ليس من باب الحط من المعنويات القول والإقرار بان الحادثة الإرهابية، بمعبد الغريبة بجربة ليلة أول أمس، لن تمر دون تداعيات على سياحتنا واقتصادنا وصورة بلادنا. فالواضح ودون شك أن الجهة التي خططت ومن خلال اختيار التوقيت والمكان ورمزية المناسبة الدينية وحساسيتها في نطاقها الوطني والعالمي كانت تبحث عن ضربة موجعة في ظرف دقيق كالذي تمر به تونس لا سيما ماليا واقتصاديا.
ومن الطبيعي والبديهي أن تتجه الانظار في علاقة بالمخاوف من التداعيات المحتملة إلى المجال السياحي لأن العارفين بالقطاع عادة ما يربطون بين نجاح موسم حج الغريبة ونجاح بقية الموسم السياحي. وكل المؤشرات والتصريحات الرسمية كانت تتحدث عن بوادر موسم سياحي جيد كان يعول عليه كثيرا لسد جزء من احتياجات تونس لتمويل ميزانية الدولة في ظل الصعوبات الراهنة لتأمين التمويلات اللازمة. ورغم المسارعة إلى بث خطاب طمأنة عن عدم تسجيل أي الغاء للحجوزات وتواصل الثقة في الوجهة السياحية التونسية وفي جزيرة جربة لقضاء العطلة الصيفية هذا الموسم وتأكيد وزير السياحة محمد المعز بلحسين، على حفاظ كل الرحلات المبرمجة قدوما ومغادرة نحو تونس وجزيرة جربة على نسقها العادي دون أي تغيير أو إلغاء، واعتماد مثل هذا الخطاب مطلوب ومحمود دون شك، إلا أن طريقة تعاطي الإعلام الأجنبي مع الحادثة في دقائقها وساعاتها الأولى وما تم تداوله وذلك الربط بين الحادثة ومعاداة السامية يعد في حد ذاته مؤشرا كافيا على توقع تأثيرات سلبية على بقية الموسم السياحي وعلى برمجة كبرى شركات السياحية العالمية ومنظمي الرحلات نحو تونس.
صورة تونس
الجانب الثاني من تداعيات عملية جربة يرتبط بصورة تونس في العموم، وطبعا هذا سيؤثر بدوره على الجانب الأول الخاص باقبال السائح والترويج لتونس كوجهة سياحية آمنة.
وفي تصريح له تعليقا على العملية أكّد وزير السياحة السابق روني الطرابلسي على أن هذا الهجوم "قد يؤثر على صورة تونس في العالم خاصّة أن اغلب وسائل الإعلام قد تناولته، لهذا يجب أن يتوحّد الجميع وعدم إعطاء الإرهاب أي فرصة لبثّ دعوات التفرقة أو التقسيم بين أبناء الشعب الواحد.. وعلينا مواجهة مشاكلنا بكل صراحة ووضع حدّ للخلط بين القضية الفلسطينية- الإسرائيلية وبين يهود جربة"، على حد تعبيره.
بدورها نبهت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أمس "الى تداعيات مثل هذه العملية الإرهابية على صورة تونس في الخارج داعية السلط التونسية للتعجيل بالكشف عن ملابسات الجريمة"، وفق نص بيانها الذي أدانت فيه بشدة العلمية ووصفتها بالشنيعة والجبانة.
وتتعلق المخاوف على صورة تونس في جزء كبير منها بمسارعة بعض الأطراف الأجنبية إلى الربط بين عملية جربة ومعاداة السامية على غرار ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس عندما تعهد بمواصلة محاربة الكراهية المعادية للسامية بلا هوادة وذلك في تعليق على الهجوم الذي جد بجزيرة جربة يوم امس.
وكتب ماكرون في تغريدة على صفحته بموقع “تويتر” الهجوم على كنيس الغريبة يصدمنا..، نفكر بألم في الضحايا وفي الشعب التونسي وأصدقائنا”.
