ـ سنتصدى لعمليات الغش.. والدولة لن ترحم كل من ستثبت إدانته
ـ نعم.. المقدرة الشرائية للمدرسين مهترئة لكن وضعية المالية العمومية صعبة وتونس مطالبة بخلاص الديون
تونس: الصباح
عقد محمد علي البوغديري وزير التربية أمس بمقر الوزارة ندوة صحفية سلط خلالها الأضواء على الاستعدادات للامتحانات الوطنية 2023، ودعا المعلمين إلى التحلي بالصبر ومراعاة الحالة الصعبة التي تمر بها المالية العمومية وطالبهم بتنزيل أعداد التلاميذ لأن أولياءهم ينتظرون نتائج تقييم أبنائهم.
وتتلخص مستجدات دورة 2023 في اعتماد نظامين جديد وقديم في مادة الاقتصاد لشعبة الاقتصاد والتصرف، ومنح إجراءات استثنائية لفائدة المترشحين للاختبارات التطبيقية في امتحان الباكالوريا، وصياغة أدلة خاصة برؤساء لجان الإصلاح لمختلف الامتحانات الوطنية، وصياغة دليل مركز إصلاح الاختبارات الكتابية لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وضبط مقاييس وطنية لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وتمديد الفترة الفاصلة بين الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا ودورة المراقبة من يومين إلى أسبوع، كما أن اختبار مادة العربية بالنسبة إلى امتحان شهادة ختم التعليم الأساسي العام في صيغته الجديدة سيكون جامعا عوضا عن إنشاء عربي فقط.
وقال البوغديري إن الوزارة على مستوى المركز والجهات جاهزة للامتحانات الوطنية بكل اقتدار وأضاف:"نحن لا نخفي شيئا عن الشعب الذي تخدمه الدولة بإخلاص ووفاء في هذا البلد الذي يتعافى يوما بعد آخر ويكرس المفهوم الحقيقي للسيادة فلا مستقبل لتونس خارج السيادة الوطنية ورفعة شعبها".
وكما أشار إلى حرص الوزارة على إنجاح امتحان الباكالوريا وهو مقدس لدى التونسيين مثل بقية الامتحانات الوطنية ولهذا السبب فقد تم إعداد العدة لها، وكان إطارات وأعوان الإدارة العامة للامتحانات جنود خفاء وهم يشتغلون في ظروف صعبة، ونوه الوزير بدور قوات الأمن والجيش واستعدادات المؤسستين الأمنية والعسكرية لهذا الاستحقاق الدراسي الهام الذي تشرف عليه رئيسة الحكومة ويتابعه رئيس الجمهورية بأدق التفاصيل، وذكر أن الرئيس يستعد للإعلان عن المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي سيكون منطلق إصلاح المنظومة التربوية التي شهدت إهتراء وفشلا في بعض المواقع نتيجة بعض الخيارات وعدم مواكبة الرقمنة، وقال إن رئيس الجمهورية متمسك خاصة بالدفاع عن المنظومة التربوية العمومية وهو على حد تأكيده حريص على إرجاع بريق المؤسسة التربوية العمومية التي يدرس فيها أبناء قوى الشعب الكادح وأبناء الفلاحين والعمال والموظفين، إذ يؤمها أكثر من مليونين و300 ألف تلميذ تجند المربون لتدريسهم من أجل صنع جيل جديد منفتح على الحضارات واللغات ومعتدل في سلوكه ومتسامح، جيل يمكنه التأقلم في أي مكان في الكرة الأرضية.
أما المدير العام للامتحانات محمد الميلي قال إن امتحان الباكالوريا في دورته الرئيسية سينطلق يوم غد 7 جوان الجاري ويتخلل الدورة الرئيسية ودورة المراقبة امتحان التاسعة ومناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية.
امتحان الباكالوريا
وسيتم إجراء الاختبارات الكتابية لامتحان الباكالوريا حسب ما أشار إليه الميلي أيام 7 و8 و9 و12 و13 و14 جوان 2023 وبلغ عدد المرشحين لهذا الامتحان 137 ألفا و906 تلاميذ وكان هذا العدد سنة 2022 في حدود 134 ألفا و965 مترشحا أي بزيادة تساوي 2941 مترشحا، وولد أكبر مترشح في 6 مارس 1951 وهو حمدي الغويلة اختصاص آداب من معهد حمام سوسة أما أصغر مترشحة فهي سارة أبو مدين اختصاص رياضيات وتدرس في معهد المنزه السادس وولدت في 8 جويلية 2007.
ويتوزع المترشحون هذا العام على المعاهد العمومية وعددهم 112573 تلميذا وذلك بنسبة 82 بالمائة والمعاهد الخاصة وعددهم 18539تلميذا أي بنسبة 13 بالمائة، وهناك ترشحات بصفة فردية وعددها 6794 وذلك بنسبة 5 بالمائة، وبالنظر إلى جنس المترشحين فنجد 61 بالمائة منهم إناث ويبلغ عددهن 84547 مترشحة في حين يبلغ عدد الذكور 53359 مترشحا.
