إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بمعدل حالتين كل شهر.. أطفال هاربون من الحياة إلى الموت.. والإناث الأكثر إقبالا على محاولات الانتحار

 

*مختص في علم الإجتماع:

المنتحرون هم ضحايا ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية هشة

تونس-الصباح

102 حالة انتحار ومحاولة انتحار تم تسجيلها منذ بداية السنة الجارية الى حدود موفى شهر أفريل المنقضي وفق ما أعلنت عنه أمس الأول آمال بالحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، مضيفة أن 7500 إشعار يتعلق باعتداءات على الطفولة ورد على مكاتب مندوبي حماية الطفولة خلال نفس الفترة مسجلا بذلك زيادة بألفي إشعار مقارنة مع السنة الماضية.

وقالت وزيرة المرأة ان من بين حالات الانتحار التي تم تسجيلها هناك ثماني حالات انتحار ضحاياها أطفال أي بمعدل حالتين كل شهر وأن 80٪ من محاولات الانتحار هي للإناث وقد قررت الوزارة الشروع في إنجاز دراسة علميّة معمّقة لهذه الظاهرة وفهم أسبابها قصد الاستناد إليها لتحديد السياسات وتصويب التدخلات الوقائيّة في هذا المجال.

مفيدة القيزاني

وأشارت أمال موسى الى أنه منذ بداية السنة الجارية الى موفى شهر أفريل المنقضي ورد 7500 إشعار على مندوبي حماية الطفولة تتعلق باعتداءات على الأطفال.

حالات انتحار..

جدت يوم الأربعاء المنقضي بأحد المعاهد الثانويّة بولاية القيروان حادثة انتحار تلميذ وقد قامت الوزارة بتكليف المندوبية الجهويّة لشؤون المرأة والأسرة والمندوب الجهوي لحماية الطفولة بالتنسيق الفوريّ مع المندوبيّة الجهويّة للتربية بالقيروان للتعجيل بوضع خطّة للتدخّل المشترك ومباشرة تأمين حصص تعهّد نفسي بأقران الضحيّة وكافة التلاميذ الذين يزاولون بالمؤسسة التربويّة المعنيّة.

وفي وقت سابق جدت حادثة انتحار تلميذة بولاية القيروان تبلغ من العمر 17 سنة.

 الانتحار شنقا..

ويعدّ الانتحار شنقا الطريقة الشائعة بين الاطفال حيث قضى أغلب المنتحرين نحبهم شنقا، وتغيّـر التوزيـع الجهـوي لحـالات الانتحار ومحـاولات الانتحار، فبعـد أن كانت ولايـة القيروان فـي المرتبة الأولى بـ 48 حالـة سـنة 2019 و37 حالـة سـنة 2020 ّ تصـدرت ولايـة تونـس الترتيـب بــ 24 حالـة سـنة 2021، بينما حلت القيروان في المرتبة الثانية بـ 22 حالة، وقد اختلفت الأسباب الّتي جعلت من القيروان في صدارة الولايات لسنوات من حيث تفاقم منسوب الجريمة على غرار الحاجة والفاقة والفقر، فتصدّرت المراتب الأولى من حيث عدد الجرائم المسجّلة لفترة طويلة مقارنة ببقيّة الولايات.

ووفق منظمة الصحة العالمية فإنه يموت كلَّ عام ما يقرب من مليون شخص بسبب الانتحار؛ 86٪ منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

ويعد الانتحار من بين الأسباب الرئيسية الثلاثة للوفاة بين الشباب تحت سن 25، وهو يمثل 10% و20% من وفيات النساء حتى سنة واحدة بعد الولادة.

ووفق المنظمة فإن وسطي معدل الانتحار بالنسبة لبلدان إقليم شرق المتوسط هو 4,90 لكل 100000 شخص، مقارنة مع 6,55 بالنسبة لجميع دول العالم.

أزمة دولة..

