حلم الدراسة بالخارج لا يتعلق بالمتفوقين في الباكالوريا فقط، بل يشمل كل الناجحين
تونس الصباح
تتجه أنظار أغلب المتفوقين في مناظرة امتحان الباكالوريا نحو مواصلة دراستهم في جامعات أجنبية تتراوح بين فرنسا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها..، ولا يتردد أي منهم أو منهن، عند سؤاله عن التخصص الذي سيختاره بعد تحقيقه لهذا التميز الوطني في تقديم إجابة شبه موحدة "الدراسة في الخارج".
ويفسر أو يعلل المستجوبين من الناجحين بمعدلات عالية، رغبتهم في مغادرة البلاد وعدم التوجه نحو جامعات تونسية، إما إلى رغبتهم في دراسة تخصصات غير موجودة في جامعاتنا التونسية، أو باعتبار أن تلك الجامعات، وترتيبها العالمي ومستواها التعليمي، ستمكنهم من شهادات جامعية قادرة على فتح آفاق أرحب بالنسبة لهم في علاقة بسوق الشغل وفرص العمل، ويعتبرون وأسرهم أن أفق الانتداب يظل أهم بالنسبة للشبان الذين يدرسون في الخارج.
ويشترك السواد الأكبر من التلاميذ الناجحين في مناظرة الباكالوريا، المتفوقين منهم وأصحاب المعدلات العادية، في حلم الدراسة بالخارج. ويقول عدد ممن التقتهم "الصباح" أن الوضع الاقتصادي والاجتماعية بالبلاد قد أصبح ضبابيا فتضاءلت فيه إمكانيات الحلم ورسم مستقبل أفضل بالنسبة لهم، ولذلك هم يعتبرون أن المغادرة يمكن أن تضمن لهم مستقبلا أفضل.
وتوضح الباحثة في علم الاجتماع نجاة عرعاري، في قراءتها لاختيارات المتميزين في الباكالوريا وارتباطها الشديد بالدراسة في الخارج، أن المنظومة الجامعية التونسية مسؤولة في جزء منها على هذه الاختيارات، فهي منظومة طاردة جامدة لا تفتح الأطر أمام الطلبة من أجل المنافسة والبحث وبناء الذات بقدر ما تسعى إلى تكبيلهم (الامتحان التحضيري في اختصاص الهندسة مثلا)، وهو ما يجعلها حسب العرعاري منظومة تقتل الطموح والتقدم والتطور، فيه فرص حلم محدودة وفي الكثير من الأحيان تتحول إلى منظومة عقابية للتلميذ.
وبينت الباحثة في علم الاجتماع أنه من المنطقي وفي ظل عدم مراجعة المنظومة الحالية للتعليم، أن يتوجه كل من يخطط لمستقبل أفضل نحو الدراسة بالخارج أين سيتوفر له فضاءات للبحث والتطور وصناعة النفس وتُمنح له إمكانيات العمل في مؤسسات ذات تأجير أفضل وحياة أكثر رفاه.
وتعتبر نجاة عرعاري أن المتميزين في امتحان الباكالوريا والذين ينتمون في مجملهم إلى معاهد نموذجية عمومية، بمغادرتهم البلاد، يشكلون خسارة كبرى للبلاد التي ليس لها أي برنامج أو مشروع أو رؤية للاستثمار في مواردها البشرية ورأسمالها البشري ولا تراهن على فئة الشباب.
ولا يهم حلم الدراسة بالخارج المتفوقين في الباكالوريا فقط، بل يشمل كل الناجحين، حتى أن عائلات متوسطة الدخل أصبحت في السنوات الأخيرة تستند إلى قروض بنكية من أجل إتمام دراسة أبنائهم في جامعات غير الجامعات التونسية. على غرار جامعات تركية أو في بلدان أوروبا الشرقية مثل روسيا ورومانيا وأوكرانيا ويصل فيها معدل تكلفة الإقامة والدراسة إلى 12 ألف دينار ويدرس فيها التونسيون بصفة خاصة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أو في جامعات بفرنسا أو ألمانيا التي تكون فيه كلفة الإقامة والدراسة أعلى وتصل إلى 20 ألف دينار.
ووفقا لبيانات البنك المركزي التونسي ترسل الأسر التونسية نحو 250 مليون دولار سنوياً من الحوالات المالية إلى مراكز دراسة في الخارج، بمعدل 900 دولار للطالب الواحد. كما تكشف أن عدد الطلاب التونسيين في الخارج يناهز 20 ألفاً، بينهم 13 ألفاً في فرنسا ودول أوروبية أخرى، في حين يتوزّع الباقون على جامعات في أميركا الشمالية، وبدرجة أقل على جامعات في روسيا وبلدان أوروبا الشرقية.
