إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

شهدت تساقط البرد .. أي تأثير لأمطار شهري ماي وجوان على الفلاحة؟

 

تونس – الصباح

سجلت بلادنا تساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال شهر ماي المنقضي وتبين المؤشرات المناخية، وفق تأكيدات المختصين في ذلك على تواصل نزولها خلال شهر جوان الجاري بشكل متفاوت.

لذلك تباينت المواقف حول مدى تأثيرها على الموسم الفلاحي وما تفرضه من تدابير وخيارات وسياسات فلاحية. فقد أوضح المرصد الوطني للفلاحة، بداية الأسبوع المنقضي أنه تم تسجيل مؤشر إيجابي للإيرادات الجمليّة للسدود لشهر ماي 2023 إلى موفى يوم 28 مقارنة بمعدل الإيرادات الشهرية بحوالي 113،3 مليون متر مكعب مقابل 75،4 مليون متر مكعب، على غرار سد ملاق وسد سجنان وسد سيدي البراق التي فاقت إيراداتها المعدل الشهري. إذ يقدر المخزون الجملي للسدود إلى حدود التاريخ ذاته بـ716،6 مليون متر مكعب من المياه مقابل 1136،5 مليون متر مكعب خلال الفترة ذاتها من 2022. وتتوزع نسبة امتلاء السدود إلى 36،5 بالمائة في الشمال و11،3 بالمائة في الوسط و9،2 بالمائة في الوطن القبلي. في المقابل تشير توقعات المعهد الوطني للرصد الجوي بتسجيل كميات من الأمطار خلال الأيام الأولى لشهر جوان الجاري تتراوح عامة بين 20 و40 مليمترا وتصل محليا إلى 60 مليمترا مع تساقط البرد بأماكن محدودة وتواصل ظهور السحب الرعدية.

ولئن أكد ديوان الحبوب أن صابة الحبوب هذا العام سوف تكون في حدود أكثر من 2 مليون قنطار، بسبب الجفاف الذي عرفته بلادنا على امتداد أشهر، فإن عدة جهات أخرى عبرت عن تفاؤلها بأهمية نزول الأمطار في هذه الفترة تحديدا ودورها في إنقاذ محاصيل فلاحية على غرار الزياتين والغلال والخضر الفصلية وإنعاش مجالات أخرى، وذلك بعد إقدام عدد من الفلاحين على بعث مشاريع فلاحية بعد نزول هذه الأمطار، خاصة أنها شملت كامل مناطق الجمهورية من الشمال إلى الجنوب وبشكل متفاوت. وساهمت في تعبئة أغلب المنشآت المائية المتمثلة بالأساس في السدود والبحيرات الجبلية والأودية. وهو ما بعث الطمأنينة في أوساط الفلاحين بشكل خاص والتونسيين بشكل عام، بعد تأكيد بعض الجهات المختصة في القطاع الفلاحي والهياكل التابعة لها على تأثير هذه الأمطار على المنتوج الوطني من الغلال والخضر بالأساس بما من شانه أن ينعكس إيجابيا على الأسعار ويفتح آفاق تصديرية أيضا.

تأثير سلبي

في المقابل رأى أحد المختصين في المجال أنه نزول الأمطار في شهري ماي وجوان تحديدا يكون له تأثير سلبي على محاصيل الحبوب لأنه يتزامن مع فترة الاستعداد لحصادها، لكن الوضع بالنسبة لهذا العام مختلفا نظرا لمحدودية هذه الصابة. فيما يعتبر أن بعض المحاصيل الأخرى قد تتعرض لتلف إذا ما بقيت نسبة الرطوبة مرتفعة دون تسجيل ارتفاع في الحرارة.

وكان للأمطار الأخيرة تأثير كبير على بعض المنتوجات الفلاحية. إذ أدى سقوط البرد إلى إلحاق أضرار متفاوتة بأكثر من 700 هكتارا من المساحات المزروعة تفاح بولاية القصرين. وناشد أصحابها سلطة الإشراف التدخل لتقديم تعويضات لهم نتيجة هذه الكوارث الطبيعية، وذلك وفقا ما هو معمول به في سياسة نفس الوزارة عبر صندوق الجوائح لتعويض الأضرار التي تلحق بالفلاحين نتيجة الكوارث الطبيعية.

