لا تُقاس العظمة الحقيقية للإنسان عندما يكون مرتاحًا، لكن عندما يمر بفترة من الشكّ وعدم اليقين .
لأنّ عظمة الإنسان تقاس بأعماله لا بكلماته.
الفارق الأول بين الرجل ذي القيمة العالية والآخر غير الناضج هو الوعي بالذات .
يعرف الرجل الحقيقي من هو، ويعرف ما هو قادر عليه، وقبل كل شيء، يعرف ماذا وكيف في لحظة فارقة يعيشها وطنه؟
فاجأ الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي وهو أول أمين عام للمنظمة الشغيلة بعد الثورة من مواليد مدينة القيروان، بتقدير موقف من مبادرة المنظمة الشغيلة مفيدا أنه: "لا يحمل موقفا منها، لأنه لم يطلع على فحواها"!، موضحا أنه يبقى نقابيا وابن اتحاد الشغل ويساهم في عدة مسائل لا تؤثر على هذا ولا على ذاك، ولا تدفع نحو موقف معين لطرف دون طرف أخر، وفق تعبيره .
أثار تصريح العباسي أسئلة كثيرة، بما هو موصول بهذا التبرّؤ الواضح من منظمة كان لها فضل دخوله التاريخ من الباب الكبير بالفوز باسمها وضمن رباعي الحوار الوطني بجائزة "نوبل" للسلام .
تكبر الأسئلة عندما تصدر هذه المواقف من "قيّم" الذي هو أساسا شخصية رمزية تجسد النظام والانضباط .
كان قبل ذلك، العباسي محل اهتمام وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة بمناسبة صدور كتابه أو بالأحرى مذكّراته "تونس والفرص المهدورة" وهي بمثابة شهادات على عصر تونس الحديث، خاصة سنوات ما بعد 14 جانفي 2011 والتي كان للاتحاد صولات وجولات فيها.
يلخّص عنوان الكتاب موقف تشاؤم الأمين العام السابق للاتحاد من راهن تونس الحالي، بل يتّجه القول إن الحلول أصبحت صعبة، وهو ما يفسّر ذلك الموقف السلبي الذي اتخذه من مبادرة الاتحاد الأخيرة، كأنه يوحي لنا أنها مبادرة وُلدت خارج سياقاتها وفي الوقت الضّائع، بما يتّجه الى ما لوحظ حتى من قبل القيادة النقابية الحالية بالمفاجأة بالحديث عن كونها مبادرة للمستقبل !!!.
كان العباسي في مذكراته حاسما في ثلاثة عناوين، هي:
- الاتجاه الإسلامي وما كان يضمره للبلاد .
- إسماعيل السحباني الذي اتهمه بخيانة الاتحاد في مناسبتين .
- الطيب البكوش الذي قال عنه كونه ليس من طينة العاشوريين الذين يحترمهم كثيرا، باعتبار أن العمل النقابي من وجهة نظر العباسي يفرض التخلي عن الأبراج العاجية وهو ما لم ينضبط له البكوش .
بخصوص العنوان الأول كان العباسي جريئا واضحا حتى في تصريحاته، مفيدا أن الاتحاد واجه الإسلام السياسي وناضل ضدّ محاولات بناء مجتمع تونسي جديد يخدم فئة معيّنة من هذه النوعية من الإسلام .
قال كذلك إن: "الاتحاد عارض بشكل علني وواضح وفيه نوع من التحدّي حركة النهضة التي نعتها بأبشع النعوت وكان أول من وصف أتباعها بـ"خفافيش الظلام " !.
إن فلسفة القيادة أصلا هي امتلاك النفوذ، من طبيعة موقعه، توفَر هذا النفوذ وهذه السلطة بيد العباسي ليجعلا من أعتى منظماتنا الوطنية سدّا منيعا ضدّ هذه الأطراف التي لم تخف مشروعها في إقحام البلاد ضمن أجندات إقليمية خارجية خدمة لجهات معيّنة، تحديدا وكما قال: "ضدّ محاولات بناء مجتمع تونسي جديد يخدم فئة معيّنة من الإسلام السياسي".
بلا شكّ آمن العباسي بكون القيادة الناجحة هي مزيج من الرّؤية الواضحة والإستراتيجية والشخصية، ولو أنّه طولب بأن يتخلى عن إحداها، لرفض، لهذا وكما كلّ الأعمال بنتائجها عشنا سنوات مع منظمة شغيلة كانت في مقدمة كلَ القوى السياسية والاجتماعية في معركة السيادة والوطن .