ريم سوودي
حلم الدراسة بالخارج لا يتعلق بالمتفوقين في الباكالوريا فقط، بل يشمل كل الناجحين
تونس الصباح
تتجه أنظار أغلب المتفوقين في مناظرة امتحان الباكالوريا نحو مواصلة دراستهم في جامعات أجنبية تتراوح بين فرنسا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها..، ولا يتردد أي منهم أو منهن، عند سؤاله عن التخصص الذي سيختاره بعد تحقيقه لهذا التميز الوطني في تقديم إجابة شبه موحدة "الدراسة في الخارج".
ويفسر أو يعلل المستجوبين من الناجحين بمعدلات عالية، رغبتهم في مغادرة البلاد وعدم التوجه نحو جامعات تونسية، إما إلى رغبتهم في دراسة تخصصات غير موجودة في جامعاتنا التونسية، أو باعتبار أن تلك الجامعات، وترتيبها العالمي ومستواها التعليمي، ستمكنهم من شهادات جامعية قادرة على فتح آفاق أرحب بالنسبة لهم في علاقة بسوق الشغل وفرص العمل، ويعتبرون وأسرهم أن أفق الانتداب يظل أهم بالنسبة للشبان الذين يدرسون في الخارج.
ويشترك السواد الأكبر من التلاميذ الناجحين في مناظرة الباكالوريا، المتفوقين منهم وأصحاب المعدلات العادية، في حلم الدراسة بالخارج. ويقول عدد ممن التقتهم "الصباح" أن الوضع الاقتصادي والاجتماعية بالبلاد قد أصبح ضبابيا فتضاءلت فيه إمكانيات الحلم ورسم مستقبل أفضل بالنسبة لهم، ولذلك هم يعتبرون أن المغادرة يمكن أن تضمن لهم مستقبلا أفضل.
وتوضح الباحثة في علم الاجتماع نجاة عرعاري، في قراءتها لاختيارات المتميزين في الباكالوريا وارتباطها الشديد بالدراسة في الخارج، أن المنظومة الجامعية التونسية مسؤولة في جزء منها على هذه الاختيارات، فهي منظومة طاردة جامدة لا تفتح الأطر أمام الطلبة من أجل المنافسة والبحث وبناء الذات بقدر ما تسعى إلى تكبيلهم (الامتحان التحضيري في اختصاص الهندسة مثلا)، وهو ما يجعلها حسب العرعاري منظومة تقتل الطموح والتقدم والتطور، فيه فرص حلم محدودة وفي الكثير من الأحيان تتحول إلى منظومة عقابية للتلميذ.
وبينت الباحثة في علم الاجتماع أنه من المنطقي وفي ظل عدم مراجعة المنظومة الحالية للتعليم، أن يتوجه كل من يخطط لمستقبل أفضل نحو الدراسة بالخارج أين سيتوفر له فضاءات للبحث والتطور وصناعة النفس وتُمنح له إمكانيات العمل في مؤسسات ذات تأجير أفضل وحياة أكثر رفاه.
وتعتبر نجاة عرعاري أن المتميزين في امتحان الباكالوريا والذين ينتمون في مجملهم إلى معاهد نموذجية عمومية، بمغادرتهم البلاد، يشكلون خسارة كبرى للبلاد التي ليس لها أي برنامج أو مشروع أو رؤية للاستثمار في مواردها البشرية ورأسمالها البشري ولا تراهن على فئة الشباب.
ولا يهم حلم الدراسة بالخارج المتفوقين في الباكالوريا فقط، بل يشمل كل الناجحين، حتى أن عائلات متوسطة الدخل أصبحت في السنوات الأخيرة تستند إلى قروض بنكية من أجل إتمام دراسة أبنائهم في جامعات غير الجامعات التونسية. على غرار جامعات تركية أو في بلدان أوروبا الشرقية مثل روسيا ورومانيا وأوكرانيا ويصل فيها معدل تكلفة الإقامة والدراسة إلى 12 ألف دينار ويدرس فيها التونسيون بصفة خاصة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أو في جامعات بفرنسا أو ألمانيا التي تكون فيه كلفة الإقامة والدراسة أعلى وتصل إلى 20 ألف دينار.
ووفقا لبيانات البنك المركزي التونسي ترسل الأسر التونسية نحو 250 مليون دولار سنوياً من الحوالات المالية إلى مراكز دراسة في الخارج، بمعدل 900 دولار للطالب الواحد. كما تكشف أن عدد الطلاب التونسيين في الخارج يناهز 20 ألفاً، بينهم 13 ألفاً في فرنسا ودول أوروبية أخرى، في حين يتوزّع الباقون على جامعات في أميركا الشمالية، وبدرجة أقل على جامعات في روسيا وبلدان أوروبا الشرقية.