إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أورده موقع إيطالي نسبه لمفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد .. ما حقيقة استعداد الاتحاد الأوروبي منح تونس مساعدة بـ900 مليون أورو؟

 

تونس- الصباح

تداولت خلال اليومين الماضيين أغلب وسائل الإعلام المحلية خبرا يتعلق بتصريح إعلامي منسوب للمفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، باولو جينتيلوني، مفاده أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمنح تونس مساعدة تقدر بـ900 مليون يورو، فور توقيعها اتفاقا مع صندوق النقد الدولي.

ويبدو أن هذا الخبر الذي أورده موقع إعلامي ايطالي يدعى "وكالة آكي" نقله بدوره عن محطة "سكاي 24" التلفزية، مشكوك في صحته، وقد نبه إلى ذلك الناشط الحقوقي التونسي المقيم في إيطاليا والنائب السابق في البرلمان مجدي الكرباعي.

وأكد الكرباعي أنه بحث عن الخبر واتصل بصحفيين بجرائد ايطالية معروفة وأكدوا له عدم علمهم بوجود محطة تسمى "سكاي 24" وأنها غير معروفة .

وكتب في تدوينة نشرها أمس بصفحته على موقع "فيسبوك":"خبر الـ900 مليون إعانات لا أعلم من أين جاء؟"

وتابع:"بحثت عن الخبر ولا صحة له، لم أجده في حتى وكالة أخبار رسمية، حتى في موقع "سكاي24" حتى أن عددا من الأصدقاء الصحفيين في عديد الجرائد المعروفة مثل “لا ريبيبلوكا” قالوا أنه لا علم لهم بهذه الوكالة وإنها غير معروفة..".

وكانت وكالة أكي قد نقلت بتاريخ 8 جوان الجاري عن محطة "سكاي 24" تصريحا منسوبا لجنتيلوني قال فيه إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة تونس بـ900 اورو.

وقال أيضا إن "المفوضية الأوروبية تعمل على المستوى الدبلوماسي، سواء أكان مع تونس أم مع صندوق النقد الدولي"، وذلك "لأننا في الاتحاد الأوروبي لدينا أيضاً تدخل جاهز بحوالي 900 مليون يورو من مساعدات مادية كلية"، والتي "يجب إضافتها على أية حال إلى أموال برنامج صندوق النقد الدولي".

وذكر المفوض الأوروبي، إنه من "الأساسي، وليس ذلك من مصلحة إيطاليا فقط"، الحفاظ على "استقرار تونس وتجنب تعثرها الاقتصادي"، مبيناً أنه "من الضروري التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج صندوق النقد الدولي".

وأوضح رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، أن "السلطات التونسية تريد تغيير بعض جوانب الاتفاق المسبق، وتتعاون المفوضية معها في ذلك"، مضيفا انه "يعتقد أن الحكومة الإيطالية تفعل ذلك أيضًا، لتسهيل التوصل إلى اتفاق، في هذا البرنامج المفترض الجديد لصندوق النقد الدولي".

 حاولنا التحقق أيضا من صحة هذا التصريح، عبر البحث في موقع "سكاي 24"، وأيضا بالرجوع إلى آخر التصريحات الإعلامية التي أدلى بها مفوض الاتحاد الأوروبي بشأن تونس، ولم نجد أثرا لهذا التصريح.

علما أن وكالة أنباء ايطالية أخرى وهي وكالة "نوفا" نشرت بنفس التاريخ أي 5 جوان 2023 خبرا يتعلق بتصريح قالت إنه "تلفزي" منسوب لجينتيلوني يؤكد فيه على "ضرورة الحفاظ على استقرار تونس وتجنب تخلفها عن سداد ديونها". لكن الخبر لم يتضمن التصريح المتداول بشأن منح تونس مساعدات أوروبية بقيمة 900 مليون أورو..

نفس الوكالة أوردت أن مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد قال أيضا:" تونس أقرب دولة في شمال إفريقيا لإيطاليا"، مبينا أن المفوضية تعمل "على جبهتين، الأولى دبلوماسية والثانية ذات طبيعة اقتصادية".

