يبدو أن تدفق المهاجرين غير النظاميين على الجزر الايطالية انطلاقا من السواحل التونسية لن يتوقف، إذ مع تحسن حالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة استأنفت رحلات قوارب الموت على متنها عشرات المهاجرين جلهم من جنسيات دول افريقية من جنوب الصحراء، وقد تم خلال اليومين الأخيرين الإعلان عن وصول بعض القوارب في حين عرف بعضها الآخر مصيرا مجهولا بعد فقدان وغرق العشرات من المهاجرين الذين كانوا على متنها وفاق عددهم الأربعين.
وكانت السلطات الايطالية قد توقعت ارتفاع نسق تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط، وعبر مسؤولون كبار في الحكومة الايطالية على غرار رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، ووزير خارجيتها في تصريحات إعلامية سابقة عن خشيتهم من ارتفاع غير مسبوق للهجرة غير النظامية خلال هذا الصيف..
وفي هذا الصدد تم وسط الأسبوع الجاري الإعلان عن فقدان أكثر من 12 مهاجرا وانتشال جثث 3 آخرين، بعد غرق ثلاثة مراكب تحمل مهاجرين غير نظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء قبالة السواحل التونسية.
وقال مسؤول قضائي تونسي إن ما لا يقل عن 12 مهاجرا أفريقيا جنوب الصحراء فُقدوا وتم انتشال 3 جثث بينهم رضيعين، بعد غرق ثلاثة قوارب قبالة سواحل صفاقس في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى السواحل إيطاليا الخميس الماضي..
وبحسب القاضي في محكمة صفاقس، فوزي المصمودي، فإن المراكب انطلقت من سواحل صفاقس باتجاه السواحل الإيطالية خلال اليومين الأخيرين وتمكن الحرس البحري من إنقاذ 152 مهاجرا قبالة سواحل الجنوب التونسي.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدّثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا كيارا كاردوليتي الخميس الماضي، لوكالة فرانس برس أنّ نحو أربعين مهاجرا باتوا في عداد المفقودين بعد غرق قارب مهاجرين الخميس الماضي قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وكتبت كاردوليتي في تغريدة على تويتر أكّدت محتواها لفرانس برس عبر الهاتف أنّ بين المفقودين رضيعاً على الأقلّ.
من جانبه، قال المتحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو لفرانس برس إنّ القارب الحديدي أبحر من صفاقس في تونس وعلى متنه 46 مهاجراً من دول في إفريقيا جنوب الصحراء هي ساحل العاج وبوركينا فاسو والكاميرون.
وأضاف أنّ القارب انقلب من جرّاء رياح قوية وأمواج عاتية، و”بضعة ناجين نقلوا إلى لامبيدوزا وآخرون أعيدوا إلى تونس".
وأوضح أنّ “بين المفقودين سبع نساء وقاصر واحد و الناجون هم جميعاً رجال بالغون".
يذكر أن أكثر من 46 ألف مهاجر غير نظامي وصلوا إلى جزيرة لمبادوزا من أصل 105 آلاف مهاجر غير نظامي وصلوا إلى إيطاليا، وفقاً لمفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين.
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة، سجلت وفق تقرير لها نشرته مؤخرا موت وفقدان أكثر من 2406 مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط سنة 2022، في حين قضى وفقد أكثر من 1166 مهاجرا خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية، وتقول بعض المنظمات إن الأعداد أعلى من ذلك بكثير.
يذكر أن قمة أوروبية ستنعقد خلال يومي 28 و29 جوان الجاري ببروكسيل ومن أهم جدول أعمالها مناقشة ملف الهجرة غير النظامية وسبل مكافحتها خاصة تلك التي تتم عبر جنوب المتوسط انطلاقا من سواحل بلدان شمال إفريقيا على غرار تونس.
ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي مشروع اتفاق بشأن برنامج مساعدات مالية واقتصادية لتونس قبل انعقاد القمة الأوروبية، تضمن محاور تتعلق بمكافحة الهجرة غير النظامية.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهولندي، ناقشوا خلال زيارة أدوها إلى تونس قبل أسبوعين، مشروع مذكرة تفاهم تتضمن خمسة محاور من بينها محور يتعلق بمكافحة الهجرة غير النظامية، مقابل تعهد الاتحاد الأوروبي بتمكين تونس من قرض بـ 900 مليون يورو ودعم مالي بـ 105 ملايين يورو لمكافحة الهجرة.
كما أعلن وزيرا داخلية فرنسا جيرالد دارمانان، وألمانيا نانسي فيزر، خلال زيارة إلى تونس، تقديم بلديهما مساعدة بقيمة نحو 26 مليون يورو (28.5 مليون دولار) لدعم تونس في خفض منحى الهجرة غير النظامية.
وعبّرت منظمات وأحزاب وشخصيات تونسية عن رفضها لمشروع اتفاق بين تونس والاتحاد الأوربي بشأن الهجرة غير النظامية من شأنه مقايضة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم بحزمة مساعدات مالية.
وقال الموقعون على البيان إنهم "يرفضون أي اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي، قوامه مقايضة وضعها الاقتصادي والاجتماعي الصعب بحزمة من المقترحات المذلة والمهينة، مقابل ترحيل اللاجئين من جنوب الصحراء لأوروبا لتوطينهم بمحتشدات على أرض تونس وترحيل التونسيين الذين دخلوا أوروبا عن طريق الهجرة غير النظامية رغم استقبالهم للخبرات والأدمغة".
وطالب البيان السلطات التونسية "بكشف فحوى المحادثات التي تمت مع الجانب الأوروبي وإطلاع الرأي العام على ما تعتزم إبرامه من اتفاقات باسم الدولة التونسية".
