ظاهرة التحيل ليست بالجديدة فقد سبق وأن عرف تاريخ المجتمع التونسي وحتى التاريخ القريب العديد من مثل هذه الوضعيات التي ارتبطت بالشعوذة والتحيل والاستقطاب الى التنظيمات الإجرامية وكانت ترتكز على نقاط رئيسية تتمثل اساسا في الهشاشة النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأشخاص حيث تجد أرضية لمحاولة الهيمنة على الفئات الضعيفة وهي ليست الفئات الفقيرة فقط وإنما قد تكون فئات مستواها التعليمي عالي ومتقدم ولكن من حيث التنشية الاجتماعية هناك ضعف ما يجعلها في وضعية نفسية هشة وبالتالي هدفا سهلا للمتحيلين والشبكات الاجرامية.
مفيدة القيزاني
وقد شهدت بلادنا العديد من حالات الشعوذة التي تطورت الى اغتصاب وابتزاز، وقد تمت الاطاحة مؤخرا بمشعوذ خطير ينشط بولاية نابل وقد استغل ضحاياه في ممارسات جنسية وتمت الاطاحة به على إثر توفّر معلومات لدى الوحدات الأمنية لفرقة الشرطة العدلية بنابل مفادها استغلال شخص في عقده الثالث من العمر حسابات عبر مواقع التواصل الإجتماعي للترويج لقدرته على علاج الأمراض الروحانية والسحر، ليتبيّن بعد إجراء جملة من التحريات تعمّده ممارسة نشاطه بمنزل على وجه الكراء بجهة نابل بمساعدة امرأة، ليقع مداهمته بعد التنسيق مع النيابة العمومية بمعية مختلف الوحدات الأمنية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بنابل أين تم القبض عليه ومساعدته رفقة إحدى حريفاته.
وبتفتيش المنزل عُثر على أوراق "تعزيم" وصور شمسية يستعملها المشعوذ في ممارسة نشاطه المذكور، إضافة إلى تحوّزه على مقاطع فيديو بهاتفه الجوال توثق ممارسات جنسية مع عدد من حريفاته بعد استقطابهن بتعلّة العلاج.
مشعوذ في قبضة أمن القرجاني..
وفي وقت سابق وفي اطار ملاحقة المشعوذين الذين يستغلون صفحات عير مواقع التواصل الاحتماعي نجح أعوان الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني في الإطاحة بمشعوذ محل عدة مناشير تفتيش وأحكام بالسجن ويستغل حسابا فايسبوكيا لاستدراج ضحاياه من النساء بدعوى علاجهن ليعتدي عليهن جنسيا ويسرق مصوغهن.
وكان منطلق التتبع في القضية على إثر تقدم فتاة بشكاية ضد شخص يستغل حسابا فايسبوكيا تحت اسم "حكيم روحاني" اتهمته فيها بالتحيل والاغتصاب، وبسماع المتضررة ذكرت بأنها تواصلت عن طريق "الفايسبوك" مع الشخص المذكور والذي اوهمها بأنه مختص في المداواة بالقرآن والرقية الشرعية وبخلاف محادثاتهما الفايسبوكية التقت المتضررة الحكيم الروحاني المزعوم في مناسبتين بمدينة قرمبالية.
وأضافت المتضررة خلال سماعها بأن المظنون فيه عمد في مناسبة ثالثة التقته فيها إلى تحويل وجهتها واغتصابها كما قام بافتكاك مصوغها.
وبتقدم التحريات من قبل وحدات الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بجهاز الشرطة العدلية بالقرجاني وبعد إجراء جملة من التحريات الميدانية تمكنت الوحدات من تحديد هوية المظنون فيه والذي اتضح بأنه شاب يبلغ من العمر 38 عاما كما ثبت من خلال الأبحاث بأنه تلقى جملة من الحوالات المالية بمبالغ مالية متفاوتة وصلت إلى حدود 20 الف دينار وقد تم من خلال هذه الحوالات التعرف على هوية عدد من المتضررات.