وبالنسبة إلى توزيع تلاميذ الباكالوريا حسب الشعب فهناك 27149 في شعبة الآداب أي بنسبة 20 بالمائة و8673 في شعبة الرياضيات أي بنسبة 6 بالمائة و25987 في شعبة العلوم التجريبية أي بنسبة 19 بالمائة و48260 في شعبة الاقتصاد والتصرف أي بنسبة 35 بالمائة و17249 في شعبة العلوم التقنية أي بنسبة 12 بالمائة و9282 في شعبة علوم الإعلامية أي بنسبة 7 بالمائة و1306 في شعبة الرياضة وذلك بنسبة1بالمائة، ويفوق عدد الإناث عدد الذكور في شعب الآداب والرياضيات والعلوم التجريبية والاقتصاد والتصرف أما في بقية الشعب وهي العلوم التقنية وعلوم الإعلامية والرياضة فإن عدد الذكور أكبر من عدد الإناث.
وسيتم الإعلان عن نتائج امتحان الباكالوريا يوم الأحد 25 جوان الجاري وبالنسبة إلى دورة التدارك فستجرى أيام 3 و4 و5 و6 جويلية 2023 وسيقع الإعلان عن نتائجها يوم الأحد 16 جويلية.
"السيزيام" و"النوفيام"
أما مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية فستجرى حسب ما أشار إليه محمد الميلي المدير العام للامتحانات بوزارة التربية أيام 22 و23 و24 جوان الجاري وسيتم الإعلان عن النتائج يوم الجمعة 7 جويلية القادم وبلغ عدد المترشحين لها 56 ألفا و893 وكان هذا العدد في حدود 57 ألفا و378 سنة 2022 أي بنقص يساوي 485 وتمثل نسبة المترشحين للمناظرة 28 بالمائة فقط من مجموع تلاميذ "السيزيام" لأن عدد تلاميذ السنة السادسة من التعليم الأساسي هذا العام بلغ 200400، ويتناظر المترشحون لاجتياز مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية على 3700 مقعد بالمدارس الإعدادية النموذجية.
وبالنسبة إلى امتحان شهادة ختم التعليم الأساسي العام والتقني فسيجرى أيام 19 و20 و21 جوان وسيقع الإعلان عن النتائج يوم الثلاثاء 4 جويلية وبلغ عدد المترشحين لشهادة ختم التعليم الأساسي العام 32 ألفا و548 مترشحا مقابل 32 ألفا و811 مترشحا خلال سنة 2022 أي بنقص يساوي 263 ويتوزع المترشحون على 62 بالمائة إناث و38 بالمائة ذكور وهم يتناظرون على 3450 مقعدا بالمعاهد النموذجية. في حين بلغ عدد المترشحين لشهادة ختم التعليم الأساسي التقني 261 مترشحا مقابل 163 مترشحا السنة الماضية أي بفارق قدره زائد 98 وخلافا للتعليم العام يتوزع المترشحون في التقني على 70 بالمائة ذكور و30 بالمائة إناث.
ولتأمين امتحان الباكالوريا تم إعداد 584 مركز اختبارات كتابية و27 مركز إيداع و4 مراكز تحويل المواضيع إلى البراي و7 مراكز تجميع وتوزيع و28 مركز إصلاح.
وبالنسبة إلى "النوفيام" بلغ عدد مراكز الاختبارات الكتابية 251 وعدد مراكز الإيداع 27 مع مركز تحويل المواضيع إلى البراي وبلغ عدد مراكز التجميع والتوزيع 4 وعدد مراكز الإصلاح 6.
أما مناظرة "السيزيام" فستجرى في 298 مركز اختبارات كتابية وتم تخصيص 27 مركز إيداع و4 مراكز تجميع وتوزيع و7 مراكز إصلاح.
إجراءات استثنائية
وبخصوص الإجراءات الاستثنائية في الامتحانات الوطنية فنجد في امتحان الباكالوريا 91 حالة تضخيم الخط و47 حالة سيتم فيها تقديم المواضيع مكتوبة بطريقة البراي و5 حالات مواضيع مترجمة للغة الفرنسية وتهم الفلسفة شعب علمية والتاريخ والجغرافيا شعبة اقتصاد وتصرف و461 حالة إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار وحالة استعمال اللوحة الرقمية وسيجتاز 14 مترشحا امتحان البكالوريا بالسجن.
أما بالنسبة إلى امتحان شهادتي ختم التعليم الأساسي العام والتقني فهناك 8 حالات تحتاج إلى تضخيم الخط وحالة وحيدة تحتاج إلى مرافق "طيف التوحد" و34 حالة تحتاج إلى إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار و4 حالات سيتم بخصوصها تقديم المواضيع مكتوبة بطريقة البراي.
وبخصوص مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية فهناك 12حالة استثنائية تحتاج إلى تضخيم الخط و45 حالة تحتاج إلى إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار.
