إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد .. شركاء في الجريمة

 

يدخل العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة اليوم أسبوعه الثاني على التوالي. عدوان مفتوح يتابع العالم بأسره تطوراته وحصيلته الدموية في حق الشعب الفلسطيني  المحاصر في القطاع منذ عقد ونصف وهو عدوان لم يتردد فيه جيش الاحتلال عن استعمال كل الأسلحة المتاحة بين يديه من إعدامات ميدانية على المباشر وآخرها ما حصل في مخيم بلاطة بالضفة الغربية أو هذا ما يعتقد بالنظر الى أن آلة القتل الإسرائيلي لا تتوقف بما يعني توقع المزيد من الضحايا مع كل يوم جديد من العدوان.. إعدامات لم تستثن النساء ولا الأطفال واعتداءات شملت المستشفيات وسيارات الإسعاف الى جانب تدمير البيوت على رؤوس أصحابها في عمليات اقتناص قيادات حركة الجهاد المطلوبة للاحتلال الذي أعلن بصفاقة عودته الى سياسة الاغتيالات ..

لا خلاف اليوم أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء في اعتداءاته اليومية وما كان له مواصلة الأمر لولا التواطؤ والصمت البغيض والنفاق الدولي العلني الذي يعني الاشتراك في الجريمة بمنح الضوء الأخضر لحكومة ناتنياهو لمواصلة خطتها التدميرية الدموية.. الأكيد أن ما حدث ويحدث في غزة وقبل ذلك في الضفة من اقتحامات واغتيالات واعتقالات وأسر تأتي بالتزامن مع محاولات سلطات الاحتلال الهروب من أزمتها الداخلية والاحتجاجات المليونية اليومية على الإصلاحات القضائية والبحث عن مخرج لاستمالة اليمين المتطرف في هذه المرحلة.. وهي أسباب داخلية معلومة ولا تخفى على مراقب ولكنها لا تخل أيضا من محاولات ورسائل استفزازية تأتي قبل أسبوع على موعد القمة العربية في الرياض وإصرار سلطات كيان الاحتلال على المضي قدما في عمليات القتل اليومي الذي ورغم أنه تجاوز كل الخطوط لحمراء فانه لم يجد له صوتا أو موقفا ومحاولة للجم العدوان الذي استباح الأرض والعرض ..

الأكيد أيضا وكما في كل الاعتداءات السابقة أن حكومة الاحتلال وجدت لها في الانقسام الحاصل في المشهد الفلسطيني ما جعلها تستهدف الجهاد وتقتنص ستة من قياداته العسكرية داخل بيوتهم وبين أطفالهم وعائلاتهم وعينها موجهة الى حماس ولسان حالها يقول في حال تدخلكم سينالكم نفس المصير ...

صحيح أن صواريخ المقاومة تستمر في التهاطل على كيان الاحتلال وقد وصلت ولأول مرة الى حدود القدس وقد أفزعت الإسرائيليين ودفعت بهم للاختفاء واللجوء الى المخابئ.. ولكن الحصيلة النهائية مقابل نحو أربعة وثلاثين شهيدا فلسطينيا بين أطفال ونساء وشباب دون اعتبار للخسائر المادية والدمار الحاصل...