وأما المتضررات فقد اكدن بانهن تعرضن إلى عمليات تحيل من قبل المظنون فيه عبر "فايسبوك" دون لقائه حيث طلب منهن تمكينه من مبالغ مالية لقاء علاجهن كما طلب منهن إرسال صور تبين أماكن حساسة من أجسادهن بتعلة علاجهن، كما أكدت بعض المتضررات بانهن التقين بالمظنون فيه في عديد المناسبات بمنزله ومنهن من مكنته من مصوغها الذي يقدر بعشرات الالاف من الدنانير.
الكمين.. بناء على جملة المعطيات التي توفرت لديهم تمكن أعوان الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بجهاز الشرطة العدلية بالقرجاني من الاطاحة بالمظنون فيه بعد نصب كمين محكم له حيث اعترف بتحيله على المتضررات وايهامهن بأنه حكيم روحاني وبمعاينة هاتفه الجوال تم العثور على 18 حسابا إلكترونيا مفتعلا يحمل صور إعلاميين وفنانيين يستغلهم المشعوذ لحصد الإعجاب والتعاليق على صفحته الخاصة لكسب ثقة متابعيه على صفحته الإلكترونية.
وبعرض هوية الحكيم المزعوم على الناظم الآلي تبين وأنه محل ثمانية مناشير تفتيش ومحكوم عليه بـ47 سنة سجنا من أجل إصدار شيكات بدون رصيد، وقد تم فتح بحث في شأنه من أجل تهم تتعلق بالاغتصاب والتحيل وغصب أموال الغير باستعمال الحيلة عبر الشبكة العمومية للاتصالات.
ملف "بلقاسم"..
تاتي هذه القضية اشهرا قليلة بعد حصول قضية مشابهة عرفت لدى الرأي العام بقضية "بلقاسم" وهي تتعلق كذلك بمشعوذ تحيل على ضحاياه من النساء واعتدى عليهن وقبلها وتحديدا خلال شهر جوان 2020 تمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بتاجروين من ولاية الكاف، من القبض على شيخ فى عقده السادس صادرة في حقه ثلاثة مناشير تفتيش بتهمة التحيل والسرقة وقد انتحل الشيخ المذكور صفة عراف مغربي مقيم في بلادنا ويمارس الشعوذة.
وقد أقدم في مناسبتين على اغتصاب إثنتين من حريفاته علاوة على تحرشه بعدد آخر من الضحايا.
وتعلقت بالمشعوذ تهم تحيل أخرى حيث كان يعمد أحيانا إلى انتحال صفة محام ويعد ضحاياه بالتدخل لفائدتهم لدى القضاء والمحاكم وقام بإقناع عدد من متساكني المنطقة بأن له قدرة على استخراج الكنوز مقابل مده بمبالغ مالية كبيرة.
بالعودة الى ما عرف بملف المشعوذ بلقاسم الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بتناقل وقائع حادثة غريبة أصابت متابعي برنامج "الحقائق الأربع" وهم يشاهدون تقريرها التلفزي الذي عرض شهادات لنساء وفتيات اعترفن بإقامتهن علاقات جنسية مع مشعوذ تمكن من إقناعهن بقدراته الخارقة على علاجهن من كل أنواع السحر و"التعطيل"وفك" العكس و"النحس" عن طريق المعاشرة الجنسية وحدها دون سواها وعرض البرنامج تسجيلا مع المشعوذ عن طريق كاميرا مخفية وقد اعترف أنه عالج ما بين 800 و900 امرأة بمبالغ مالية في حدود مائتي دينار أو أكثر بقليل موزعة على 14 حصة علاج على أن توفر له "المريضة" مقرا لتلقي الحصص بالإضافة إلى الفواكه الجافة واللحوم الطازجة.
المشعوذ تم إيقافه ووجهت له تهما تتعلق بالاغتصاب الجنسي تحت طائلة الاستضعاف، والتحرش الجنسي والتّحيل والتطبيب.
