إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لمياء الشوك لـ"الصباح": "أحكيلي".. تطبيقة على الهاتف الجوال للمساعدة النفسية في أي مكان وأي زمان

 

تونس – الصباح

بدأت الفكرة بين 10 أشخاص منذ ثلاث سنوات في إطار شركة ناشئة تُقدم خدمات عن بعد في الصحة النفسية ليتطور العدد إلى 16 شخصا بعد نجاح الفريق في صنع الفارق والتجديد في مجال يصعب على المقبلين عليه أن يخترقوا من خلاله العقليات و"التابوهات" الاجتماعية في تونس.

فالحديث عن الصحة النفسية أو الطب النفسي يحيل مباشرة إلى الأذهان مصطلحات بعينها كـ"الإصابة بالجنون".."مجنون"... "شخص فقد عقله"..، وغيرها من الأفكار التي التصقت بالأذهان والعقليات والموروث الاجتماعي.. والحال مغاير تماما لما هو سائد، بما أنه شئنا أم أبينا أغلب الناس في حاجة، وفي مثل هذه التطورات ومصاعب الحياة، إما إلى الفضفضة أو إلى من يستمع إليه أو من يساعده على الخروج من حالته النفسية ربما المتأزمة، وهو ما توفره تطبيقة "أحكيلي".

أكّدت مؤسسة هذه التطبيقة لمياء الشوك في تصريح لـ"الصباح" أن "استغلال التطبيقة انطلق منذ سنة 2020، ومنذ ذلك الوقت نعمل على تطويرها إلى أن أصبحت التطبيقة على الهاتف الجوال يمكن لأي شخص تنزيلها والولوج إليها واختيارالأخصائي النفساني الذي يريد التعامل معه وفي الوقت الذي يريده والطريقة التي يختارها إما بالاتصال الصوتي أو الفيديو أو "التشات" أي فقط الكتابة".

وأضافت أنّ "كل هذه الخطوات تتم في كنف السرية التامة بالحفاظ على المعطيات الشخصية ودون الكشف عن الهويات والأسماء حتى نؤمن الراحة النفسية للأشخاص عند التعامل والتوجه للأخصائيين النفسانيين الذين يكونون بدورهم ذوي خبرة ومعترف بهم".

وقالت لمياء الشوك "أحدثنا هذه التطبيقة لأنه لا يوجد أي تطور في مجال يهمّ الصحة "البسيكولوجية" للإنسان، ولا أعني الطب النفسي الذي يخضع للأدوية، بل المقصود به هو الاستماع للشخص ومساعدته ومرافقته نفسيا خطوة بخطوة. وفي تونس لا يوجد مثل هذه التطبيقة التي اتسع استغلالها حتى على مستوى المغرب والجزائر، ونقوم بتقديم خدمات بأسعار تفاضلية مقبولة وفي متناول العديد من الأشخاص".

وقالت لمياء الشوك "نتمنى أن يتسع مجال بعث مثل هذه الشركات الناشئة في مجال الصحة النفسية، فنحن منذ سنة 2020 إلى يومنا هذا قمنا بـ12 ألف  حصة عن بعد ونعمل أيضا مع 8 شركات تونسية وأجنبية وشاركنا في سنة 2022 في قافلة صحية مع "صونوفي" في إطار التحسيس بأهمية الصحة النفسية وتنقلنا بـ25 مدينة وبـ18 ولاية بما يقارب ألف حصة مجانية".

وأضافت "نلمس في العديد من الأشخاص حاجتهم إلى العلاج النفسي، والأرقام تدلّ على ذلك، فنسعى بالتالي من خلال ما نقدمه من خدمات ونصائح للدفع من أجل تجاوز الحاجز الاجتماعي والعقلية السائدة حتى لا تبقى عائقا أمام أي شخص يبحث عن الراحة النفسية".

في جانب آخر، فسرت لمياء الشوك أن لا علاقة للخدمات التي تقدمها تطبيقة "أحكيلي" بمجال الطبّ النفسي الذي يستخدم فيه الدواء، وبالتالي لا إشكالات ولا علاقة بينهم وبين عمادة الأطباء.