وأضاف المدير العام للامتحانات أنه تم اتخاذ إجراءات تهدف إلى مقاومة الغش وذكر أن وزارة التربية تلعب دورا تحسيسيا مع اعتماد مقاربة زجرية وفق النصوص التأديبية وذلك إضافة إلى استعمال بعض الوسائل التقنية الفنية، وذكر أنه تم إعداد إحصائيات مفصلة حول عمليات الغش التي وقع تسجيلها خلال الدورات الثلاث الأخيرة في امتحان الباكالوريا حسب المندوبيات والجنس والشعب والمواد..
ويشار في هذا السياق إلى أن عدد حالات الغش سنة 2022 بلغ 1642 منها 51 بالمائة لإناث، وبالنظر إلى الولايات فنجد أعلى عدد حالات غش وقع تسجيله في ولاية قفصة وتليها ولاية القصرين فولاية سيدي بوزيد فجندوبة فالقيروان، أما أقل عدد فتم تسجيله في ولايات صفاقس 2 وتطاوين وزغوان ومدنين. وأكثر شعبة سجلت فيها حالات غش هي الآداب وأقل شعبة الرياضة وأكثر مادة سجلت فيها حالات غش هي التاريخ وأقل مادة هي علوم البيولوجيا.
جاهزية تامة
وتعقيبا على أسئلة الصحفيين أشار وزير التربية محمد علي البوغديري إلى أن وزارة على أتم الجاهزية للامتحانات الوطنية، وأضاف أنها ستتصدى لعمليات الغش التي هي للأسف ظاهرة تسيء للامتحانات ونتائجها وللذوق العام لأنه من المفروض أن المؤسسات التربوية تدفع بالتلميذ للتعويل على النفس وأن يكون النجاح بقدراته الذاتية لكن في المجتمع هناك من يريد المتمتع بالمكاسب وتحقيق الربح السهل وهناك في المقابل من يكد ويجد ومن الطبيعي جدا أن تعمل الوزارة على الحد من هذه الظاهرة على أمل القضاء عليها نهائيا فلا معنى للنجاح بالغش، وعبر عن حرصه على أن تقوم المؤسسة التربوية ببناء الشخصية التونسية التي تكون معتمدة على نفسها وبتربية التلميذ حتى يكون مواطنا يسمو بالوطن لكن ما دامت ظاهرة الغش موجودة فإن الوزارة ستصدى لها بما يلائم خطورتها وللغرض فهي تطور قدراتها للرد عليها وأعدت العدة للتصدي لكل ما يمكن أن يطرأ من خلال استعمال التكنولوجيا وهي، حسب تعبيره، تحتفظ لنفسها بالتفاصيل ولن تكشف قدراتها على التصدي لظاهرة الغش والتي ستفاجئ جميع من يفكرون في الغش من تلاميذ ومن يساعدهم لأن الغش أضحى سلسلة كاملة وهناك من يشرف على الغش ويعد له الأموال والبنية التحتية التي هي عبارة عن مقر تخابر، وذكر البوغديري أن الدولة لن ترحم كل من ستثبت إدانته وسيكون مصيرهم المحاكمة العدالة لأن ما يفعلونه هو تهديد للمجتمع وللأمن القومي، فالمهندس الذي ينجح بالغش فيمكن أن يشيد قنطرة وهذه الأخيرة تسقط ونفس الشيء بالنسبة إلى الطبيب الذي ينجح بالغش والأستاذ الذي ينجح بالغش فالغش له تداعيات وخيمة كما أنه يسيء للمهندسين والأطباء والأساتذة الأكفاء الذين تعج بهم البلاد.
وتطرق وزير التربية بإيجاز إلى إصلاح المنظومة التربوية وقال إن الهدف منه هو تطوير البرامج وذكر أن هناك عملا انطلق وسيتواصل ويشمل الإصلاح الزمن المدرسي والحياة المدرسية والتقييم الذي هو جزء لا يتجزأ من العملية التربوية لأن التقييم الوحيد في الدراسة للأسف الشديد يتم في الباكالوريا، إذ يمكن للتلميذ أن لا يجتاز مناظرة السادسة وامتحان التاسعة، وبالتالي فإن الإصلاح التربوي سيراجع منظومة التقييم في تونس من أجل خلق التوجيه الجيد والظروف الملائمة للنجاح.
وقال وزير التربية:"سنعيد لكل تلميذ إمكانية استغلال قدراته فالتلميذ يمكن أن لا ينجح في الآداب والرياضات ويمكن أن يكون جيدا في الميكانيك والتقنية وهناك العديد من الأفكار التي سيتم بلورتها، فمنظومة التقييم تشهد صعوبات ونحن مقدمون على مجلس أعلى للتربية يترأسه رئيس الجمهورية وفيه مجلس تنفيذي وخبراء".
وردا عن سؤال حول مستجدات دورة 2023 وتحديدا ما تعلق بضبط مقاييس وطنية لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، أجاب وزير التربية أن الدخول إلى النموذجي كان يتم بناء على طاقة الاستيعاب مع توفر شرط 15 من عشرين فما فوق لكن رئيس الجمهورية تدخل السنة الماضية وسيتم هذا العام اعتماد توصياته وهي أن كل من يتحصل على معدل 15 من عشرين يوجه إلى النموذجي حتى يكون هناك تكافؤ للفرص بين أبناء الشعب.
