- الأدب النسوي تأسيس لوعي نضالي وكتابتي عن الرجل مراجعة لموقع الرّجل في حياة كلّ امرأة خاصّة إذا كان رجل بطعم العفّة".
تونس – الصباح
بعد رواية "امرأة في منفى الكلمات" الصادرة سنة 2011 ورواية "السّيدة الوزيرة" سنة 2020 وتطور تجربة الكتابة عندها لتجمع بين التأريخ للجائحة والمذكّرات من خلال مذكّرات "طبيبة زمن الكورونا" سنة 2021 مع دار نشر "علّيسة"، اختارت الروائية والأكاديمية آمنة بوسعيدي مواصلة تجاربها الروائيّة الموغلة في الحريّة والانطلاق والخروج من النمطيّة والكتابة للرّجل بعد أن كرّست مسيرة سنوات من عمرها تكتب للمرأة.
وتسجل هذه الكاتبة حضورها في الدورة السابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب بروايتين الأولى عنوانها "بين غربتين"، والثانية "رجل بطعم العفّة" صادرتان في 2023 عن "دار سارة للنشر".
وفسرت آمنة بوسعيدي هذه النقلة النوعية في توجهها الفكري والثقافي وخروجها عن قضايا الجندر وتركيز اهتمامها على عنصر المرأة في كل كتاباتها ودراساتها التي قدمتها منذ أكثر من عقدين في حديثها عن هذه التجارب لـ"الصباح"، قائلة : "أعتقد أنه من الصعب الحديث عن تفاصيل تجربة مخاض الكتابة، لأنها تظل محنة ورحلة اغتراب مقدّس يعيشها أي كاتب وهو ينحتُ نصه ورهاناته الفكرية بين حرية الإبداع وناموس المُتاح. فلا يتهيّأ للكاتب أو الكاتبة بروح التمرّد الانطلاق بعيدا عن الذائقة المستحكمة في نفس الوقت هو مدعوّ لعيش تجربة الحرية والانطلاق كما يراها لا كما تُسطّرُ له ويرادُ له أن يراها. وفي هذا المفترق ولدت تجربتي".
وتعترف محدثتنا بأنها من خلال التجربتين الروائيتين الجديدتين أنها إنما "تُغالبُ السّائد المُتاح لتنحت تجربتها الخاصة والتّي تبحث من خلالها دوما عن التّفرد"مؤكدة أنها تتناول في رواية "بين غُربتين" غربة المُبدع ومحاولات الكاتبة خلق طرق للخلاص من "تابوت" السّائد بما في ذلك في مستوى فنيات الكتابة وتجديد مناهلها على أنّ الواقع يفرض نفسه وتلك مفارقات تُطرح للبحث.
وبين رواية الغربة واغتراب الروح في وطن لا موطن فيه للحلم، وفق تقديرها، تُحوّل الكاتبة آمنة بوسعيدي وجهتها من التمرد على السّائد إلى تبنّي مشروع فكري يؤسسُ لأنسنة الإنسان، باعتباره كائنا خلاّقا ومبدعا لا يمكن أن يفاوض في إنسانيته. وبعد صراع مرير ينتهي الأمر دائما بالانتصار للأدب النّسوي، لتكون الأديبة وفية في جوانب ما للبدايات لكن بنزعة أكثر جدية للإنعتاق والتحرر من القيود والجمود. وهو ما أكدته عبر كسر تابوت الكتابة النّسويّة ورغبتها في الالتحاق بمعنى الحياة الحقيقيّ، ولعلّها لحظة تصالح حقيقيّة يفرضها تراكم التجارب والتطور والتقدّم في خط الكتابة. وفي محاولة لاكتساب تجربة روائيّة موغلة في الحريّة والانطلاق والخروج من النمطيّة وجدت الكاتبة آمنة بوسعيدي نفسها تكتب للرّجل بعد أن كرّست مسيرة سنوات من عمرها تكتب للمرأة .