كما أدت عمليات "تنفيس" السدود بولاية جندوبة تحديدا الى اتلاف مساحات فلاحية هامة وجرف مياه الأودية لمساحات أخرى من الزراعات الفصلية والأشجار خاصة أن الأمطار في مثل الفترة تكون طوفانية.

مراعاة التغييرات المناخية

ويذهب عدد كبير من الفلاحين والناشطين في مجالات اقتصادية وفلاحية إلى ضرورة تغيير السياسة الفلاحية في بلادنا بما يجعل من الأمطار التي تنزل في مثل هذه الفترة ذات فائدة بالنسبة للمحصول الفلاحي عبر تغيير الخارطة الفلاحية والتشجيع على الإنتاج الذي يتماشى مع هذه الخصوصية والتغيرات المناخية.

نزيهة الغضباني

أنيس خرباش لـ"الصباح": تغيير الخارطة الفلاحية وربط السدود أولوية

تونس – الصباح

أفاد أنيس خرباش، عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في حديثه لـ"الصباح"، عن مدى تأثير الأمطار في هذه الفترة على الفلاحة في بلادنا، أن نزول الأمطار في شهري ماي وجوان ليست نافعة بالنسبة لموسم الحبوب بل بالعكس يمكن أن يكون لها تأثير سلبي يقدر ب2 و3 % على الصابة القليلة الموجودة. في المقابل يعتبر ما سجلته بلادنا من كميات كبيرة من الأمطار في الفترة الأخيرة والتي لا تزال متواصلة، هامة ونافعة جدا للقطاع الفلاحي لاسيما بالنسبة لأشجار الزيتون والمائدة المائية وقال في نفس السياق: "الأمطار التي عرفتها بلادنا خلا شهر ماي المنقضي، أنقذت غابات الزيتون من الإتلاف بعد تأثير الجفاف على نسب كبيرة من أشجار الزيتون واللوز تحديدا في عدة مناطق من الجمهورية، كما أن تأثيرها كان إيجابيا على المائدة بعد النقص الكبير للمياه في مستوى المائدة الارتوازية، الأمر الذي دفع عدة جهات للمطالبة بضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات لمقاومة الجفاف وشح المائدة المائية".

كما أفاد محدثنا أن لهذه الأمطار تأثير إيجابي أيضا على الغلال والخضر الموسمية مثل الأجاص والتفاح والمشمش والخوخ والتين وغيرها من الأنواع الأخرى. وأضاف قائلا: "الأمطار الأخيرة شجعت بعض الفلاحين على زراعة الدلاع والبطيخ في مساحات جديدة وكبيرة وهو ما من شانه أن يشجع على تزايد الإنتاج كما هو الشأن بالنسبة لبعض الخضر الفصلية. لأن تزايد الإنتاج سينعكس على الأسعار لتكون في متناول الجميع على خلاف ما كان عليه الوضع قبلا بسبب النقص الكبير في الإنتاج بسبب الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الفلاح ومن أبرزها نقص مياه الري وتكلفتها الباهظة. لكن مياه الأمطار الأخيرة غيرت المعادلات".

كما اعتبر خرباش أن مياه الأمطار في هذه الفترة تعد نافعة بالنسبة للزراعات الخرفية على غرار الطماطم والبطاطا، وذلك ما يتطلب ضرورة الإعداد لذلك بشكل جيد.

ودعا عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الجهات الرسمية وتحديد وزارة الفلاحة والصيد البحري والهياكل والمؤسسات التابعة لها إلى ضرورة تغيير الخارطة الفلاحية وذلك بمراعاة التغييرات المناخية التي تعرفها بلادنا والعالم أجمع وما تمثله من تغير خارطة الأمطار في تونس. وبين أن المؤشرات الخاصة بذلك تؤكد وجود نقص في الأمطار في بعض الجهات ونزولها بكميات كبيرة في جهات أخرى مضيفا: "هناك مناطق ستسجل أكثر تساقطات من مناطق الأخرى الأمر الذي يتطلب ضرورة مراعاة ذلك وتوزيع الزراعات حسب هذه التغيرات المناخية لأن القطاع الفلاحي قطاع اقتصادي تنموي بامتياز وقادر على إيجاد حلول لجوانب كبيرة من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها بلادنا وذلك إذا ما تم ترشيده وتوجيه بحكمة".

