكلما كانت نسبة الصهد عالية كلما كانت نسبة التيبس والموت اكبر وغالبا ما تصيبها الأمراض الفطرية جراء حرق غلاف ساقها .
وفي دراسة استغرقت 14 سنة أكد يوسف سعيدي (دكتور بمعهد للغابات والمراعي بطبرقة) أن حرائق أشجار الفلين ظاهرة معقدة من حيث انتشارها وطريقة فعاليتها وآثارها على البيئة مشيرا الى أشجار الزان أو الفلين المحروقة اما أن تتلف نهائيا أو تستأنف بسرعة ذلك أن الحرائق عاملا أساسيا في تنشيط الغابات الشعراء باستثناء الأشجار الكبيرة الحجم .
كما تعاني شجرة الفلين من الاستغلال العشوائي لتحويلها الى فحم وتعرضت مساحات هامة مع اندلاع الثورة الى القص إما للتدفئة أو لأغراض أخرى الى جانب تعرض هذه الشجرة الى أمراض فطرية متنوعة الا ان دوائر الغابات كانت بالمرصاد لأعداء البيئة .
عناية هامة بشجرة الفلين رغم الصعوبات
ومن جانبه أكد منصف سلطاني رئيس مجمع التنمية الفلاحي بعمادة وادي الزان عن انطلاق تنفيذ مشروع كوري تونسي لتجديد غابات "الفلين" (الخفّاف) بمعتمديتي "عين دراهم" و"فرنانة" من ولايتي جندوبة، حيث شرعت الوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الفني "كويسا" والإدارة العامة للغابات والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة في تنفيذ بنود الاتفاقية الممضاة في 19 فيفري 2014 والمتعلقة بإنجاز مشروع نموذجي بحثي تنموي لتجديد غابات الفلين بالجهة بتمويل كوري ناهزت قيمته 2 مليوني دولار أمريكي.
وأشار إلى أن هذا المشروع الذي تمتد فترة تنفيذه على 4 سنوات يهدف الى إحكام التصرّف المستدام في الموارد الغابية وتجديد غابات الفلين التي انتهى عمرها الافتراضي، وإنعاش المنظومة البيئية، وبعث منابت لانتاج الفلين، وتحسين دخل السكان المحليين عبر تمويل مشاريع صغيرة على غرار تربية النحل وزراعة الأشجار المثمرة وتقطير الزيوت وصناعة التحف وغيرها من المشاريع التي تتماشى وخصوصية الجهة حسب ما تضمنته الاتفاقية المبرمة بين الطرفين مضيفا أن مشروع تجديد غابات الفلين بعمادة وادي الزان في طريقه إلى النجاح بفضل مجهود العمال .
عمار مويهبي
نابل.. تواصل أزمة الخبز وفقدان الفارينة يؤرق أصحاب المخابز
تشهد عديد المناطق بولاية نابل أزمة حادة من حيث النقص في مادة الخبز حيث نلاحظ يوميا على امتداد ساعات طوابيرا امام المخابز التي تعيش على وقع اكتظاظ كبير.
أزمة منذ شهرين
وأكد عدد من المواطنين بمعتمدية قرمبالية تواصل النقص المسجل في مادة الخبز بجميع أنواعه منذ أكثر من شهرين معبرين عن استيائهم من طول الانتظار ومطالبين بايجاد الحلول الكفيلة لتوفير هذه المادة الأساسية خاصة مع بداية عطلة الصيف التي تشهد فيها الجهة توافدا للزوار من داخل الولاية وخارجها باعتبارها وجهة سياحية محبذة للكثيرين وارتفاع نسق الاستهلاك ناهيك عن وجود نقص في التزود بمادة الفارينة
وفي نفس السياق قال صاحب مخبزة عصرية بالجهة في تصريح لمراسلة " الصباح" بالجهة ان أصحاب المخابز يواجهون صعوبات في بحثهم يوميا عن مادتي الفارينة والسميد حفاظا على مورد رزقهم وعلى مورد رزق العاملين بالمخبزة مشددا على أنهم قد أصبحوا مهددين بالبطالة.
تراجع كبير في التزويد بالفارينة
وقال محدثنا ان الاستهلاك الشهري من مادة الفارينة تراجع كثيرا من 10 طنا الى طنين اثنين فقط وهو ما سجل اضطرابا في التزود بمادة الخبز"الباقات " خاصة وانه في فصل الصيف يزداد الإقبال على استهلاك الخبز لاسيما وأن المدينة تعرف حركية وتوافد الزوار خلال هذه الفترة.