وحول هذا الملف الصادم الذي تناقلته وسائل إعلام محلية وعربية قال الجهاز الأمني إن المشعوذ المعروف باسم بلقاسم بلغت معلومات حوله لاعوان وإطارات الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بادارة الشرطة العدلية بالقرجاني
مفادها تعمد شخص يستغل حسابا على شبكة الفيسبوك إلى استدراج الفتيات للاعتداء عليهن جنسيا بتعلة معالجتهن روحانيا وبعد جملة من التحريات الميدانية المكثفة وبسماع عدد من الضحايا،تم التوصل إلى معرفة هويته وتبين انه قاطن بجهة اريانة وهو من مواليد 1969 وبتفتيش منزله اثر التنسيق مع النيابة العمومية باريانة تم العثور على هاتفين وجهاز كاميرا تبين احتواءها على مقاطع فيديو يظهر فيها المظنون فيه بصدد ممارسة الجنس مع الضحايا.
وبتعميق الأبحاث في الموضوع اعترف بلقاسم بما نسب اليه مؤكدا ايهام ضحاياه باتباع طريقة المعالجة الروحانية لاشباع رغباته الجنسية.. وقد تمت الإحاطة النفسيه بالمتضررات في مرحلة أولى من قبل ضباط مختصين في علم النفس التابعين لجهاز الشرطة العدلية وفي مرحلة ثانية تم تسخير أخصائيين من خارج الجهاز.
مشعوذ "المنستير"..
وفي ذات السياق سجلت في وقت سابق بولاية المنستير حادثة مشابهة ذات اطوار صادمة حيث تحول فيها شاب يعاني من الحرمان والكبت الجنسي على الارجح الى عرّاف يتظاهر بتفسير الاحلام واصطياد المعجبات بصفحته الفايسبوكية ومتابعاتها بدعوى قدرته على علاجهن ثم يستغل الفرصة للعبث بأجسادهن والاعتداء على شرفهن واغتصابهن داخل محل عمله بدعوى إخراج الجن من أجسادهن، الى ان تحرّكت في الأخير احدى ضحاياه وكسرت القيود المعنوية التي كبلها بها واشتكته..
هي فتاة اصيلة احدى مناطق الوطن القبلي كانت ذات يوم تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي عندما ابحرت في صفحة على موقع الفايسبوك تعتني بتفسير الاحلام ثم تواصلت مع صاحبها حتى تعمقا في الحديث وروت له بكل عفوية معاناتها بحثا عن امكانية مساعدتها فتظاهر بالتفاعل والتعاطف مع حالتها وضرب لها موعدا للقدوم الى محله الذي يفتحه منذ مدة خلسة لممارسة التدجيل والشعوذة.
انطلت الحيلة على الفتاة وتحولت الى ولاية المنستير حسب الموعد المتفق عليه مع العرّاف حيث التقته في محله، وهناك داخل غرفة تظاهر بتشخيص مرضها، فاستفسرها حول ما يخالجها ومما تعاني وما يقلقها، واجابت بكل عفوية، ثم انطلق في استعمال المؤثرات المعروفة لدى عموم المشعوذين لجعل ضحاياهم في حالة ضعف وخلص الى اعلامها بأن جنا يسكن جسدها.
بعد ان ارهبها.. حاول لاحقا تهوين الأمر بإيهامها بقدرته الخارقة على علاجها واخراج الجن من جسدها وطرده نهائيا من حياتها، فاطمأن قلب الفتاة بعض الشيء للأمر وتعلقت بالأمل الذي اوهمها به وتركته يعالجها، فتظاهر في البداية بقراءة بعض الآيات القرآنية ثم بدأ في مخاطبة ما يزعم انه الجن الساكن في جسدها حتى اقترب من الفتاة واوهمها بانه من الضروري ان يواقعها حتى يخرج الجن من جسدها، فاستغل ضعفها وسيطرته المعنوية عليها وغيابها عن الوعي ونزع ملابسها وواقعها، وعندما قضى وطره منها واسترجعت الوعي اوهمها بأن الجن غادر فعلا.
عادت الفتاة الى مسقط رأسها وظلت لأيام وليال حبيسة الصدمة دون ان تتجرأ على فضح ما تعرضت له خوفا على سمعتها وشرف عائلتها، ولكن بعد أشهر من الواقعة تفطنت الى كونها حاملا، فاستجمعت قواها وقررت فضح الممارسات الشاذة للمشعوذ واعتداءاته وتتبعه عدليا، لذلك عادت مجددا الى المنستير حيث تقدمت بشكاية في الغرض الى الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بمنطقة الأمن الوطني بالجهة وروت على مسامع الاعوان ما تعرضت له.