"الرجل" المغامرة
فكانت روايتها الثانية "رجل بطعم العفة" حمّالة استفهامات تختزل في أبعادها وبين ثنايا المعاني والسطور ما يدور في خلد "الأنثى" عن عالم الرجل، وهو ما حاولت تقريبا أن تثيره في هذه الرواية من خلال تساؤلها حول "ماهي مواصفات الرّجل الذي نغادرُ لأجله سنوات من العمر ونترك قناعات طالما تبنيناها لنكتبه؟
لذلك تضع هذه التجربة في مرتبة النضال. وفسرت ذلك قائلة: "أعتبر مروري للكتابة عن الرّجل خروجا فعليّا من مرحلة أسّستُ فيها لوعي نضالي يقاوم كلّ أشكال استضعاف المرأة واستنقاصها في مجتمعات عربية ما تزال قوانينها لحفظ كرامة المرأة تعتبر مجرد حبر على ورق. وللدّخول في مرحلة أريد من خلالها الوقوف في الضفّة الأخرى لأُتِمَّ بذلك شروط الرؤية الموضوعيّة للأشياء".
لذلك تعتبرها بمثابة بداية نضج الوعي والذهنية التّي تطرح فكرة الحياة من خلال لعبة الكتابة على أنها لا يمكن أن تكتمل إلا بثنائية المرأة والرّجل معا، عسى أن تكون فعلا لحظة فارقة. وأضافت: "ففي كلّ رواية أكتبها مثل روايتي "إمرأة في منفى الكلمات" أو روايتي الثّانية "السّيدة الوزيرة" وأيضا رواية "مذكّرات طبيبة زمن الكورونا"، كنت أشعر أنّ المرأة من خلال حبّي لها، هي ذلك الكائن السّحري بأسراره الكثيرة قد استنزفتني وحاولت مرارا أن أفكّ عقالي لأشعر بحرّيتي في الإنطلاق والكتابة بحرية خارج عوالمها
وأعلنُ أنّ الرجل هو احتمالات لعوالم لا حصر لها ومحاولة فكّ شفرات هذا الكائن الأكثر تعقيدا من المرأة".
وهي تقدم الرجل في روايتها كعالم يجمع بين اللغة والرموز والتشكّلات الخارجة عن السّيطرة ولا يمكنُ التّنبُؤ بسلوكاته أو فهمها أو إدراك سُبل التّواصل النّاجح مع هذا الكيان، خاصة أنها تكتب الرواية بأسلوب فلسفي يجعل عوالم رواياتها أقرب للتمثل وعالم الحكم والمُثل.
وعن مدى تقبل قرائها لهذا التجديد قالت: "صحيح أني بدأتُ أتحسّسُ تجربة الكتابة بكلّ توجّس لأنّي سأواجه جمهورا لم أعتد محاورته في عوالمه الخاصّة. وهو جمهور الرّجال. لذلك تتحوّل الكتابة إلى مغامرة وليس دوري أن أعلن النّجاح أو الفشل في خوض المغامرة ولكنّ دوري يكمنُ في أن أتحدّى عجزي وخوفي من الإقتحام. ومجرّد الاقتحام ولو بأدوات قليلة بالنّسبة لي يُعدُ خطوة واعدة. ومهما كانت الصّعوبات أنا أناضلُ لتستمرّ الحياة بشكليها المتوافقين في علاقة متكاملة وجميلة تعبّرُ عن طبيعة بشريّة لا تكتمل خارج سياقها الحتميّ وهي علاقة مثمرة مادامت تحترم سياقها الطبيعي في ثنائيّة المرأة والرّجل خاصة أن الذّائقة العربيّة في الأدب العربي بما في ذلك القديم تحتفل بالرجل ككائن مناضل بامتياز وما يحمله مفهوم الرجولة لديه من شهامة وعطاء وإيثار. ولهذا قد يكون الوقت مناسبا جدّا لأراجع موقع الرّجل في حياة كلّ امرأة خاصّة إذا كان رجل بطعم العفّة".