واضاف “نقف الى جانب عائلة مواطننا الذي قتل.. سنحارب دائما وبلا هوادة الكراهية المعادية للسامية”.
وردا على ما تم تداوله بهذا الخصوص تضمن بيان التنديد بعملة جربة الصادر عن الاتحاد العام التونسي للشغل الإشارة إلى " رفض التوظيف الذي عمدت إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والدوائر الخارجية بتصنيفها هذه الجريمة الإرهابية النكراء باطلا ضمن ما يسمّى زورا بمعاداة السامية قصد الإساءة إلى تونس"، وفق نص البيان.
الحد من التداعيات
كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى "الإسراع بوضع إستراتيجية واضحة لمعالجة آثار هذه العملية الإرهابية والحدّ من تداعياتها الاقتصادية".
ولعل هذا هو الأهم والمطلوب اليوم للحد من التداعيات السلبية المحتملة ولإفشال ما أراده منفذو عملية جربة.
وقد شدد الدبلوماسي والسفير السابق، نجيب حشانة، في مداخلة إذاعية أمس على أنّ "البلاد التونسية ستظلّ كعادتها واقفة وثابة، وجربة لن تفقد روحها، ولكن لا بدّ أن لا نسقط في الشكّ ونُطمئن الداخل والخارج..".
مضيفا "قبل كلّ شيء، لا بدّ أن نُحسن إدارة هذا الظرف بكلّ صدق وشفافية.. فالأمر يستوجب رسالة طمأنة من جميع المسؤولين، بما في ذلك رئيس الجمهورية المسؤول الأوّل عن السياسة الخارجيّة للبلاد..".
كما ثمّن نجيب حشانة البيانات الدولية، التي تعكس وفق تقديره، التضامن الواسع مع تونس، قائلا "إنّه لمس في البيانات الدولية، الدعم والمساندة والوقوف إلى جانب تونس في هذا الظرف".
م.ي
تونس-الصباح
ليس من باب الحط من المعنويات القول والإقرار بان الحادثة الإرهابية، بمعبد الغريبة بجربة ليلة أول أمس، لن تمر دون تداعيات على سياحتنا واقتصادنا وصورة بلادنا. فالواضح ودون شك أن الجهة التي خططت ومن خلال اختيار التوقيت والمكان ورمزية المناسبة الدينية وحساسيتها في نطاقها الوطني والعالمي كانت تبحث عن ضربة موجعة في ظرف دقيق كالذي تمر به تونس لا سيما ماليا واقتصاديا.
ومن الطبيعي والبديهي أن تتجه الانظار في علاقة بالمخاوف من التداعيات المحتملة إلى المجال السياحي لأن العارفين بالقطاع عادة ما يربطون بين نجاح موسم حج الغريبة ونجاح بقية الموسم السياحي. وكل المؤشرات والتصريحات الرسمية كانت تتحدث عن بوادر موسم سياحي جيد كان يعول عليه كثيرا لسد جزء من احتياجات تونس لتمويل ميزانية الدولة في ظل الصعوبات الراهنة لتأمين التمويلات اللازمة. ورغم المسارعة إلى بث خطاب طمأنة عن عدم تسجيل أي الغاء للحجوزات وتواصل الثقة في الوجهة السياحية التونسية وفي جزيرة جربة لقضاء العطلة الصيفية هذا الموسم وتأكيد وزير السياحة محمد المعز بلحسين، على حفاظ كل الرحلات المبرمجة قدوما ومغادرة نحو تونس وجزيرة جربة على نسقها العادي دون أي تغيير أو إلغاء، واعتماد مثل هذا الخطاب مطلوب ومحمود دون شك، إلا أن طريقة تعاطي الإعلام الأجنبي مع الحادثة في دقائقها وساعاتها الأولى وما تم تداوله وذلك الربط بين الحادثة ومعاداة السامية يعد في حد ذاته مؤشرا كافيا على توقع تأثيرات سلبية على بقية الموسم السياحي وعلى برمجة كبرى شركات السياحية العالمية ومنظمي الرحلات نحو تونس.