وأوضح محدثنا ان عددا من المخابز العصرية بمدينتي قربة ونابل أغلقت نظرا للنقص الفادح في مادة الفارينة، مضيفا ان الكمية الشهرية المتوفرة من مادتي الفارينة ودقيق السميد غير كافية للعمل طيلة ايام الشهر وهو ما أرغم اصحاب المخابز على الاكتفاء بالعمل خلال الفترة الصباحية لضمان مواصلة العمل خلال اليوم الموالي لافتا الى ان هذا الوضع خلف حالة من الفوضى واللهفة في صفوف المواطنين.
يذكر ان الإدارة الجهوية للتجارة بنابل وباتصالنا بها رفضت التوضيح بخصوص مسألة الاضطراب المسجل في الخبز وتزويد أصحاب المخابز بمادة الفارينة حيث أكدوا انهم تلقوا تعليمات من أعلى سلطة بالولاية بعدم الإدلاء بأي تصريحات أو ايضاحات لأية وسيلة إعلامية..!!؟
ليلى بن سعد
مندوب السياحة جربة جرجيس لـ"الصباح ": المنطقة السياحية جربة جرجيس الأولى وطنيا من حيث عدد الليالي المقضاة ب2 مليون و 300 ألف ليلة
بلغ عدد الليالي المقضاة بالمنطقة السياحية جربة جرجيس من ولاية مدنين خلال السداسي الأول من السنة الحالية 2 مليون و300 الف ليلة بزيادة تقدر ب+45 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة 2022 حسب ما صرح به هشام المحواشي مندوب السياحة جربة جرجيس لـ"الصباح ".
المحواشي أضاف ان هذا الرقم يمثل حوالي 30 بالمائة من العدد الجملي لليالي المقضاة مما يجعل الوجهة السياحية جربة جرجيس تحتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني من حيث عدد الليالي المقضاة .
وفي سياق متصل بلغ عدد الوافدين على مطار جربة جرجيس خلال نفس الفترة من السنة الحالية 440 الف وافد بزيادة ب 25 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية على بعد 9 بالمائة مقارنة بما تم تسجيله سنة 2019 ومتجاوزة بذلك الأهداف المرسومة لوزارة السياحة والتي تتمثل في بلوغ 80 بالمائة من الإحصائيات المسجلة سنة 2019 والتي تعتبر السنة المرجعية للقطاع السياحي، بحسب ذات المصدر .
وأشار مندوب السياحة جربة جرجيس لمراسل "الصباح " إلى الحركية النشيطة التي يشهدها مطار جربة جرجيس الدولي حيث يبلغ المعدل اليومي للرحلات الجوية المنظمة وغير المنظمة 35 رحلة يوميا قادمة من مختلف الأسواق السياحية الكلاسيكية .
وينتظر ان يرتفع عدد الوافدين على المنطقة السياحية جربة جرجيس نظرا لاحتضانها خلال الفترة المقبلة من الموسم السياحي عديد التظاهرات التنشيطية والثقافية والترفيهية على غرار تظاهرة Djerba Musique Land وتظاهرة جربة الراب .
ميمون التونسي
جندوبة.. اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة تتخذ جملة من الإجراءات
اتخذت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بجندوبة جملة من الإجراءات في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وذلك للحد من انتشار الحرائق.
ومن بين هذه الإجراءات تركيز فرق حماية متقدمة بالمناطق التي تفتقر لفرق الحماية المدنية الى جانب مواصلة فتح الطرائد النارية بالعمادات والتعويل على العمد للتنسيق مع الجهات المعنية.
كما دعت اللجنة خلال اجتماعها يوم الخميس 7 جويلية 2023 مصالح الحماية المدنية لمزيد التنسيق مع البلديات لتوفير العدد الكافي من السباحين المنقذين بالشواطئ وتكثيف الحملات التحسيسية والتوعية لحراس الغابات وفرق التدخل والعمل على توفير الماء الصالح للشراب والنور الكهربائي والحد من ظاهرة الانقطاعات المتكررة مع ضرورة توفير خزانات إضافية بالمناطق المعطشة.
