إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد | شهيد الأمعاء الخاوية ... عاش من أجل الحرية ومات لأجل الحرية

 

رحل "الشيخ" عدنان خضر ولم تتصدر صوره صفحات الإعلام العربي أو الغربي فموت شهيد خلف أسوار السجون بعد ثلاثة أشهر من معركة الأمعاء الخاوية إصرارا على رفض سطوة وقهر الاحتلال.. فمن أطلق ثورة الأسرى مع الأمعاء الخاوية لا يستحق هذا الاهتمام من الإعلام الدولي عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة.. تعرض للاعتقال اثني عشر مرة وسجن ثماني سنوات في سجون الاحتلال في إطار الاعتقال الإداري وفي كل مرة يتعرض للأسر لنفس السبب رفض الاحتلال وقيوده وممارساته البغيضة ...

عن سن الأربعة والأربعين توقفت حياة الاسير الفلسطيني عدنان خضر وقد وجب الإشارة إلى أنه مع مثل هذه الأحداث تنتفي كل الانتماءات للأحزاب والفصائل وتبقى الأولوية للانتماء الأسمى وهو الانتماء للأصل لراية فلسطين وحدها فقد كان عدنان خضر ابن جنين يرفض الاحتلال واملاءاته وناضل من اجل حريته وحرية كل الأسرى وترك حياته هناك خلف القضبان وكشف بذلك المزيد من جرائم الكيان الإسرائيلي في حقه وحق مواطنيه، ولكن كشف أيضا مجددا حجم اللامبالاة وما يتحلى به المجتمع الدولي من نفاق إذ لا يبدو أن كل صرخات المنظمات الحقوقية الفلسطينية وغيرها لإنقاذ الأسير عدنان خضر لم تفلح في الضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه أو التدخل لعلاجه من موت بات وشيكا.. بل لعل هذه المنظمات لم تبادر ولم تحرص على إنقاذ حياة عدنان خضر الذي كتب وصيته من خلف القضبان داعيا إلى منع الاحتلال من تشريح جثمانه ولا احد يدري إن كان سيكون بالإمكان احترام وصية الشهيد واستعادة جثمانه دون العبث به.. ست وثمانون يوما خاض حلالها الأسير عدنان خضر إضرابا عن الطعام وهي المرة السادسة على التوالي التي يدخل فيها معركة الأمعاء الخاوية رفضا لظلم الاحتلال وطوال الأيام الثمانية والستين لم تكلف  الحكومات الحليفة والصديقة لإسرائيل نفسها مهمة التدخل للإفراج عن الأسير لاستعادة حريته وإعلاء وصون كرامته.. أصر عدنان على الاستمرار في خوض إضرابه المفتوح وهو يطالب بالحرية التي كان ينالها دوما بعد كل إضراب، لكنها عاندته هذه المرة حتى أعلن استشهاده داخل زنزانة في سجن الرملة حيث كان محتجزا .. وطبعا كان المبرر الإسرائيلي جاهزا للتسويق على اعتبار أن عدنان خضر رفض الخضوع لفحوص طبية أو تلقي العلاج الطبي، والحال أن ما تعرض له خضر جريمة إنهاك وقتل بطيء والأسير الشهيد لم يطلب أكثر من حريته لإنهاء معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها بصبر وتحمل وكبرياء تعجز الكلمات عن وصفه  ...

وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدا، بينهم 65 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد أو القتل البطيء الذي يمارسه الاحتلال بدم بارد ويشترك فيه القضاء الإسرائيلي مع الجيش الإسرائيلي...

خاض الشيخ أول تجربة إضراب عن الطعام عام 2004 رفضًا لعزله في سجون الاحتلال واستمر 25 يوما وتكررت العملية ست مرات وفي كل مرة كانت المدة تطول أكثر.. في وصيته إلى عائلته يقول الأسير الشهيد "أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي…". وأضاف إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجّوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان".

وفي كلمته للشعب الفلسطيني، قال عدنان “هذه أرض الله ولنا فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب”.

يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القمة العربية القادمة في السعودية والتي ستعقد يوم 19 ماي الجاري، سيكون لها بصمة على الوضع العربي بصفة عامة..، نتمنى ذلك فعلا وانجازا وقطعا مع التسويف لا قولا أو شعارا أو هروبا إلى الأمام... يصعب التكهن بما ستفرزه قمة الرياض... وبين المنطق والعاطفة تتضارب القراءات والتوقعات... ولكن برغم قتامة المشهد وتعقيدات وخطورة الأزمات وتداخلها وتضارب لعبة المصالح وهشاشة الموقف العربي وأمام انعدام الخيارات يبقى الطريق السالك المتبقي أمام المشاركين في القمة أن ينتبهوا لحجم التحديات الإقليمية والدولية وأن يدركوا أن محكمة التاريخ دوما مفتوحة وسابقة لكل محاكم الحياة لتسجيل موقف أو حركة قد يستحيل تحقيقها إذا ما تحركت عجلة الأحداث لتسجل ما لا يمكن لكل عمليات التجميل إزالتها من محطات مصيرية في تقرير مستقبل الشعوب والأجيال ...

