بعض المطاحن تنتهج سياسة المحاباة في توزيع الفارينة
تونس - الصباح
تعيش تونس منذ أشهر على وقع نقص كبير في العديد من المواد الأساسية وقد أصبح هذا الإشكال شبه طبيعي لدى عموم التونسيين الذين تكون لديهم نوع من الوعي بان الحصول على بعض المواد أصبح صعب المنال رغم أن أبرز هذه المواد مثل السكر والقهوة والفارينة كانت لا تغيب عن أي بيت تونسي.
وتشهد هذه الأيام نقصا حادا في مادة الخبز ما ولد اللهفة لدى العديد من التونسيين وعادت مشاهد الطوابير والاكتظاظ أمام المخابز، هذا بالإضافة إلى غلق البعض نتيجة عدم توفر مادة الفارينة خاصة في ولايات القصرين وقفصة وتوزر بداية من 15 ماي الجاري.
ومع نقص المواد تكثر مظاهر اللهفة في المقابل تؤكد الدراسات أن قيمة الأغذية المهدورة من قبل الأسر التّونسية سنويا بنحو 576 مليون دينار وفق المعهد الوطني للاستهلاك.
ويتصدر الخبز قائمة هذه الأغذية بمعدل 15.7 بالمائة، وتحتل المعجنات المرتبة الثّانية ضمن القائمة ذاتها بنسبة 10 بالمائة فالخضر والغلال بنسبة 6 بالمائة.
وحسب المعهد الوطني للاستهلاك، فأنّه يتمّ يوميا إلقاء حوالي 300 ألف خبزة في تونس.
وقد أكد الصادق الحبوبي أمين مال الغرفة الوطنية للمخابز أن هذا القرار أتى إثر اجتماع أصحاب القطاع يوم السبت الفارط 21 ماي الجاري في القصرين لمناقشة العديد من الإشكاليات أهمها عدم صرف مستحقات أصحاب المخابز منذ 12 شهرا، وللمطالبة بتوفير قنطار ونصف من الفارينة كل يوم لأصحاب المخابز ذات الكميات 118 قنطارا في الشهر، وتطبيق القانون على المخابز غير المصنفة.
وَقال الحبوبي في تصريح صحفي له "إن الغرفة الوطنية للمخابز ستعقد اجتماعا اليوم 24 ماي الجاري للنظر في إمكانية تنفيذ إضراب عام في قطاع المخابز ما لم تستجب السلط المعنية إلى مطالبهم".
في المقابل علّقت وزيرة التجارة كلثوم بن رجب مؤخرا على النقص الملحوظ الذي تم تسجيله الأسبوع الماضي في مادة الخبز وما سببه من إقبال كبير من التونسيين على المخابز مقابل غلق مخابز أخرى لأبوابها بسبب عدم تمكنها من التزود بمادة الفارينة.
وفي تصريح له لـ" شمس أف أم" على هامش إطلاق البوابة الإلكترونية للتجارة الخارجية، أكدت الوزيرة أنه تم تدارك المشكل خلال نهاية الأسبوع، وبينت أن القمح اللين متوفر لكن تم تسجيل بعض الاضطراب على مستوى القمح الصلب مما تسب في ضغط على مادة الفارينة.
ووصفت كلثوم بن رجب إقبال التونسيين على المخابز بغير العادي، وأكدت أنه لا توجد مجاعة في تونس، قائلة 'مفماش مجاعة.. بربي نقصو من اللهفة".
وبخصوص تقديرات الإنتاج الوطني من القمح الصلب، كشفت وزيرة التجارة أن التقديرات تشير إلى أن المنتوج سيكون أقل بكثير من السنة الماضية.
وتبقى سلوكيات التونسي وطريقة إنفاقه ولهفته على المواد المفقودة عنوانا للجدل في كل مرة تشهد فيها بعض المواد نقصا مثل الخبز وغيره من المواد الأساسية الأخرى، رغم أن الأرقام تؤكد إتلاف كميات كبيرة من الخبز في تونس وتصل هذه الكميات إلى 900 ألف خبزة في شهر رمضان.
وحسب الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز فانه يوجد "مشكل كبير جرّاء عدم تمكين المخابز بمادة الفارينة، وأن العديد من المطاحن أغلقت أبوابها بسبب نفاد مخزونها".
وانتقد محمد بوعنان رئيس الغرفة،"سياسة المحاباة التي تنتهجها بعض المطاحن في توزيع الفارينة وتمكين أصحاب محلات بيع المرطبات والحلويات بهذه المادة على حساب المخابز التي توفر الخبز للمواطنين".
كما أشار بوعنان، إلى تأخّر وصول باخرة من القمح الليّن من روسيا، مؤكدا أن هناك 5 سفن ستصل تونس، وفق قوله.
