إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد |  عودة سوريا إلى العرب ليست نهاية المطاف ..

 

سيحسب للسعودية مع انقضاء القمة العربية المرتقبة نهاية الأسبوع في دورتها الثالثة والثلاثين في جدة أنها سجلت عودة سوريا إلى العرب، وسيذكر الجميع مستقبلا أن قمة جدة 2023 ستبقى في الذاكرة قمة عودة سوريا بعد قطيعة أكثر من اثني عشر عاما بدأت مع امتداد مؤشرات الربيع العربي واندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا واتفاق العرب الذين لا ينفقون على مقاطعة سوريا والمطالبة بإسقاط نظام الأسد الذي استطاع الصمود و الذي سيعود اليوم للمشاركة في قمة جدة و تذكير نظراءه العرب عبر وجوده بما كانوا يرددونه من لاءات لرفض أي علاقة من دمشق ...

لا نريد استباق الأحداث ولكن الأرجح أنه لأول مرة منذ اثني عشر عاما تشارك سوريا في الاجتماع التحضيري قبل القمّة المُرتقبة نهاية الأسبوع في جدة.. وبذلك يمكن القول أن حالة الشغور التي ارتبطت بمقعد سوريا انتهت وان دمشق استعادت موقعها في الجامعة العربية.. والحقيقة أن عديد المؤشرات كانت توحي بان استعادة سوريا مقعدها باتت أمرا وشيكا منذ قمة "م الشمل" التي مهدت الجزائر لتكون منعرجا حاسما وإعلانا بهذه العودة لولا إصرار بعض الأطراف في حينها على رفض هذه  الخطوة بدعوى أن أسباب القطيعة لا تزال قائمة.. وقد استشعرت دمشق حينها تداعيات موقف الأطراف المتمسكة برفضها وعملت على تجنيب الجزائر أي إحراج حيث أعلنت أنها غير معنية بحضور قمة الجزائر.. ولعل من واكب القمة من إعلاميين من مختلف أنحاء العالم أدركوا أن سوريا كانت الحاضر الغائب طوال قمة الجزائر ...

ومع انطلاق الاجتماعات التمهيدية التي تسبق اجتماع وزراء الخارجية العربية وتنتهي بلقاء القمة الذي يجمع القادة العرب ستكون السعودية على موعد مع ثاني قمة خلال أشهر بعد قمة نوفمبر الماضي في دورتها الثانية و الثلاثين بالجزائر ...ملفات ثقيلة وملغمة أمام هذه القمة مع رغبة السعودية في استعادة موقعها ودورها المؤثر إقليميا ودوليا بعد كسر الجليد وعودة العلاقات بين الرياض وطهران بفضل مساعي الصين التي نجحت في تحقيق الاختراق وتقريب المواقف بين الجارين اللدودين المتنافسين على الهيمنة على المنطقة..

فليس سرا أن لإيران طموحاتها في الخليج العربي وهي طموحات كبيرة وأن للسعودية أيضا طموحاتها في أن تكون سيد المشهد في الخليج لا سيما بعد إنهاء القطيعة بين دول مجلس التعاون وعودة العلاقات بين الرياض والدوحة في أعقاب قمة العلا...

طبعا لا نخال أن للقمة عصا سحرية ستعتمدها لإغلاق الملفات العالقة وهي كثيرة وحارقة.. إذ يكفي القول أنه وفي الوقت الذي بدأت الجهود تتجه لتجاوز القطيعة مع سوريا وتجاوز الصراع في اليمن المنكوب والخروج من دائرة القتل اليومي والتدمير الممنهج لهذا البلد الحزين اندلع الصراع مجددا في السودان ليدفع بهذا البلد أو ما بقي منه منذ تقسيمه في 2011 إلى سودان مسلم في الشمال وسودان مسيحي في الجنوب إلى حرب أهلية قتلت  المئات وشردت حتى الآن آلاف السودانيين دون مؤشرات أن قرب نهاية النزيف مع دخول الحرب في السودان شهرها الثاني على التوالي وسط استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجنرالين أو الحليفين اللذين تحالفا لإسقاط البشير ثم تناحرا بعد ذلك من اجل السلطة وبات مصير أهالي السودان مرتهن بما ستؤول إليه حسابات البرهان وحميدتي.. علما وأن البرهان رئيس المجلس العسكري السوداني سيكون الحاضر خلال القمة العربية في السعودية..وقد دخلت الرياض قبل القمة على خط الأحداث وحاولت تقريب المواقف من اجل هدنة تمنح السودانيين فرصة التنفس من غبار الحرب والدمار ولكن ظلت الهدنة هشة وكان صوت الرصاص والقصف أقوى وأشد حتى الآن من صوت العقل الغائب منذ بداية هذا الصراع.. عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي الآن الملف الأسهل والأقل تعقيدا دون بقية الملفات الثقيلة والألغام التي تنتظر القمة العربية خلال الساعات القليلة القادمة وهذا ما سنعود إليه في موعد لاحق لتحديد مختلف هذه الملفات وما إذا سيكون بالإمكان إزالة الألغام قبل أن تنفجر ...