حجب الأعداد
ولدى حديثه عن التقييم الذي يعتبر على حد وصفه عملية مركزية في المنظومة التربوية وذكر وزير التربية أنه في علاقة بحجب الأعداد في الثانوي فقد تم التوصل إلى اتفاق مهم جنب الامتحان الوطني أي إرباك وجنب الأسرة التربوية القلق والانشغال.
وأضاف قائلا:إننا نريد التوصل إلى اتفاق مع مدرسي الابتدائي وليعلم الجميع أن رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة ووزير التربية يكنون لهم كل التقدير والاحترام، ونحن لا نسى المعلمين فهم الوحيدون الذين ظلوا راسخين في الأذهان ولما نقول إن المعلم كاد أن يكون رسولا فهذا الكلام عن اقتناع وليس لتسجيل المواقف، ونحن نريد أن نستجيب لطلباتهم في العديد من النقاط في اتفاق مارس لكن لا يمكن للإنسان أن لا يحس بالوضع الذي تمر به البلاد، فتونس تقاوم وتصمد أمام هرسلة صندوق النقد الدولي ومحاولة تركيع البلد الذي يصر الرئيس قيس سعيد على الدفاع عن سيادته الوطنية وكرامته ويعلم الجميع وضعية المالية العمومية وهناك إصرار من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية على خلاص الديون وهذا الوطن الذي لو يتطلب أن نستشهد من أجله فنحن جاهزون كما أننا نعرف وضعية الأساتذة والمعلمين والجميع واعون بالصعوبات التي تمر بها تونس فكيف لا نصبر.. نعم إن المقدرة الشرائية للأستاذة والمعملين مهترئة والأجور لا ترتقي للمستوى المطلوب لكن في الحقيقة وضعية المالية العمومية مهترئة نتيجة سياسات خاطئة لعشر سنوات متتالية".
وذكر أن الوزارة قدمت العديد من الحلول وهناك زيادة عام 2024 للأستاذة والمعلمين بنسبة 5 بالمائة وهناك اتفاق مع الاتحاد العام التونسي للشغل ولا يمكن ضربه لكي لا يقع ضرب مبدأ التفاوض الاجتماعي لذلك تم الذهاب إلى سنوات 2025 و2026 و2027 والزيادات في الأجور مرتبطة بالتضخم وقال انه متفائل بان النمو قادم وذكر أن كل ما في الأمر هو أنه لا بد من الإصرار على الخروج من الوضعية الحالية.
وذكر أنه لا يمكن قبول ترك التلاميذ دون أعداد وترك عائلاتهم تترقب، ووجه وزير التربية نداء إلى كل المعلمات والمعلمين ودعاهم فيه إلى تغليب لغة العقل والحكمة وتنزيل أعداد التلاميذ حتى يحصلوا على شهادات التشجيع والرضا لكي يسعدون أمهاتهن اللائي يشتغلن في المصانع والحقول، وأكد أن تحسين وضعية المدرسات والمدرسين مسألة مبدئية وهو يؤمن بالحوار الاجتماعي ويطالب المدرسين بتغليب الحكمة وذكر أن هناك منهم من أرجعوا الأعداد وهذا ليس استسلاما بل حبا للشعب وفرحات حشاد قال يوما أحبك يا شعب ولا يوجد إنسان يحب الشعب ويحرم أبناء الشعب من التقييم.
وبخصوص النواب بين وزير التربية أن رئيسة الحكومة هي التي قالت أنه لا بد من تمكينهم من حقهم وطالما أن النائب يشتغل فلابد من معاملته معاملة المدرس المترسم وهناك مسائل مبدئية الحكومة حريصة على أن تدافع عنها فهي حكومة وطنية تحمل هموم الوطن وتناقش كل المسائل بعمق وأحيانا بألم بسبب الصعوبات التي تواجهها.
وخلص محمد علي البوغديري قائلا:"نحن ذاهبون يوم الأربعاء إلى امتحانات الباكالوريا وكل المتدخلين على الميدان من مندوبين جهويين ورؤساء مراكز الامتحان ورؤساء مراكز الإصلاح والأساتذة والمعلمين وهناك أكثر من 150 ألف متدخل في هذه الامتحانات إلى جانب قوات الأمن والجيش الذين يشرفون مع وزارة التربية على حماية جميع فترات الامتحان وكذلك وزارة تكنولوجيا الاتصالات التي تعمل مع وزارة التربية من أجل إجهاض عمليات الغش الممكنة". وعبر عن أمله في أن تكون النتائج جيدة، وفي أن يكون كل شبل مشروع مواطن صالح. وأضاف أن وزارة التربية تستعد للعودة المدرسية القادمة بخطى حثيثة إذ يجب أن يجد كل تلميذ يوم العودة قسم ومعلم أو أستاذ ولهذا السبب هناك في المؤسسات التربوية أكثر من 5 آلاف مشروع للصيانة والبناء وسيتم العمل على تعميم السنة التحضيرية، ودعا البوغديري المواطنين إلى المساهمة في العناية بالمدرسة فهي حسب تعبيره لا تقل قداسة عن المساجد الموجودة في أحيائهم .