اعتبر الباحث في علم الاجتماع طارق بالحاج محمد أن ظاهرة انتحار الأطفال ظاهرة صادمة للوجدان الفردي والجماعي فهي ظاهرة تمثل نتاجا لتراكم ظروف مهددة لعالم الطفولة وحرمته ومصادرة لحقهم في العيش في مناخ سليم يساعدهم على النمو النفسي والبدني الطبيعي والعادي،كما أنها تعكس أزمة دولة وأزمة مجتمع.. دولة غير قادرة على حماية مواطنيها الذين يعانون من هشاشة فكرية ونفسية واجتماعية ومجتمع غير قادر على تامين الاستقرار النفسي والاجتماعي لأطفاله وغير قادر عن توفير الحلم بغد أفضل ونشر ثقافة الحياة.

جيل مهدد..

بين الباحث في علم الاجتماع طارق بالحاج محمد أن جيلا برمته يتكون اليوم من أطفال وشباب يجد نفسه ضحية ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية هشة وخارج منظومات الحماية والرعاية والمرافقة والتأطير.. جيل يواجه وحيدا الحياة بصعوباتها وتعقيداتها ويواجه المجتمع بكل قسوته وأمراضه، فليس من الغريب إذن أن يجد نفسه إما ضحية أحد وضعيات التهديد أو أحد المتسببين فيها. ظواهر ما فتئت تتسع يوما بعد آخر مثل التحرش الجنسي والاغتصاب وزنا المحارم والدعارة والادمان... لتتوج في النهاية بانتحار أطفال لم يتجاوزوا بعد مرحلة اللعب ولم يكتشفوا بعد كنه الحياة.

ظاهرة يلفها الصمت والإنكار والنسيان واللامبالاة وكأنها تحدث في كوكب آخر في حين أنها تحدث أمامنا وتهدد جيلا برمته وهو جيل الأطفال والشباب حيث يمثل الأطفال حوالي عشر الذين انتحروا أو حاولوا الانتحار.

الانتحار.. ثقافة

ووفق بالحاج محمد فإنه لا تكاد تفتح وسيلة إعلامية إلا وتعترضك يوميا مفردة الانتحار.. الانتحار شنقا،الانتحار حرقا،الانتحار غرقا،الانتحار السياسي، الانتحار الجماعي... وكأننا نعيش في محرقة وليس في دولة أو مجتمع وهذا ليس بغريب على ثورة انطلقت بعملية انتحار ثم تتالت بعدها عمليات الانتحار وأشكاله لتشمل الأطفال والشباب والكهول والنساء والرجال والعزاب والمتزوجين كما توزعت عموما ب"عدالة" بين جميع جهات البلاد عوض أن تتوزع مفردات الأمل والتنمية والكرامة.

عنف اجتماعي..

إن الانتحار هو نوع من العنف الاجتماعي أو رد عليه، لكنه عنف في أدنى درجاته، لأنه ليس موجهاً للآخر، بل موجه نحو الذات ولإيصال رسالة للآخر وللمجتمع وبالتالي تصبح حالات الانتحار عبارة عن الوجه الآخر للهجرة السرية، أو ما يعرف عند شباب تونس والمغرب العربي بـ"الحرقان".

مع الوقت تدعمت مفردة الانتحار في قاموسنا وسلوكنا اليومي بفعل "النحر" وهو فعل موجه لنحر الآخر وقتله وشطبه من الحياة والوجود لأنه مختلف معنا في الموقف والرؤية وحين تجتمع هذه الظاهرة(الانتحار) وهذا الفعل (النحر) فإننا نجد أنفسنا في صميم ثقافة الموت التي بدأت تخيم على مجتمعنا وثقافتنا ومزاجنا ولغتنا وهو أمر خطير يمكن الاستمرار فيه إلى ما لا نهاية.

انفجار في الآمال..

خلص بالحاج محمدالى القول بأننا اليوم إزاء جيل يعاني حالة من الانفجار في الآمال والتطلعات والأحلام وفق الباحث طارق بالحاج محمد مضيفا أن هذا الجيل تبدو له العائلة عاجزة أو مقصرة في تحقيق هذه الآمال وحيث تعجز المدرسة عن تزويده بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة الحياة ويقع فريسة للإدمان وشبكات الجريمة المنظمة مما يجعل الأطفال فريسة سهلة للسقوط في هاوية الانتحار.

