باحثة في علم الاجتماع: الطفولة لا تحترم في تونس.. مهمشة ودون مراقبة
تونس – الصباح
خلف ظهور مجموعة من الأطفال وهم يؤدون أغنية "راب" حاملين أسلحة بيضاء صدمة مما أثار جدلا واسعا حول استغلال الأطفال رقميا ما استدعى تدخل السلط للكشف عمن يقف وراء هذا الاعتداء على الطفولة باعتبار أن الذين ظهروا في الفيديو، الذي يحمل عنوان "وقتك اعرف كيف تستغله"، مجموعة من الأطفال والمراهقين كانوا ضحية استغلال.
ويبدو أن ظاهرة الاستغلال أو العنف الرقمي الذي يتعرض لها الأطفال في تونس انتشرت منذ مدة حيث أكّدت وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السّنّ، آمال بلحاج موسى، في مارس الماضي أنّ 90% من الإشعارات الواردة على مكاتب مندوبي حماية الطفولة والمتعلّقة بالعنف الرقمي ضدّ الأطفال تهمّ وضعيّات استغلال جنسي، بالإضافة إلى التأثير الخطير للألعاب الإلكترونية الخطرة على الأطفال، مؤكّدة على المراهنة على دور الأسرة في مكافحة العنف الرقمي ضدّ الأطفال.
ودعت الوزيرة لدى افتتاحها أشغال الورشة الوطنية لعرض نتائج التقييم المؤسساتي لوقاية الأطفال وحمايتهم من العنف الرقمي ووضع خطة عمل وطنيّة لمكافحته، إلى ضرورة مضاعفة جهود كل الأطراف المعنيّة المتدخّلة قصد إصدار قانون تشريعي خاص بالجرائم الإلكترونية والعنف الرقمي المسلّط على الأطفال.
وتبرز الآثار النفسية السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على صحة الأطفال بشدة، لأن بنيتهم العقلية والنفسية لا تزال في مرحلة النمو، وأبرز هذه الآثار هي الميل إلى العدوانية والعنف، سواء بغرض التقليد، أو التعبير عن مشاعر تتولّد نتيجة المحتوى السيئ وكذلك في انحرافات سلوكية مختلفة إلى جانب أعراض أخرى مثل العزلة أو الاكتئاب أو الخوف من الناس.
وعلى خلفية فيديو الأطفال الذي شاع بشكل واسع على منصات "التواصل الاجتماعي في بحر الأسبوع الفارط فان وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ قد أذنت لمصالحها المعنيّة بالتنسيق مع الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بإدارة الشرطة العدلية لتحديد مكان تصوير فيديو "صادم" تم تداوله لمجموعة من الأطفال القصّر يردّدون أغنية "وقتك أعرف كيفاش تستغلّو" ويجسّدون مشاهد راقصة رافعين أسلحة بيضاء متنوعة ومختلفة الأحجام.
وأكدت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، في بلاغ، لها أنه سيتمّ فور استيفاء الإجراءات الجارية بالتنسيق مع المصالح الأمنية والسلطة القضائيّة، التعهد بوضعيات الأطفال المشاركين في تجسيد الأغنية واتخاذ الإجراءات الجزائية اللازمة ضدّ كل من يثبت إدانته في استغلال وضعيات الأطفال أو التقصير البيّن في حماية مصلحتهم الفضلى طبقا لأحكام مجلة حماية الطفل.
وأهابت الوزارة بالأولياء بالاضطلاع بدورهم في مرافقة ومراقبة ورعاية أبنائهم والسهر على متابعة وضعياتهم ووقايتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مذكّرة بواجب الامتناع عن نشر الفيديوهات والصور التي يكون موضوعها الأطفال القصّر واحترام الأحكام القانونيّة المنظمّة للتعاطي مع صورة الطفل وحماية حقوقه.
ولفتت إلى أنّ المركز الوطني للإعلامية الموجّهة للطفل يضع على ذمّة العموم كرّاسا بيداغوجيّا مبسطا حول الاستعمال الآمن للأطفال لشبكة الأنترنات وأنها ستعمل بالتنسيق مع الهياكل المعنيّة بالأمن السيبرني والسلامة المعلوماتية لتكثيف التوعية حول المخاطر التي تتهدّد مصلحة الطفل في الفضاء الرقمي وسبل التوقّي من تداعياتها الخطيرة.
