إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. موت مع وقف التنفيذ ..!

 

 

يرويها: أبو بكر الصغير

عندما لا ندري ما أهمية الصحيفة، كيف يمكننا أن نعرف ما هو موتها؟.

 هل تخوض صحافتنا المكتوبة معركتها الأخيرة للحفاظ على وجودها الذي بات مهددا بجدّ هذه المرّة .

عندما تختفي صحيفة يومية، بغض النظر عن نوعها أو أسلوبها، فإنها دائما ما تموت قليلا من حرية التعبير.

 مع احتجاب كل صحيفة، ورقيّة، يتعرّى واقعنا من إحدى أوراقه التي لم تحرقها نيران الأزمات المتتالية.

 تونس البلد الوحيد في العالم الذي لم تعد تصدر فيه إلا ستّ صحف يومية فقط!! ثلاث بالعربية وثلاث بالفرنسية.

 تونس البلد الوحيد الذي لا تصدر فيه جريدة رأي أو دورية حزبية واحدة .

 حتى في زمن الاستعمار والتخلف وبدايات البناء الوطني كانت الصحافة المكتوبة في عزِّ عطائها بما تزخر به الساحة من عشرات العناوين باللغات العربية والفرنسية وحتى الايطالية واليهودية و من كلّ المشارب والألوان السياسية والفكرية وحتى الدينية ..

 كان للصحيفة رونقها، وكان انتظارها يوميًا، في غاية الشوق، يتخاطفها القرّاء، يجدون فيها متعتهم في قضاء ساعات وساعات في اكتشاف محتواها والاطلاع عليها وقراءة التقارير والتحاليل والمقالات .

 بالفعل من الصعب تحليل الوضع الحالي للصحافة اليومية بتونس دون مراعاة بيئتها المباشرة. لكن هذا تنافسي للغاية:إذا ظلت الصحافة المكتوبة لفترة طويلة هي الناقل الرئيسي لنشر المعلومات، فإنها لم تعد كما هي اليوم. لقد أدى انتشار الوسائط وتخصصها إلى تشبع سوق المعلومات المتاح في أي مكان وزمان.

    لكن لا يمنع كلّ هذا، أن تبقى الصحافة المكتوبة أم الإعلام، وروح الحريات والأسّ والأصل والعنوان الرئيسي في كلّ عمل وانجاز صحفي .

    في الدول المتقدمة (فرنسا، اليابان، الولايات المتحدة، بريطانيا الخ…) تدرج الحكومات الصحافة المكتوبة ضمن مجالات السيادة، لا تختلف في شيء عن أهمية بقيّة مؤسسات الدولة، بما يتّجه إلى اتخاذ كلّ الإجراءات لدعمها بشتى الطرق وتخصيص الميزانيات وتوفير كلّ أنواع الدّعم وإقرار الإجراءات المختلفة للحيلولة دون موتها .

 حضرت قبل سنوات، الندوة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولاي ساركوزي لإنقاذ الصحافة المكتوبة وكيف كانت مخرجاتها قرارات تاريخية أنقذت الصحافة الفرنسية من تخصيص ميزانيات خيالية وإقرار حزمة دعم ضخمة وامتيازات جبائية واشتراكات بالآلاف، ناهيك أن صحيفة "لومند" وحدها تمتّعت بأربعين ألف اشتراك سنوي في حين تم إقرار عشرات الآلاف من الاشتراكات السنوية الأخرى لكلّ الدوريات والمجلات، لكن الأهم هو إدراج مادّة مطالعة الصحف في كلّ المؤسسات التعليمية بفرنسا ..!.

  يبقى السّؤال الحارق اليوم، هل بإمكان ما تبقى من صحفنا أن تواصل صمودها في بلاد تمّ تدمير فيها كلّ شيء !!.

الحقيقة أن الكلمة المقروءة المحررة لا تزال ذات قيمة تفوق الكلام العادي المنقول عبر موقع أو صفحة في "السوشيال ميديا".

  فحيث تكون صحافة حرة يكون الوطن .

  فانا شخصيا لا أعرف إلا نوعا واحدا من الحرية.. ألا وهي حرية الكلمة!.