سعيدة بوهلال
ـ سنتصدى لعمليات الغش.. والدولة لن ترحم كل من ستثبت إدانته
ـ نعم.. المقدرة الشرائية للمدرسين مهترئة لكن وضعية المالية العمومية صعبة وتونس مطالبة بخلاص الديون
تونس: الصباح
عقد محمد علي البوغديري وزير التربية أمس بمقر الوزارة ندوة صحفية سلط خلالها الأضواء على الاستعدادات للامتحانات الوطنية 2023، ودعا المعلمين إلى التحلي بالصبر ومراعاة الحالة الصعبة التي تمر بها المالية العمومية وطالبهم بتنزيل أعداد التلاميذ لأن أولياءهم ينتظرون نتائج تقييم أبنائهم.
وتتلخص مستجدات دورة 2023 في اعتماد نظامين جديد وقديم في مادة الاقتصاد لشعبة الاقتصاد والتصرف، ومنح إجراءات استثنائية لفائدة المترشحين للاختبارات التطبيقية في امتحان الباكالوريا، وصياغة أدلة خاصة برؤساء لجان الإصلاح لمختلف الامتحانات الوطنية، وصياغة دليل مركز إصلاح الاختبارات الكتابية لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وضبط مقاييس وطنية لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وتمديد الفترة الفاصلة بين الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا ودورة المراقبة من يومين إلى أسبوع، كما أن اختبار مادة العربية بالنسبة إلى امتحان شهادة ختم التعليم الأساسي العام في صيغته الجديدة سيكون جامعا عوضا عن إنشاء عربي فقط.
وقال البوغديري إن الوزارة على مستوى المركز والجهات جاهزة للامتحانات الوطنية بكل اقتدار وأضاف:"نحن لا نخفي شيئا عن الشعب الذي تخدمه الدولة بإخلاص ووفاء في هذا البلد الذي يتعافى يوما بعد آخر ويكرس المفهوم الحقيقي للسيادة فلا مستقبل لتونس خارج السيادة الوطنية ورفعة شعبها".
وكما أشار إلى حرص الوزارة على إنجاح امتحان الباكالوريا وهو مقدس لدى التونسيين مثل بقية الامتحانات الوطنية ولهذا السبب فقد تم إعداد العدة لها، وكان إطارات وأعوان الإدارة العامة للامتحانات جنود خفاء وهم يشتغلون في ظروف صعبة، ونوه الوزير بدور قوات الأمن والجيش واستعدادات المؤسستين الأمنية والعسكرية لهذا الاستحقاق الدراسي الهام الذي تشرف عليه رئيسة الحكومة ويتابعه رئيس الجمهورية بأدق التفاصيل، وذكر أن الرئيس يستعد للإعلان عن المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي سيكون منطلق إصلاح المنظومة التربوية التي شهدت إهتراء وفشلا في بعض المواقع نتيجة بعض الخيارات وعدم مواكبة الرقمنة، وقال إن رئيس الجمهورية متمسك خاصة بالدفاع عن المنظومة التربوية العمومية وهو على حد تأكيده حريص على إرجاع بريق المؤسسة التربوية العمومية التي يدرس فيها أبناء قوى الشعب الكادح وأبناء الفلاحين والعمال والموظفين، إذ يؤمها أكثر من مليونين و300 ألف تلميذ تجند المربون لتدريسهم من أجل صنع جيل جديد منفتح على الحضارات واللغات ومعتدل في سلوكه ومتسامح، جيل يمكنه التأقلم في أي مكان في الكرة الأرضية.
أما المدير العام للامتحانات محمد الميلي قال إن امتحان الباكالوريا في دورته الرئيسية سينطلق يوم غد 7 جوان الجاري ويتخلل الدورة الرئيسية ودورة المراقبة امتحان التاسعة ومناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية.
امتحان الباكالوريا
وسيتم إجراء الاختبارات الكتابية لامتحان الباكالوريا حسب ما أشار إليه الميلي أيام 7 و8 و9 و12 و13 و14 جوان 2023 وبلغ عدد المرشحين لهذا الامتحان 137 ألفا و906 تلاميذ وكان هذا العدد سنة 2022 في حدود 134 ألفا و965 مترشحا أي بزيادة تساوي 2941 مترشحا، وولد أكبر مترشح في 6 مارس 1951 وهو حمدي الغويلة اختصاص آداب من معهد حمام سوسة أما أصغر مترشحة فهي سارة أبو مدين اختصاص رياضيات وتدرس في معهد المنزه السادس وولدت في 8 جويلية 2007.
ويتوزع المترشحون هذا العام على المعاهد العمومية وعددهم 112573 تلميذا وذلك بنسبة 82 بالمائة والمعاهد الخاصة وعددهم 18539تلميذا أي بنسبة 13 بالمائة، وهناك ترشحات بصفة فردية وعددها 6794 وذلك بنسبة 5 بالمائة، وبالنظر إلى جنس المترشحين فنجد 61 بالمائة منهم إناث ويبلغ عددهن 84547 مترشحة في حين يبلغ عدد الذكور 53359 مترشحا.