في جانب آخر من حديثها عن هذه المسألة ترى آمنة بوسعيدي أنّها اختارت القيام بمراجعات أبرز ما ترتب عنها قرارها بعدم الاقتصار على الأدب النّسوي، على اعتبار أنه "قد يهضم حق القارئ في قلمي وفي التطرّق لقضايا إنسانيّة أعمق". لذلك وضعت تجاربها الجديدة والأخرى التي بصدد الكتابة وقد ترى النور قريبا في خانة المحاولات للخروج من سجن التّنميط للتحرّر والتجدد بهدف الاقتراب من عالم الرّجل. وتقول أيضا: "فقد انحزتُ بما فيه الكفاية في سنوات من عمري للكتابة للمرأة واليوم أحقّقُ إنجازا لنفسي عندما أخرج عن التّصنيف لمعانقة الإنسانيّة في الرّجل باعتباره عالما من التّعقيدات النّفسيّة والحالات والتّراكمات التي تغري الكاتب والقارئ وتدفع للاقتراب منها ومحاولة فهمها. لذلك أنا أخوض تحدّيات عميقة مع إنسانيتي لفهمها من كلّ جوانبها".
الكتابة قصة وجود
وبسؤالها لمن تكتب آمنة بوسعيدي الأكاديمية المهتمة والمنشغلة بالأدب والفنون والكتابات النقدية في مجالات ثقافية وفنية وفكرية مختلفة باعتبار أنها حاصلة على الدكتورا ومحور أطروحتها أدب حديث ومسرح، أجابت: " أنا أكتب للإنسان أينما كان ومهما اختلف عنّي وأؤمنُ جدا أن الكتابة شخصيا تحفظني من التّلف. ففي ظلّ لعبة الموت البطيء التي نعيشها وتموت فيها إنسانيّةُ الإنسان أجد نفسي أكتبُ لأستعيد حريتي من قيود الواقع والمشاغل والأفكار ومنها أستعيد حقّي في الاختيار والتجدّد والخلق وبهذا المعنى أنا أكتبُ من أجلي. أكتُبُ لأقرع أسئلة الحيرة وأراكِ في مِرآةِ نفسي وتنعكسُ الظّلالُ والصُّورُ في نماذج لمجسّمات هي في خيالي فرصة لحياة أخرى تمرّ عبر قناة الفنّ والخلق والإبداع".
وهي تؤكد في جانب آخر من حديثها عن نفس الموضوع أنها تكتب لتعبر عن وجودها لتنقل بقلمها الإحساس بالأنسانية والتميز فيها وبمرور الزمن وتراكم التجارب تزداد تعلقا بخوض إنسانيتها عبر الكتابة والقراءة.
نزيهة الغضباني
- الأدب النسوي تأسيس لوعي نضالي وكتابتي عن الرجل مراجعة لموقع الرّجل في حياة كلّ امرأة خاصّة إذا كان رجل بطعم العفّة".
تونس – الصباح
بعد رواية "امرأة في منفى الكلمات" الصادرة سنة 2011 ورواية "السّيدة الوزيرة" سنة 2020 وتطور تجربة الكتابة عندها لتجمع بين التأريخ للجائحة والمذكّرات من خلال مذكّرات "طبيبة زمن الكورونا" سنة 2021 مع دار نشر "علّيسة"، اختارت الروائية والأكاديمية آمنة بوسعيدي مواصلة تجاربها الروائيّة الموغلة في الحريّة والانطلاق والخروج من النمطيّة والكتابة للرّجل بعد أن كرّست مسيرة سنوات من عمرها تكتب للمرأة.
وتسجل هذه الكاتبة حضورها في الدورة السابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب بروايتين الأولى عنوانها "بين غربتين"، والثانية "رجل بطعم العفّة" صادرتان في 2023 عن "دار سارة للنشر".
وفسرت آمنة بوسعيدي هذه النقلة النوعية في توجهها الفكري والثقافي وخروجها عن قضايا الجندر وتركيز اهتمامها على عنصر المرأة في كل كتاباتها ودراساتها التي قدمتها منذ أكثر من عقدين في حديثها عن هذه التجارب لـ"الصباح"، قائلة : "أعتقد أنه من الصعب الحديث عن تفاصيل تجربة مخاض الكتابة، لأنها تظل محنة ورحلة اغتراب مقدّس يعيشها أي كاتب وهو ينحتُ نصه ورهاناته الفكرية بين حرية الإبداع وناموس المُتاح. فلا يتهيّأ للكاتب أو الكاتبة بروح التمرّد الانطلاق بعيدا عن الذائقة المستحكمة في نفس الوقت هو مدعوّ لعيش تجربة الحرية والانطلاق كما يراها لا كما تُسطّرُ له ويرادُ له أن يراها. وفي هذا المفترق ولدت تجربتي".
