إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منيب المصري.. الفلسطيني القدوة في مجال الأعمال

 

 

* لا شك أن تجربة منيب المصري جديرة بأن تكون مجال دراسة وأن تتحول إلى نموذج يحتذى

بقلم: هشام الحاجي

لا يمكن الحديث عن الشعوب العربية دون الحديث عن الشعب الفلسطيني بل أن المنطق السليم يفرض القول أن فلسطين هي بوابة العرب في العصر الحديث للارتباط بالعالم. لا ننطلق في هذا الرأي من معطيات السياسة وما تثيره وضعية الشعب الفلسطيني من جدل وتحركات ومقاربات وقراءات

ومواقف بل من الحضور الفلسطيني المكثف والبارز في مجالات الثقافة والفنون ومن قدرة الشعب الفلسطيني على" إنتاج النخب " الفاعلة في مختلف مناحي النشاط الإنساني. ويعتبر رجل الأعمال منيب المصري، الذي زار تونس مؤخرا بدعوة من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم ، أحد رموز التميز الفلسطيني في مجال مهم وهو عالم المال والأعمال والاستثمار. والوقوف عند تجربة منيب المصري ليس هدفه الوقوف عند تجربة متميزة لشخص يمثل بكل المقاييس نموذج نجاح والتزام لأن النجاح طالما بقي متمحورا حول الذات لا يمكن أن يتحول إلى مجال تفاعل في الفضاء العام. هناك دوافع أخرى تفرض التوقف عند مسيرة منيب المصري ولبعضها ارتباط وثيق بالأبعاد المتعددة للصراع العربي- الصهيوني. ذلك أن العدو الصهيوني يحرص على أن يعتمد على استراتيجيات نشر الإحباط والتأييس في صفوف الشعوب العربية من خلال الإدعاء أنه " يحتكر" لوحده وصفات وقصص النجاح في عالم الأعمال والمال وهناك في هذا السياق حالة من التعتيم على ما يحققه الفلسطينيون من نجاح في هذا المجال وأيضا عمل إعلامي واتصالي دؤوب لتشويه النجاحات العديدة التي يحققها أبناء شعب الجبارين في الحقل الاقتصادي. وما يثير الانتباه في مسيرة منيب المصري، وأيضا الأغلبية الساحقة من رجال الأعمال الفلسطينيين أنهم انطلقوا من " الصفر" تقريبا لأن الاحتلال الصهيوني ضيق عليهم وحاصرهم حتى لا يراكموا الثروات. وما هو أهم هو أن العلم كان سلاحهم الوحيد وهو ما تؤكده بدايات منيب المصري في الاستثمار لأنه حرص على أن يكون له تكوين جامعي في مجالين مختلفين وهما الجيولوجيا والشؤون والعلاقات الدولية. ومنيب المصري من مواليد مدينة نابلس سنة 1934 وهو ما يعني أنه على أعتاب عقده العاشر ولكنه حريص على الإشراف بنفسه على أنشطته المتنوعة سواء في الشركات التي يشرف عليها والتي تتوزع على عشرين دولة عربية أو خاصة في النشاط المرتبط بالجوانب الاجتماعية لأن مؤسسات منيب المصري تتولى دعم أنشطة مهمة في فلسطين وخارجها لتشجيع البحث العلمي والتجديد والتعليم .ولا شك أن تجربة منيب المصري جديرة في هذا الإطار أن تكون مجال دراسة وأن تتحول إلى نموذج يحتذى وقدوة تدعو للاقتداء بها وهو الذي كون ثروة طائلة اعتمادا على كفاءته وعلى قدرته على الاستنباط والابتكار ويكفي أن نشير هنا إلى أن منيب المصري كان عاجزا حين عاد إلى الأردن سنة 1956 على دفع المعاليم الجمركية الموظفة على السيارة التي جلبها معه ولم يدفع إلا ثلاثين دولارا في حين كان المبلغ المطلوب هو ثلاثمائة دولار ولم يستطع إنهاء الإجراءات إلا بعد ستة أشهر.

منيب المصري ملتزم أيضا بالنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني وهو الذي يدير التجمع الوطني للمستقلين وأيضا هيئة النوايا الحسنة ويعمل الهيكلان على إنهاء الانقسام الفلسطيني وإيجاد أرضية مشتركة يتم على أساسها إدارة الصراع ضد الكيان الصهيوني. وتحظى القدس باهتمام خاص من منيب المصري وهو الذي يدير مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس ويؤكد في الأيام الماضية على أنه لا بد من تحركات عاجلة وحاسمة لإنقاذ القدس من المخططات الصهيونية التي تستهدفها وعلى أن القدس هي جوهر وعقدة الصراع العربي- الصهيوني بل أن مصيرها سينعكس سلبا أو إيجابا على الوجهة التي ستسير فيها الإنسانية قاطبة.