فحيين يلاحقنا ويلاحق هذا الطفل اليافع الماضي بالتضحيات الجسيمة التي قدمتها الأجيال التي سبقته أملاً في العيش الكريم دون جدوى، وحين يقهره الحاضر عبر الإحساس بالعجز وقلة الحيلة بشكل يفقده احترامه لذاته واحترام الآخرين له، وحين يكون المستقبل مظلماً في عيونه نظراً لعدم وجود بوادر انفراج للوضع القائم، فهل تبقى له من خيارات كبرى لانجازها في الحياة خصوصا مع هشاشته النفسية والفكرية والعاطفية؟

مسؤولية من؟

تتراوح هذه المسؤولية المجتمعية بين الدولة والإعلام والمجتمع المدني والأسرة فعلى الدولة سن القوانين اللازمة لتنظيم القطاعات التابعة لها بحيث تكون حامية للطفولة عبر توفير الخدمات النفسية والاجتماعية اللازمة للإحاطة بالطفولة في هذه الحالات بحيث تصبح هذه الخدمات قارة ومتوفرة لمستحقيها، كما يلعب الاعلام دورا أساسيا سواء باحترام اخلاقيات المهنة التي تخص الطفولة بإجراءات وشعارات وإعلانات معينة متعارف عليها عالميا،أو عبر تقديم المعارف والثقافة السيكولوجية اللازمة التي تنمي مهارات التعامل مع الأطفال في مثل هذه الوضعيات والتي تقدم إلى كل المشرفين على الفضاءات التي يؤمها الطفل ينتفع بها الأولياء والمنشطون والمربون... كما أن للمجتمع المدني دور مهم في هذه العملية يتراوح بين رقابة الدولة والإعلام وتحفيزهم على أداء دورهم وكذلك تأطير الأطفال ورعايتهم وتربيتهم على ثقافة المواطنة والمشاركة وتحمل المسؤولية بما يعزز حصانتهم النفسية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بمعدل حالتين كل شهر..  أطفال هاربون من الحياة إلى الموت.. والإناث الأكثر إقبالا على محاولات الانتحار

 

*مختص في علم الإجتماع:

المنتحرون هم ضحايا ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية هشة

تونس-الصباح

102 حالة انتحار ومحاولة انتحار تم تسجيلها منذ بداية السنة الجارية الى حدود موفى شهر أفريل المنقضي وفق ما أعلنت عنه أمس الأول آمال بالحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، مضيفة أن 7500 إشعار يتعلق باعتداءات على الطفولة ورد على مكاتب مندوبي حماية الطفولة خلال نفس الفترة مسجلا بذلك زيادة بألفي إشعار مقارنة مع السنة الماضية.

وقالت وزيرة المرأة ان من بين حالات الانتحار التي تم تسجيلها هناك ثماني حالات انتحار ضحاياها أطفال أي بمعدل حالتين كل شهر وأن 80٪ من محاولات الانتحار هي للإناث وقد قررت الوزارة الشروع في إنجاز دراسة علميّة معمّقة لهذه الظاهرة وفهم أسبابها قصد الاستناد إليها لتحديد السياسات وتصويب التدخلات الوقائيّة في هذا المجال.

مفيدة القيزاني

وأشارت أمال موسى الى أنه منذ بداية السنة الجارية الى موفى شهر أفريل المنقضي ورد 7500 إشعار على مندوبي حماية الطفولة تتعلق باعتداءات على الأطفال.

حالات انتحار..

جدت يوم الأربعاء المنقضي بأحد المعاهد الثانويّة بولاية القيروان حادثة انتحار تلميذ وقد قامت الوزارة بتكليف المندوبية الجهويّة لشؤون المرأة والأسرة والمندوب الجهوي لحماية الطفولة بالتنسيق الفوريّ مع المندوبيّة الجهويّة للتربية بالقيروان للتعجيل بوضع خطّة للتدخّل المشترك ومباشرة تأمين حصص تعهّد نفسي بأقران الضحيّة وكافة التلاميذ الذين يزاولون بالمؤسسة التربويّة المعنيّة.