وتعترف محدثتنا بأنها من خلال التجربتين الروائيتين الجديدتين أنها إنما "تُغالبُ السّائد المُتاح لتنحت تجربتها الخاصة والتّي تبحث من خلالها دوما عن التّفرد"مؤكدة أنها تتناول في رواية "بين غُربتين" غربة المُبدع ومحاولات الكاتبة خلق طرق للخلاص من "تابوت" السّائد بما في ذلك في مستوى فنيات الكتابة وتجديد مناهلها على أنّ الواقع يفرض نفسه وتلك مفارقات تُطرح للبحث.
وبين رواية الغربة واغتراب الروح في وطن لا موطن فيه للحلم، وفق تقديرها، تُحوّل الكاتبة آمنة بوسعيدي وجهتها من التمرد على السّائد إلى تبنّي مشروع فكري يؤسسُ لأنسنة الإنسان، باعتباره كائنا خلاّقا ومبدعا لا يمكن أن يفاوض في إنسانيته. وبعد صراع مرير ينتهي الأمر دائما بالانتصار للأدب النّسوي، لتكون الأديبة وفية في جوانب ما للبدايات لكن بنزعة أكثر جدية للإنعتاق والتحرر من القيود والجمود. وهو ما أكدته عبر كسر تابوت الكتابة النّسويّة ورغبتها في الالتحاق بمعنى الحياة الحقيقيّ، ولعلّها لحظة تصالح حقيقيّة يفرضها تراكم التجارب والتطور والتقدّم في خط الكتابة. وفي محاولة لاكتساب تجربة روائيّة موغلة في الحريّة والانطلاق والخروج من النمطيّة وجدت الكاتبة آمنة بوسعيدي نفسها تكتب للرّجل بعد أن كرّست مسيرة سنوات من عمرها تكتب للمرأة .
"الرجل" المغامرة
فكانت روايتها الثانية "رجل بطعم العفة" حمّالة استفهامات تختزل في أبعادها وبين ثنايا المعاني والسطور ما يدور في خلد "الأنثى" عن عالم الرجل، وهو ما حاولت تقريبا أن تثيره في هذه الرواية من خلال تساؤلها حول "ماهي مواصفات الرّجل الذي نغادرُ لأجله سنوات من العمر ونترك قناعات طالما تبنيناها لنكتبه؟
لذلك تضع هذه التجربة في مرتبة النضال. وفسرت ذلك قائلة: "أعتبر مروري للكتابة عن الرّجل خروجا فعليّا من مرحلة أسّستُ فيها لوعي نضالي يقاوم كلّ أشكال استضعاف المرأة واستنقاصها في مجتمعات عربية ما تزال قوانينها لحفظ كرامة المرأة تعتبر مجرد حبر على ورق. وللدّخول في مرحلة أريد من خلالها الوقوف في الضفّة الأخرى لأُتِمَّ بذلك شروط الرؤية الموضوعيّة للأشياء".
لذلك تعتبرها بمثابة بداية نضج الوعي والذهنية التّي تطرح فكرة الحياة من خلال لعبة الكتابة على أنها لا يمكن أن تكتمل إلا بثنائية المرأة والرّجل معا، عسى أن تكون فعلا لحظة فارقة. وأضافت: "ففي كلّ رواية أكتبها مثل روايتي "إمرأة في منفى الكلمات" أو روايتي الثّانية "السّيدة الوزيرة" وأيضا رواية "مذكّرات طبيبة زمن الكورونا"، كنت أشعر أنّ المرأة من خلال حبّي لها، هي ذلك الكائن السّحري بأسراره الكثيرة قد استنزفتني وحاولت مرارا أن أفكّ عقالي لأشعر بحرّيتي في الإنطلاق والكتابة بحرية خارج عوالمها
وأعلنُ أنّ الرجل هو احتمالات لعوالم لا حصر لها ومحاولة فكّ شفرات هذا الكائن الأكثر تعقيدا من المرأة".
وهي تقدم الرجل في روايتها كعالم يجمع بين اللغة والرموز والتشكّلات الخارجة عن السّيطرة ولا يمكنُ التّنبُؤ بسلوكاته أو فهمها أو إدراك سُبل التّواصل النّاجح مع هذا الكيان، خاصة أنها تكتب الرواية بأسلوب فلسفي يجعل عوالم رواياتها أقرب للتمثل وعالم الحكم والمُثل.