وأوضح أن "المفوضية لديها برنامج جاهز سيضاف إلى برنامج صندوق النقد الدولي"، لافتا بالقول "نحن نعمل على تسهيل برنامج جديد لصندوق النقد الدولي".

تجدر الإشارة إلى أن مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلوني، كان قد زار تونس بتاريخ 27 و28 مارس 2023، وقابل خلالها الرئيس سعيد، ورئيسة الحكومة نجلاء بودن، ووزير الخارجية نبيل عمار، ووزير الاقتصاد سمير سعيد، ووزيرة المالية سهام بوغديري، ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي.

وأضاف في بيان نشره مكتب الاتحاد الأوروبي بتونس في ختام زيارته، إن "الزيارة فرصة لتأكيد أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وتونس".

وأضاف:"كانت زيارتي أيضا فرصة لإعادة التأكيد على تمسكنا بقيم الديمقراطية والشمول وسيادة القانون، تظل المفوضية الأوروبية ملتزمة بدعم الشعب التونسي في الوضع الاقتصادي الحالي الصعب للغاية".

وذكر أن "المفوضية مستعدة للنظر في تقديم المساعدة المالية الكلية إذا تم استيفاء الشروط اللازمة، وأولها اعتماد صندوق النقد الدولي برنامج صرف جديد، إنها أولوية وهذا يمكن أن يحدث في أقرب وقت ممكن".

 يذكر أن الناشط الحقوقي مجدي الكرباعي كان قد كشف يوم 7 جوان الجاري عن وجود خطأ في الترجمة من قبل المترجم الذي تولى ترجمة كلمة جورجيا ميلوني رئيسة الحكومة الايطالية عقب لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد مؤكدا أن ميلوني لم تتحدث عن ضخ مبلغ 700 مليون اورو لتونس وإنما أشارت إلى أن إجمالي التعاون الاقتصادي وفي مختلف مجالات التنمية يقدر بذلك المبلغ.

رفيق

 

 

 

 

أورده موقع إيطالي نسبه لمفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد .. ما حقيقة استعداد الاتحاد الأوروبي منح تونس مساعدة بـ900 مليون أورو؟

 

تونس- الصباح

تداولت خلال اليومين الماضيين أغلب وسائل الإعلام المحلية خبرا يتعلق بتصريح إعلامي منسوب للمفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، باولو جينتيلوني، مفاده أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمنح تونس مساعدة تقدر بـ900 مليون يورو، فور توقيعها اتفاقا مع صندوق النقد الدولي.

ويبدو أن هذا الخبر الذي أورده موقع إعلامي ايطالي يدعى "وكالة آكي" نقله بدوره عن محطة "سكاي 24" التلفزية، مشكوك في صحته، وقد نبه إلى ذلك الناشط الحقوقي التونسي المقيم في إيطاليا والنائب السابق في البرلمان مجدي الكرباعي.

وأكد الكرباعي أنه بحث عن الخبر واتصل بصحفيين بجرائد ايطالية معروفة وأكدوا له عدم علمهم بوجود محطة تسمى "سكاي 24" وأنها غير معروفة .

وكتب في تدوينة نشرها أمس بصفحته على موقع "فيسبوك":"خبر الـ900 مليون إعانات لا أعلم من أين جاء؟"

وتابع:"بحثت عن الخبر ولا صحة له، لم أجده في حتى وكالة أخبار رسمية، حتى في موقع "سكاي24" حتى أن عددا من الأصدقاء الصحفيين في عديد الجرائد المعروفة مثل “لا ريبيبلوكا” قالوا أنه لا علم لهم بهذه الوكالة وإنها غير معروفة..".

وكانت وكالة أكي قد نقلت بتاريخ 8 جوان الجاري عن محطة "سكاي 24" تصريحا منسوبا لجنتيلوني قال فيه إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة تونس بـ900 اورو.