بالسرعة القصوى تحرك المحققون، وباستشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير داهموا محل المشتبه به وهو شاب في التاسعة والثلاثين من العمر حيث القوا القبض وحجزوا بعض البخور والاوراق وكانونا ومصحفا وقوارير بها سوائل تستعمل في التدجيل ثم اقتادوه الى المقر الامني حيث بالتحري معه اعترف بما نسب اليه، واكد انه واقع زاعمة المضرة اضافة لثلاث فتيات اخريات بعد ايهامهن باخراج الجن من اجسادهن.
جريمتا التحيل والاغتصاب..
يوجه القضاء عادة في مثل هذه الحالات على المظنون فيهم تهم التحيل والاغتصاب ويندرج التحيل في باب الجنح فيما يعد الاغتصاب من الجنايات الخطيرة التي تكلف مرتكبها عقوبات قد تصل إلى السجن بقية العمر وحتى الإعدام.
وقد نص الفصل 291 من المجلة الجزائية، المنقح بالأمر المؤرخ في 8 أكتوبر 1935، على أنه يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها ألفان وأربعمائة دينار كل من استعمل اسما مدلسا أو صفات غير صحيحة أو التجأ للحيل والخزعبلات.
وحدد المشرع التونسي عقاب المغتصب من خلال فصول قانونية حيث نصت الفصول من 227 إلى 229 بالقانون التونسي على أنه يعاقب بالإعدام شنقًا كل من اغتصب أنثى سواءً بالعنف أم تحت تهديد السلاح، ويعاقب بالسجن مدى 6 سنوات في حال كان عمر الضحية أقل من 16 عامًا، والمتهم فوق 16 عامًا ودون العشرين، وإذا تزوج المتهم بالضحية تقف المحاكمة، بشرط عدم حدوث طلاق قبل عامين”.
تونس-الصباح
ظاهرة التحيل ليست بالجديدة فقد سبق وأن عرف تاريخ المجتمع التونسي وحتى التاريخ القريب العديد من مثل هذه الوضعيات التي ارتبطت بالشعوذة والتحيل والاستقطاب الى التنظيمات الإجرامية وكانت ترتكز على نقاط رئيسية تتمثل اساسا في الهشاشة النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأشخاص حيث تجد أرضية لمحاولة الهيمنة على الفئات الضعيفة وهي ليست الفئات الفقيرة فقط وإنما قد تكون فئات مستواها التعليمي عالي ومتقدم ولكن من حيث التنشية الاجتماعية هناك ضعف ما يجعلها في وضعية نفسية هشة وبالتالي هدفا سهلا للمتحيلين والشبكات الاجرامية.
مفيدة القيزاني
وقد شهدت بلادنا العديد من حالات الشعوذة التي تطورت الى اغتصاب وابتزاز، وقد تمت الاطاحة مؤخرا بمشعوذ خطير ينشط بولاية نابل وقد استغل ضحاياه في ممارسات جنسية وتمت الاطاحة به على إثر توفّر معلومات لدى الوحدات الأمنية لفرقة الشرطة العدلية بنابل مفادها استغلال شخص في عقده الثالث من العمر حسابات عبر مواقع التواصل الإجتماعي للترويج لقدرته على علاج الأمراض الروحانية والسحر، ليتبيّن بعد إجراء جملة من التحريات تعمّده ممارسة نشاطه بمنزل على وجه الكراء بجهة نابل بمساعدة امرأة، ليقع مداهمته بعد التنسيق مع النيابة العمومية بمعية مختلف الوحدات الأمنية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بنابل أين تم القبض عليه ومساعدته رفقة إحدى حريفاته.
وبتفتيش المنزل عُثر على أوراق "تعزيم" وصور شمسية يستعملها المشعوذ في ممارسة نشاطه المذكور، إضافة إلى تحوّزه على مقاطع فيديو بهاتفه الجوال توثق ممارسات جنسية مع عدد من حريفاته بعد استقطابهن بتعلّة العلاج.
