حياتنا شعلة إمّا نحترق بنارها وإمّا نطفئها ونعيش في الظلام. كل الذكاء في العالم لا حول له ولا قوة له ضد الحماقة العصرية.
كشف بحث حديث أن البِغال تدفع بنفسها أحيانا إلى الانتحار من خلال السقوط من على شاهق جبلي.
تبيّن للباحثين أن الحالات التي رصدوها في هذا الجانب ليست حوادث بقدر ما هي دافع اختياري من البغل نفسه .
هذا ما قد يحصل للإنسان كذلك، عندما يدفع بنفسه إلى الجهل وإنكار المعارف والعلوم التي توضع بين يديه على طبق من ذهب وبشتى الإغراءات أحيانا .
ثروة تونس في هذه المادة الشخماء التي أول من تحدث عنها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، لنجد أنفسنا اليوم عاجزين عن تصور حلول والتخطيط والاستعداد للآتي من المتغيّرات والتحوّلات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية .
إننا نشهد تطور وهم أطراف تعتقد أنها تتحكم في آلة التأثير في الرأي العام وإقناعه بما لا يقبله عقل، بينما تجد نفسها عاجزة بشكل متزايد في مواجهة الصرامة المتزايدة لحركة الرفض.
ومع ذلك، فإن عجز الأطراف المشار إليها هذا محجوب بدقة من خلال قوة وفعالية وسائل عمل الدولة العميقة نفسها التي تتدخل دائمًا بشكل أقوى ودقيق في الشأن العام، وفي حياة المواطنين وتكون أكثر فعالية وتأثير.
لكن هذا الطرف ومهما أمكن له من نفوذ، لا يملك في النهاية سيطرة على هذه الوسائل.
بالمقابل، يظهر وهم المواطن، الذي لا يزال يعيش على أيديولوجية السيادة الشعبية والدساتير الديمقراطية، يعتقد أنه يستطيع السيطرة على السياسة، وتوجيهها، والمشاركة في الوظيفة السياسية، بينما يمكنه على الأكثر السيطرة على بعض السياسيين دون سلطة حقيقية - وينخرط، في هذا الوهم المزدوج، في حوار من لا حول له ولا قوة .
في هذا الوضع الصعب، ألا يوجد علاج؟ إذا كان هناك واحد، فسيكون على أية حال متواضعا وبطوليا .
نرى أخبارا تصاغ وفق أحداث ليستفاد منها طرف معين من خلالها يصنع رسائل ذات هدف محدد بفحوى مفبركة تتناسب مع الغاية والمصلحة الخاصة .
سلوك يتصادم مع علم السياسة الذي أصلا هو صياغة وترتيب للأحداث وتحليل وتقييم لنتائجها بدراسة مطولة وترتيب الأفكار من كافة النواحي من حيث النوع والشكل والمضمون.
كل شيء سياسي، لان السياسة تهتم بكل شيء، زوال المشاكل أو حلّها هو مجرد وهم، الحقيقة هي وهم والوهم أصبح حقيقة في عصرنا الراهن.
يبقى الفرد مستعدا دائمًا للخضوع للضرورة، بشرط الحفاظ على مفردات الحرية، ويمكنه أن يزين طاعته الذليلة بالطاقة المجيدة للاختيار الحر والشخصي.
قد يكون وطنيا ليس دائما على حق، ولكني لا أستطيع أن أمارس حقا حقيقيا إلّا في وطني.
يرويها: أبو بكر الصغير
حياتنا شعلة إمّا نحترق بنارها وإمّا نطفئها ونعيش في الظلام. كل الذكاء في العالم لا حول له ولا قوة له ضد الحماقة العصرية.
كشف بحث حديث أن البِغال تدفع بنفسها أحيانا إلى الانتحار من خلال السقوط من على شاهق جبلي.
تبيّن للباحثين أن الحالات التي رصدوها في هذا الجانب ليست حوادث بقدر ما هي دافع اختياري من البغل نفسه .
هذا ما قد يحصل للإنسان كذلك، عندما يدفع بنفسه إلى الجهل وإنكار المعارف والعلوم التي توضع بين يديه على طبق من ذهب وبشتى الإغراءات أحيانا .
ثروة تونس في هذه المادة الشخماء التي أول من تحدث عنها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، لنجد أنفسنا اليوم عاجزين عن تصور حلول والتخطيط والاستعداد للآتي من المتغيّرات والتحوّلات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية .
إننا نشهد تطور وهم أطراف تعتقد أنها تتحكم في آلة التأثير في الرأي العام وإقناعه بما لا يقبله عقل، بينما تجد نفسها عاجزة بشكل متزايد في مواجهة الصرامة المتزايدة لحركة الرفض.
ومع ذلك، فإن عجز الأطراف المشار إليها هذا محجوب بدقة من خلال قوة وفعالية وسائل عمل الدولة العميقة نفسها التي تتدخل دائمًا بشكل أقوى ودقيق في الشأن العام، وفي حياة المواطنين وتكون أكثر فعالية وتأثير.
لكن هذا الطرف ومهما أمكن له من نفوذ، لا يملك في النهاية سيطرة على هذه الوسائل.
بالمقابل، يظهر وهم المواطن، الذي لا يزال يعيش على أيديولوجية السيادة الشعبية والدساتير الديمقراطية، يعتقد أنه يستطيع السيطرة على السياسة، وتوجيهها، والمشاركة في الوظيفة السياسية، بينما يمكنه على الأكثر السيطرة على بعض السياسيين دون سلطة حقيقية - وينخرط، في هذا الوهم المزدوج، في حوار من لا حول له ولا قوة .
في هذا الوضع الصعب، ألا يوجد علاج؟ إذا كان هناك واحد، فسيكون على أية حال متواضعا وبطوليا .
نرى أخبارا تصاغ وفق أحداث ليستفاد منها طرف معين من خلالها يصنع رسائل ذات هدف محدد بفحوى مفبركة تتناسب مع الغاية والمصلحة الخاصة .
سلوك يتصادم مع علم السياسة الذي أصلا هو صياغة وترتيب للأحداث وتحليل وتقييم لنتائجها بدراسة مطولة وترتيب الأفكار من كافة النواحي من حيث النوع والشكل والمضمون.
كل شيء سياسي، لان السياسة تهتم بكل شيء، زوال المشاكل أو حلّها هو مجرد وهم، الحقيقة هي وهم والوهم أصبح حقيقة في عصرنا الراهن.
يبقى الفرد مستعدا دائمًا للخضوع للضرورة، بشرط الحفاظ على مفردات الحرية، ويمكنه أن يزين طاعته الذليلة بالطاقة المجيدة للاختيار الحر والشخصي.
قد يكون وطنيا ليس دائما على حق، ولكني لا أستطيع أن أمارس حقا حقيقيا إلّا في وطني.