بالإضافة إلى دعوة البلديات للقضاء على المصبات العشوائية وتوفير المعدات والمستلزمات اللازمة للتدخل عند الحاجة والى مزيد اليقظة بالنسبة لحراس الغابات.
يذكر أن الحرائق تفتك سنويا بعشرات الهكتارات من الثروة الغابية بولاية جندوبة دون معرفة من يقف وراء ذلك.
عمار مويهبي
جندوبة- الصباح
تبلغ المساحة الجملية للغابات بولاية جندوبة 120 ألف هكتار منها 63 ألف هكتار بمعتمدتي عين دراهم وطبرقة والمساحات المتبقية موزعة ببقية المعتمديات الأخرى أهمها فرنانة وغار الدماء و بوسالم وبلطة بوعوان.
ويحتوي هذا المخزون الطبيعي الهام على العديد من المكونات منها الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية والمناطق الرطبة والغابات المنتجة والمراعي الخصبة والمخزون المائي والحيوانات البرية والتي تكون منظومة بيئية متنوعة.
شجرة الفلين.. عطاء غزير
تتميز ولاية جندوبة بتنوع منتوجها الغابي منه خاصة الأشجار مثل الزان والريحان والغابات الشعرات والفلين. فهذه الشجرة التي تعرف بصغر قوامها اذ أن طولها لا يتعدى 15مترا وتتميز بجذع قصير وتفرع منتشر وببطء نموها يمكن ان تعيش أكثر من 300سنة في حال عدم استغلال هذه الشجرة ومن 100الى 150سنة عند استغلال ما يسمى ثمار شجرة الفلين البلوط وهي متفاوتة الحجم لها شكل طويل وطرف قصير يحتوي على الشعر وتبدأ في الظهور حين بلوغ الشجرة مابين 15و20 سنة وتمثل غابات الفلين 76 بالمائة بولاية جندوبة فحين تتوزع بقية المساحات بين ولايتي باجة 16 بالمائة وولاية بنزرت 8 بالمائة.
وتساهم شجرة الفلين من الناحية البيئية في حماية التربة والمياه والحد من الفيضانات وتنقية الهواء وتظم أيضا حيوانات برية مختلفة كالأيل الأطلسي والخنزير الوحشي وابن آوى إلى جانب700نوع من النباتات الشعراء والكثير من الطيور المستقرة والمهاجرة وعدة أنواع من الفطر.
وينتفع سكان أرياف ومدن ولاية جندوبة من شجرة الفلين بطرق شتى منها الحطب أثناء فصل الشتاء والعلف للحيوانات من خلال إنتاجها ثمرة البلوط الى جانب ما توفره من أيام عمل يتجاوز الألف يوم في السنة.
وتعتبر مادة "الخفّاف" من أهم المنتوجات الغابية الأساسية التي توفرها غابات ولاية جندوبة حيث يقدر معدل إنتاجها السنوي بـ 70 ألف قنطار وتساهم بنسبة 90 بالمائة من مجمل الإنتاج الوطني، حيث تتوفّر الولاية على 60 ألف هكتار من الغابات بما يعادل 50 بالمائة من المساحة الغابيّة بكامل جهة الشمال الغربي.
ويوجّه هذا المنتوج بنسبة 90 بالمائة إلى التّصدير منها 70 بالمائة نحو بلدان أوروبا الجنوبية على غرار البرتغال الذي يستقبل وحده 59 بالمائة من الإنتاج ثم ايطاليا بنسبة 11 بالمائة. ويضطلع إنتاج "الخفّاف" في الجهة بدور محوري في تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية إذ يوفّر حوالي 4800 موطن شغل وقرابة 150 ألف يوم عمل في السنة،
ويقوم معمل الخفاف بطبرقة بتحويل كامل إنتاج الجهة إلى منتوجات متنوعة كالسّدادات والاسطوانات وحبات الخفاف.
ويتصدّر موسم جني "الفلين" (الخفّاف) اهتمامات وأنشطة سكان المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد، فبعد أن كان حصاده من التقاليد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، تحوّل شيئاً فشيئاً إلى مصدر للرزق يؤمن لقمة العيش لهم، حيث يبدأ موسم جني الفلين مع موفى شهر ماي ويتواصل حتّى شهر ديسمبر من كلّ عام، وتشرف عليه الوكالة الوطنية لاستغلال الغابات، موفرة فرص عمل لنحو 3800 شخص طيلة الموسم.