لا احد بإمكانه أن يعرف كيف ومتى سينتهي العدوان ولا متى سيتجدد ولكن ما نعرف أن الصمود الفلسطيني في غزة وفي الضفة صمود أسطوري يعكس عمق إيمان هذا الشعب بحقه المشروع على أرضه ولكن في المقابل فان موقف المجتمع الدولي كما الموقف العربي الذي لا يمكنه أن يخرج عن إطار الإدانات أو البيانات الاحتجاجية الغاضبة لن يغير القليل أو الكثير حتى ورقة المقاطعة وتجميد التطبيع في هذه المرحلة مستبعدة وليس من المتوقع أن تلوح بها الأطراف المعنية.. حجم الرياء والنفاق الغربي وسياسة الكيل بالمكيالين ليست قريبة من نهايتها ولا شك أن في إقدام الاتحاد الأوروبي قبل أيام على إلغاء الاحتفالات بيوم أوروبا قبل أيام في تل أبيب  بسبب إصرار وزير الأمن المتطرف بن غفير على المشاركة في الاحتفال محاولة مكشوفة لتطويق تداعيات تصريحات اورسلا فان دير لاين رئيسة المفوضية بالتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة وتنكرها لكل الحقائق التاريخية وإشادتها بالسياسة الاحتلالية وزعمها نجاح إسرائيل في بناء الديموقراطية الوحيدة في الصحراء وتحويلها الى واحة.. بعيدا عن الأوهام ولغة العواطف التي لن تغير الواقع الفلسطيني يبقى السيناريو الوحيد القائم أنه مهما كانت نتائج هذه المعركة في غزة ومهما كان حجم الشهداء والخسائر ومهما حدث من إعدامات فإن الواضح أن الطريق أمام الفلسطينيين بمختلف مكوناتهم ليس قريبا من نهايته وأن الوحدة الفلسطينية مهما تأخرت أو تأجلت تبقى المفتاح الذي يمكن أن يمهد الطريق أمام أصحاب الحق في استعادة البوصلة وأنه سيكون لزاما على كل الفصائل في غزة ونظيراتها في الضفة بما في ذلك فتح التي يعود له شرف إطلاق أول رصاصة للمقاوم الفلسطينية المسلحة وللانتفاضة الشعبية أن تتجند لكسر كل الحواجز بينها وتضييق الحد الذي يفصل بين قياداتها وتأجيل ما لا يمكن الاتفاق بشأنه اليوم لا سيما ما يتعلق بالتنافس حول سلطة وهمية تحت مظلة الاحتلال  وأن تكون الأولوية والهدف الأول والأخير مواجهة الاحتلال.. وعدا ذلك فإن أي هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار أو لجم العدوان سيعود لأي سبب كان ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد .. شركاء في الجريمة

 

يدخل العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة اليوم أسبوعه الثاني على التوالي. عدوان مفتوح يتابع العالم بأسره تطوراته وحصيلته الدموية في حق الشعب الفلسطيني  المحاصر في القطاع منذ عقد ونصف وهو عدوان لم يتردد فيه جيش الاحتلال عن استعمال كل الأسلحة المتاحة بين يديه من إعدامات ميدانية على المباشر وآخرها ما حصل في مخيم بلاطة بالضفة الغربية أو هذا ما يعتقد بالنظر الى أن آلة القتل الإسرائيلي لا تتوقف بما يعني توقع المزيد من الضحايا مع كل يوم جديد من العدوان.. إعدامات لم تستثن النساء ولا الأطفال واعتداءات شملت المستشفيات وسيارات الإسعاف الى جانب تدمير البيوت على رؤوس أصحابها في عمليات اقتناص قيادات حركة الجهاد المطلوبة للاحتلال الذي أعلن بصفاقة عودته الى سياسة الاغتيالات ..

لا خلاف اليوم أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء في اعتداءاته اليومية وما كان له مواصلة الأمر لولا التواطؤ والصمت البغيض والنفاق الدولي العلني الذي يعني الاشتراك في الجريمة بمنح الضوء الأخضر لحكومة ناتنياهو لمواصلة خطتها التدميرية الدموية.. الأكيد أن ما حدث ويحدث في غزة وقبل ذلك في الضفة من اقتحامات واغتيالات واعتقالات وأسر تأتي بالتزامن مع محاولات سلطات الاحتلال الهروب من أزمتها الداخلية والاحتجاجات المليونية اليومية على الإصلاحات القضائية والبحث عن مخرج لاستمالة اليمين المتطرف في هذه المرحلة.. وهي أسباب داخلية معلومة ولا تخفى على مراقب ولكنها لا تخل أيضا من محاولات ورسائل استفزازية تأتي قبل أسبوع على موعد القمة العربية في الرياض وإصرار سلطات كيان الاحتلال على المضي قدما في عمليات القتل اليومي الذي ورغم أنه تجاوز كل الخطوط لحمراء فانه لم يجد له صوتا أو موقفا ومحاولة للجم العدوان الذي استباح الأرض والعرض ..