كما دعا الجهات الرسمية إلى ضرورة إيصال البحث العلمي في مجال الفلاحة إلى الفلاح في هذه المرحلة التي لم يعد فيها مجال للتراخي والاعتباطية عبر الإسراع في تحيين الخارطة الفلاحية وطرق وأدوات التعاطي مع هذا القطاع الحيوي.

فيا دعا أنيس خرباش سلطة الإشراف إلى الإحاطة بالفلاحين المتضررين من الأمطار الأخيرة في بعض المناطق التابعة لولايتي القصرين وجندوبة. وذلك عبر صندوق "الجوائح" لتعويض الفلاحين عن أضرار الكوارث الطبيعية بوزارة الفلاحة خاصة بعد تضرر مساحات هامة من التفاح بمناطق سبيبة وجدليان وغيرها بسبب سقوط البرد، إضافة إلى تضرر عدد من الفلاحين ببعض المناطق بجندوبة بعد أن غمرت المياه أراضيهم المرزوعة وأدت إلى إتلاف محاصيلهم إثر عملية "تنفيس" السدود المحاذية لهم.

وشدد، عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، على ضرورة توجه سلطة الإشراف إلى الإسراع في تنفيذ مشروع ربط السدود في كامل جهات الجمهورية من الشمال إلى الجنوب ببعضها البعض حتى لا تذهب كميات الأمطار إلى البحار أو خسارة كميات هامة منها اضطرارا عند امتلاء السدود. واعتبر ذلك أولوية لا تتطلب التأخير أو التأجيل.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شهدت تساقط البرد .. أي تأثير لأمطار شهري ماي وجوان على الفلاحة؟

 

تونس – الصباح

سجلت بلادنا تساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال شهر ماي المنقضي وتبين المؤشرات المناخية، وفق تأكيدات المختصين في ذلك على تواصل نزولها خلال شهر جوان الجاري بشكل متفاوت.

لذلك تباينت المواقف حول مدى تأثيرها على الموسم الفلاحي وما تفرضه من تدابير وخيارات وسياسات فلاحية. فقد أوضح المرصد الوطني للفلاحة، بداية الأسبوع المنقضي أنه تم تسجيل مؤشر إيجابي للإيرادات الجمليّة للسدود لشهر ماي 2023 إلى موفى يوم 28 مقارنة بمعدل الإيرادات الشهرية بحوالي 113،3 مليون متر مكعب مقابل 75،4 مليون متر مكعب، على غرار سد ملاق وسد سجنان وسد سيدي البراق التي فاقت إيراداتها المعدل الشهري. إذ يقدر المخزون الجملي للسدود إلى حدود التاريخ ذاته بـ716،6 مليون متر مكعب من المياه مقابل 1136،5 مليون متر مكعب خلال الفترة ذاتها من 2022. وتتوزع نسبة امتلاء السدود إلى 36،5 بالمائة في الشمال و11،3 بالمائة في الوسط و9،2 بالمائة في الوطن القبلي. في المقابل تشير توقعات المعهد الوطني للرصد الجوي بتسجيل كميات من الأمطار خلال الأيام الأولى لشهر جوان الجاري تتراوح عامة بين 20 و40 مليمترا وتصل محليا إلى 60 مليمترا مع تساقط البرد بأماكن محدودة وتواصل ظهور السحب الرعدية.