 

 

 

 

 حكاياتهم..  موت مع وقف التنفيذ ..!

 

 

يرويها: أبو بكر الصغير

عندما لا ندري ما أهمية الصحيفة، كيف يمكننا أن نعرف ما هو موتها؟.

 هل تخوض صحافتنا المكتوبة معركتها الأخيرة للحفاظ على وجودها الذي بات مهددا بجدّ هذه المرّة .

عندما تختفي صحيفة يومية، بغض النظر عن نوعها أو أسلوبها، فإنها دائما ما تموت قليلا من حرية التعبير.

 مع احتجاب كل صحيفة، ورقيّة، يتعرّى واقعنا من إحدى أوراقه التي لم تحرقها نيران الأزمات المتتالية.

 تونس البلد الوحيد في العالم الذي لم تعد تصدر فيه إلا ستّ صحف يومية فقط!! ثلاث بالعربية وثلاث بالفرنسية.

 تونس البلد الوحيد الذي لا تصدر فيه جريدة رأي أو دورية حزبية واحدة .

 حتى في زمن الاستعمار والتخلف وبدايات البناء الوطني كانت الصحافة المكتوبة في عزِّ عطائها بما تزخر به الساحة من عشرات العناوين باللغات العربية والفرنسية وحتى الايطالية واليهودية و من كلّ المشارب والألوان السياسية والفكرية وحتى الدينية ..

 كان للصحيفة رونقها، وكان انتظارها يوميًا، في غاية الشوق، يتخاطفها القرّاء، يجدون فيها متعتهم في قضاء ساعات وساعات في اكتشاف محتواها والاطلاع عليها وقراءة التقارير والتحاليل والمقالات .

 بالفعل من الصعب تحليل الوضع الحالي للصحافة اليومية بتونس دون مراعاة بيئتها المباشرة. لكن هذا تنافسي للغاية:إذا ظلت الصحافة المكتوبة لفترة طويلة هي الناقل الرئيسي لنشر المعلومات، فإنها لم تعد كما هي اليوم. لقد أدى انتشار الوسائط وتخصصها إلى تشبع سوق المعلومات المتاح في أي مكان وزمان.

    لكن لا يمنع كلّ هذا، أن تبقى الصحافة المكتوبة أم الإعلام، وروح الحريات والأسّ والأصل والعنوان الرئيسي في كلّ عمل وانجاز صحفي .

    في الدول المتقدمة (فرنسا، اليابان، الولايات المتحدة، بريطانيا الخ…) تدرج الحكومات الصحافة المكتوبة ضمن مجالات السيادة، لا تختلف في شيء عن أهمية بقيّة مؤسسات الدولة، بما يتّجه إلى اتخاذ كلّ الإجراءات لدعمها بشتى الطرق وتخصيص الميزانيات وتوفير كلّ أنواع الدّعم وإقرار الإجراءات المختلفة للحيلولة دون موتها .

 حضرت قبل سنوات، الندوة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولاي ساركوزي لإنقاذ الصحافة المكتوبة وكيف كانت مخرجاتها قرارات تاريخية أنقذت الصحافة الفرنسية من تخصيص ميزانيات خيالية وإقرار حزمة دعم ضخمة وامتيازات جبائية واشتراكات بالآلاف، ناهيك أن صحيفة "لومند" وحدها تمتّعت بأربعين ألف اشتراك سنوي في حين تم إقرار عشرات الآلاف من الاشتراكات السنوية الأخرى لكلّ الدوريات والمجلات، لكن الأهم هو إدراج مادّة مطالعة الصحف في كلّ المؤسسات التعليمية بفرنسا ..!.

  يبقى السّؤال الحارق اليوم، هل بإمكان ما تبقى من صحفنا أن تواصل صمودها في بلاد تمّ تدمير فيها كلّ شيء !!.

الحقيقة أن الكلمة المقروءة المحررة لا تزال ذات قيمة تفوق الكلام العادي المنقول عبر موقع أو صفحة في "السوشيال ميديا".

  فحيث تكون صحافة حرة يكون الوطن .

  فانا شخصيا لا أعرف إلا نوعا واحدا من الحرية.. ألا وهي حرية الكلمة!.