وفي وقت سابق جدت حادثة انتحار تلميذة بولاية القيروان تبلغ من العمر 17 سنة.

 الانتحار شنقا..

ويعدّ الانتحار شنقا الطريقة الشائعة بين الاطفال حيث قضى أغلب المنتحرين نحبهم شنقا، وتغيّـر التوزيـع الجهـوي لحـالات الانتحار ومحـاولات الانتحار، فبعـد أن كانت ولايـة القيروان فـي المرتبة الأولى بـ 48 حالـة سـنة 2019 و37 حالـة سـنة 2020 ّ تصـدرت ولايـة تونـس الترتيـب بــ 24 حالـة سـنة 2021، بينما حلت القيروان في المرتبة الثانية بـ 22 حالة، وقد اختلفت الأسباب الّتي جعلت من القيروان في صدارة الولايات لسنوات من حيث تفاقم منسوب الجريمة على غرار الحاجة والفاقة والفقر، فتصدّرت المراتب الأولى من حيث عدد الجرائم المسجّلة لفترة طويلة مقارنة ببقيّة الولايات.

ووفق منظمة الصحة العالمية فإنه يموت كلَّ عام ما يقرب من مليون شخص بسبب الانتحار؛ 86٪ منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

ويعد الانتحار من بين الأسباب الرئيسية الثلاثة للوفاة بين الشباب تحت سن 25، وهو يمثل 10% و20% من وفيات النساء حتى سنة واحدة بعد الولادة.

ووفق المنظمة فإن وسطي معدل الانتحار بالنسبة لبلدان إقليم شرق المتوسط هو 4,90 لكل 100000 شخص، مقارنة مع 6,55 بالنسبة لجميع دول العالم.

أزمة دولة..

اعتبر الباحث في علم الاجتماع طارق بالحاج محمد أن ظاهرة انتحار الأطفال ظاهرة صادمة للوجدان الفردي والجماعي فهي ظاهرة تمثل نتاجا لتراكم ظروف مهددة لعالم الطفولة وحرمته ومصادرة لحقهم في العيش في مناخ سليم يساعدهم على النمو النفسي والبدني الطبيعي والعادي،كما أنها تعكس أزمة دولة وأزمة مجتمع.. دولة غير قادرة على حماية مواطنيها الذين يعانون من هشاشة فكرية ونفسية واجتماعية ومجتمع غير قادر على تامين الاستقرار النفسي والاجتماعي لأطفاله وغير قادر عن توفير الحلم بغد أفضل ونشر ثقافة الحياة.

جيل مهدد..

بين الباحث في علم الاجتماع طارق بالحاج محمد أن جيلا برمته يتكون اليوم من أطفال وشباب يجد نفسه ضحية ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية هشة وخارج منظومات الحماية والرعاية والمرافقة والتأطير.. جيل يواجه وحيدا الحياة بصعوباتها وتعقيداتها ويواجه المجتمع بكل قسوته وأمراضه، فليس من الغريب إذن أن يجد نفسه إما ضحية أحد وضعيات التهديد أو أحد المتسببين فيها. ظواهر ما فتئت تتسع يوما بعد آخر مثل التحرش الجنسي والاغتصاب وزنا المحارم والدعارة والادمان... لتتوج في النهاية بانتحار أطفال لم يتجاوزوا بعد مرحلة اللعب ولم يكتشفوا بعد كنه الحياة.

ظاهرة يلفها الصمت والإنكار والنسيان واللامبالاة وكأنها تحدث في كوكب آخر في حين أنها تحدث أمامنا وتهدد جيلا برمته وهو جيل الأطفال والشباب حيث يمثل الأطفال حوالي عشر الذين انتحروا أو حاولوا الانتحار.