ولئن أكد ديوان الحبوب أن صابة الحبوب هذا العام سوف تكون في حدود أكثر من 2 مليون قنطار، بسبب الجفاف الذي عرفته بلادنا على امتداد أشهر، فإن عدة جهات أخرى عبرت عن تفاؤلها بأهمية نزول الأمطار في هذه الفترة تحديدا ودورها في إنقاذ محاصيل فلاحية على غرار الزياتين والغلال والخضر الفصلية وإنعاش مجالات أخرى، وذلك بعد إقدام عدد من الفلاحين على بعث مشاريع فلاحية بعد نزول هذه الأمطار، خاصة أنها شملت كامل مناطق الجمهورية من الشمال إلى الجنوب وبشكل متفاوت. وساهمت في تعبئة أغلب المنشآت المائية المتمثلة بالأساس في السدود والبحيرات الجبلية والأودية. وهو ما بعث الطمأنينة في أوساط الفلاحين بشكل خاص والتونسيين بشكل عام، بعد تأكيد بعض الجهات المختصة في القطاع الفلاحي والهياكل التابعة لها على تأثير هذه الأمطار على المنتوج الوطني من الغلال والخضر بالأساس بما من شانه أن ينعكس إيجابيا على الأسعار ويفتح آفاق تصديرية أيضا.

تأثير سلبي

في المقابل رأى أحد المختصين في المجال أنه نزول الأمطار في شهري ماي وجوان تحديدا يكون له تأثير سلبي على محاصيل الحبوب لأنه يتزامن مع فترة الاستعداد لحصادها، لكن الوضع بالنسبة لهذا العام مختلفا نظرا لمحدودية هذه الصابة. فيما يعتبر أن بعض المحاصيل الأخرى قد تتعرض لتلف إذا ما بقيت نسبة الرطوبة مرتفعة دون تسجيل ارتفاع في الحرارة.

وكان للأمطار الأخيرة تأثير كبير على بعض المنتوجات الفلاحية. إذ أدى سقوط البرد إلى إلحاق أضرار متفاوتة بأكثر من 700 هكتارا من المساحات المزروعة تفاح بولاية القصرين. وناشد أصحابها سلطة الإشراف التدخل لتقديم تعويضات لهم نتيجة هذه الكوارث الطبيعية، وذلك وفقا ما هو معمول به في سياسة نفس الوزارة عبر صندوق الجوائح لتعويض الأضرار التي تلحق بالفلاحين نتيجة الكوارث الطبيعية.

كما أدت عمليات "تنفيس" السدود بولاية جندوبة تحديدا الى اتلاف مساحات فلاحية هامة وجرف مياه الأودية لمساحات أخرى من الزراعات الفصلية والأشجار خاصة أن الأمطار في مثل الفترة تكون طوفانية.

مراعاة التغييرات المناخية

ويذهب عدد كبير من الفلاحين والناشطين في مجالات اقتصادية وفلاحية إلى ضرورة تغيير السياسة الفلاحية في بلادنا بما يجعل من الأمطار التي تنزل في مثل هذه الفترة ذات فائدة بالنسبة للمحصول الفلاحي عبر تغيير الخارطة الفلاحية والتشجيع على الإنتاج الذي يتماشى مع هذه الخصوصية والتغيرات المناخية.

نزيهة الغضباني

أنيس خرباش لـ"الصباح": تغيير الخارطة الفلاحية وربط السدود أولوية

تونس – الصباح

أفاد أنيس خرباش، عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في حديثه لـ"الصباح"، عن مدى تأثير الأمطار في هذه الفترة على الفلاحة في بلادنا، أن نزول الأمطار في شهري ماي وجوان ليست نافعة بالنسبة لموسم الحبوب بل بالعكس يمكن أن يكون لها تأثير سلبي يقدر ب2 و3 % على الصابة القليلة الموجودة. في المقابل يعتبر ما سجلته بلادنا من كميات كبيرة من الأمطار في الفترة الأخيرة والتي لا تزال متواصلة، هامة ونافعة جدا للقطاع الفلاحي لاسيما بالنسبة لأشجار الزيتون والمائدة المائية وقال في نفس السياق: "الأمطار التي عرفتها بلادنا خلا شهر ماي المنقضي، أنقذت غابات الزيتون من الإتلاف بعد تأثير الجفاف على نسب كبيرة من أشجار الزيتون واللوز تحديدا في عدة مناطق من الجمهورية، كما أن تأثيرها كان إيجابيا على المائدة بعد النقص الكبير للمياه في مستوى المائدة الارتوازية، الأمر الذي دفع عدة جهات للمطالبة بضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات لمقاومة الجفاف وشح المائدة المائية".