وقال أيضا إن "المفوضية الأوروبية تعمل على المستوى الدبلوماسي، سواء أكان مع تونس أم مع صندوق النقد الدولي"، وذلك "لأننا في الاتحاد الأوروبي لدينا أيضاً تدخل جاهز بحوالي 900 مليون يورو من مساعدات مادية كلية"، والتي "يجب إضافتها على أية حال إلى أموال برنامج صندوق النقد الدولي".

وذكر المفوض الأوروبي، إنه من "الأساسي، وليس ذلك من مصلحة إيطاليا فقط"، الحفاظ على "استقرار تونس وتجنب تعثرها الاقتصادي"، مبيناً أنه "من الضروري التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج صندوق النقد الدولي".

وأوضح رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، أن "السلطات التونسية تريد تغيير بعض جوانب الاتفاق المسبق، وتتعاون المفوضية معها في ذلك"، مضيفا انه "يعتقد أن الحكومة الإيطالية تفعل ذلك أيضًا، لتسهيل التوصل إلى اتفاق، في هذا البرنامج المفترض الجديد لصندوق النقد الدولي".

 حاولنا التحقق أيضا من صحة هذا التصريح، عبر البحث في موقع "سكاي 24"، وأيضا بالرجوع إلى آخر التصريحات الإعلامية التي أدلى بها مفوض الاتحاد الأوروبي بشأن تونس، ولم نجد أثرا لهذا التصريح.

علما أن وكالة أنباء ايطالية أخرى وهي وكالة "نوفا" نشرت بنفس التاريخ أي 5 جوان 2023 خبرا يتعلق بتصريح قالت إنه "تلفزي" منسوب لجينتيلوني يؤكد فيه على "ضرورة الحفاظ على استقرار تونس وتجنب تخلفها عن سداد ديونها". لكن الخبر لم يتضمن التصريح المتداول بشأن منح تونس مساعدات أوروبية بقيمة 900 مليون أورو..

نفس الوكالة أوردت أن مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد قال أيضا:" تونس أقرب دولة في شمال إفريقيا لإيطاليا"، مبينا أن المفوضية تعمل "على جبهتين، الأولى دبلوماسية والثانية ذات طبيعة اقتصادية".

وأوضح أن "المفوضية لديها برنامج جاهز سيضاف إلى برنامج صندوق النقد الدولي"، لافتا بالقول "نحن نعمل على تسهيل برنامج جديد لصندوق النقد الدولي".

تجدر الإشارة إلى أن مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلوني، كان قد زار تونس بتاريخ 27 و28 مارس 2023، وقابل خلالها الرئيس سعيد، ورئيسة الحكومة نجلاء بودن، ووزير الخارجية نبيل عمار، ووزير الاقتصاد سمير سعيد، ووزيرة المالية سهام بوغديري، ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي.

وأضاف في بيان نشره مكتب الاتحاد الأوروبي بتونس في ختام زيارته، إن "الزيارة فرصة لتأكيد أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وتونس".

وأضاف:"كانت زيارتي أيضا فرصة لإعادة التأكيد على تمسكنا بقيم الديمقراطية والشمول وسيادة القانون، تظل المفوضية الأوروبية ملتزمة بدعم الشعب التونسي في الوضع الاقتصادي الحالي الصعب للغاية".

وذكر أن "المفوضية مستعدة للنظر في تقديم المساعدة المالية الكلية إذا تم استيفاء الشروط اللازمة، وأولها اعتماد صندوق النقد الدولي برنامج صرف جديد، إنها أولوية وهذا يمكن أن يحدث في أقرب وقت ممكن".

 يذكر أن الناشط الحقوقي مجدي الكرباعي كان قد كشف يوم 7 جوان الجاري عن وجود خطأ في الترجمة من قبل المترجم الذي تولى ترجمة كلمة جورجيا ميلوني رئيسة الحكومة الايطالية عقب لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد مؤكدا أن ميلوني لم تتحدث عن ضخ مبلغ 700 مليون اورو لتونس وإنما أشارت إلى أن إجمالي التعاون الاقتصادي وفي مختلف مجالات التنمية يقدر بذلك المبلغ.

رفيق

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews