منح مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام ( الدورة الحالية) جائزة "العربة الذهبية" للسينمائي المالي سليمان سيسيه اعترافا بتجربته الكبيرة وبتألقه في مجال الفن السابع . وهي ليست المرة الأولى التي يسطع فيها نجم سليمان سيسي في مهرجان "كان ". فقد سبق ان حصل على جائزة لجنة التحكيم للمهرجان عن فيلمه "النور" سنة 1987.
ولا يحتاج سليمان سيسي اليوم إلى تعريف فهو قامة سامقة في عالم الفن السابع في افريقيا وهو من جيل الرواد الذي مهد الطريق للاجيال اللاحقة وبصماته تعتبر جد عميقة في التربة الافريقية وفي ساحة الفن بالقارة السمراء.
والجائزة تمنح ببادرة من نقابة المخرجين الفرنسيين، التي تشرف على تنظيم "نصف شهر المخرجين"، والتي اكدت على ان اشعاع سليمان سيسي الذي تمتد مسيرته على اكثر من خمسين سنة لا يقتصر على افريقيا، وانما جاوز تأثيره الحدود وهو اليوم نجم عالمي بامتياز انطلاقا مما قدمه في موطنه ومن اجل قارته.
ويملك سيسي بشهادة النقاد اسلوبا متفردا في الاخراج وله كل أدوات الإبداع السينمائي وتكتسي اعماله صبغة خاصة وهو يجمع بين التراث والحاضر والواقع والمتخيل.
ولد سليمان سيسيه في باماكو بمالي سنة 1940 قبل أن ينتقل برفقة أسرته إلى داكار وعاد إلى مالي في 1960. عشقه للسينما ولد في داكار قبل أن ينتقل في 1963 إلى موسكو لدراسة السينما.
وقد ذاع صيته بين السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وخاصة بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان (وفق ما ذكرنا بالاعلى). وهو ثاني مخرج افريقي يحصل على جائزة "العربة الذهبية" بعد السنغالي عصمان صامبان سنة 2005.
وتعكس اعمال سليمان سيسيه انشغاله بواقع بلدان افريقيا بداية من موطنه وكان يقول دائما أن هدفه أن يصنع أفلاما تلقي الضوء على الحياة الإفريقية المعاصرة وعلى البنى المعقدة للثقافة والتقاليد والدين والسياسة للمجتمعات الافريقية. ومن ابرز افلامه "البنت الصغيرة" و"النور " و"الريح" و"قل لي من أنت".
وقد تم بمناسبة تكريم المخرج المالي عرض احد اشهر افلامه "الفتاة الصغيرة" في كان في اطار قسم "نصف شهر المخرجين" وذلك بحضوره. ورغم أن الفيلم قديم ويعود تاريخه إلى بداية السبعينات من القرن الماضي إلا ان موضوعه يعتبر مازال آنيا وهو يعالج قضية حمل الفتيات غير المتزوجات ومعاناتهن وسط أسرهن. وتكمن عبقرية سيسي في أنه يروي قصصا ماساوية تعكس الواقع المر بدون أن يثقل كثيرا على المتفرج. فهو يطعم فيلمه بمقاطع موسيقية وبلوحات شاعرية تمنح الفيلم رونقا خاصة وطابعا فرجويا يمكن من تحقيق تلك المعادلة الصعبة المتمثلة في التحسيس بالقضايا والمعاناة مع تكريس الشغف بالسينما، ذلك الفن الفرجوي بامتياز.
مع العلم أن سليمان سيسي من أبرز الوجوه السينمائية التي يحتفي بها مهرجان أيام قرطاج السينمائية، حيث منحه جائزة التانيت البرنزي سنة 1972 عن فيلمه "خمسة أيام من العمر" ونال فيلمه "الريح" جائزة التانيت الذهبي سنة 1982 وترأس المخرج المالي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بال"جي سي سي " سنة 1974.