كما أفاد محدثنا أن لهذه الأمطار تأثير إيجابي أيضا على الغلال والخضر الموسمية مثل الأجاص والتفاح والمشمش والخوخ والتين وغيرها من الأنواع الأخرى. وأضاف قائلا: "الأمطار الأخيرة شجعت بعض الفلاحين على زراعة الدلاع والبطيخ في مساحات جديدة وكبيرة وهو ما من شانه أن يشجع على تزايد الإنتاج كما هو الشأن بالنسبة لبعض الخضر الفصلية. لأن تزايد الإنتاج سينعكس على الأسعار لتكون في متناول الجميع على خلاف ما كان عليه الوضع قبلا بسبب النقص الكبير في الإنتاج بسبب الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الفلاح ومن أبرزها نقص مياه الري وتكلفتها الباهظة. لكن مياه الأمطار الأخيرة غيرت المعادلات".

كما اعتبر خرباش أن مياه الأمطار في هذه الفترة تعد نافعة بالنسبة للزراعات الخرفية على غرار الطماطم والبطاطا، وذلك ما يتطلب ضرورة الإعداد لذلك بشكل جيد.

ودعا عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الجهات الرسمية وتحديد وزارة الفلاحة والصيد البحري والهياكل والمؤسسات التابعة لها إلى ضرورة تغيير الخارطة الفلاحية وذلك بمراعاة التغييرات المناخية التي تعرفها بلادنا والعالم أجمع وما تمثله من تغير خارطة الأمطار في تونس. وبين أن المؤشرات الخاصة بذلك تؤكد وجود نقص في الأمطار في بعض الجهات ونزولها بكميات كبيرة في جهات أخرى مضيفا: "هناك مناطق ستسجل أكثر تساقطات من مناطق الأخرى الأمر الذي يتطلب ضرورة مراعاة ذلك وتوزيع الزراعات حسب هذه التغيرات المناخية لأن القطاع الفلاحي قطاع اقتصادي تنموي بامتياز وقادر على إيجاد حلول لجوانب كبيرة من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها بلادنا وذلك إذا ما تم ترشيده وتوجيه بحكمة".

كما دعا الجهات الرسمية إلى ضرورة إيصال البحث العلمي في مجال الفلاحة إلى الفلاح في هذه المرحلة التي لم يعد فيها مجال للتراخي والاعتباطية عبر الإسراع في تحيين الخارطة الفلاحية وطرق وأدوات التعاطي مع هذا القطاع الحيوي.

فيا دعا أنيس خرباش سلطة الإشراف إلى الإحاطة بالفلاحين المتضررين من الأمطار الأخيرة في بعض المناطق التابعة لولايتي القصرين وجندوبة. وذلك عبر صندوق "الجوائح" لتعويض الفلاحين عن أضرار الكوارث الطبيعية بوزارة الفلاحة خاصة بعد تضرر مساحات هامة من التفاح بمناطق سبيبة وجدليان وغيرها بسبب سقوط البرد، إضافة إلى تضرر عدد من الفلاحين ببعض المناطق بجندوبة بعد أن غمرت المياه أراضيهم المرزوعة وأدت إلى إتلاف محاصيلهم إثر عملية "تنفيس" السدود المحاذية لهم.

وشدد، عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، على ضرورة توجه سلطة الإشراف إلى الإسراع في تنفيذ مشروع ربط السدود في كامل جهات الجمهورية من الشمال إلى الجنوب ببعضها البعض حتى لا تذهب كميات الأمطار إلى البحار أو خسارة كميات هامة منها اضطرارا عند امتلاء السدود. واعتبر ذلك أولوية لا تتطلب التأخير أو التأجيل.

نزيهة الغضباني