تخزين 25 ألف عينة من جميع الأنواع من النباتات منها 7 آلاف تمّ استرجاعها من البنوك الأجنبية
تونس – الصباح
تحتفل تونس إلى جانب، إحيائها أول أمس الإثنين لليوم العالمي والوطني للبيئة، بسنة 2023 بالسنة الدولية لنبات "الدُخن" التي أعلنت عنها الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة منذ شهر مارس 2021. وحسب منظمة الأغذية العالمية ستكون هذه السنة "مناسبة لإذكاء الوعي بالمنافع الغذائية والصحية للدخن وبمدى ملاءمته للزراعة في ظلّ الظروف المناخية غير الملائمة والمتغيرة، وتوجيه اهتمام السياسات نحوهما".
بخصوص هذه النبات يُجمِع العلماء على أن الإنسان مارس زراعة الدخن قبل أن يزرع القمح، وتعود أقدم حفريات أثبتت تلك الزراعة إلى ما بين 9 و10 آلاف سنة في شرق آسيا.
ويتمّ زراعة حبوب الدخن، على وجه الخصوص، في المناخات الجافة والمدارية، ما يتوافق مع مناخ أغلب الدول النامية في شرق آسيا والهند وإفريقيا. ويجري استخدام دقيق الدخن في المعجنات والمخبوزات، كما في صناعة العصائد، أو تقديمه علفاً للمواشي من أجل الاستفادة من لحومها وألبانها.
صناعياً، يستخدم الدخن أيضافي صناعة المخبوزات والمعجنات، وأغذية فطام الأطفال، وكذلك عدد من المشروبات. قد يكون جزءا من الحل من أجل الأمن الغذائي المستدام"، كما قد يكون الحل للأزمات الغذائية التي يواجهها العالم بسبب الحرب في أوكرانيا، وأيضا بفعل اضطراب سلاسل توريد الغذاء بسبب هذه الحرب، إلى جانب آثار التغيرات المناخية على الزراعة.
ووفقا لمنظمة الغذاء العالمية "فاو"، يعد الدخن "حلا ميسور التكلفة ومغذيا في ظل التحديات التي تواجهها أنظمة الأغذية الزراعية العالمية لتلبية احتياجات السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار"، كما يحقق الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا إذ "يتجذر بعمق في ثقافات وتقاليد الشعوب الأصلية هناك".
في هذا السياق، وعلى هامش احتفال وزارة البيئة أول أمس الإثنين 5 جوان 2023 باليوم العالمي والوطني للبيئة، عرض البنك الوطني للجينات في جناحه ببهو مدينة الثقافة نبات الدُخن التي جلبت أنظار المشاركين والزائرين ربما لعدم معرفتهم بها.
فالتقت "الصباح" بالدكتور والباحث بالبنك الوطني للجينات بتونس إلياس باباي على هامش هذه الاحتفالات، حيث أكد أنّه "احتفالا بالسنة الدولية لنبات "الدخن" إلى جانب 75 دولة أخرى تم عرضها للتعريف بها وبأهميتها باعتبارها غير معروفة في تونس، لكنها متواجدة أكثر في الدول الإفريقية والآسيوية".
وأوضح باباي أنّه "بسبب التغيرات المناخية والمشاكل في التغذية، فإن العديد من الدول رأت أن نبتة "الدُخن" تعد حلا مناسبا باعتبار إنتاجيتها العالية جدا وتتأقلم مع كل التغيرات المناخية ولا تحتاج إلى أدوية وتقاوم الأمراض والفيروسات والجفاف".
وأضاف أنه "من الناحية الغذائية هي مصنفة كنبتة ذكية لأهميتها على صحة الانسان والبيئة والفلاح باعتبارها مربحة فيمكن لـ10 كيلوغرام من هذه النبتة أن تنتج 2 طن، إلى جانب احتوائها ما مقداره ثلاث مرات من الكلسيوم مقارنة بالحليب وتعدل نسبة السكر في الدم، إلى جانب ضغط الدم وغيرها من الفوائد الصحية والغذائية".
في ذات الاتجاه أكد الدكتور والخبير إلياس باباي أن "نبتة "الدُخن" لا توجد في تونس إلا لدى فلاح أو إثنين مخصصة للاستهلاك العائلي. بمعنى انقرضت من تونس ولكن قمنا بتخزينها للحفاظ عليها".
جديد البنك الوطني للجينات
من ناحية أخرى، وفي ما يتعلق بآخر مستجدات البنك الوطني للجينات، أكد محدثنا أنه "بالبنك الوطني للجينات بتونس تم تخزين 25 ألف عينة من جميع الأنواع من النباتات منها 7 آلاف تمّ استرجاعها من البنوك الأجنبية والبقية تم تجميعها من مختلف الجهات التونسية".
في سياق متصل، قال باباي هناك طريقتين للتخزين، الأولى تتمثل في التخزين الموارد خارج مآلفها الطبيعية وذلك بالثلاجات تحت درجات برودة مختلفة من ذلك التخزين في 4 درجات والتي تمكن من المحافظة على المورد المُخزن إلى حدود 50 سنة وإلا 18 درجة تمكن من التخزين على مدى 200 سنة".