مشعوذ في قبضة أمن القرجاني..
وفي وقت سابق وفي اطار ملاحقة المشعوذين الذين يستغلون صفحات عير مواقع التواصل الاحتماعي نجح أعوان الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني في الإطاحة بمشعوذ محل عدة مناشير تفتيش وأحكام بالسجن ويستغل حسابا فايسبوكيا لاستدراج ضحاياه من النساء بدعوى علاجهن ليعتدي عليهن جنسيا ويسرق مصوغهن.
وكان منطلق التتبع في القضية على إثر تقدم فتاة بشكاية ضد شخص يستغل حسابا فايسبوكيا تحت اسم "حكيم روحاني" اتهمته فيها بالتحيل والاغتصاب، وبسماع المتضررة ذكرت بأنها تواصلت عن طريق "الفايسبوك" مع الشخص المذكور والذي اوهمها بأنه مختص في المداواة بالقرآن والرقية الشرعية وبخلاف محادثاتهما الفايسبوكية التقت المتضررة الحكيم الروحاني المزعوم في مناسبتين بمدينة قرمبالية.
وأضافت المتضررة خلال سماعها بأن المظنون فيه عمد في مناسبة ثالثة التقته فيها إلى تحويل وجهتها واغتصابها كما قام بافتكاك مصوغها.
وبتقدم التحريات من قبل وحدات الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بجهاز الشرطة العدلية بالقرجاني وبعد إجراء جملة من التحريات الميدانية تمكنت الوحدات من تحديد هوية المظنون فيه والذي اتضح بأنه شاب يبلغ من العمر 38 عاما كما ثبت من خلال الأبحاث بأنه تلقى جملة من الحوالات المالية بمبالغ مالية متفاوتة وصلت إلى حدود 20 الف دينار وقد تم من خلال هذه الحوالات التعرف على هوية عدد من المتضررات.
وأما المتضررات فقد اكدن بانهن تعرضن إلى عمليات تحيل من قبل المظنون فيه عبر "فايسبوك" دون لقائه حيث طلب منهن تمكينه من مبالغ مالية لقاء علاجهن كما طلب منهن إرسال صور تبين أماكن حساسة من أجسادهن بتعلة علاجهن، كما أكدت بعض المتضررات بانهن التقين بالمظنون فيه في عديد المناسبات بمنزله ومنهن من مكنته من مصوغها الذي يقدر بعشرات الالاف من الدنانير.
الكمين.. بناء على جملة المعطيات التي توفرت لديهم تمكن أعوان الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بجهاز الشرطة العدلية بالقرجاني من الاطاحة بالمظنون فيه بعد نصب كمين محكم له حيث اعترف بتحيله على المتضررات وايهامهن بأنه حكيم روحاني وبمعاينة هاتفه الجوال تم العثور على 18 حسابا إلكترونيا مفتعلا يحمل صور إعلاميين وفنانيين يستغلهم المشعوذ لحصد الإعجاب والتعاليق على صفحته الخاصة لكسب ثقة متابعيه على صفحته الإلكترونية.
وبعرض هوية الحكيم المزعوم على الناظم الآلي تبين وأنه محل ثمانية مناشير تفتيش ومحكوم عليه بـ47 سنة سجنا من أجل إصدار شيكات بدون رصيد، وقد تم فتح بحث في شأنه من أجل تهم تتعلق بالاغتصاب والتحيل وغصب أموال الغير باستعمال الحيلة عبر الشبكة العمومية للاتصالات.
ملف "بلقاسم"..
تاتي هذه القضية اشهرا قليلة بعد حصول قضية مشابهة عرفت لدى الرأي العام بقضية "بلقاسم" وهي تتعلق كذلك بمشعوذ تحيل على ضحاياه من النساء واعتدى عليهن وقبلها وتحديدا خلال شهر جوان 2020 تمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بتاجروين من ولاية الكاف، من القبض على شيخ فى عقده السادس صادرة في حقه ثلاثة مناشير تفتيش بتهمة التحيل والسرقة وقد انتحل الشيخ المذكور صفة عراف مغربي مقيم في بلادنا ويمارس الشعوذة.