الانتحار.. ثقافة

ووفق بالحاج محمد فإنه لا تكاد تفتح وسيلة إعلامية إلا وتعترضك يوميا مفردة الانتحار.. الانتحار شنقا،الانتحار حرقا،الانتحار غرقا،الانتحار السياسي، الانتحار الجماعي... وكأننا نعيش في محرقة وليس في دولة أو مجتمع وهذا ليس بغريب على ثورة انطلقت بعملية انتحار ثم تتالت بعدها عمليات الانتحار وأشكاله لتشمل الأطفال والشباب والكهول والنساء والرجال والعزاب والمتزوجين كما توزعت عموما ب"عدالة" بين جميع جهات البلاد عوض أن تتوزع مفردات الأمل والتنمية والكرامة.

عنف اجتماعي..

إن الانتحار هو نوع من العنف الاجتماعي أو رد عليه، لكنه عنف في أدنى درجاته، لأنه ليس موجهاً للآخر، بل موجه نحو الذات ولإيصال رسالة للآخر وللمجتمع وبالتالي تصبح حالات الانتحار عبارة عن الوجه الآخر للهجرة السرية، أو ما يعرف عند شباب تونس والمغرب العربي بـ"الحرقان".

مع الوقت تدعمت مفردة الانتحار في قاموسنا وسلوكنا اليومي بفعل "النحر" وهو فعل موجه لنحر الآخر وقتله وشطبه من الحياة والوجود لأنه مختلف معنا في الموقف والرؤية وحين تجتمع هذه الظاهرة(الانتحار) وهذا الفعل (النحر) فإننا نجد أنفسنا في صميم ثقافة الموت التي بدأت تخيم على مجتمعنا وثقافتنا ومزاجنا ولغتنا وهو أمر خطير يمكن الاستمرار فيه إلى ما لا نهاية.

انفجار في الآمال..

خلص بالحاج محمدالى القول بأننا اليوم إزاء جيل يعاني حالة من الانفجار في الآمال والتطلعات والأحلام وفق الباحث طارق بالحاج محمد مضيفا أن هذا الجيل تبدو له العائلة عاجزة أو مقصرة في تحقيق هذه الآمال وحيث تعجز المدرسة عن تزويده بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة الحياة ويقع فريسة للإدمان وشبكات الجريمة المنظمة مما يجعل الأطفال فريسة سهلة للسقوط في هاوية الانتحار.

فحيين يلاحقنا ويلاحق هذا الطفل اليافع الماضي بالتضحيات الجسيمة التي قدمتها الأجيال التي سبقته أملاً في العيش الكريم دون جدوى، وحين يقهره الحاضر عبر الإحساس بالعجز وقلة الحيلة بشكل يفقده احترامه لذاته واحترام الآخرين له، وحين يكون المستقبل مظلماً في عيونه نظراً لعدم وجود بوادر انفراج للوضع القائم، فهل تبقى له من خيارات كبرى لانجازها في الحياة خصوصا مع هشاشته النفسية والفكرية والعاطفية؟

مسؤولية من؟

تتراوح هذه المسؤولية المجتمعية بين الدولة والإعلام والمجتمع المدني والأسرة فعلى الدولة سن القوانين اللازمة لتنظيم القطاعات التابعة لها بحيث تكون حامية للطفولة عبر توفير الخدمات النفسية والاجتماعية اللازمة للإحاطة بالطفولة في هذه الحالات بحيث تصبح هذه الخدمات قارة ومتوفرة لمستحقيها، كما يلعب الاعلام دورا أساسيا سواء باحترام اخلاقيات المهنة التي تخص الطفولة بإجراءات وشعارات وإعلانات معينة متعارف عليها عالميا،أو عبر تقديم المعارف والثقافة السيكولوجية اللازمة التي تنمي مهارات التعامل مع الأطفال في مثل هذه الوضعيات والتي تقدم إلى كل المشرفين على الفضاءات التي يؤمها الطفل ينتفع بها الأولياء والمنشطون والمربون... كما أن للمجتمع المدني دور مهم في هذه العملية يتراوح بين رقابة الدولة والإعلام وتحفيزهم على أداء دورهم وكذلك تأطير الأطفال ورعايتهم وتربيتهم على ثقافة المواطنة والمشاركة وتحمل المسؤولية بما يعزز حصانتهم النفسية.