صورة تونس
الجانب الثاني من تداعيات عملية جربة يرتبط بصورة تونس في العموم، وطبعا هذا سيؤثر بدوره على الجانب الأول الخاص باقبال السائح والترويج لتونس كوجهة سياحية آمنة.
وفي تصريح له تعليقا على العملية أكّد وزير السياحة السابق روني الطرابلسي على أن هذا الهجوم "قد يؤثر على صورة تونس في العالم خاصّة أن اغلب وسائل الإعلام قد تناولته، لهذا يجب أن يتوحّد الجميع وعدم إعطاء الإرهاب أي فرصة لبثّ دعوات التفرقة أو التقسيم بين أبناء الشعب الواحد.. وعلينا مواجهة مشاكلنا بكل صراحة ووضع حدّ للخلط بين القضية الفلسطينية- الإسرائيلية وبين يهود جربة"، على حد تعبيره.
بدورها نبهت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أمس "الى تداعيات مثل هذه العملية الإرهابية على صورة تونس في الخارج داعية السلط التونسية للتعجيل بالكشف عن ملابسات الجريمة"، وفق نص بيانها الذي أدانت فيه بشدة العلمية ووصفتها بالشنيعة والجبانة.
وتتعلق المخاوف على صورة تونس في جزء كبير منها بمسارعة بعض الأطراف الأجنبية إلى الربط بين عملية جربة ومعاداة السامية على غرار ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس عندما تعهد بمواصلة محاربة الكراهية المعادية للسامية بلا هوادة وذلك في تعليق على الهجوم الذي جد بجزيرة جربة يوم امس.
وكتب ماكرون في تغريدة على صفحته بموقع “تويتر” الهجوم على كنيس الغريبة يصدمنا..، نفكر بألم في الضحايا وفي الشعب التونسي وأصدقائنا”.
واضاف “نقف الى جانب عائلة مواطننا الذي قتل.. سنحارب دائما وبلا هوادة الكراهية المعادية للسامية”.
وردا على ما تم تداوله بهذا الخصوص تضمن بيان التنديد بعملة جربة الصادر عن الاتحاد العام التونسي للشغل الإشارة إلى " رفض التوظيف الذي عمدت إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والدوائر الخارجية بتصنيفها هذه الجريمة الإرهابية النكراء باطلا ضمن ما يسمّى زورا بمعاداة السامية قصد الإساءة إلى تونس"، وفق نص البيان.
الحد من التداعيات
كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى "الإسراع بوضع إستراتيجية واضحة لمعالجة آثار هذه العملية الإرهابية والحدّ من تداعياتها الاقتصادية".
ولعل هذا هو الأهم والمطلوب اليوم للحد من التداعيات السلبية المحتملة ولإفشال ما أراده منفذو عملية جربة.
وقد شدد الدبلوماسي والسفير السابق، نجيب حشانة، في مداخلة إذاعية أمس على أنّ "البلاد التونسية ستظلّ كعادتها واقفة وثابة، وجربة لن تفقد روحها، ولكن لا بدّ أن لا نسقط في الشكّ ونُطمئن الداخل والخارج..".
مضيفا "قبل كلّ شيء، لا بدّ أن نُحسن إدارة هذا الظرف بكلّ صدق وشفافية.. فالأمر يستوجب رسالة طمأنة من جميع المسؤولين، بما في ذلك رئيس الجمهورية المسؤول الأوّل عن السياسة الخارجيّة للبلاد..".
كما ثمّن نجيب حشانة البيانات الدولية، التي تعكس وفق تقديره، التضامن الواسع مع تونس، قائلا "إنّه لمس في البيانات الدولية، الدعم والمساندة والوقوف إلى جانب تونس في هذا الظرف".