إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صادرة عن دار النشر التونسية مسكلياني .. فوز رواية العماني زهران القاسمي " تغريبة القافر" بالبوكر العربية 2023

 

تونس- الصباح

أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، يوم الاحد عن فوز رواية تغريبة القافر للكاتب العماني زهران القاسمي بالبوكر العربية في نسختها لسنة  2023.

والجائزة التي توجت كاتبا عمانيا لأول مرة منذ احداثها ( هي في دورتها السادسة عشر) صادرة عن كل من  دار النشر التونسية "مسكلياني" لصاحبها شوقي العنيزي  التي لها في رصيدها مجموعة هامة من الجوائز في تونس وخارجها وعن دار نشر "رشم" السعودية.

وقال محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم خلال حفل  الاعلان عن الجائزة الذي تابعه المهتمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اضافة للحضور بالمناسبة: "اختارت لجنة التحكيم رواية تغريبة القافر لزهران القاسمي للفوز بالجائزة؛ لكونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة. وقد قدّم الكاتب لنا هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دوراً أساسياً في حياة الناس وفي نفس الوقت تثير نفورهم وتخوّفَهم. وقد استطاع الكاتب أن يقرّبنا من مسرح غير مألوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، هو مسرح الوديان والأفلاج في عُمان وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وبثقافته".

وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: "تنبع رواية تغريبة القافر من بطن بيئتها القروية العمانية التي تعيش حياتها بإيقاع يهيمن عليه الماء بمخاطر الشُحّ والإغداق الذي لا يذر. تعايش هذه الرواية شخصية القافر الذي انتُشل وليدًا من رحم الماء، وعاش حياته يرصد مساراته في أحافير الأرض في مجتمع تعشعش فيه الأساطير التي يستخدمها في سبر علاقته بمحيطه البيئي والبشري. يميز هذه الرواية سردها الانسيابي انسياب الماء بإيقاعها الشاعري الذي يطلوه حلاوة ورشاقة حملت في ثناياها محليّة عذبة تتعايش مع فصاحة السرد بوئام".  

وتدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. تقع أحداث الرواية في عالم الأفلاج، النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً الذي دارت حوله الحكايات والأساطير. ويطرح الكاتب سؤالاً على القارئ: ماذا لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها؟ ارتبطت حياة القافر منذ ولادته بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي القافر سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً. تغريبة القافر رواية تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم.

وفي حوار له  نشر على موقع الجائزة العالمية للرواية العربية، اشار الكاتب المتوج  إلى الحضور النسائي القوي في روايته: "المرأة تاريخيا هي من أنست البشر، هي من بدأت في التحول الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحولات التاريخية المهمة، لذلك حاولت أن أركز على ذلك في العمل، كيف أن المرأة هي سبب التحولات أيضا التي طرأت على الشخصية الرئيسة في الرواية".

وزهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974. صدرت  له ثلاث روايات قبل تغريبة القافر، هي "جبل الشوع" (2013)، " القنّاص" (2014)، و"جوع العسل" (2017)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و"سيرة الحجر 1 (قصص قصيرة، 2009) و"سيرة الحجر 2" (نصوص، 2011).

وجرى اختيارالرواية  من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر، السعودية، العراق، عُمان، ليبيا، ومصر.

 أما لجنة  التحكيم فهي مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، وبعضوية كل من ريم بسيوني، أكاديمية وروائية مصرية؛ وتيتز روك، أستاذ جامعي ومترجم سويدي؛ وعزيزة الطائي، كاتبة وأكاديمية عُمانية؛ وفضيلة الفاروق، روائية وباحثة وصحافية جزائرية. 

مع العلم أن فوز الكاتب العماني كان متوقعا فقد نوه  كثير من الادباء والنقاد العرب بالرواية منذ أن تم اختيارها ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر لهذا العام واعتبروها قيمة في لغتها وفي اسلوبها مع حفاوة بالغة بموضوعها الذي اعلنت لجنة التحكيم أنه موضوع جديد في الادب العربي. ونشير إلى أن قيمة الجائزة تبلغ 50 الف دولار اضافة إلى ترجمة الرواية إلى عدة لغات اجنبية. وقد حازت تونس إلى حد الآن جائزة وحيدة تعود إلى سنة 2015 وكانت من نصيب الكاتب شكري المبخوت عن روايته " الطلياني". ولم تضم القائمة القصيرة التي تعتبر في حد ذاتها تتويجا ( 10 آلاف دولار لكل رواية من الروايات الست مع ضمان الترجمة للغة الانقليزية) أي كاتب تونسي في حين وصلت رواية " نازلة  دار الأكابر " للكاتبة أميرة غنيم للقائمة القصيرة للجائزة في دورتها لسنة 2021.  مقابل ذلك تلقت الساحة الثقافية ببهجة  فوز رواية "تغريبة القافر" بالبوكر  لانها في النهاية هي صادرة عن دار نشر تونسية.