وقد اعتبرت نسرين بن بلقاسم الباحثة في علم الاجتماع أن الفيديو الذي انتشر للأطفال وهم يغنون أغنية "راب" حاملين أسلحة بيضاء كان ناتج لاستهلاك العنف سواء من الوسط العائلي أو المدرسة أو وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل غياب مراقبة الأطفال لان الطفولة في تونس تعيش بمفردها والعائلة كمؤسسة فقدت دورها وأصبحت تستغل الأطفال في الحرقة والتسول والاستغلال الرقمي.
ونبهت بن بلقاسم من أن الأطفال في خطر كبير متسائلة عن دور الدولة في عديد الظواهر التي انتشرت بشكل واسع في السنوات الأخيرة في علاقة بالأطفال من الانقطاع المبكر عن الدراسة والحرقة واستهلاك المخدرات وصولا إلى الفيديو كليب.
كما أكدت محدثتنا بان الطفولة لا تحترم في تونس وهي مهمشة دون مراقبة ولهذا نجد تأثيرات كبيرة على الأطفال من خلال استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
وتطرقت الباحثة في علم الاجتماعي إلى حجب الأعداد خلال السنة الدراسية الحالية مؤكدة أن حرمان الأطفال من أعدادهم هو نوع من العنف المعنوي على الأطفال وما يعيشه الطفل اليوم هو نتيجة إلى وضع اجتماعي غير مستقر في تونس.
وكان قد كشفت دراسات وتقارير سابقة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حول ظاهرة العنف في تونس، تصدّر العنف الإجرامي أشكال العنف المسجّلة، بنسبة 36.39 في المائة، فيما يحلّ "العنف الانفعالي"، في المركز الثاني، بنسبة 23.21 في المائة، يليه العنف الأسري بـ 8.78 في المائة، ثم العنف العلائقي بـ 8.06 في المائة، والعنف الجنسي بنسبة 7.59 في المائة. وأضاف التقرير السنوي الذي رصد العنف في تونس، خلال العام الماضي، بأنّ نسبة العنف الفردي بلغت 49.63 في المائة، مقابل 50.37 في المائة للعنف الجماعي.
جهاد الكلبوسي
باحثة في علم الاجتماع: الطفولة لا تحترم في تونس.. مهمشة ودون مراقبة
تونس – الصباح
خلف ظهور مجموعة من الأطفال وهم يؤدون أغنية "راب" حاملين أسلحة بيضاء صدمة مما أثار جدلا واسعا حول استغلال الأطفال رقميا ما استدعى تدخل السلط للكشف عمن يقف وراء هذا الاعتداء على الطفولة باعتبار أن الذين ظهروا في الفيديو، الذي يحمل عنوان "وقتك اعرف كيف تستغله"، مجموعة من الأطفال والمراهقين كانوا ضحية استغلال.
ويبدو أن ظاهرة الاستغلال أو العنف الرقمي الذي يتعرض لها الأطفال في تونس انتشرت منذ مدة حيث أكّدت وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السّنّ، آمال بلحاج موسى، في مارس الماضي أنّ 90% من الإشعارات الواردة على مكاتب مندوبي حماية الطفولة والمتعلّقة بالعنف الرقمي ضدّ الأطفال تهمّ وضعيّات استغلال جنسي، بالإضافة إلى التأثير الخطير للألعاب الإلكترونية الخطرة على الأطفال، مؤكّدة على المراهنة على دور الأسرة في مكافحة العنف الرقمي ضدّ الأطفال.
ودعت الوزيرة لدى افتتاحها أشغال الورشة الوطنية لعرض نتائج التقييم المؤسساتي لوقاية الأطفال وحمايتهم من العنف الرقمي ووضع خطة عمل وطنيّة لمكافحته، إلى ضرورة مضاعفة جهود كل الأطراف المعنيّة المتدخّلة قصد إصدار قانون تشريعي خاص بالجرائم الإلكترونية والعنف الرقمي المسلّط على الأطفال.
وتبرز الآثار النفسية السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على صحة الأطفال بشدة، لأن بنيتهم العقلية والنفسية لا تزال في مرحلة النمو، وأبرز هذه الآثار هي الميل إلى العدوانية والعنف، سواء بغرض التقليد، أو التعبير عن مشاعر تتولّد نتيجة المحتوى السيئ وكذلك في انحرافات سلوكية مختلفة إلى جانب أعراض أخرى مثل العزلة أو الاكتئاب أو الخوف من الناس.
