بعد 21 عاما على آخر هجوم صنف آنذاك بالإرهابي في جزيرة جربة واستهدف موسم حج الغريبة، سجلت منطقة الكنيس اليهودي سيناريو مشابه، أين تمكن عون حرس بحري مسلح من تجاوز الحواجز الأمنية وإطلاق النار على زوار وأمنيين كانوا متواجدين هناك وانتهت المواجهة بوفاته و5 آخرين منهم ثلاثة من قوات الأمن وزائرين أحدهما تونسي والآخر فرنسي الجنسية، فضلا عن تسجيل عدد من الجرحى في صفوف الأمنيين والمدنيين على حد السواء.
وحسب المعطيات الأولية التي تم تقديمها عبر بيان رسمي لوزارة الداخلية، قام العون بقتل زميل له والاستيلاء على رشاشه الذي استعمله لاحقا، ونظرا انه كان يرتدي الزي الرسمي للحرس البحري فان الحواجز الأمنية لم تتخذ في شأنه الإجراءات المشددة التي كانت تعتمدها في مثل هذه المناسبة.
وتختلف القراءات في علاقة بما وقع عشية أول أمس، حيث تدفع روايات نحو القول أن ما وقع لا علاقة له بالعمليات الإرهابية أو التنظيمات المتشددة، وهي لا تعدو أن تكون حادثة مسلحة خطيرة ونتاج لخلاف بين زميلين أمنيين، كان إخراجها متمسرحا وأخذ بعد التطرف العنيف.
وتقول هذه القراءة النفسية السوسيولوجية أن الانتقامية والسلوك الإرهابي غير مرتبط إلزاما بالانتماءات الدينية، فالتعريف الفكري لفعل "أرهب" بما هو تسبب في ذعر وإرهاب وتخويف الغير هو موجود في السلوكيات العامة للأفراد وهي ظاهرة لا تضمحل ويمكن أن تغذيها أكثر من مرجعية فكرية وإيديولوجية ونفسية.. وتشدد نفس القراءة على أن السلوك الإرهابي مفهوم متعدد الهويات يتدخل فيه ما هو مجتمعي وعلائقي ونفسي وانتماء فكري وثقافي.. وطبقا لهذا الطرح يمكن اعتبار ما وقع أول أمس في جزيرة جربة، عملية عارضة تداخلت فيها عوامل متعددة النفسي والذاتي، وردة الفعل المتطرفة، خلاف بين أجهزة الدولة، والصيغة الإرهابية.. والرغبة في الظهور والتخليد حتى وإن كان عبر الموت وقتل الغير..
في حين تعتبر قراءات أخرى أن ما وقع له علاقة بما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأساسا مدينة غزة. ويمكن أن يتم ربطه وتنزيله أيضا في إطار السياق العام التونسي السياسي الذي يشهد تراجعا للإسلام السياسي ومتابعة قضائية لقياداته واهم شخصياته وهي راشد الغنوشي ويمكن بالتالي أن تكون العملية بمرجعية متطرفة إرهابية أيضا.
ويقول في تصريح لـ"الصباح" الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب مختار بن نصر، إن العملية قد تزامنت مع موسم الغريبة وفيها بالتالي استهداف لتونس وللموسم السياحي، ولحسن الحظ حسب توصيفه إن ردة الفعل الأمنية كانت سريعة وتداعيات ما وقع تمت محاصرته.
وبين بن نصر انه وجب الحفاظ على اليقظة المطلوبة والحذر من مثل هذه العناصر التي تتبنى فكرا متطرفا والتي يكون وقعها أعمق عندما تكون في الجهاز الأمني.
وبين الرئيس السابق للجنة مكافحة الإرهاب أن الفكر المتطرف مازال متواجدا، ومازال يريد إرباك البلاد واستهداف امنها واستقرارها، وحتى مع ما تسجله القوات الامنية خلال الاشهر وحتى السنوات الاخيرة من نجاحات في رصد هذه المجموعات وتفكيكها، من خلال تصريحات وبلاغات شهرية تصدر عن وزارة الداخلية تكشف تفكيك خلايا إرهابية أو إلقاء القبض على متطرفين وعناصر إرهابية. ونبه في نفس السياق الى اننا يجب ان نعلم ونتجهز الى ان هذه المجموعات دائما جاهزة لرد الفعل، واعتبر ان ما تشهده البلاد اليوم من محاكمات لقيادات حزب سياسي بمرجعية اسلامية متورطة في عمليات التسفير وما شهدته البلاد من اغتيالات سياسية واحداث عنف وارهاب في السنوات الاخيرة، قد تكون من الأسباب لهكذا عمليات.
في نفس الوقت لم يستبعد مختار بن نصر ان تكون العملية ايضا لها علاقة بما تعيشه الأراضي الفلسطينية، وهو عبارة عن رد فعل تنديدا بما يواجهه الفلسطينيون على يد الإسرائيليين في غزة.
وللإشارة شهدت جزيرة جربة عمليتين سابقتين، استهدفا كلاهما ايضا موسم حج الغريبة والكنيس اليهودي بالذات الاولى كانت في 11 افريل 2002، والثانية تعود الى سنة 1985 وهي شبيهة بما وقع اول امس اين قام ايضا شرطي بالهجوم على الزور وقتل عددا منهم.
وينتظم حج كنيس الغريبة سنويا بين شهري افريل وماي ويكون بالتزامن مع اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي. فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوس متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة. ويعتبر البعض من اليهود بقدسية المكان نسبة إلى زعمهم تواجد حجر من هيكل سليمان يقولون إنه موجود في قبو المعبد منذ نحو ألفي عام.
