إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قيادي سابق بحزب البعث: بعد 39 سنة من وفاته.. من اغتال المحامي الصادق الهيشري؟

 

تونس- الصباح

نظرت أمس الدائرة الجنائية المتخصصة في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية في قضية المرحوم المحامي الصادق الهيشري وقررت المحكمة تأخير القضية إلى موعد لاحق.

صباح الشابي

وفي تصريح لـ"الصباح" حول حيثيات القضية قالت شقيقته فاطمة الهيشري أن شقيقها كان تحصل على الإجازة في المحاماة خلال سنة1980، مشيرة إلى أنه منذ  سن الـ 15 سنة كان ينشط سياسيا ودخل السجن في عام  1966 بسبب نشاطه السياسي بحزب البعث  وحكم بعشر سنوات سجنا وعشر سنوات قيد الإقامة الجبرية ثم بعد استئناف الحكم تم نقضه استئنافيا والقضاء في حقه بأربع سنوات سجنا وأربع سنوات إقامة جبربة، وقضى شقيقها الأربع سنوات سجنا كاملة ثم تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في مدينة سوسة ثم بعد ذلك بمنطقة بوعرادة.

وبعد عام 1978 وبعد تقديمه العديد من القضايا لحذف العقوبة التكميلية المتعلقة بوضعه قيد الإقامة الجبرية تمت الاستجابة لطلبه ونجح في فك ذلك القيد وعاد إلى النشاط السياسي وسافر إلى العراق العديد من المرات َوالتقى بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقاتل مع الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية.

 التهديد بالتصفية 

وتقول أنه خلال مؤتمر حضره بعض الرؤساء العرب على غرار الرئيس الراحل معمر القذافي والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد..، حول القضية الفلسطينية تحت عنوان "جبهة الصمود والتصدي" نشر إثرها شقيقها الصادق مقالا على أعمدة جريدة "الصباح" يحمل عنوان " شطحات عربية" إثر المقال تعرض إلى تهديدات بالاغتيال من جهات ليبية وسورية...  وحتى تونسية كما تعرض مكتبه بعد ذلك إلى الحرق...

ورغم تلك التهديدات واصل نشاطه السياسي صلب حزب البعث ولكن قبل ذلك وإثر مغادرته السجن دخل التراب الجزائري كلاجئ سياسي سيرا على الأقدام من منطقة عين دراهم إلى الجزائر   وكان ذلك سنة 1970 وبقي بالجزائر إلى حدود أوت 1973 في ذلك التاريخ طلب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في خطاب له من كل اللاجئين الذين ليس لديهم جوازات سفر العودة إلى تونس قبل3 أوت ولما عاد شقيقها تم القبض عليه بمطار تونس قرطاج وأودع السجن من  جديد ليتم إطلاق سراحه بعد ستة أشهر.

وأضافت فاطمة الهيشري أن شقيقها تعرض خلال فترة السجن إلى شتى أنواع التعذيب وتم وضعه "بالسيلون" كما عانت والدتها خلال إيقافه الأمرين حيث كانت تتكبد عناء كبيرا خلال تنقلاتها لزيارته بسجن إيقافه ببرج الرومي. وهناك حادثتان مهمتان تتذكرهما،  تتمثل الأولى في أن والدتها تحولت في إحدى المناسبات لزيارة شقيقها المرحوم الصادق الهيشري بسجن إيقافه ببرج الرومي  وكان مصحوبا بأعوان السجن وفجأة أغمي عليه لأنه لم  يتم تمكينه من بعض الأدوية التي كان يتناولها في السجن ولما شاهدته والدتها على تلك الحالة أطلقت عقيرتها بالصياح، في الأثناء  قام أحد أعوان السجون بدفعها فتعرضت لإصابات بليغة على مستوى وجهها وإحدى ركبتيها.

أما الحادثة الثانية فتتمثل في مشاهدتها ولأول مرة شقيقها الصادق وهو يبكي خلال سرده لوالدته كيفية تعذيبه عن طريق إجباره على البقاء في حوض فيه ماء طوله متر فقط بسجن برج الرومي وكان ذلك خلال شهر جانفي 1966.

هرسلة وتضييق

 وأكدت أن العائلة عانت من التضييقات وتعرضت إلى شتى أساليب الهرسلة بلغت حد عدم تركيز عمود كهربائي بالحي الذي يقطنون به بمنطقة بوعرادة، مضيفة بأنها عندما نجحت في دراستها لم تحصل على الإعانات التي كان يتم تقديمها حينها رغم أحقيتها بذلك مؤكدة بأنهم عاشوا فقرا مدقعا.