وقد أقدم في مناسبتين على اغتصاب إثنتين من حريفاته علاوة على تحرشه بعدد آخر من الضحايا.
وتعلقت بالمشعوذ تهم تحيل أخرى حيث كان يعمد أحيانا إلى انتحال صفة محام ويعد ضحاياه بالتدخل لفائدتهم لدى القضاء والمحاكم وقام بإقناع عدد من متساكني المنطقة بأن له قدرة على استخراج الكنوز مقابل مده بمبالغ مالية كبيرة.
بالعودة الى ما عرف بملف المشعوذ بلقاسم الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بتناقل وقائع حادثة غريبة أصابت متابعي برنامج "الحقائق الأربع" وهم يشاهدون تقريرها التلفزي الذي عرض شهادات لنساء وفتيات اعترفن بإقامتهن علاقات جنسية مع مشعوذ تمكن من إقناعهن بقدراته الخارقة على علاجهن من كل أنواع السحر و"التعطيل"وفك" العكس و"النحس" عن طريق المعاشرة الجنسية وحدها دون سواها وعرض البرنامج تسجيلا مع المشعوذ عن طريق كاميرا مخفية وقد اعترف أنه عالج ما بين 800 و900 امرأة بمبالغ مالية في حدود مائتي دينار أو أكثر بقليل موزعة على 14 حصة علاج على أن توفر له "المريضة" مقرا لتلقي الحصص بالإضافة إلى الفواكه الجافة واللحوم الطازجة.
المشعوذ تم إيقافه ووجهت له تهما تتعلق بالاغتصاب الجنسي تحت طائلة الاستضعاف، والتحرش الجنسي والتّحيل والتطبيب.
وحول هذا الملف الصادم الذي تناقلته وسائل إعلام محلية وعربية قال الجهاز الأمني إن المشعوذ المعروف باسم بلقاسم بلغت معلومات حوله لاعوان وإطارات الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بادارة الشرطة العدلية بالقرجاني
مفادها تعمد شخص يستغل حسابا على شبكة الفيسبوك إلى استدراج الفتيات للاعتداء عليهن جنسيا بتعلة معالجتهن روحانيا وبعد جملة من التحريات الميدانية المكثفة وبسماع عدد من الضحايا،تم التوصل إلى معرفة هويته وتبين انه قاطن بجهة اريانة وهو من مواليد 1969 وبتفتيش منزله اثر التنسيق مع النيابة العمومية باريانة تم العثور على هاتفين وجهاز كاميرا تبين احتواءها على مقاطع فيديو يظهر فيها المظنون فيه بصدد ممارسة الجنس مع الضحايا.
وبتعميق الأبحاث في الموضوع اعترف بلقاسم بما نسب اليه مؤكدا ايهام ضحاياه باتباع طريقة المعالجة الروحانية لاشباع رغباته الجنسية.. وقد تمت الإحاطة النفسيه بالمتضررات في مرحلة أولى من قبل ضباط مختصين في علم النفس التابعين لجهاز الشرطة العدلية وفي مرحلة ثانية تم تسخير أخصائيين من خارج الجهاز.
مشعوذ "المنستير"..
وفي ذات السياق سجلت في وقت سابق بولاية المنستير حادثة مشابهة ذات اطوار صادمة حيث تحول فيها شاب يعاني من الحرمان والكبت الجنسي على الارجح الى عرّاف يتظاهر بتفسير الاحلام واصطياد المعجبات بصفحته الفايسبوكية ومتابعاتها بدعوى قدرته على علاجهن ثم يستغل الفرصة للعبث بأجسادهن والاعتداء على شرفهن واغتصابهن داخل محل عمله بدعوى إخراج الجن من أجسادهن، الى ان تحرّكت في الأخير احدى ضحاياه وكسرت القيود المعنوية التي كبلها بها واشتكته..