 

 

 

 

منيب المصري.. الفلسطيني القدوة في مجال الأعمال

 

 

* لا شك أن تجربة منيب المصري جديرة بأن تكون مجال دراسة وأن تتحول إلى نموذج يحتذى

بقلم: هشام الحاجي

لا يمكن الحديث عن الشعوب العربية دون الحديث عن الشعب الفلسطيني بل أن المنطق السليم يفرض القول أن فلسطين هي بوابة العرب في العصر الحديث للارتباط بالعالم. لا ننطلق في هذا الرأي من معطيات السياسة وما تثيره وضعية الشعب الفلسطيني من جدل وتحركات ومقاربات وقراءات

ومواقف بل من الحضور الفلسطيني المكثف والبارز في مجالات الثقافة والفنون ومن قدرة الشعب الفلسطيني على" إنتاج النخب " الفاعلة في مختلف مناحي النشاط الإنساني. ويعتبر رجل الأعمال منيب المصري، الذي زار تونس مؤخرا بدعوة من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم ، أحد رموز التميز الفلسطيني في مجال مهم وهو عالم المال والأعمال والاستثمار. والوقوف عند تجربة منيب المصري ليس هدفه الوقوف عند تجربة متميزة لشخص يمثل بكل المقاييس نموذج نجاح والتزام لأن النجاح طالما بقي متمحورا حول الذات لا يمكن أن يتحول إلى مجال تفاعل في الفضاء العام. هناك دوافع أخرى تفرض التوقف عند مسيرة منيب المصري ولبعضها ارتباط وثيق بالأبعاد المتعددة للصراع العربي- الصهيوني. ذلك أن العدو الصهيوني يحرص على أن يعتمد على استراتيجيات نشر الإحباط والتأييس في صفوف الشعوب العربية من خلال الإدعاء أنه " يحتكر" لوحده وصفات وقصص النجاح في عالم الأعمال والمال وهناك في هذا السياق حالة من التعتيم على ما يحققه الفلسطينيون من نجاح في هذا المجال وأيضا عمل إعلامي واتصالي دؤوب لتشويه النجاحات العديدة التي يحققها أبناء شعب الجبارين في الحقل الاقتصادي. وما يثير الانتباه في مسيرة منيب المصري، وأيضا الأغلبية الساحقة من رجال الأعمال الفلسطينيين أنهم انطلقوا من " الصفر" تقريبا لأن الاحتلال الصهيوني ضيق عليهم وحاصرهم حتى لا يراكموا الثروات. وما هو أهم هو أن العلم كان سلاحهم الوحيد وهو ما تؤكده بدايات منيب المصري في الاستثمار لأنه حرص على أن يكون له تكوين جامعي في مجالين مختلفين وهما الجيولوجيا والشؤون والعلاقات الدولية. ومنيب المصري من مواليد مدينة نابلس سنة 1934 وهو ما يعني أنه على أعتاب عقده العاشر ولكنه حريص على الإشراف بنفسه على أنشطته المتنوعة سواء في الشركات التي يشرف عليها والتي تتوزع على عشرين دولة عربية أو خاصة في النشاط المرتبط بالجوانب الاجتماعية لأن مؤسسات منيب المصري تتولى دعم أنشطة مهمة في فلسطين وخارجها لتشجيع البحث العلمي والتجديد والتعليم .ولا شك أن تجربة منيب المصري جديرة في هذا الإطار أن تكون مجال دراسة وأن تتحول إلى نموذج يحتذى وقدوة تدعو للاقتداء بها وهو الذي كون ثروة طائلة اعتمادا على كفاءته وعلى قدرته على الاستنباط والابتكار ويكفي أن نشير هنا إلى أن منيب المصري كان عاجزا حين عاد إلى الأردن سنة 1956 على دفع المعاليم الجمركية الموظفة على السيارة التي جلبها معه ولم يدفع إلا ثلاثين دولارا في حين كان المبلغ المطلوب هو ثلاثمائة دولار ولم يستطع إنهاء الإجراءات إلا بعد ستة أشهر.

منيب المصري ملتزم أيضا بالنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني وهو الذي يدير التجمع الوطني للمستقلين وأيضا هيئة النوايا الحسنة ويعمل الهيكلان على إنهاء الانقسام الفلسطيني وإيجاد أرضية مشتركة يتم على أساسها إدارة الصراع ضد الكيان الصهيوني. وتحظى القدس باهتمام خاص من منيب المصري وهو الذي يدير مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس ويؤكد في الأيام الماضية على أنه لا بد من تحركات عاجلة وحاسمة لإنقاذ القدس من المخططات الصهيونية التي تستهدفها وعلى أن القدس هي جوهر وعقدة الصراع العربي- الصهيوني بل أن مصيرها سينعكس سلبا أو إيجابا على الوجهة التي ستسير فيها الإنسانية قاطبة.