وتابعت انه خلال جوان1984 حضر شقيقها المرحوم الصادق الهيشري مؤتمرا بسويسرا وبعد عودته إلى تونس ويوم 18 جوان انقطعت أخباره عن العائلة وعن رفاقه وزملائه المحامين ليتم يوم 20 جوان 1984 العثور عليه جثة هامدة بغرفة الاستحمام بشقته بنهج سيدي البشير بالعاصمة، وحاولت السلطات التونسية آنذاك إيهام العائلة انه توفي مختنقا بغاز أكسيد الكربون ليتبين بعد تقرير للشركة التونسية للكهرباء والغاز أنه توفي فعلا مختنقا بالغاز ولكن ليس غاز أكسيد الكربون، وأكدت الشركة صلب تقريرها أنه لم يثبت تسرب غاز أكسيد الكربون إلى منزل شقيقها.

وقالت أنه بعد شهر من وفاته تم حفظ القضية ولكن بعد الثورة تقدمت العائلة بملف إلى هيئة الحقيقة والكرامة مرفوقا بالعديد من الوثائق بينها شكايات بخط يد شقيقها تضمنت كيفية تعرضه إلى التهديد بالاغتيال بسبب نشاطه السياسي صلب حزب البعث.

وتم الاستماع إلى شهادتها أمام هيئة الحقيقة والكرامة ثم أحيل الملف بعد ذلك على الدائرة الجنائية المتخصصة في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، مؤكدة أن شقيقها تم اغتياله من قبل السلطات الليبية وفق ما تم تضمينه بالملف ولكنها تعتبر أنه لولا تورط أياد تونسية وتواطئها لما تم اغتياله.

وأكدت فاطمة الهيشري أن هدف العائلة من إثارة القضية كشف الحقيقة، حقيقة من دبر وخطط ونفذ عملية اغتيال شقيقها.

استدعاء بن سدرين

وأضافت أن محامي العائلة كان تقدم بطلبات للمحكمة تمثلت في استدعاء سهام بن سدرين بسبب وجود تقصير واضح من طرف هيئة الحقيقة والكرامة المنتهية أعمالها ورئيستها سهام بن سدرين في إعداد الملف وجمع الوثائق والبحث عن الأدلّة خصوصا وأن رئيسة الهيئة لها صلاحيات واسعة في النفاذ إلى أرشيف إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية.

واعتبرت بان سهام بن سدرين تعاملت بمكيالين مع ضحايا الأنظمة السياسية المتعاقبة في تونس إذ بذلت قصارى جهدها فيما يتعلق بملفات أنصار حركة النهضة الإسلامية، في حين أنها لم تبذل أي جهد يذكر بخصوص ملفات الحركة القومية العربية ومن ضمنها مآسي البعثيين أثناء حكم النظامين البورقيبي والنوفمبري، وقد طالب المحامي تبعا لذلك باستدعاء سهام بن سدرين أمام المحكمة لسماع إفادتها في خصوص ما ينسب لها من تقصير وإهمال.

وأكدت شقيقة الشهيد بأن سهام بن سدرين لم تضمن شهادة الاستماع لها بالجلسات العلنية التي تمت رغم أنها شهادة تضمنت الكثير من المعطيات المهمة جدا.

من هو الصادق الهيشري؟

 وتجدر الإشارة إلى أن الصادق الهيشري ولد بمنطقة بوعرادة سنة 1948 وهو محام تونسي من مؤسسي جمعية المحامين الشبان، كما كان من مناضلي الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل ومديرا لمجلة “الباحث” الأدبية والفكرية، ومؤسسا كذلك لتنظيم الطليعة العربية في تونس، فضلا عن نشاطه السياسي الحثيث كمعارض ينتمي إلى حزب البعث وسبق له أن اعتُقل بالسجون التونسية وحكم عليه بالسجن لسنوات ووُضع تحت الإقامة الجبرية لعدة فترات في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

 وقد وجد المحامي الصادق الهيشري ميتا في مقر سكناه بتونس يوم 20 جوان 1984 بعد عدة مضايقات وتهديدات موثقة وقد درس ببوعرادة ثم بباجة ثم دخل الأكاديمية العسكرية وأطرد منها، وقد أوقف في أحداث جوان وحكم عليه بأربع سنوات سجنا ثم بالإقامة الجبرية في كل من بوعرادة وسوسة قبل أن يهرب إلى الجزائر كلاجئ سياسي حيث تحصل على الباكالوريا وأجيز في اللغة والآداب العربية سنة 1974 ونظرا لنشاطه السياسي تم ترحيله إلى تونس ووضع تحت الإقامة الجبرية من جديد وبعد احتجاجات ومكاتبات للسلط تم تعيينه كأستاذ بمعهد تيبار الفلاحي وبمقرن وتابع دراسته وتحصل على الإجازة في الحقوق ثم شهادة الكفاءة وسجل بالجامعة التونسية والمغرب والسربون للحصول على شهادة الدكتوراه.