في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنّ الكثيرين يخلطون، كما ورد في مقال تفسيري على موقع الجزيرة نت، "بين علم النفس والطب النفسي لأسباب كثيرةٍ، منها أنّهما مجالان يتقاطعان مع بعضهما فعلًا، بل ويتشاركان في علاج الاضطرابات النفسية المختلفة. والوعي بالفرق بينهما هو أمرٌ مهمٌّ كمعرفة أساسية تساعد في الاختيار الصحيح عند الاستشارة".

ويضيف المقال أنّ "علم النّفس هو مجال شديد الاتّساع وشديد التّفرع كذلك، يهتمّ بدراسة العمليات العقلية (Mental) والسلوكية (Behavioral) لدى البشر. طبّ النفس على الجهة الأخرى هو فَرعٌ من الطبّ، فهو يُعنى بدراسة الاضطرابات النفسية وتشخيصها وعلاجها، ويكون الطبيب خبيرًا في استخدام الأدوية والعلاجات الأخرى في هذه الحالات".

ويبيّن أيضا أنه "على الطبيب النفسي (Psychiatrist) أن ينال درجة الطبّ البشريّ العام أوّلًا، ثم أن يتخصّص تحديدًا في الطبّ النفسيّ وينال شهادة اختصاص تؤهّله لممارسة الطبّ النفسيّ ووصف الأدوية. بينما يصبح الشخص عالم نفس (Psychologist) بدراسة تخصص علم النفس في البكالوريوس، وهي درجة تؤهله للعمل العام والتخصص بعد ذلك في مجالات واسعة ومتنوعة، ولكنها لا تؤهّل لوصف الأدوية أو حتى العلاج بالطرق النفسية غير الدوائية إلا بحدود معينة. ويستطيع الشخص بعد ذلك أن يكون مؤهّلًا ومتخصّصًا في العلاج النفسي (Psychotherapy) إذا حصل على درجة عالية في العلاج النفسي السريري (Clinical Psychology)".

إيمان عبد اللطيف

لمياء الشوك لـ"الصباح":  "أحكيلي".. تطبيقة على الهاتف الجوال للمساعدة النفسية في أي مكان وأي زمان

 

تونس – الصباح

بدأت الفكرة بين 10 أشخاص منذ ثلاث سنوات في إطار شركة ناشئة تُقدم خدمات عن بعد في الصحة النفسية ليتطور العدد إلى 16 شخصا بعد نجاح الفريق في صنع الفارق والتجديد في مجال يصعب على المقبلين عليه أن يخترقوا من خلاله العقليات و"التابوهات" الاجتماعية في تونس.

فالحديث عن الصحة النفسية أو الطب النفسي يحيل مباشرة إلى الأذهان مصطلحات بعينها كـ"الإصابة بالجنون".."مجنون"... "شخص فقد عقله"..، وغيرها من الأفكار التي التصقت بالأذهان والعقليات والموروث الاجتماعي.. والحال مغاير تماما لما هو سائد، بما أنه شئنا أم أبينا أغلب الناس في حاجة، وفي مثل هذه التطورات ومصاعب الحياة، إما إلى الفضفضة أو إلى من يستمع إليه أو من يساعده على الخروج من حالته النفسية ربما المتأزمة، وهو ما توفره تطبيقة "أحكيلي".

أكّدت مؤسسة هذه التطبيقة لمياء الشوك في تصريح لـ"الصباح" أن "استغلال التطبيقة انطلق منذ سنة 2020، ومنذ ذلك الوقت نعمل على تطويرها إلى أن أصبحت التطبيقة على الهاتف الجوال يمكن لأي شخص تنزيلها والولوج إليها واختيارالأخصائي النفساني الذي يريد التعامل معه وفي الوقت الذي يريده والطريقة التي يختارها إما بالاتصال الصوتي أو الفيديو أو "التشات" أي فقط الكتابة".