رفيق
تونس- الصباح
يبدو أن تدفق المهاجرين غير النظاميين على الجزر الايطالية انطلاقا من السواحل التونسية لن يتوقف، إذ مع تحسن حالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة استأنفت رحلات قوارب الموت على متنها عشرات المهاجرين جلهم من جنسيات دول افريقية من جنوب الصحراء، وقد تم خلال اليومين الأخيرين الإعلان عن وصول بعض القوارب في حين عرف بعضها الآخر مصيرا مجهولا بعد فقدان وغرق العشرات من المهاجرين الذين كانوا على متنها وفاق عددهم الأربعين.
وكانت السلطات الايطالية قد توقعت ارتفاع نسق تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط، وعبر مسؤولون كبار في الحكومة الايطالية على غرار رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، ووزير خارجيتها في تصريحات إعلامية سابقة عن خشيتهم من ارتفاع غير مسبوق للهجرة غير النظامية خلال هذا الصيف..
وفي هذا الصدد تم وسط الأسبوع الجاري الإعلان عن فقدان أكثر من 12 مهاجرا وانتشال جثث 3 آخرين، بعد غرق ثلاثة مراكب تحمل مهاجرين غير نظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء قبالة السواحل التونسية.
وقال مسؤول قضائي تونسي إن ما لا يقل عن 12 مهاجرا أفريقيا جنوب الصحراء فُقدوا وتم انتشال 3 جثث بينهم رضيعين، بعد غرق ثلاثة قوارب قبالة سواحل صفاقس في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى السواحل إيطاليا الخميس الماضي..
وبحسب القاضي في محكمة صفاقس، فوزي المصمودي، فإن المراكب انطلقت من سواحل صفاقس باتجاه السواحل الإيطالية خلال اليومين الأخيرين وتمكن الحرس البحري من إنقاذ 152 مهاجرا قبالة سواحل الجنوب التونسي.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدّثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا كيارا كاردوليتي الخميس الماضي، لوكالة فرانس برس أنّ نحو أربعين مهاجرا باتوا في عداد المفقودين بعد غرق قارب مهاجرين الخميس الماضي قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وكتبت كاردوليتي في تغريدة على تويتر أكّدت محتواها لفرانس برس عبر الهاتف أنّ بين المفقودين رضيعاً على الأقلّ.
من جانبه، قال المتحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو لفرانس برس إنّ القارب الحديدي أبحر من صفاقس في تونس وعلى متنه 46 مهاجراً من دول في إفريقيا جنوب الصحراء هي ساحل العاج وبوركينا فاسو والكاميرون.
وأضاف أنّ القارب انقلب من جرّاء رياح قوية وأمواج عاتية، و”بضعة ناجين نقلوا إلى لامبيدوزا وآخرون أعيدوا إلى تونس".
وأوضح أنّ “بين المفقودين سبع نساء وقاصر واحد و الناجون هم جميعاً رجال بالغون".
يذكر أن أكثر من 46 ألف مهاجر غير نظامي وصلوا إلى جزيرة لمبادوزا من أصل 105 آلاف مهاجر غير نظامي وصلوا إلى إيطاليا، وفقاً لمفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين.
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة، سجلت وفق تقرير لها نشرته مؤخرا موت وفقدان أكثر من 2406 مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط سنة 2022، في حين قضى وفقد أكثر من 1166 مهاجرا خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية، وتقول بعض المنظمات إن الأعداد أعلى من ذلك بكثير.
يذكر أن قمة أوروبية ستنعقد خلال يومي 28 و29 جوان الجاري ببروكسيل ومن أهم جدول أعمالها مناقشة ملف الهجرة غير النظامية وسبل مكافحتها خاصة تلك التي تتم عبر جنوب المتوسط انطلاقا من سواحل بلدان شمال إفريقيا على غرار تونس.
ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي مشروع اتفاق بشأن برنامج مساعدات مالية واقتصادية لتونس قبل انعقاد القمة الأوروبية، تضمن محاور تتعلق بمكافحة الهجرة غير النظامية.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهولندي، ناقشوا خلال زيارة أدوها إلى تونس قبل أسبوعين، مشروع مذكرة تفاهم تتضمن خمسة محاور من بينها محور يتعلق بمكافحة الهجرة غير النظامية، مقابل تعهد الاتحاد الأوروبي بتمكين تونس من قرض بـ 900 مليون يورو ودعم مالي بـ 105 ملايين يورو لمكافحة الهجرة.
كما أعلن وزيرا داخلية فرنسا جيرالد دارمانان، وألمانيا نانسي فيزر، خلال زيارة إلى تونس، تقديم بلديهما مساعدة بقيمة نحو 26 مليون يورو (28.5 مليون دولار) لدعم تونس في خفض منحى الهجرة غير النظامية.
وعبّرت منظمات وأحزاب وشخصيات تونسية عن رفضها لمشروع اتفاق بين تونس والاتحاد الأوربي بشأن الهجرة غير النظامية من شأنه مقايضة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم بحزمة مساعدات مالية.
وقال الموقعون على البيان إنهم "يرفضون أي اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي، قوامه مقايضة وضعها الاقتصادي والاجتماعي الصعب بحزمة من المقترحات المذلة والمهينة، مقابل ترحيل اللاجئين من جنوب الصحراء لأوروبا لتوطينهم بمحتشدات على أرض تونس وترحيل التونسيين الذين دخلوا أوروبا عن طريق الهجرة غير النظامية رغم استقبالهم للخبرات والأدمغة".
وطالب البيان السلطات التونسية "بكشف فحوى المحادثات التي تمت مع الجانب الأوروبي وإطلاع الرأي العام على ما تعتزم إبرامه من اتفاقات باسم الدولة التونسية".