ح س
تونس- الصباح
منح مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام ( الدورة الحالية) جائزة "العربة الذهبية" للسينمائي المالي سليمان سيسيه اعترافا بتجربته الكبيرة وبتألقه في مجال الفن السابع . وهي ليست المرة الأولى التي يسطع فيها نجم سليمان سيسي في مهرجان "كان ". فقد سبق ان حصل على جائزة لجنة التحكيم للمهرجان عن فيلمه "النور" سنة 1987.
ولا يحتاج سليمان سيسي اليوم إلى تعريف فهو قامة سامقة في عالم الفن السابع في افريقيا وهو من جيل الرواد الذي مهد الطريق للاجيال اللاحقة وبصماته تعتبر جد عميقة في التربة الافريقية وفي ساحة الفن بالقارة السمراء.
والجائزة تمنح ببادرة من نقابة المخرجين الفرنسيين، التي تشرف على تنظيم "نصف شهر المخرجين"، والتي اكدت على ان اشعاع سليمان سيسي الذي تمتد مسيرته على اكثر من خمسين سنة لا يقتصر على افريقيا، وانما جاوز تأثيره الحدود وهو اليوم نجم عالمي بامتياز انطلاقا مما قدمه في موطنه ومن اجل قارته.
ويملك سيسي بشهادة النقاد اسلوبا متفردا في الاخراج وله كل أدوات الإبداع السينمائي وتكتسي اعماله صبغة خاصة وهو يجمع بين التراث والحاضر والواقع والمتخيل.
ولد سليمان سيسيه في باماكو بمالي سنة 1940 قبل أن ينتقل برفقة أسرته إلى داكار وعاد إلى مالي في 1960. عشقه للسينما ولد في داكار قبل أن ينتقل في 1963 إلى موسكو لدراسة السينما.
وقد ذاع صيته بين السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وخاصة بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان (وفق ما ذكرنا بالاعلى). وهو ثاني مخرج افريقي يحصل على جائزة "العربة الذهبية" بعد السنغالي عصمان صامبان سنة 2005.
وتعكس اعمال سليمان سيسيه انشغاله بواقع بلدان افريقيا بداية من موطنه وكان يقول دائما أن هدفه أن يصنع أفلاما تلقي الضوء على الحياة الإفريقية المعاصرة وعلى البنى المعقدة للثقافة والتقاليد والدين والسياسة للمجتمعات الافريقية. ومن ابرز افلامه "البنت الصغيرة" و"النور " و"الريح" و"قل لي من أنت".
وقد تم بمناسبة تكريم المخرج المالي عرض احد اشهر افلامه "الفتاة الصغيرة" في كان في اطار قسم "نصف شهر المخرجين" وذلك بحضوره. ورغم أن الفيلم قديم ويعود تاريخه إلى بداية السبعينات من القرن الماضي إلا ان موضوعه يعتبر مازال آنيا وهو يعالج قضية حمل الفتيات غير المتزوجات ومعاناتهن وسط أسرهن. وتكمن عبقرية سيسي في أنه يروي قصصا ماساوية تعكس الواقع المر بدون أن يثقل كثيرا على المتفرج. فهو يطعم فيلمه بمقاطع موسيقية وبلوحات شاعرية تمنح الفيلم رونقا خاصة وطابعا فرجويا يمكن من تحقيق تلك المعادلة الصعبة المتمثلة في التحسيس بالقضايا والمعاناة مع تكريس الشغف بالسينما، ذلك الفن الفرجوي بامتياز.
مع العلم أن سليمان سيسي من أبرز الوجوه السينمائية التي يحتفي بها مهرجان أيام قرطاج السينمائية، حيث منحه جائزة التانيت البرنزي سنة 1972 عن فيلمه "خمسة أيام من العمر" ونال فيلمه "الريح" جائزة التانيت الذهبي سنة 1982 وترأس المخرج المالي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بال"جي سي سي " سنة 1974.