 س  ت

صادرة عن دار النشر التونسية مسكلياني ..  فوز رواية العماني زهران القاسمي " تغريبة القافر" بالبوكر العربية 2023

 

تونس- الصباح

أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، يوم الاحد عن فوز رواية تغريبة القافر للكاتب العماني زهران القاسمي بالبوكر العربية في نسختها لسنة  2023.

والجائزة التي توجت كاتبا عمانيا لأول مرة منذ احداثها ( هي في دورتها السادسة عشر) صادرة عن كل من  دار النشر التونسية "مسكلياني" لصاحبها شوقي العنيزي  التي لها في رصيدها مجموعة هامة من الجوائز في تونس وخارجها وعن دار نشر "رشم" السعودية.

وقال محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم خلال حفل  الاعلان عن الجائزة الذي تابعه المهتمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اضافة للحضور بالمناسبة: "اختارت لجنة التحكيم رواية تغريبة القافر لزهران القاسمي للفوز بالجائزة؛ لكونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة. وقد قدّم الكاتب لنا هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دوراً أساسياً في حياة الناس وفي نفس الوقت تثير نفورهم وتخوّفَهم. وقد استطاع الكاتب أن يقرّبنا من مسرح غير مألوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، هو مسرح الوديان والأفلاج في عُمان وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وبثقافته".

وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: "تنبع رواية تغريبة القافر من بطن بيئتها القروية العمانية التي تعيش حياتها بإيقاع يهيمن عليه الماء بمخاطر الشُحّ والإغداق الذي لا يذر. تعايش هذه الرواية شخصية القافر الذي انتُشل وليدًا من رحم الماء، وعاش حياته يرصد مساراته في أحافير الأرض في مجتمع تعشعش فيه الأساطير التي يستخدمها في سبر علاقته بمحيطه البيئي والبشري. يميز هذه الرواية سردها الانسيابي انسياب الماء بإيقاعها الشاعري الذي يطلوه حلاوة ورشاقة حملت في ثناياها محليّة عذبة تتعايش مع فصاحة السرد بوئام".  

وتدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. تقع أحداث الرواية في عالم الأفلاج، النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً الذي دارت حوله الحكايات والأساطير. ويطرح الكاتب سؤالاً على القارئ: ماذا لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها؟ ارتبطت حياة القافر منذ ولادته بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي القافر سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً. تغريبة القافر رواية تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم.

وفي حوار له  نشر على موقع الجائزة العالمية للرواية العربية، اشار الكاتب المتوج  إلى الحضور النسائي القوي في روايته: "المرأة تاريخيا هي من أنست البشر، هي من بدأت في التحول الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحولات التاريخية المهمة، لذلك حاولت أن أركز على ذلك في العمل، كيف أن المرأة هي سبب التحولات أيضا التي طرأت على الشخصية الرئيسة في الرواية".

وزهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974. صدرت  له ثلاث روايات قبل تغريبة القافر، هي "جبل الشوع" (2013)، " القنّاص" (2014)، و"جوع العسل" (2017)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و"سيرة الحجر 1 (قصص قصيرة، 2009) و"سيرة الحجر 2" (نصوص، 2011).

وجرى اختيارالرواية  من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر، السعودية، العراق، عُمان، ليبيا، ومصر.

 أما لجنة  التحكيم فهي مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، وبعضوية كل من ريم بسيوني، أكاديمية وروائية مصرية؛ وتيتز روك، أستاذ جامعي ومترجم سويدي؛ وعزيزة الطائي، كاتبة وأكاديمية عُمانية؛ وفضيلة الفاروق، روائية وباحثة وصحافية جزائرية. 

مع العلم أن فوز الكاتب العماني كان متوقعا فقد نوه  كثير من الادباء والنقاد العرب بالرواية منذ أن تم اختيارها ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر لهذا العام واعتبروها قيمة في لغتها وفي اسلوبها مع حفاوة بالغة بموضوعها الذي اعلنت لجنة التحكيم أنه موضوع جديد في الادب العربي. ونشير إلى أن قيمة الجائزة تبلغ 50 الف دولار اضافة إلى ترجمة الرواية إلى عدة لغات اجنبية. وقد حازت تونس إلى حد الآن جائزة وحيدة تعود إلى سنة 2015 وكانت من نصيب الكاتب شكري المبخوت عن روايته " الطلياني". ولم تضم القائمة القصيرة التي تعتبر في حد ذاتها تتويجا ( 10 آلاف دولار لكل رواية من الروايات الست مع ضمان الترجمة للغة الانقليزية) أي كاتب تونسي في حين وصلت رواية " نازلة  دار الأكابر " للكاتبة أميرة غنيم للقائمة القصيرة للجائزة في دورتها لسنة 2021.  مقابل ذلك تلقت الساحة الثقافية ببهجة  فوز رواية "تغريبة القافر" بالبوكر  لانها في النهاية هي صادرة عن دار نشر تونسية.

 س  ت