هي فتاة اصيلة احدى مناطق الوطن القبلي كانت ذات يوم تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي عندما ابحرت في صفحة على موقع الفايسبوك تعتني بتفسير الاحلام ثم تواصلت مع صاحبها حتى تعمقا في الحديث وروت له بكل عفوية معاناتها بحثا عن امكانية مساعدتها فتظاهر بالتفاعل والتعاطف مع حالتها وضرب لها موعدا للقدوم الى محله الذي يفتحه منذ مدة خلسة لممارسة التدجيل والشعوذة.
انطلت الحيلة على الفتاة وتحولت الى ولاية المنستير حسب الموعد المتفق عليه مع العرّاف حيث التقته في محله، وهناك داخل غرفة تظاهر بتشخيص مرضها، فاستفسرها حول ما يخالجها ومما تعاني وما يقلقها، واجابت بكل عفوية، ثم انطلق في استعمال المؤثرات المعروفة لدى عموم المشعوذين لجعل ضحاياهم في حالة ضعف وخلص الى اعلامها بأن جنا يسكن جسدها.
بعد ان ارهبها.. حاول لاحقا تهوين الأمر بإيهامها بقدرته الخارقة على علاجها واخراج الجن من جسدها وطرده نهائيا من حياتها، فاطمأن قلب الفتاة بعض الشيء للأمر وتعلقت بالأمل الذي اوهمها به وتركته يعالجها، فتظاهر في البداية بقراءة بعض الآيات القرآنية ثم بدأ في مخاطبة ما يزعم انه الجن الساكن في جسدها حتى اقترب من الفتاة واوهمها بانه من الضروري ان يواقعها حتى يخرج الجن من جسدها، فاستغل ضعفها وسيطرته المعنوية عليها وغيابها عن الوعي ونزع ملابسها وواقعها، وعندما قضى وطره منها واسترجعت الوعي اوهمها بأن الجن غادر فعلا.
عادت الفتاة الى مسقط رأسها وظلت لأيام وليال حبيسة الصدمة دون ان تتجرأ على فضح ما تعرضت له خوفا على سمعتها وشرف عائلتها، ولكن بعد أشهر من الواقعة تفطنت الى كونها حاملا، فاستجمعت قواها وقررت فضح الممارسات الشاذة للمشعوذ واعتداءاته وتتبعه عدليا، لذلك عادت مجددا الى المنستير حيث تقدمت بشكاية في الغرض الى الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بمنطقة الأمن الوطني بالجهة وروت على مسامع الاعوان ما تعرضت له.
بالسرعة القصوى تحرك المحققون، وباستشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير داهموا محل المشتبه به وهو شاب في التاسعة والثلاثين من العمر حيث القوا القبض وحجزوا بعض البخور والاوراق وكانونا ومصحفا وقوارير بها سوائل تستعمل في التدجيل ثم اقتادوه الى المقر الامني حيث بالتحري معه اعترف بما نسب اليه، واكد انه واقع زاعمة المضرة اضافة لثلاث فتيات اخريات بعد ايهامهن باخراج الجن من اجسادهن.
جريمتا التحيل والاغتصاب..
يوجه القضاء عادة في مثل هذه الحالات على المظنون فيهم تهم التحيل والاغتصاب ويندرج التحيل في باب الجنح فيما يعد الاغتصاب من الجنايات الخطيرة التي تكلف مرتكبها عقوبات قد تصل إلى السجن بقية العمر وحتى الإعدام.
وقد نص الفصل 291 من المجلة الجزائية، المنقح بالأمر المؤرخ في 8 أكتوبر 1935، على أنه يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها ألفان وأربعمائة دينار كل من استعمل اسما مدلسا أو صفات غير صحيحة أو التجأ للحيل والخزعبلات.
وحدد المشرع التونسي عقاب المغتصب من خلال فصول قانونية حيث نصت الفصول من 227 إلى 229 بالقانون التونسي على أنه يعاقب بالإعدام شنقًا كل من اغتصب أنثى سواءً بالعنف أم تحت تهديد السلاح، ويعاقب بالسجن مدى 6 سنوات في حال كان عمر الضحية أقل من 16 عامًا، والمتهم فوق 16 عامًا ودون العشرين، وإذا تزوج المتهم بالضحية تقف المحاكمة، بشرط عدم حدوث طلاق قبل عامين”.