وبالنسبة إلى توزيع تلاميذ الباكالوريا حسب الشعب فهناك 27149 في شعبة الآداب أي بنسبة 20 بالمائة و8673 في شعبة الرياضيات أي بنسبة 6 بالمائة و25987 في شعبة العلوم التجريبية أي بنسبة 19 بالمائة و48260 في شعبة الاقتصاد والتصرف أي بنسبة 35 بالمائة و17249 في شعبة العلوم التقنية أي بنسبة 12 بالمائة و9282 في شعبة علوم الإعلامية أي بنسبة 7 بالمائة و1306 في شعبة الرياضة وذلك بنسبة1بالمائة، ويفوق عدد الإناث عدد الذكور في شعب الآداب والرياضيات والعلوم التجريبية والاقتصاد والتصرف أما في بقية الشعب وهي العلوم التقنية وعلوم الإعلامية والرياضة فإن عدد الذكور أكبر من عدد الإناث.
وسيتم الإعلان عن نتائج امتحان الباكالوريا يوم الأحد 25 جوان الجاري وبالنسبة إلى دورة التدارك فستجرى أيام 3 و4 و5 و6 جويلية 2023 وسيقع الإعلان عن نتائجها يوم الأحد 16 جويلية.
"السيزيام" و"النوفيام"
أما مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية فستجرى حسب ما أشار إليه محمد الميلي المدير العام للامتحانات بوزارة التربية أيام 22 و23 و24 جوان الجاري وسيتم الإعلان عن النتائج يوم الجمعة 7 جويلية القادم وبلغ عدد المترشحين لها 56 ألفا و893 وكان هذا العدد في حدود 57 ألفا و378 سنة 2022 أي بنقص يساوي 485 وتمثل نسبة المترشحين للمناظرة 28 بالمائة فقط من مجموع تلاميذ "السيزيام" لأن عدد تلاميذ السنة السادسة من التعليم الأساسي هذا العام بلغ 200400، ويتناظر المترشحون لاجتياز مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية على 3700 مقعد بالمدارس الإعدادية النموذجية.
وبالنسبة إلى امتحان شهادة ختم التعليم الأساسي العام والتقني فسيجرى أيام 19 و20 و21 جوان وسيقع الإعلان عن النتائج يوم الثلاثاء 4 جويلية وبلغ عدد المترشحين لشهادة ختم التعليم الأساسي العام 32 ألفا و548 مترشحا مقابل 32 ألفا و811 مترشحا خلال سنة 2022 أي بنقص يساوي 263 ويتوزع المترشحون على 62 بالمائة إناث و38 بالمائة ذكور وهم يتناظرون على 3450 مقعدا بالمعاهد النموذجية. في حين بلغ عدد المترشحين لشهادة ختم التعليم الأساسي التقني 261 مترشحا مقابل 163 مترشحا السنة الماضية أي بفارق قدره زائد 98 وخلافا للتعليم العام يتوزع المترشحون في التقني على 70 بالمائة ذكور و30 بالمائة إناث.
ولتأمين امتحان الباكالوريا تم إعداد 584 مركز اختبارات كتابية و27 مركز إيداع و4 مراكز تحويل المواضيع إلى البراي و7 مراكز تجميع وتوزيع و28 مركز إصلاح.
وبالنسبة إلى "النوفيام" بلغ عدد مراكز الاختبارات الكتابية 251 وعدد مراكز الإيداع 27 مع مركز تحويل المواضيع إلى البراي وبلغ عدد مراكز التجميع والتوزيع 4 وعدد مراكز الإصلاح 6.
أما مناظرة "السيزيام" فستجرى في 298 مركز اختبارات كتابية وتم تخصيص 27 مركز إيداع و4 مراكز تجميع وتوزيع و7 مراكز إصلاح.
إجراءات استثنائية
وبخصوص الإجراءات الاستثنائية في الامتحانات الوطنية فنجد في امتحان الباكالوريا 91 حالة تضخيم الخط و47 حالة سيتم فيها تقديم المواضيع مكتوبة بطريقة البراي و5 حالات مواضيع مترجمة للغة الفرنسية وتهم الفلسفة شعب علمية والتاريخ والجغرافيا شعبة اقتصاد وتصرف و461 حالة إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار وحالة استعمال اللوحة الرقمية وسيجتاز 14 مترشحا امتحان البكالوريا بالسجن.
أما بالنسبة إلى امتحان شهادتي ختم التعليم الأساسي العام والتقني فهناك 8 حالات تحتاج إلى تضخيم الخط وحالة وحيدة تحتاج إلى مرافق "طيف التوحد" و34 حالة تحتاج إلى إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار و4 حالات سيتم بخصوصها تقديم المواضيع مكتوبة بطريقة البراي.
وبخصوص مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية فهناك 12حالة استثنائية تحتاج إلى تضخيم الخط و45 حالة تحتاج إلى إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار.