طقوس صمدت في وجه التكنولوجيا
زيارتنا إلى إحدى حظائر جني الخفاف بمعتمدية عين دراهم كشفت لنا طقوسا صمدت في وجه الزمن، فإيقاع ضرب الشقور على الأشجار كأنها حوافر أحصنة في سباق الخيل وحسب ما أكده لنا العامل أحمد برينصي تنطلق الرحلة منذ بزوغ الفجر أين يقطع العمال مسافات طويلة للوصول الى النسق الذي تتم فيه عملية الجني.
فهنا تتعالى الأصوات لتنظيم العملة والتزام كل فرد بمجموعته ودعوة "الحمالة "لنقل الخفاف كما تردد الجبال صدى أغاني تراثية وغزلية يرددها بعض العمال تحفزهم على العمل وبذل الجهد وتزيد الجماعة حماسا .
تنبعث رائحة الشاي من "المردومة"وهي المكان الذي يتم فيه جمع الخفاف وترصيفه من عمق الجبل وكذلك توزيع الماء للعمال والذي يتم جمعه بواسطة الدواب(البغال والأحمرة)، وأكد لنا البرينصي الذي اكتسب خبرة بايطاليا أن الحظيرة تتكون من رئيس وعمال تقشير وتجميع وتفريغ وعمال تنظيف الغابة وتوزيع الماء مضيفا ان أدوات الجني تتمثل أساسا في "الشقور"والذي تتم بشفرته تحديد تاج الجني وشق الفلين وخلعه عن الطبق الأم ، مؤكدا أنه لابد من أن يكون الشقور في أحسن الظروف لتفادي جرح الشجرة وتنطلق عمليات الجني من الساعة السابعة صباحا إلى حدود الواحدة والنصف تتخللها استراحة قصيرة لتناول وجبة خفيفة ثم العودة إلى العمل .
محسن السالمي مهندس ورئيس مصلحة بدائرة الغابات بعين دراهم تحدث ل"الصباح"عن انطلاق موسم جني الخفاف منذ يوم 18جوان ليتواصل إلى غاية 18أوت وعن وجود 10حظائر تشغل حوالي 1200عاملا وتم رصد مليار و300 ألف دينار لعملية الجني، مضيفا أن عائدات الخفاف تقدر سنويا بالمليارات بولاية جندوبة الى جانب ذلك أشار الى ان هناك حالات يمنع فيها جني الخفاف منها الطقس الممطر وعند هبوب الرياح وعند الطقس الحار جدا، كما تحدث السالمي عن أهمية شجرة الفرنان والتي لها عدة فوائد على مدار السنة إلا أنها تعاني من عدة إشكاليات.
شجرة الفرنان.. صامدة رغم الأحزان
وحول أهم الإشكاليات التي تعاني منها دوائر الغابات بولاية جندوبة مع انطلاق كل موسم جني أكد السالمي أنها تتمثل أساسا في غياب اليد العاملة المختصة إذ كانت هناك طقوسا لابد أن يمر بها العامل للوصول إلى مسك "الشقور " وإزالة لحاء الشجرة منها العمر والتجربة والخضوع لامتحان تطبيقي أمام الأعوان ورغم تكوين حوالي 60 عاملا في مجال جني الخفاف إلا أن هذا العدد ضئيل ولا يمكن أن يغطي المناطق المستهدفة مع انطلاق كل موسم ما أثر سلبا على إصابة المئات من الأشجار بجروح.
ومن أهم الآفات وأخطرها على الغطاء الغابي الحرائق الموسمية والتي تتسبب سنويا في إتلاف الآلاف من الهكتارات من الغابات الطبيعية ويصعب تشبيب المساحات المحروقة عن طريق التشجير .
وتجدر الإشارة أن شجرة الفرنان عندما تنبت لا تدخل في طور الإنتاج إلا بعد أن تبلغ أربعين سنة من العمر وعندما تصهد بالنيران أثناء الحرائق فإعادة اخضرارها تخضع لنسبة الصهد وكلما كانت نسبة الصهد عالية كلما كانت نسبة التيبس والموت اكبر وغالبا ما تصيبها الأمراض الفطرية جراء حرق غلاف ساقها .