وأضافت أنّ "كل هذه الخطوات تتم في كنف السرية التامة بالحفاظ على المعطيات الشخصية ودون الكشف عن الهويات والأسماء حتى نؤمن الراحة النفسية للأشخاص عند التعامل والتوجه للأخصائيين النفسانيين الذين يكونون بدورهم ذوي خبرة ومعترف بهم".

وقالت لمياء الشوك "أحدثنا هذه التطبيقة لأنه لا يوجد أي تطور في مجال يهمّ الصحة "البسيكولوجية" للإنسان، ولا أعني الطب النفسي الذي يخضع للأدوية، بل المقصود به هو الاستماع للشخص ومساعدته ومرافقته نفسيا خطوة بخطوة. وفي تونس لا يوجد مثل هذه التطبيقة التي اتسع استغلالها حتى على مستوى المغرب والجزائر، ونقوم بتقديم خدمات بأسعار تفاضلية مقبولة وفي متناول العديد من الأشخاص".

وقالت لمياء الشوك "نتمنى أن يتسع مجال بعث مثل هذه الشركات الناشئة في مجال الصحة النفسية، فنحن منذ سنة 2020 إلى يومنا هذا قمنا بـ12 ألف  حصة عن بعد ونعمل أيضا مع 8 شركات تونسية وأجنبية وشاركنا في سنة 2022 في قافلة صحية مع "صونوفي" في إطار التحسيس بأهمية الصحة النفسية وتنقلنا بـ25 مدينة وبـ18 ولاية بما يقارب ألف حصة مجانية".

وأضافت "نلمس في العديد من الأشخاص حاجتهم إلى العلاج النفسي، والأرقام تدلّ على ذلك، فنسعى بالتالي من خلال ما نقدمه من خدمات ونصائح للدفع من أجل تجاوز الحاجز الاجتماعي والعقلية السائدة حتى لا تبقى عائقا أمام أي شخص يبحث عن الراحة النفسية".

في جانب آخر، فسرت لمياء الشوك أن لا علاقة للخدمات التي تقدمها تطبيقة "أحكيلي" بمجال الطبّ النفسي الذي يستخدم فيه الدواء، وبالتالي لا إشكالات ولا علاقة بينهم وبين عمادة الأطباء.

في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنّ الكثيرين يخلطون، كما ورد في مقال تفسيري على موقع الجزيرة نت، "بين علم النفس والطب النفسي لأسباب كثيرةٍ، منها أنّهما مجالان يتقاطعان مع بعضهما فعلًا، بل ويتشاركان في علاج الاضطرابات النفسية المختلفة. والوعي بالفرق بينهما هو أمرٌ مهمٌّ كمعرفة أساسية تساعد في الاختيار الصحيح عند الاستشارة".

ويضيف المقال أنّ "علم النّفس هو مجال شديد الاتّساع وشديد التّفرع كذلك، يهتمّ بدراسة العمليات العقلية (Mental) والسلوكية (Behavioral) لدى البشر. طبّ النفس على الجهة الأخرى هو فَرعٌ من الطبّ، فهو يُعنى بدراسة الاضطرابات النفسية وتشخيصها وعلاجها، ويكون الطبيب خبيرًا في استخدام الأدوية والعلاجات الأخرى في هذه الحالات".

ويبيّن أيضا أنه "على الطبيب النفسي (Psychiatrist) أن ينال درجة الطبّ البشريّ العام أوّلًا، ثم أن يتخصّص تحديدًا في الطبّ النفسيّ وينال شهادة اختصاص تؤهّله لممارسة الطبّ النفسيّ ووصف الأدوية. بينما يصبح الشخص عالم نفس (Psychologist) بدراسة تخصص علم النفس في البكالوريوس، وهي درجة تؤهله للعمل العام والتخصص بعد ذلك في مجالات واسعة ومتنوعة، ولكنها لا تؤهّل لوصف الأدوية أو حتى العلاج بالطرق النفسية غير الدوائية إلا بحدود معينة. ويستطيع الشخص بعد ذلك أن يكون مؤهّلًا ومتخصّصًا في العلاج النفسي (Psychotherapy) إذا حصل على درجة عالية في العلاج النفسي السريري (Clinical Psychology)".

إيمان عبد اللطيف