اسيا العتروس

ممنوع من الحياد |  عودة سوريا إلى العرب ليست نهاية المطاف ..

 

سيحسب للسعودية مع انقضاء القمة العربية المرتقبة نهاية الأسبوع في دورتها الثالثة والثلاثين في جدة أنها سجلت عودة سوريا إلى العرب، وسيذكر الجميع مستقبلا أن قمة جدة 2023 ستبقى في الذاكرة قمة عودة سوريا بعد قطيعة أكثر من اثني عشر عاما بدأت مع امتداد مؤشرات الربيع العربي واندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا واتفاق العرب الذين لا ينفقون على مقاطعة سوريا والمطالبة بإسقاط نظام الأسد الذي استطاع الصمود و الذي سيعود اليوم للمشاركة في قمة جدة و تذكير نظراءه العرب عبر وجوده بما كانوا يرددونه من لاءات لرفض أي علاقة من دمشق ...

لا نريد استباق الأحداث ولكن الأرجح أنه لأول مرة منذ اثني عشر عاما تشارك سوريا في الاجتماع التحضيري قبل القمّة المُرتقبة نهاية الأسبوع في جدة.. وبذلك يمكن القول أن حالة الشغور التي ارتبطت بمقعد سوريا انتهت وان دمشق استعادت موقعها في الجامعة العربية.. والحقيقة أن عديد المؤشرات كانت توحي بان استعادة سوريا مقعدها باتت أمرا وشيكا منذ قمة "م الشمل" التي مهدت الجزائر لتكون منعرجا حاسما وإعلانا بهذه العودة لولا إصرار بعض الأطراف في حينها على رفض هذه  الخطوة بدعوى أن أسباب القطيعة لا تزال قائمة.. وقد استشعرت دمشق حينها تداعيات موقف الأطراف المتمسكة برفضها وعملت على تجنيب الجزائر أي إحراج حيث أعلنت أنها غير معنية بحضور قمة الجزائر.. ولعل من واكب القمة من إعلاميين من مختلف أنحاء العالم أدركوا أن سوريا كانت الحاضر الغائب طوال قمة الجزائر ...

ومع انطلاق الاجتماعات التمهيدية التي تسبق اجتماع وزراء الخارجية العربية وتنتهي بلقاء القمة الذي يجمع القادة العرب ستكون السعودية على موعد مع ثاني قمة خلال أشهر بعد قمة نوفمبر الماضي في دورتها الثانية و الثلاثين بالجزائر ...ملفات ثقيلة وملغمة أمام هذه القمة مع رغبة السعودية في استعادة موقعها ودورها المؤثر إقليميا ودوليا بعد كسر الجليد وعودة العلاقات بين الرياض وطهران بفضل مساعي الصين التي نجحت في تحقيق الاختراق وتقريب المواقف بين الجارين اللدودين المتنافسين على الهيمنة على المنطقة..

فليس سرا أن لإيران طموحاتها في الخليج العربي وهي طموحات كبيرة وأن للسعودية أيضا طموحاتها في أن تكون سيد المشهد في الخليج لا سيما بعد إنهاء القطيعة بين دول مجلس التعاون وعودة العلاقات بين الرياض والدوحة في أعقاب قمة العلا...

طبعا لا نخال أن للقمة عصا سحرية ستعتمدها لإغلاق الملفات العالقة وهي كثيرة وحارقة.. إذ يكفي القول أنه وفي الوقت الذي بدأت الجهود تتجه لتجاوز القطيعة مع سوريا وتجاوز الصراع في اليمن المنكوب والخروج من دائرة القتل اليومي والتدمير الممنهج لهذا البلد الحزين اندلع الصراع مجددا في السودان ليدفع بهذا البلد أو ما بقي منه منذ تقسيمه في 2011 إلى سودان مسلم في الشمال وسودان مسيحي في الجنوب إلى حرب أهلية قتلت  المئات وشردت حتى الآن آلاف السودانيين دون مؤشرات أن قرب نهاية النزيف مع دخول الحرب في السودان شهرها الثاني على التوالي وسط استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجنرالين أو الحليفين اللذين تحالفا لإسقاط البشير ثم تناحرا بعد ذلك من اجل السلطة وبات مصير أهالي السودان مرتهن بما ستؤول إليه حسابات البرهان وحميدتي.. علما وأن البرهان رئيس المجلس العسكري السوداني سيكون الحاضر خلال القمة العربية في السعودية..وقد دخلت الرياض قبل القمة على خط الأحداث وحاولت تقريب المواقف من اجل هدنة تمنح السودانيين فرصة التنفس من غبار الحرب والدمار ولكن ظلت الهدنة هشة وكان صوت الرصاص والقصف أقوى وأشد حتى الآن من صوت العقل الغائب منذ بداية هذا الصراع.. عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي الآن الملف الأسهل والأقل تعقيدا دون بقية الملفات الثقيلة والألغام التي تنتظر القمة العربية خلال الساعات القليلة القادمة وهذا ما سنعود إليه في موعد لاحق لتحديد مختلف هذه الملفات وما إذا سيكون بالإمكان إزالة الألغام قبل أن تنفجر ...

اسيا العتروس