وفي دراسة استغرقت 14 سنة أكد يوسف سعيدي (دكتور بمعهد للغابات والمراعي بطبرقة) أن حرائق أشجار الفلين ظاهرة معقدة من حيث انتشارها وطريقة فعاليتها وآثارها على البيئة مشيرا الى أشجار الزان أو الفلين المحروقة اما أن تتلف نهائيا أو تستأنف بسرعة ذلك أن الحرائق عاملا أساسيا في تنشيط الغابات الشعراء باستثناء الأشجار الكبيرة الحجم .
كما تعاني شجرة الفلين من الاستغلال العشوائي لتحويلها الى فحم وتعرضت مساحات هامة مع اندلاع الثورة الى القص إما للتدفئة أو لأغراض أخرى الى جانب تعرض هذه الشجرة الى أمراض فطرية متنوعة الا ان دوائر الغابات كانت بالمرصاد لأعداء البيئة .
عناية هامة بشجرة الفلين رغم الصعوبات
ومن جانبه أكد منصف سلطاني رئيس مجمع التنمية الفلاحي بعمادة وادي الزان عن انطلاق تنفيذ مشروع كوري تونسي لتجديد غابات "الفلين" (الخفّاف) بمعتمديتي "عين دراهم" و"فرنانة" من ولايتي جندوبة، حيث شرعت الوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الفني "كويسا" والإدارة العامة للغابات والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة في تنفيذ بنود الاتفاقية الممضاة في 19 فيفري 2014 والمتعلقة بإنجاز مشروع نموذجي بحثي تنموي لتجديد غابات الفلين بالجهة بتمويل كوري ناهزت قيمته 2 مليوني دولار أمريكي.
وأشار إلى أن هذا المشروع الذي تمتد فترة تنفيذه على 4 سنوات يهدف الى إحكام التصرّف المستدام في الموارد الغابية وتجديد غابات الفلين التي انتهى عمرها الافتراضي، وإنعاش المنظومة البيئية، وبعث منابت لانتاج الفلين، وتحسين دخل السكان المحليين عبر تمويل مشاريع صغيرة على غرار تربية النحل وزراعة الأشجار المثمرة وتقطير الزيوت وصناعة التحف وغيرها من المشاريع التي تتماشى وخصوصية الجهة حسب ما تضمنته الاتفاقية المبرمة بين الطرفين مضيفا أن مشروع تجديد غابات الفلين بعمادة وادي الزان في طريقه إلى النجاح بفضل مجهود العمال .
عمار مويهبي
نابل.. تواصل أزمة الخبز وفقدان الفارينة يؤرق أصحاب المخابز
تشهد عديد المناطق بولاية نابل أزمة حادة من حيث النقص في مادة الخبز حيث نلاحظ يوميا على امتداد ساعات طوابيرا امام المخابز التي تعيش على وقع اكتظاظ كبير.
أزمة منذ شهرين
وأكد عدد من المواطنين بمعتمدية قرمبالية تواصل النقص المسجل في مادة الخبز بجميع أنواعه منذ أكثر من شهرين معبرين عن استيائهم من طول الانتظار ومطالبين بايجاد الحلول الكفيلة لتوفير هذه المادة الأساسية خاصة مع بداية عطلة الصيف التي تشهد فيها الجهة توافدا للزوار من داخل الولاية وخارجها باعتبارها وجهة سياحية محبذة للكثيرين وارتفاع نسق الاستهلاك ناهيك عن وجود نقص في التزود بمادة الفارينة
وفي نفس السياق قال صاحب مخبزة عصرية بالجهة في تصريح لمراسلة " الصباح" بالجهة ان أصحاب المخابز يواجهون صعوبات في بحثهم يوميا عن مادتي الفارينة والسميد حفاظا على مورد رزقهم وعلى مورد رزق العاملين بالمخبزة مشددا على أنهم قد أصبحوا مهددين بالبطالة.
تراجع كبير في التزويد بالفارينة
وقال محدثنا ان الاستهلاك الشهري من مادة الفارينة تراجع كثيرا من 10 طنا الى طنين اثنين فقط وهو ما سجل اضطرابا في التزود بمادة الخبز"الباقات " خاصة وانه في فصل الصيف يزداد الإقبال على استهلاك الخبز لاسيما وأن المدينة تعرف حركية وتوافد الزوار خلال هذه الفترة.