جهاد الكلبوسي
قيمة الأغذية المهدورة تصل إلى 576 مليون دينار
بعض المطاحن تنتهج سياسة المحاباة في توزيع الفارينة
تونس - الصباح
تعيش تونس منذ أشهر على وقع نقص كبير في العديد من المواد الأساسية وقد أصبح هذا الإشكال شبه طبيعي لدى عموم التونسيين الذين تكون لديهم نوع من الوعي بان الحصول على بعض المواد أصبح صعب المنال رغم أن أبرز هذه المواد مثل السكر والقهوة والفارينة كانت لا تغيب عن أي بيت تونسي.
وتشهد هذه الأيام نقصا حادا في مادة الخبز ما ولد اللهفة لدى العديد من التونسيين وعادت مشاهد الطوابير والاكتظاظ أمام المخابز، هذا بالإضافة إلى غلق البعض نتيجة عدم توفر مادة الفارينة خاصة في ولايات القصرين وقفصة وتوزر بداية من 15 ماي الجاري.
ومع نقص المواد تكثر مظاهر اللهفة في المقابل تؤكد الدراسات أن قيمة الأغذية المهدورة من قبل الأسر التّونسية سنويا بنحو 576 مليون دينار وفق المعهد الوطني للاستهلاك.
ويتصدر الخبز قائمة هذه الأغذية بمعدل 15.7 بالمائة، وتحتل المعجنات المرتبة الثّانية ضمن القائمة ذاتها بنسبة 10 بالمائة فالخضر والغلال بنسبة 6 بالمائة.
وحسب المعهد الوطني للاستهلاك، فأنّه يتمّ يوميا إلقاء حوالي 300 ألف خبزة في تونس.
وقد أكد الصادق الحبوبي أمين مال الغرفة الوطنية للمخابز أن هذا القرار أتى إثر اجتماع أصحاب القطاع يوم السبت الفارط 21 ماي الجاري في القصرين لمناقشة العديد من الإشكاليات أهمها عدم صرف مستحقات أصحاب المخابز منذ 12 شهرا، وللمطالبة بتوفير قنطار ونصف من الفارينة كل يوم لأصحاب المخابز ذات الكميات 118 قنطارا في الشهر، وتطبيق القانون على المخابز غير المصنفة.
وَقال الحبوبي في تصريح صحفي له "إن الغرفة الوطنية للمخابز ستعقد اجتماعا اليوم 24 ماي الجاري للنظر في إمكانية تنفيذ إضراب عام في قطاع المخابز ما لم تستجب السلط المعنية إلى مطالبهم".
في المقابل علّقت وزيرة التجارة كلثوم بن رجب مؤخرا على النقص الملحوظ الذي تم تسجيله الأسبوع الماضي في مادة الخبز وما سببه من إقبال كبير من التونسيين على المخابز مقابل غلق مخابز أخرى لأبوابها بسبب عدم تمكنها من التزود بمادة الفارينة.
وفي تصريح له لـ" شمس أف أم" على هامش إطلاق البوابة الإلكترونية للتجارة الخارجية، أكدت الوزيرة أنه تم تدارك المشكل خلال نهاية الأسبوع، وبينت أن القمح اللين متوفر لكن تم تسجيل بعض الاضطراب على مستوى القمح الصلب مما تسب في ضغط على مادة الفارينة.
ووصفت كلثوم بن رجب إقبال التونسيين على المخابز بغير العادي، وأكدت أنه لا توجد مجاعة في تونس، قائلة 'مفماش مجاعة.. بربي نقصو من اللهفة".
وبخصوص تقديرات الإنتاج الوطني من القمح الصلب، كشفت وزيرة التجارة أن التقديرات تشير إلى أن المنتوج سيكون أقل بكثير من السنة الماضية.
وتبقى سلوكيات التونسي وطريقة إنفاقه ولهفته على المواد المفقودة عنوانا للجدل في كل مرة تشهد فيها بعض المواد نقصا مثل الخبز وغيره من المواد الأساسية الأخرى، رغم أن الأرقام تؤكد إتلاف كميات كبيرة من الخبز في تونس وتصل هذه الكميات إلى 900 ألف خبزة في شهر رمضان.
وحسب الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز فانه يوجد "مشكل كبير جرّاء عدم تمكين المخابز بمادة الفارينة، وأن العديد من المطاحن أغلقت أبوابها بسبب نفاد مخزونها".
وانتقد محمد بوعنان رئيس الغرفة،"سياسة المحاباة التي تنتهجها بعض المطاحن في توزيع الفارينة وتمكين أصحاب محلات بيع المرطبات والحلويات بهذه المادة على حساب المخابز التي توفر الخبز للمواطنين".
كما أشار بوعنان، إلى تأخّر وصول باخرة من القمح الليّن من روسيا، مؤكدا أن هناك 5 سفن ستصل تونس، وفق قوله.