وأضاف المدير العام للامتحانات أنه تم اتخاذ إجراءات تهدف إلى مقاومة الغش وذكر أن وزارة التربية تلعب دورا تحسيسيا مع اعتماد مقاربة زجرية وفق النصوص التأديبية وذلك إضافة إلى استعمال بعض الوسائل التقنية الفنية، وذكر أنه تم إعداد إحصائيات مفصلة حول عمليات الغش التي وقع تسجيلها خلال الدورات الثلاث الأخيرة في امتحان الباكالوريا حسب المندوبيات والجنس والشعب والمواد..
ويشار في هذا السياق إلى أن عدد حالات الغش سنة 2022 بلغ 1642 منها 51 بالمائة لإناث، وبالنظر إلى الولايات فنجد أعلى عدد حالات غش وقع تسجيله في ولاية قفصة وتليها ولاية القصرين فولاية سيدي بوزيد فجندوبة فالقيروان، أما أقل عدد فتم تسجيله في ولايات صفاقس 2 وتطاوين وزغوان ومدنين. وأكثر شعبة سجلت فيها حالات غش هي الآداب وأقل شعبة الرياضة وأكثر مادة سجلت فيها حالات غش هي التاريخ وأقل مادة هي علوم البيولوجيا.
جاهزية تامة
وتعقيبا على أسئلة الصحفيين أشار وزير التربية محمد علي البوغديري إلى أن وزارة على أتم الجاهزية للامتحانات الوطنية، وأضاف أنها ستتصدى لعمليات الغش التي هي للأسف ظاهرة تسيء للامتحانات ونتائجها وللذوق العام لأنه من المفروض أن المؤسسات التربوية تدفع بالتلميذ للتعويل على النفس وأن يكون النجاح بقدراته الذاتية لكن في المجتمع هناك من يريد المتمتع بالمكاسب وتحقيق الربح السهل وهناك في المقابل من يكد ويجد ومن الطبيعي جدا أن تعمل الوزارة على الحد من هذه الظاهرة على أمل القضاء عليها نهائيا فلا معنى للنجاح بالغش، وعبر عن حرصه على أن تقوم المؤسسة التربوية ببناء الشخصية التونسية التي تكون معتمدة على نفسها وبتربية التلميذ حتى يكون مواطنا يسمو بالوطن لكن ما دامت ظاهرة الغش موجودة فإن الوزارة ستصدى لها بما يلائم خطورتها وللغرض فهي تطور قدراتها للرد عليها وأعدت العدة للتصدي لكل ما يمكن أن يطرأ من خلال استعمال التكنولوجيا وهي، حسب تعبيره، تحتفظ لنفسها بالتفاصيل ولن تكشف قدراتها على التصدي لظاهرة الغش والتي ستفاجئ جميع من يفكرون في الغش من تلاميذ ومن يساعدهم لأن الغش أضحى سلسلة كاملة وهناك من يشرف على الغش ويعد له الأموال والبنية التحتية التي هي عبارة عن مقر تخابر، وذكر البوغديري أن الدولة لن ترحم كل من ستثبت إدانته وسيكون مصيرهم المحاكمة العدالة لأن ما يفعلونه هو تهديد للمجتمع وللأمن القومي، فالمهندس الذي ينجح بالغش فيمكن أن يشيد قنطرة وهذه الأخيرة تسقط ونفس الشيء بالنسبة إلى الطبيب الذي ينجح بالغش والأستاذ الذي ينجح بالغش فالغش له تداعيات وخيمة كما أنه يسيء للمهندسين والأطباء والأساتذة الأكفاء الذين تعج بهم البلاد.
وتطرق وزير التربية بإيجاز إلى إصلاح المنظومة التربوية وقال إن الهدف منه هو تطوير البرامج وذكر أن هناك عملا انطلق وسيتواصل ويشمل الإصلاح الزمن المدرسي والحياة المدرسية والتقييم الذي هو جزء لا يتجزأ من العملية التربوية لأن التقييم الوحيد في الدراسة للأسف الشديد يتم في الباكالوريا، إذ يمكن للتلميذ أن لا يجتاز مناظرة السادسة وامتحان التاسعة، وبالتالي فإن الإصلاح التربوي سيراجع منظومة التقييم في تونس من أجل خلق التوجيه الجيد والظروف الملائمة للنجاح.
وقال وزير التربية:"سنعيد لكل تلميذ إمكانية استغلال قدراته فالتلميذ يمكن أن لا ينجح في الآداب والرياضات ويمكن أن يكون جيدا في الميكانيك والتقنية وهناك العديد من الأفكار التي سيتم بلورتها، فمنظومة التقييم تشهد صعوبات ونحن مقدمون على مجلس أعلى للتربية يترأسه رئيس الجمهورية وفيه مجلس تنفيذي وخبراء".
وردا عن سؤال حول مستجدات دورة 2023 وتحديدا ما تعلق بضبط مقاييس وطنية لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، أجاب وزير التربية أن الدخول إلى النموذجي كان يتم بناء على طاقة الاستيعاب مع توفر شرط 15 من عشرين فما فوق لكن رئيس الجمهورية تدخل السنة الماضية وسيتم هذا العام اعتماد توصياته وهي أن كل من يتحصل على معدل 15 من عشرين يوجه إلى النموذجي حتى يكون هناك تكافؤ للفرص بين أبناء الشعب.