وأوضح محدثنا ان عددا من المخابز العصرية بمدينتي قربة ونابل أغلقت نظرا للنقص الفادح في مادة الفارينة، مضيفا ان الكمية الشهرية المتوفرة من مادتي الفارينة ودقيق السميد غير كافية للعمل طيلة ايام الشهر وهو ما أرغم اصحاب المخابز على الاكتفاء بالعمل خلال الفترة الصباحية لضمان مواصلة العمل خلال اليوم الموالي لافتا الى ان هذا الوضع خلف حالة من الفوضى واللهفة في صفوف المواطنين.
يذكر ان الإدارة الجهوية للتجارة بنابل وباتصالنا بها رفضت التوضيح بخصوص مسألة الاضطراب المسجل في الخبز وتزويد أصحاب المخابز بمادة الفارينة حيث أكدوا انهم تلقوا تعليمات من أعلى سلطة بالولاية بعدم الإدلاء بأي تصريحات أو ايضاحات لأية وسيلة إعلامية..!!؟
ليلى بن سعد
مندوب السياحة جربة جرجيس لـ"الصباح ": المنطقة السياحية جربة جرجيس الأولى وطنيا من حيث عدد الليالي المقضاة ب2 مليون و 300 ألف ليلة
بلغ عدد الليالي المقضاة بالمنطقة السياحية جربة جرجيس من ولاية مدنين خلال السداسي الأول من السنة الحالية 2 مليون و300 الف ليلة بزيادة تقدر ب+45 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة 2022 حسب ما صرح به هشام المحواشي مندوب السياحة جربة جرجيس لـ"الصباح ".
المحواشي أضاف ان هذا الرقم يمثل حوالي 30 بالمائة من العدد الجملي لليالي المقضاة مما يجعل الوجهة السياحية جربة جرجيس تحتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني من حيث عدد الليالي المقضاة .
وفي سياق متصل بلغ عدد الوافدين على مطار جربة جرجيس خلال نفس الفترة من السنة الحالية 440 الف وافد بزيادة ب 25 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية على بعد 9 بالمائة مقارنة بما تم تسجيله سنة 2019 ومتجاوزة بذلك الأهداف المرسومة لوزارة السياحة والتي تتمثل في بلوغ 80 بالمائة من الإحصائيات المسجلة سنة 2019 والتي تعتبر السنة المرجعية للقطاع السياحي، بحسب ذات المصدر .
وأشار مندوب السياحة جربة جرجيس لمراسل "الصباح " إلى الحركية النشيطة التي يشهدها مطار جربة جرجيس الدولي حيث يبلغ المعدل اليومي للرحلات الجوية المنظمة وغير المنظمة 35 رحلة يوميا قادمة من مختلف الأسواق السياحية الكلاسيكية .
وينتظر ان يرتفع عدد الوافدين على المنطقة السياحية جربة جرجيس نظرا لاحتضانها خلال الفترة المقبلة من الموسم السياحي عديد التظاهرات التنشيطية والثقافية والترفيهية على غرار تظاهرة Djerba Musique Land وتظاهرة جربة الراب .
ميمون التونسي
جندوبة.. اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة تتخذ جملة من الإجراءات
اتخذت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بجندوبة جملة من الإجراءات في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وذلك للحد من انتشار الحرائق.
ومن بين هذه الإجراءات تركيز فرق حماية متقدمة بالمناطق التي تفتقر لفرق الحماية المدنية الى جانب مواصلة فتح الطرائد النارية بالعمادات والتعويل على العمد للتنسيق مع الجهات المعنية.
كما دعت اللجنة خلال اجتماعها يوم الخميس 7 جويلية 2023 مصالح الحماية المدنية لمزيد التنسيق مع البلديات لتوفير العدد الكافي من السباحين المنقذين بالشواطئ وتكثيف الحملات التحسيسية والتوعية لحراس الغابات وفرق التدخل والعمل على توفير الماء الصالح للشراب والنور الكهربائي والحد من ظاهرة الانقطاعات المتكررة مع ضرورة توفير خزانات إضافية بالمناطق المعطشة.
بالإضافة إلى دعوة البلديات للقضاء على المصبات العشوائية وتوفير المعدات والمستلزمات اللازمة للتدخل عند الحاجة والى مزيد اليقظة بالنسبة لحراس الغابات.
يذكر أن الحرائق تفتك سنويا بعشرات الهكتارات من الثروة الغابية بولاية جندوبة دون معرفة من يقف وراء ذلك.