قيادي سابق بحزب البعث:  بعد 39 سنة من وفاته.. من اغتال المحامي الصادق الهيشري؟

 

تونس- الصباح

نظرت أمس الدائرة الجنائية المتخصصة في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية في قضية المرحوم المحامي الصادق الهيشري وقررت المحكمة تأخير القضية إلى موعد لاحق.

صباح الشابي

وفي تصريح لـ"الصباح" حول حيثيات القضية قالت شقيقته فاطمة الهيشري أن شقيقها كان تحصل على الإجازة في المحاماة خلال سنة1980، مشيرة إلى أنه منذ  سن الـ 15 سنة كان ينشط سياسيا ودخل السجن في عام  1966 بسبب نشاطه السياسي بحزب البعث  وحكم بعشر سنوات سجنا وعشر سنوات قيد الإقامة الجبرية ثم بعد استئناف الحكم تم نقضه استئنافيا والقضاء في حقه بأربع سنوات سجنا وأربع سنوات إقامة جبربة، وقضى شقيقها الأربع سنوات سجنا كاملة ثم تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في مدينة سوسة ثم بعد ذلك بمنطقة بوعرادة.

وبعد عام 1978 وبعد تقديمه العديد من القضايا لحذف العقوبة التكميلية المتعلقة بوضعه قيد الإقامة الجبرية تمت الاستجابة لطلبه ونجح في فك ذلك القيد وعاد إلى النشاط السياسي وسافر إلى العراق العديد من المرات َوالتقى بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقاتل مع الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية.

 التهديد بالتصفية 

وتقول أنه خلال مؤتمر حضره بعض الرؤساء العرب على غرار الرئيس الراحل معمر القذافي والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد..، حول القضية الفلسطينية تحت عنوان "جبهة الصمود والتصدي" نشر إثرها شقيقها الصادق مقالا على أعمدة جريدة "الصباح" يحمل عنوان " شطحات عربية" إثر المقال تعرض إلى تهديدات بالاغتيال من جهات ليبية وسورية...  وحتى تونسية كما تعرض مكتبه بعد ذلك إلى الحرق...

ورغم تلك التهديدات واصل نشاطه السياسي صلب حزب البعث ولكن قبل ذلك وإثر مغادرته السجن دخل التراب الجزائري كلاجئ سياسي سيرا على الأقدام من منطقة عين دراهم إلى الجزائر   وكان ذلك سنة 1970 وبقي بالجزائر إلى حدود أوت 1973 في ذلك التاريخ طلب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في خطاب له من كل اللاجئين الذين ليس لديهم جوازات سفر العودة إلى تونس قبل3 أوت ولما عاد شقيقها تم القبض عليه بمطار تونس قرطاج وأودع السجن من  جديد ليتم إطلاق سراحه بعد ستة أشهر.

وأضافت فاطمة الهيشري أن شقيقها تعرض خلال فترة السجن إلى شتى أنواع التعذيب وتم وضعه "بالسيلون" كما عانت والدتها خلال إيقافه الأمرين حيث كانت تتكبد عناء كبيرا خلال تنقلاتها لزيارته بسجن إيقافه ببرج الرومي. وهناك حادثتان مهمتان تتذكرهما،  تتمثل الأولى في أن والدتها تحولت في إحدى المناسبات لزيارة شقيقها المرحوم الصادق الهيشري بسجن إيقافه ببرج الرومي  وكان مصحوبا بأعوان السجن وفجأة أغمي عليه لأنه لم  يتم تمكينه من بعض الأدوية التي كان يتناولها في السجن ولما شاهدته والدتها على تلك الحالة أطلقت عقيرتها بالصياح، في الأثناء  قام أحد أعوان السجون بدفعها فتعرضت لإصابات بليغة على مستوى وجهها وإحدى ركبتيها.

أما الحادثة الثانية فتتمثل في مشاهدتها ولأول مرة شقيقها الصادق وهو يبكي خلال سرده لوالدته كيفية تعذيبه عن طريق إجباره على البقاء في حوض فيه ماء طوله متر فقط بسجن برج الرومي وكان ذلك خلال شهر جانفي 1966.

هرسلة وتضييق

 وأكدت أن العائلة عانت من التضييقات وتعرضت إلى شتى أساليب الهرسلة بلغت حد عدم تركيز عمود كهربائي بالحي الذي يقطنون به بمنطقة بوعرادة، مضيفة بأنها عندما نجحت في دراستها لم تحصل على الإعانات التي كان يتم تقديمها حينها رغم أحقيتها بذلك مؤكدة بأنهم عاشوا فقرا مدقعا.