بقلم: أبوبكر الصغير
سوف يحتاج المرء الكثير لكي يخلد اسمه في التاريخ.
لا تُقاس العظمة الحقيقية للإنسان عندما يكون مرتاحًا، لكن عندما يمر بفترة من الشكّ وعدم اليقين .
لأنّ عظمة الإنسان تقاس بأعماله لا بكلماته.
الفارق الأول بين الرجل ذي القيمة العالية والآخر غير الناضج هو الوعي بالذات .
يعرف الرجل الحقيقي من هو، ويعرف ما هو قادر عليه، وقبل كل شيء، يعرف ماذا وكيف في لحظة فارقة يعيشها وطنه؟
فاجأ الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي وهو أول أمين عام للمنظمة الشغيلة بعد الثورة من مواليد مدينة القيروان، بتقدير موقف من مبادرة المنظمة الشغيلة مفيدا أنه: "لا يحمل موقفا منها، لأنه لم يطلع على فحواها"!، موضحا أنه يبقى نقابيا وابن اتحاد الشغل ويساهم في عدة مسائل لا تؤثر على هذا ولا على ذاك، ولا تدفع نحو موقف معين لطرف دون طرف أخر، وفق تعبيره .
أثار تصريح العباسي أسئلة كثيرة، بما هو موصول بهذا التبرّؤ الواضح من منظمة كان لها فضل دخوله التاريخ من الباب الكبير بالفوز باسمها وضمن رباعي الحوار الوطني بجائزة "نوبل" للسلام .
تكبر الأسئلة عندما تصدر هذه المواقف من "قيّم" الذي هو أساسا شخصية رمزية تجسد النظام والانضباط .
كان قبل ذلك، العباسي محل اهتمام وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة بمناسبة صدور كتابه أو بالأحرى مذكّراته "تونس والفرص المهدورة" وهي بمثابة شهادات على عصر تونس الحديث، خاصة سنوات ما بعد 14 جانفي 2011 والتي كان للاتحاد صولات وجولات فيها.
يلخّص عنوان الكتاب موقف تشاؤم الأمين العام السابق للاتحاد من راهن تونس الحالي، بل يتّجه القول إن الحلول أصبحت صعبة، وهو ما يفسّر ذلك الموقف السلبي الذي اتخذه من مبادرة الاتحاد الأخيرة، كأنه يوحي لنا أنها مبادرة وُلدت خارج سياقاتها وفي الوقت الضّائع، بما يتّجه الى ما لوحظ حتى من قبل القيادة النقابية الحالية بالمفاجأة بالحديث عن كونها مبادرة للمستقبل !!!.
كان العباسي في مذكراته حاسما في ثلاثة عناوين، هي:
- الاتجاه الإسلامي وما كان يضمره للبلاد .
- إسماعيل السحباني الذي اتهمه بخيانة الاتحاد في مناسبتين .
- الطيب البكوش الذي قال عنه كونه ليس من طينة العاشوريين الذين يحترمهم كثيرا، باعتبار أن العمل النقابي من وجهة نظر العباسي يفرض التخلي عن الأبراج العاجية وهو ما لم ينضبط له البكوش .
بخصوص العنوان الأول كان العباسي جريئا واضحا حتى في تصريحاته، مفيدا أن الاتحاد واجه الإسلام السياسي وناضل ضدّ محاولات بناء مجتمع تونسي جديد يخدم فئة معيّنة من هذه النوعية من الإسلام .
قال كذلك إن: "الاتحاد عارض بشكل علني وواضح وفيه نوع من التحدّي حركة النهضة التي نعتها بأبشع النعوت وكان أول من وصف أتباعها بـ"خفافيش الظلام " !.
إن فلسفة القيادة أصلا هي امتلاك النفوذ، من طبيعة موقعه، توفَر هذا النفوذ وهذه السلطة بيد العباسي ليجعلا من أعتى منظماتنا الوطنية سدّا منيعا ضدّ هذه الأطراف التي لم تخف مشروعها في إقحام البلاد ضمن أجندات إقليمية خارجية خدمة لجهات معيّنة، تحديدا وكما قال: "ضدّ محاولات بناء مجتمع تونسي جديد يخدم فئة معيّنة من الإسلام السياسي".
بلا شكّ آمن العباسي بكون القيادة الناجحة هي مزيج من الرّؤية الواضحة والإستراتيجية والشخصية، ولو أنّه طولب بأن يتخلى عن إحداها، لرفض، لهذا وكما كلّ الأعمال بنتائجها عشنا سنوات مع منظمة شغيلة كانت في مقدمة كلَ القوى السياسية والاجتماعية في معركة السيادة والوطن .