وعن مدى تقبل قرائها لهذا التجديد قالت: "صحيح أني بدأتُ أتحسّسُ تجربة الكتابة بكلّ توجّس لأنّي سأواجه جمهورا لم أعتد محاورته في عوالمه الخاصّة. وهو جمهور الرّجال. لذلك تتحوّل الكتابة إلى مغامرة وليس دوري أن أعلن النّجاح أو الفشل في خوض المغامرة ولكنّ دوري يكمنُ في أن أتحدّى عجزي وخوفي من الإقتحام. ومجرّد الاقتحام ولو بأدوات قليلة بالنّسبة لي يُعدُ خطوة واعدة. ومهما كانت الصّعوبات أنا أناضلُ لتستمرّ الحياة بشكليها المتوافقين في علاقة متكاملة وجميلة تعبّرُ عن طبيعة بشريّة لا تكتمل خارج سياقها الحتميّ وهي علاقة مثمرة مادامت تحترم سياقها الطبيعي في ثنائيّة المرأة والرّجل خاصة أن الذّائقة العربيّة في الأدب العربي بما في ذلك القديم تحتفل بالرجل ككائن مناضل بامتياز وما يحمله مفهوم الرجولة لديه من شهامة وعطاء وإيثار. ولهذا قد يكون الوقت مناسبا جدّا لأراجع موقع الرّجل في حياة كلّ امرأة خاصّة إذا كان رجل بطعم العفّة".
في جانب آخر من حديثها عن هذه المسألة ترى آمنة بوسعيدي أنّها اختارت القيام بمراجعات أبرز ما ترتب عنها قرارها بعدم الاقتصار على الأدب النّسوي، على اعتبار أنه "قد يهضم حق القارئ في قلمي وفي التطرّق لقضايا إنسانيّة أعمق". لذلك وضعت تجاربها الجديدة والأخرى التي بصدد الكتابة وقد ترى النور قريبا في خانة المحاولات للخروج من سجن التّنميط للتحرّر والتجدد بهدف الاقتراب من عالم الرّجل. وتقول أيضا: "فقد انحزتُ بما فيه الكفاية في سنوات من عمري للكتابة للمرأة واليوم أحقّقُ إنجازا لنفسي عندما أخرج عن التّصنيف لمعانقة الإنسانيّة في الرّجل باعتباره عالما من التّعقيدات النّفسيّة والحالات والتّراكمات التي تغري الكاتب والقارئ وتدفع للاقتراب منها ومحاولة فهمها. لذلك أنا أخوض تحدّيات عميقة مع إنسانيتي لفهمها من كلّ جوانبها".
الكتابة قصة وجود
وبسؤالها لمن تكتب آمنة بوسعيدي الأكاديمية المهتمة والمنشغلة بالأدب والفنون والكتابات النقدية في مجالات ثقافية وفنية وفكرية مختلفة باعتبار أنها حاصلة على الدكتورا ومحور أطروحتها أدب حديث ومسرح، أجابت: " أنا أكتب للإنسان أينما كان ومهما اختلف عنّي وأؤمنُ جدا أن الكتابة شخصيا تحفظني من التّلف. ففي ظلّ لعبة الموت البطيء التي نعيشها وتموت فيها إنسانيّةُ الإنسان أجد نفسي أكتبُ لأستعيد حريتي من قيود الواقع والمشاغل والأفكار ومنها أستعيد حقّي في الاختيار والتجدّد والخلق وبهذا المعنى أنا أكتبُ من أجلي. أكتُبُ لأقرع أسئلة الحيرة وأراكِ في مِرآةِ نفسي وتنعكسُ الظّلالُ والصُّورُ في نماذج لمجسّمات هي في خيالي فرصة لحياة أخرى تمرّ عبر قناة الفنّ والخلق والإبداع".
وهي تؤكد في جانب آخر من حديثها عن نفس الموضوع أنها تكتب لتعبر عن وجودها لتنقل بقلمها الإحساس بالأنسانية والتميز فيها وبمرور الزمن وتراكم التجارب تزداد تعلقا بخوض إنسانيتها عبر الكتابة والقراءة.