حجب الأعداد
ولدى حديثه عن التقييم الذي يعتبر على حد وصفه عملية مركزية في المنظومة التربوية وذكر وزير التربية أنه في علاقة بحجب الأعداد في الثانوي فقد تم التوصل إلى اتفاق مهم جنب الامتحان الوطني أي إرباك وجنب الأسرة التربوية القلق والانشغال.
وأضاف قائلا:إننا نريد التوصل إلى اتفاق مع مدرسي الابتدائي وليعلم الجميع أن رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة ووزير التربية يكنون لهم كل التقدير والاحترام، ونحن لا نسى المعلمين فهم الوحيدون الذين ظلوا راسخين في الأذهان ولما نقول إن المعلم كاد أن يكون رسولا فهذا الكلام عن اقتناع وليس لتسجيل المواقف، ونحن نريد أن نستجيب لطلباتهم في العديد من النقاط في اتفاق مارس لكن لا يمكن للإنسان أن لا يحس بالوضع الذي تمر به البلاد، فتونس تقاوم وتصمد أمام هرسلة صندوق النقد الدولي ومحاولة تركيع البلد الذي يصر الرئيس قيس سعيد على الدفاع عن سيادته الوطنية وكرامته ويعلم الجميع وضعية المالية العمومية وهناك إصرار من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية على خلاص الديون وهذا الوطن الذي لو يتطلب أن نستشهد من أجله فنحن جاهزون كما أننا نعرف وضعية الأساتذة والمعلمين والجميع واعون بالصعوبات التي تمر بها تونس فكيف لا نصبر.. نعم إن المقدرة الشرائية للأستاذة والمعملين مهترئة والأجور لا ترتقي للمستوى المطلوب لكن في الحقيقة وضعية المالية العمومية مهترئة نتيجة سياسات خاطئة لعشر سنوات متتالية".
وذكر أن الوزارة قدمت العديد من الحلول وهناك زيادة عام 2024 للأستاذة والمعلمين بنسبة 5 بالمائة وهناك اتفاق مع الاتحاد العام التونسي للشغل ولا يمكن ضربه لكي لا يقع ضرب مبدأ التفاوض الاجتماعي لذلك تم الذهاب إلى سنوات 2025 و2026 و2027 والزيادات في الأجور مرتبطة بالتضخم وقال انه متفائل بان النمو قادم وذكر أن كل ما في الأمر هو أنه لا بد من الإصرار على الخروج من الوضعية الحالية.
وذكر أنه لا يمكن قبول ترك التلاميذ دون أعداد وترك عائلاتهم تترقب، ووجه وزير التربية نداء إلى كل المعلمات والمعلمين ودعاهم فيه إلى تغليب لغة العقل والحكمة وتنزيل أعداد التلاميذ حتى يحصلوا على شهادات التشجيع والرضا لكي يسعدون أمهاتهن اللائي يشتغلن في المصانع والحقول، وأكد أن تحسين وضعية المدرسات والمدرسين مسألة مبدئية وهو يؤمن بالحوار الاجتماعي ويطالب المدرسين بتغليب الحكمة وذكر أن هناك منهم من أرجعوا الأعداد وهذا ليس استسلاما بل حبا للشعب وفرحات حشاد قال يوما أحبك يا شعب ولا يوجد إنسان يحب الشعب ويحرم أبناء الشعب من التقييم.
وبخصوص النواب بين وزير التربية أن رئيسة الحكومة هي التي قالت أنه لا بد من تمكينهم من حقهم وطالما أن النائب يشتغل فلابد من معاملته معاملة المدرس المترسم وهناك مسائل مبدئية الحكومة حريصة على أن تدافع عنها فهي حكومة وطنية تحمل هموم الوطن وتناقش كل المسائل بعمق وأحيانا بألم بسبب الصعوبات التي تواجهها.
وخلص محمد علي البوغديري قائلا:"نحن ذاهبون يوم الأربعاء إلى امتحانات الباكالوريا وكل المتدخلين على الميدان من مندوبين جهويين ورؤساء مراكز الامتحان ورؤساء مراكز الإصلاح والأساتذة والمعلمين وهناك أكثر من 150 ألف متدخل في هذه الامتحانات إلى جانب قوات الأمن والجيش الذين يشرفون مع وزارة التربية على حماية جميع فترات الامتحان وكذلك وزارة تكنولوجيا الاتصالات التي تعمل مع وزارة التربية من أجل إجهاض عمليات الغش الممكنة". وعبر عن أمله في أن تكون النتائج جيدة، وفي أن يكون كل شبل مشروع مواطن صالح. وأضاف أن وزارة التربية تستعد للعودة المدرسية القادمة بخطى حثيثة إذ يجب أن يجد كل تلميذ يوم العودة قسم ومعلم أو أستاذ ولهذا السبب هناك في المؤسسات التربوية أكثر من 5 آلاف مشروع للصيانة والبناء وسيتم العمل على تعميم السنة التحضيرية، ودعا البوغديري المواطنين إلى المساهمة في العناية بالمدرسة فهي حسب تعبيره لا تقل قداسة عن المساجد الموجودة في أحيائهم .