أما الطريقة الثانية، وفق قوله، "هي التخزين في المآلف الطبيعية أي لدى الفلاح، فنقوم بالتعاقد معه وتشجيعه على زراعة على الأقل جزء صغير، حتى يتم المحافظة على الجينات فتكون بالتالي عملية التخزين ديناميكية بمعنى على مرّ السنين ومع التغيرات المناخية تتأقلم بطبعها مع الجفاف مع الفيروسات وغيرها من المتغيرات الطارئة فتحدث تغيرات جينية في طفراتها".
وأضاف الدكتور والباحث ببنك الوطني للجينات بتونس إلياس باباي أن "أكثر من 150 فلاحا متعاقدا مع البنك ويتغير هذا العدد وفق رغبة الفلاح في تجديد العقد أم لا وفق ظروفه". وقال "للإشارة فإن الأصناف من البذور التي يتمّ الترويج لها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والمتعلقة بالحبوب وبالقمح الصلب واللين، فإن جميعها تم اقتناؤها من البنك ولا صحة لما يتم ترويجه على أنها بمجهودات خاصة من عدد من الفلاحين في استنكار واضح لمجهودات البنك الوطني للجينات.
وأضاف بخصوص هذه الجينات "هناك ما تم جلبه من المعاهد والمدارس الفلاحية والزراعية بتونس والتي تم تخزينها منذ السبعينات، وهناك ما تمّ جلبه من الفلاحة الذين يمتلكون البذور الأصلية ولكنهم لم يظهروا في أي وسيلة إعلامية ولم يدعوا البطولة".
من جهة أخرى، أبرز باباي أنه "بتخزين هذه الجينات فإننا قمنا بتخزين ثروة، بهدف مجابهة التغيرات المناخية ومقاومتها وكل طوارئ أخرى بما في الأمراض".
في سياق آخر، نفى الدكتور والخبير بالبنك الوطني للجينات إلياس باباي أن يكون هناك أي تضارب بين البنك وموردي الحبوب، وهذا يعود إلى التعريف الخاطئ لمهام البنك.
فالموردون، وفق قوله:"يوردون الأصناف المحسنة الأجنبية التي يتم تحليلها بوزارة الفلاحة ونقوم بزرعها لمدة سنتين أو ثلاثة ونراقب النتائج إن كانت جيدة أم لا بالنسبة للفلاحة من حيث الإنتاجية. ليتم تسجيلها وبيعها في حالة الموافقة عليها".
إيمان عبد اللطيف
تخزين 25 ألف عينة من جميع الأنواع من النباتات منها 7 آلاف تمّ استرجاعها من البنوك الأجنبية
تونس – الصباح
تحتفل تونس إلى جانب، إحيائها أول أمس الإثنين لليوم العالمي والوطني للبيئة، بسنة 2023 بالسنة الدولية لنبات "الدُخن" التي أعلنت عنها الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة منذ شهر مارس 2021. وحسب منظمة الأغذية العالمية ستكون هذه السنة "مناسبة لإذكاء الوعي بالمنافع الغذائية والصحية للدخن وبمدى ملاءمته للزراعة في ظلّ الظروف المناخية غير الملائمة والمتغيرة، وتوجيه اهتمام السياسات نحوهما".
بخصوص هذه النبات يُجمِع العلماء على أن الإنسان مارس زراعة الدخن قبل أن يزرع القمح، وتعود أقدم حفريات أثبتت تلك الزراعة إلى ما بين 9 و10 آلاف سنة في شرق آسيا.
ويتمّ زراعة حبوب الدخن، على وجه الخصوص، في المناخات الجافة والمدارية، ما يتوافق مع مناخ أغلب الدول النامية في شرق آسيا والهند وإفريقيا. ويجري استخدام دقيق الدخن في المعجنات والمخبوزات، كما في صناعة العصائد، أو تقديمه علفاً للمواشي من أجل الاستفادة من لحومها وألبانها.
صناعياً، يستخدم الدخن أيضافي صناعة المخبوزات والمعجنات، وأغذية فطام الأطفال، وكذلك عدد من المشروبات. قد يكون جزءا من الحل من أجل الأمن الغذائي المستدام"، كما قد يكون الحل للأزمات الغذائية التي يواجهها العالم بسبب الحرب في أوكرانيا، وأيضا بفعل اضطراب سلاسل توريد الغذاء بسبب هذه الحرب، إلى جانب آثار التغيرات المناخية على الزراعة.
ووفقا لمنظمة الغذاء العالمية "فاو"، يعد الدخن "حلا ميسور التكلفة ومغذيا في ظل التحديات التي تواجهها أنظمة الأغذية الزراعية العالمية لتلبية احتياجات السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار"، كما يحقق الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا إذ "يتجذر بعمق في ثقافات وتقاليد الشعوب الأصلية هناك".
في هذا السياق، وعلى هامش احتفال وزارة البيئة أول أمس الإثنين 5 جوان 2023 باليوم العالمي والوطني للبيئة، عرض البنك الوطني للجينات في جناحه ببهو مدينة الثقافة نبات الدُخن التي جلبت أنظار المشاركين والزائرين ربما لعدم معرفتهم بها.