ريم سوودي
تونس- الصباح
بعد 21 عاما على آخر هجوم صنف آنذاك بالإرهابي في جزيرة جربة واستهدف موسم حج الغريبة، سجلت منطقة الكنيس اليهودي سيناريو مشابه، أين تمكن عون حرس بحري مسلح من تجاوز الحواجز الأمنية وإطلاق النار على زوار وأمنيين كانوا متواجدين هناك وانتهت المواجهة بوفاته و5 آخرين منهم ثلاثة من قوات الأمن وزائرين أحدهما تونسي والآخر فرنسي الجنسية، فضلا عن تسجيل عدد من الجرحى في صفوف الأمنيين والمدنيين على حد السواء.
وحسب المعطيات الأولية التي تم تقديمها عبر بيان رسمي لوزارة الداخلية، قام العون بقتل زميل له والاستيلاء على رشاشه الذي استعمله لاحقا، ونظرا انه كان يرتدي الزي الرسمي للحرس البحري فان الحواجز الأمنية لم تتخذ في شأنه الإجراءات المشددة التي كانت تعتمدها في مثل هذه المناسبة.
وتختلف القراءات في علاقة بما وقع عشية أول أمس، حيث تدفع روايات نحو القول أن ما وقع لا علاقة له بالعمليات الإرهابية أو التنظيمات المتشددة، وهي لا تعدو أن تكون حادثة مسلحة خطيرة ونتاج لخلاف بين زميلين أمنيين، كان إخراجها متمسرحا وأخذ بعد التطرف العنيف.
وتقول هذه القراءة النفسية السوسيولوجية أن الانتقامية والسلوك الإرهابي غير مرتبط إلزاما بالانتماءات الدينية، فالتعريف الفكري لفعل "أرهب" بما هو تسبب في ذعر وإرهاب وتخويف الغير هو موجود في السلوكيات العامة للأفراد وهي ظاهرة لا تضمحل ويمكن أن تغذيها أكثر من مرجعية فكرية وإيديولوجية ونفسية.. وتشدد نفس القراءة على أن السلوك الإرهابي مفهوم متعدد الهويات يتدخل فيه ما هو مجتمعي وعلائقي ونفسي وانتماء فكري وثقافي.. وطبقا لهذا الطرح يمكن اعتبار ما وقع أول أمس في جزيرة جربة، عملية عارضة تداخلت فيها عوامل متعددة النفسي والذاتي، وردة الفعل المتطرفة، خلاف بين أجهزة الدولة، والصيغة الإرهابية.. والرغبة في الظهور والتخليد حتى وإن كان عبر الموت وقتل الغير..
في حين تعتبر قراءات أخرى أن ما وقع له علاقة بما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأساسا مدينة غزة. ويمكن أن يتم ربطه وتنزيله أيضا في إطار السياق العام التونسي السياسي الذي يشهد تراجعا للإسلام السياسي ومتابعة قضائية لقياداته واهم شخصياته وهي راشد الغنوشي ويمكن بالتالي أن تكون العملية بمرجعية متطرفة إرهابية أيضا.
ويقول في تصريح لـ"الصباح" الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب مختار بن نصر، إن العملية قد تزامنت مع موسم الغريبة وفيها بالتالي استهداف لتونس وللموسم السياحي، ولحسن الحظ حسب توصيفه إن ردة الفعل الأمنية كانت سريعة وتداعيات ما وقع تمت محاصرته.
وبين بن نصر انه وجب الحفاظ على اليقظة المطلوبة والحذر من مثل هذه العناصر التي تتبنى فكرا متطرفا والتي يكون وقعها أعمق عندما تكون في الجهاز الأمني.
وبين الرئيس السابق للجنة مكافحة الإرهاب أن الفكر المتطرف مازال متواجدا، ومازال يريد إرباك البلاد واستهداف امنها واستقرارها، وحتى مع ما تسجله القوات الامنية خلال الاشهر وحتى السنوات الاخيرة من نجاحات في رصد هذه المجموعات وتفكيكها، من خلال تصريحات وبلاغات شهرية تصدر عن وزارة الداخلية تكشف تفكيك خلايا إرهابية أو إلقاء القبض على متطرفين وعناصر إرهابية. ونبه في نفس السياق الى اننا يجب ان نعلم ونتجهز الى ان هذه المجموعات دائما جاهزة لرد الفعل، واعتبر ان ما تشهده البلاد اليوم من محاكمات لقيادات حزب سياسي بمرجعية اسلامية متورطة في عمليات التسفير وما شهدته البلاد من اغتيالات سياسية واحداث عنف وارهاب في السنوات الاخيرة، قد تكون من الأسباب لهكذا عمليات.
في نفس الوقت لم يستبعد مختار بن نصر ان تكون العملية ايضا لها علاقة بما تعيشه الأراضي الفلسطينية، وهو عبارة عن رد فعل تنديدا بما يواجهه الفلسطينيون على يد الإسرائيليين في غزة.
وللإشارة شهدت جزيرة جربة عمليتين سابقتين، استهدفا كلاهما ايضا موسم حج الغريبة والكنيس اليهودي بالذات الاولى كانت في 11 افريل 2002، والثانية تعود الى سنة 1985 وهي شبيهة بما وقع اول امس اين قام ايضا شرطي بالهجوم على الزور وقتل عددا منهم.
وينتظم حج كنيس الغريبة سنويا بين شهري افريل وماي ويكون بالتزامن مع اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي. فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوس متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة. ويعتبر البعض من اليهود بقدسية المكان نسبة إلى زعمهم تواجد حجر من هيكل سليمان يقولون إنه موجود في قبو المعبد منذ نحو ألفي عام.