اسيا العتروس

ممنوع من الحياد  |  شهيد الأمعاء الخاوية ... عاش من أجل الحرية ومات لأجل الحرية

 

رحل "الشيخ" عدنان خضر ولم تتصدر صوره صفحات الإعلام العربي أو الغربي فموت شهيد خلف أسوار السجون بعد ثلاثة أشهر من معركة الأمعاء الخاوية إصرارا على رفض سطوة وقهر الاحتلال.. فمن أطلق ثورة الأسرى مع الأمعاء الخاوية لا يستحق هذا الاهتمام من الإعلام الدولي عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة.. تعرض للاعتقال اثني عشر مرة وسجن ثماني سنوات في سجون الاحتلال في إطار الاعتقال الإداري وفي كل مرة يتعرض للأسر لنفس السبب رفض الاحتلال وقيوده وممارساته البغيضة ...

عن سن الأربعة والأربعين توقفت حياة الاسير الفلسطيني عدنان خضر وقد وجب الإشارة إلى أنه مع مثل هذه الأحداث تنتفي كل الانتماءات للأحزاب والفصائل وتبقى الأولوية للانتماء الأسمى وهو الانتماء للأصل لراية فلسطين وحدها فقد كان عدنان خضر ابن جنين يرفض الاحتلال واملاءاته وناضل من اجل حريته وحرية كل الأسرى وترك حياته هناك خلف القضبان وكشف بذلك المزيد من جرائم الكيان الإسرائيلي في حقه وحق مواطنيه، ولكن كشف أيضا مجددا حجم اللامبالاة وما يتحلى به المجتمع الدولي من نفاق إذ لا يبدو أن كل صرخات المنظمات الحقوقية الفلسطينية وغيرها لإنقاذ الأسير عدنان خضر لم تفلح في الضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه أو التدخل لعلاجه من موت بات وشيكا.. بل لعل هذه المنظمات لم تبادر ولم تحرص على إنقاذ حياة عدنان خضر الذي كتب وصيته من خلف القضبان داعيا إلى منع الاحتلال من تشريح جثمانه ولا احد يدري إن كان سيكون بالإمكان احترام وصية الشهيد واستعادة جثمانه دون العبث به.. ست وثمانون يوما خاض حلالها الأسير عدنان خضر إضرابا عن الطعام وهي المرة السادسة على التوالي التي يدخل فيها معركة الأمعاء الخاوية رفضا لظلم الاحتلال وطوال الأيام الثمانية والستين لم تكلف  الحكومات الحليفة والصديقة لإسرائيل نفسها مهمة التدخل للإفراج عن الأسير لاستعادة حريته وإعلاء وصون كرامته.. أصر عدنان على الاستمرار في خوض إضرابه المفتوح وهو يطالب بالحرية التي كان ينالها دوما بعد كل إضراب، لكنها عاندته هذه المرة حتى أعلن استشهاده داخل زنزانة في سجن الرملة حيث كان محتجزا .. وطبعا كان المبرر الإسرائيلي جاهزا للتسويق على اعتبار أن عدنان خضر رفض الخضوع لفحوص طبية أو تلقي العلاج الطبي، والحال أن ما تعرض له خضر جريمة إنهاك وقتل بطيء والأسير الشهيد لم يطلب أكثر من حريته لإنهاء معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها بصبر وتحمل وكبرياء تعجز الكلمات عن وصفه  ...

وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدا، بينهم 65 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد أو القتل البطيء الذي يمارسه الاحتلال بدم بارد ويشترك فيه القضاء الإسرائيلي مع الجيش الإسرائيلي...

خاض الشيخ أول تجربة إضراب عن الطعام عام 2004 رفضًا لعزله في سجون الاحتلال واستمر 25 يوما وتكررت العملية ست مرات وفي كل مرة كانت المدة تطول أكثر.. في وصيته إلى عائلته يقول الأسير الشهيد "أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي…". وأضاف إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجّوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان".

وفي كلمته للشعب الفلسطيني، قال عدنان “هذه أرض الله ولنا فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب”.

يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القمة العربية القادمة في السعودية والتي ستعقد يوم 19 ماي الجاري، سيكون لها بصمة على الوضع العربي بصفة عامة..، نتمنى ذلك فعلا وانجازا وقطعا مع التسويف لا قولا أو شعارا أو هروبا إلى الأمام... يصعب التكهن بما ستفرزه قمة الرياض... وبين المنطق والعاطفة تتضارب القراءات والتوقعات... ولكن برغم قتامة المشهد وتعقيدات وخطورة الأزمات وتداخلها وتضارب لعبة المصالح وهشاشة الموقف العربي وأمام انعدام الخيارات يبقى الطريق السالك المتبقي أمام المشاركين في القمة أن ينتبهوا لحجم التحديات الإقليمية والدولية وأن يدركوا أن محكمة التاريخ دوما مفتوحة وسابقة لكل محاكم الحياة لتسجيل موقف أو حركة قد يستحيل تحقيقها إذا ما تحركت عجلة الأحداث لتسجل ما لا يمكن لكل عمليات التجميل إزالتها من محطات مصيرية في تقرير مستقبل الشعوب والأجيال ...

اسيا العتروس