فالتقت "الصباح" بالدكتور والباحث بالبنك الوطني للجينات بتونس إلياس باباي على هامش هذه الاحتفالات، حيث أكد أنّه "احتفالا بالسنة الدولية لنبات "الدخن" إلى جانب 75 دولة أخرى تم عرضها للتعريف بها وبأهميتها باعتبارها غير معروفة في تونس، لكنها متواجدة أكثر في الدول الإفريقية والآسيوية".
وأوضح باباي أنّه "بسبب التغيرات المناخية والمشاكل في التغذية، فإن العديد من الدول رأت أن نبتة "الدُخن" تعد حلا مناسبا باعتبار إنتاجيتها العالية جدا وتتأقلم مع كل التغيرات المناخية ولا تحتاج إلى أدوية وتقاوم الأمراض والفيروسات والجفاف".
وأضاف أنه "من الناحية الغذائية هي مصنفة كنبتة ذكية لأهميتها على صحة الانسان والبيئة والفلاح باعتبارها مربحة فيمكن لـ10 كيلوغرام من هذه النبتة أن تنتج 2 طن، إلى جانب احتوائها ما مقداره ثلاث مرات من الكلسيوم مقارنة بالحليب وتعدل نسبة السكر في الدم، إلى جانب ضغط الدم وغيرها من الفوائد الصحية والغذائية".
في ذات الاتجاه أكد الدكتور والخبير إلياس باباي أن "نبتة "الدُخن" لا توجد في تونس إلا لدى فلاح أو إثنين مخصصة للاستهلاك العائلي. بمعنى انقرضت من تونس ولكن قمنا بتخزينها للحفاظ عليها".
جديد البنك الوطني للجينات
من ناحية أخرى، وفي ما يتعلق بآخر مستجدات البنك الوطني للجينات، أكد محدثنا أنه "بالبنك الوطني للجينات بتونس تم تخزين 25 ألف عينة من جميع الأنواع من النباتات منها 7 آلاف تمّ استرجاعها من البنوك الأجنبية والبقية تم تجميعها من مختلف الجهات التونسية".
في سياق متصل، قال باباي هناك طريقتين للتخزين، الأولى تتمثل في التخزين الموارد خارج مآلفها الطبيعية وذلك بالثلاجات تحت درجات برودة مختلفة من ذلك التخزين في 4 درجات والتي تمكن من المحافظة على المورد المُخزن إلى حدود 50 سنة وإلا 18 درجة تمكن من التخزين على مدى 200 سنة".
أما الطريقة الثانية، وفق قوله، "هي التخزين في المآلف الطبيعية أي لدى الفلاح، فنقوم بالتعاقد معه وتشجيعه على زراعة على الأقل جزء صغير، حتى يتم المحافظة على الجينات فتكون بالتالي عملية التخزين ديناميكية بمعنى على مرّ السنين ومع التغيرات المناخية تتأقلم بطبعها مع الجفاف مع الفيروسات وغيرها من المتغيرات الطارئة فتحدث تغيرات جينية في طفراتها".
وأضاف الدكتور والباحث ببنك الوطني للجينات بتونس إلياس باباي أن "أكثر من 150 فلاحا متعاقدا مع البنك ويتغير هذا العدد وفق رغبة الفلاح في تجديد العقد أم لا وفق ظروفه". وقال "للإشارة فإن الأصناف من البذور التي يتمّ الترويج لها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والمتعلقة بالحبوب وبالقمح الصلب واللين، فإن جميعها تم اقتناؤها من البنك ولا صحة لما يتم ترويجه على أنها بمجهودات خاصة من عدد من الفلاحين في استنكار واضح لمجهودات البنك الوطني للجينات.
وأضاف بخصوص هذه الجينات "هناك ما تم جلبه من المعاهد والمدارس الفلاحية والزراعية بتونس والتي تم تخزينها منذ السبعينات، وهناك ما تمّ جلبه من الفلاحة الذين يمتلكون البذور الأصلية ولكنهم لم يظهروا في أي وسيلة إعلامية ولم يدعوا البطولة".
من جهة أخرى، أبرز باباي أنه "بتخزين هذه الجينات فإننا قمنا بتخزين ثروة، بهدف مجابهة التغيرات المناخية ومقاومتها وكل طوارئ أخرى بما في الأمراض".
في سياق آخر، نفى الدكتور والخبير بالبنك الوطني للجينات إلياس باباي أن يكون هناك أي تضارب بين البنك وموردي الحبوب، وهذا يعود إلى التعريف الخاطئ لمهام البنك.
فالموردون، وفق قوله:"يوردون الأصناف المحسنة الأجنبية التي يتم تحليلها بوزارة الفلاحة ونقوم بزرعها لمدة سنتين أو ثلاثة ونراقب النتائج إن كانت جيدة أم لا بالنسبة للفلاحة من حيث الإنتاجية. ليتم تسجيلها وبيعها في حالة الموافقة عليها".