وتابعت انه خلال جوان1984 حضر شقيقها المرحوم الصادق الهيشري مؤتمرا بسويسرا وبعد عودته إلى تونس ويوم 18 جوان انقطعت أخباره عن العائلة وعن رفاقه وزملائه المحامين ليتم يوم 20 جوان 1984 العثور عليه جثة هامدة بغرفة الاستحمام بشقته بنهج سيدي البشير بالعاصمة، وحاولت السلطات التونسية آنذاك إيهام العائلة انه توفي مختنقا بغاز أكسيد الكربون ليتبين بعد تقرير للشركة التونسية للكهرباء والغاز أنه توفي فعلا مختنقا بالغاز ولكن ليس غاز أكسيد الكربون، وأكدت الشركة صلب تقريرها أنه لم يثبت تسرب غاز أكسيد الكربون إلى منزل شقيقها.

وقالت أنه بعد شهر من وفاته تم حفظ القضية ولكن بعد الثورة تقدمت العائلة بملف إلى هيئة الحقيقة والكرامة مرفوقا بالعديد من الوثائق بينها شكايات بخط يد شقيقها تضمنت كيفية تعرضه إلى التهديد بالاغتيال بسبب نشاطه السياسي صلب حزب البعث.

وتم الاستماع إلى شهادتها أمام هيئة الحقيقة والكرامة ثم أحيل الملف بعد ذلك على الدائرة الجنائية المتخصصة في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، مؤكدة أن شقيقها تم اغتياله من قبل السلطات الليبية وفق ما تم تضمينه بالملف ولكنها تعتبر أنه لولا تورط أياد تونسية وتواطئها لما تم اغتياله.

وأكدت فاطمة الهيشري أن هدف العائلة من إثارة القضية كشف الحقيقة، حقيقة من دبر وخطط ونفذ عملية اغتيال شقيقها.

استدعاء بن سدرين

وأضافت أن محامي العائلة كان تقدم بطلبات للمحكمة تمثلت في استدعاء سهام بن سدرين بسبب وجود تقصير واضح من طرف هيئة الحقيقة والكرامة المنتهية أعمالها ورئيستها سهام بن سدرين في إعداد الملف وجمع الوثائق والبحث عن الأدلّة خصوصا وأن رئيسة الهيئة لها صلاحيات واسعة في النفاذ إلى أرشيف إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية.

واعتبرت بان سهام بن سدرين تعاملت بمكيالين مع ضحايا الأنظمة السياسية المتعاقبة في تونس إذ بذلت قصارى جهدها فيما يتعلق بملفات أنصار حركة النهضة الإسلامية، في حين أنها لم تبذل أي جهد يذكر بخصوص ملفات الحركة القومية العربية ومن ضمنها مآسي البعثيين أثناء حكم النظامين البورقيبي والنوفمبري، وقد طالب المحامي تبعا لذلك باستدعاء سهام بن سدرين أمام المحكمة لسماع إفادتها في خصوص ما ينسب لها من تقصير وإهمال.

وأكدت شقيقة الشهيد بأن سهام بن سدرين لم تضمن شهادة الاستماع لها بالجلسات العلنية التي تمت رغم أنها شهادة تضمنت الكثير من المعطيات المهمة جدا.

من هو الصادق الهيشري؟

 وتجدر الإشارة إلى أن الصادق الهيشري ولد بمنطقة بوعرادة سنة 1948 وهو محام تونسي من مؤسسي جمعية المحامين الشبان، كما كان من مناضلي الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل ومديرا لمجلة “الباحث” الأدبية والفكرية، ومؤسسا كذلك لتنظيم الطليعة العربية في تونس، فضلا عن نشاطه السياسي الحثيث كمعارض ينتمي إلى حزب البعث وسبق له أن اعتُقل بالسجون التونسية وحكم عليه بالسجن لسنوات ووُضع تحت الإقامة الجبرية لعدة فترات في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

 وقد وجد المحامي الصادق الهيشري ميتا في مقر سكناه بتونس يوم 20 جوان 1984 بعد عدة مضايقات وتهديدات موثقة وقد درس ببوعرادة ثم بباجة ثم دخل الأكاديمية العسكرية وأطرد منها، وقد أوقف في أحداث جوان وحكم عليه بأربع سنوات سجنا ثم بالإقامة الجبرية في كل من بوعرادة وسوسة قبل أن يهرب إلى الجزائر كلاجئ سياسي حيث تحصل على الباكالوريا وأجيز في اللغة والآداب العربية سنة 1974 ونظرا لنشاطه السياسي تم ترحيله إلى تونس ووضع تحت الإقامة الجبرية من جديد وبعد احتجاجات ومكاتبات للسلط تم تعيينه كأستاذ بمعهد تيبار الفلاحي وبمقرن وتابع دراسته وتحصل على الإجازة في الحقوق ثم شهادة الكفاءة وسجل بالجامعة التونسية والمغرب والسربون للحصول على شهادة الدكتوراه.