وعلى خلفية فيديو الأطفال الذي شاع بشكل واسع على منصات "التواصل الاجتماعي في بحر الأسبوع الفارط فان وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ قد أذنت لمصالحها المعنيّة بالتنسيق مع الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بإدارة الشرطة العدلية لتحديد مكان تصوير فيديو "صادم" تم تداوله لمجموعة من الأطفال القصّر يردّدون أغنية "وقتك أعرف كيفاش تستغلّو" ويجسّدون مشاهد راقصة رافعين أسلحة بيضاء متنوعة ومختلفة الأحجام.
وأكدت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، في بلاغ، لها أنه سيتمّ فور استيفاء الإجراءات الجارية بالتنسيق مع المصالح الأمنية والسلطة القضائيّة، التعهد بوضعيات الأطفال المشاركين في تجسيد الأغنية واتخاذ الإجراءات الجزائية اللازمة ضدّ كل من يثبت إدانته في استغلال وضعيات الأطفال أو التقصير البيّن في حماية مصلحتهم الفضلى طبقا لأحكام مجلة حماية الطفل.
وأهابت الوزارة بالأولياء بالاضطلاع بدورهم في مرافقة ومراقبة ورعاية أبنائهم والسهر على متابعة وضعياتهم ووقايتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مذكّرة بواجب الامتناع عن نشر الفيديوهات والصور التي يكون موضوعها الأطفال القصّر واحترام الأحكام القانونيّة المنظمّة للتعاطي مع صورة الطفل وحماية حقوقه.
ولفتت إلى أنّ المركز الوطني للإعلامية الموجّهة للطفل يضع على ذمّة العموم كرّاسا بيداغوجيّا مبسطا حول الاستعمال الآمن للأطفال لشبكة الأنترنات وأنها ستعمل بالتنسيق مع الهياكل المعنيّة بالأمن السيبرني والسلامة المعلوماتية لتكثيف التوعية حول المخاطر التي تتهدّد مصلحة الطفل في الفضاء الرقمي وسبل التوقّي من تداعياتها الخطيرة.
وقد اعتبرت نسرين بن بلقاسم الباحثة في علم الاجتماع أن الفيديو الذي انتشر للأطفال وهم يغنون أغنية "راب" حاملين أسلحة بيضاء كان ناتج لاستهلاك العنف سواء من الوسط العائلي أو المدرسة أو وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل غياب مراقبة الأطفال لان الطفولة في تونس تعيش بمفردها والعائلة كمؤسسة فقدت دورها وأصبحت تستغل الأطفال في الحرقة والتسول والاستغلال الرقمي.
ونبهت بن بلقاسم من أن الأطفال في خطر كبير متسائلة عن دور الدولة في عديد الظواهر التي انتشرت بشكل واسع في السنوات الأخيرة في علاقة بالأطفال من الانقطاع المبكر عن الدراسة والحرقة واستهلاك المخدرات وصولا إلى الفيديو كليب.
كما أكدت محدثتنا بان الطفولة لا تحترم في تونس وهي مهمشة دون مراقبة ولهذا نجد تأثيرات كبيرة على الأطفال من خلال استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
وتطرقت الباحثة في علم الاجتماعي إلى حجب الأعداد خلال السنة الدراسية الحالية مؤكدة أن حرمان الأطفال من أعدادهم هو نوع من العنف المعنوي على الأطفال وما يعيشه الطفل اليوم هو نتيجة إلى وضع اجتماعي غير مستقر في تونس.
وكان قد كشفت دراسات وتقارير سابقة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حول ظاهرة العنف في تونس، تصدّر العنف الإجرامي أشكال العنف المسجّلة، بنسبة 36.39 في المائة، فيما يحلّ "العنف الانفعالي"، في المركز الثاني، بنسبة 23.21 في المائة، يليه العنف الأسري بـ 8.78 في المائة، ثم العنف العلائقي بـ 8.06 في المائة، والعنف الجنسي بنسبة 7.59 في المائة. وأضاف التقرير السنوي الذي رصد العنف في تونس، خلال العام الماضي، بأنّ نسبة العنف الفردي بلغت 49.63 في المائة، مقابل 50.37 في المائة للعنف الجماعي.