الأكيد أيضا وكما في كل الاعتداءات السابقة أن حكومة الاحتلال وجدت لها في الانقسام الحاصل في المشهد الفلسطيني ما جعلها تستهدف الجهاد وتقتنص ستة من قياداته العسكرية داخل بيوتهم وبين أطفالهم وعائلاتهم وعينها موجهة الى حماس ولسان حالها يقول في حال تدخلكم سينالكم نفس المصير ...

صحيح أن صواريخ المقاومة تستمر في التهاطل على كيان الاحتلال وقد وصلت ولأول مرة الى حدود القدس وقد أفزعت الإسرائيليين ودفعت بهم للاختفاء واللجوء الى المخابئ.. ولكن الحصيلة النهائية مقابل نحو أربعة وثلاثين شهيدا فلسطينيا بين أطفال ونساء وشباب دون اعتبار للخسائر المادية والدمار الحاصل...

لا احد بإمكانه أن يعرف كيف ومتى سينتهي العدوان ولا متى سيتجدد ولكن ما نعرف أن الصمود الفلسطيني في غزة وفي الضفة صمود أسطوري يعكس عمق إيمان هذا الشعب بحقه المشروع على أرضه ولكن في المقابل فان موقف المجتمع الدولي كما الموقف العربي الذي لا يمكنه أن يخرج عن إطار الإدانات أو البيانات الاحتجاجية الغاضبة لن يغير القليل أو الكثير حتى ورقة المقاطعة وتجميد التطبيع في هذه المرحلة مستبعدة وليس من المتوقع أن تلوح بها الأطراف المعنية.. حجم الرياء والنفاق الغربي وسياسة الكيل بالمكيالين ليست قريبة من نهايتها ولا شك أن في إقدام الاتحاد الأوروبي قبل أيام على إلغاء الاحتفالات بيوم أوروبا قبل أيام في تل أبيب  بسبب إصرار وزير الأمن المتطرف بن غفير على المشاركة في الاحتفال محاولة مكشوفة لتطويق تداعيات تصريحات اورسلا فان دير لاين رئيسة المفوضية بالتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة وتنكرها لكل الحقائق التاريخية وإشادتها بالسياسة الاحتلالية وزعمها نجاح إسرائيل في بناء الديموقراطية الوحيدة في الصحراء وتحويلها الى واحة.. بعيدا عن الأوهام ولغة العواطف التي لن تغير الواقع الفلسطيني يبقى السيناريو الوحيد القائم أنه مهما كانت نتائج هذه المعركة في غزة ومهما كان حجم الشهداء والخسائر ومهما حدث من إعدامات فإن الواضح أن الطريق أمام الفلسطينيين بمختلف مكوناتهم ليس قريبا من نهايته وأن الوحدة الفلسطينية مهما تأخرت أو تأجلت تبقى المفتاح الذي يمكن أن يمهد الطريق أمام أصحاب الحق في استعادة البوصلة وأنه سيكون لزاما على كل الفصائل في غزة ونظيراتها في الضفة بما في ذلك فتح التي يعود له شرف إطلاق أول رصاصة للمقاوم الفلسطينية المسلحة وللانتفاضة الشعبية أن تتجند لكسر كل الحواجز بينها وتضييق الحد الذي يفصل بين قياداتها وتأجيل ما لا يمكن الاتفاق بشأنه اليوم لا سيما ما يتعلق بالتنافس حول سلطة وهمية تحت مظلة الاحتلال  وأن تكون الأولوية والهدف الأول والأخير مواجهة الاحتلال.. وعدا ذلك فإن أي هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار أو لجم العدوان سيعود لأي سبب كان ..

آسيا العتروس