إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس الجمهورية يعطي إشارة افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب

 

 

تتويج الفائزين بجوائز المعرض في حفل بمجمّع "بيت الحكمة " بقرطاج

تونس- الصباح

أعطى رئيس الجمهورية قيس سعيد، أمس الجمعة28 افريل بقصر المعارض بالكرم بالعاصمة، اشارة انطلاق الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي تتواصل إلى يوم 7 ماي القادم تحت شعار "حلق بأجنحة الكتاب". وتحمل هذه الدورة اسم وزير الثقافة الاسبق والمفكر الراحل البشير بن سلامة، تكريما له واعترافا بانجازاته الثقافية العديدة ومن بينها معرض تونس الدولي للكتاب الذي اسسه في بداية الثمانيات من القرن الماضي.

وقبل انطلاق الجولة بين ارجاء المعرض، استمع الرئيس الذي كان مرفوقا بوزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي، للنشيد الرسمي من آداء كورال مسرح أوبرا تونس. وقد حضر وزير الثقافة العراقي احمد فكاك البدراني حفل الافتتاح وذلك بمناسبة اختيار دولة العراق ضيف شرف للدورة الجديدة للمعرض وقد حل بتونس على رأس وفد عراقي يتكون من اعلام للثقافة والفنون والابداع ببلاد الرافدين، كما حضر حفل الافتتاح عدد من أعضاء الحكومة وعدد من الديبلوماسيين العرب والاجانب المعتمدين في بلادنا.

 وتوقف رئيس الجمهورية أمام عدة اجنحة للعارضين من بينها بالخصوص الجناح العراقي وجناح مؤسسة "كتارا" الثقافية القطرية، ضيف شرف المؤسسات، وايضا جناح منظمة الامم المتحدة. وفي جناح المملكة العربية السعودية، زار الرئيس مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، حيث أهداه القائمون على الجناح مجموعة من الكتب من بينها 15 مجلدا بعنوان "العباب الزاخر واللباب الفاخر"، وهو يعتبر موسوعة لغوية تحقق في مفردات الاحاديث النبوية وتوثق مصادرها.

وكانت للرئيس محادثات مع عدد من العارضين التونسيين والضيوف مع العلم أن الافتتاح الرسمي تم صباح امس وفتح المعرض للعموم على الساعة الثانية بعد الزوال من نفس اليوم وتم مساءا الاعلان عن الفائزين بجوائز المعرض الادبية والعلمية في حفل انتظم للغرض بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون،" بيت الحكمة" بقرطاج.

علاقة بلاد الرافدين بالكتاب قديمة قدم التاريخ

 وقد تجمل معرض الكرم هذا العام بشكل خاص من أجل استقبال ضيف الشرف، دولة العراق التي لها مكانة خاصة لدى التونسيين لرسوخ قدمها في الحضارة والتاريخ . فتاريخ العراق يمتد على آلاف السنين، وكانت بغداد عاصمة المسلمين وقبلة العلماء والمفكرين والمبدعين من مختلف انحاء العالم. كانت بغداد ارض العلم والمعرفة وكانت رحى المطابع بها تكاد لا تتوقف وكانت حركة الترجمة لا تهدأ وعلاقة العراق بالكتاب قديمة قدم التاريخ ، حيث عرف العالم الكتابة انطلاقا من بلاد الرافدين. وقد تم بالمناسبة اعداد برنامج ثقافي متنوع يضم ندوات ولقاءات وجلسات نقاش كما وضعت اسماء لمدن ومعالم عراقية شهيرة على قاعات الندوات بقصر المعارض بالكرم. فأصبحت هذه القاعات تحمل اسم بابل وبغداد ودجلة والفرات وغيرها.

وعموما يضم البرنامج الثقافي للمعرض واضافة إلى برنامج الدولة الضيف مجموعة هامة الندوات وابرزها ندوة المعرض حول الكتاب والكتابة في المنعرج الرقمي بالاشتراك في التنظيم مع اتحاد الكتاب التونسيين. وإلى جانب الندوات، هناك مجموعة من الامسيات الشعرية بالتراوح مع الامسيات القصصية وذلك إلى جانب اللقاءات والجلسات الحوارية وحصص التوقيع.

 ويبلغ عدد العارضين هذا العام حوالي 330 عارضا يمثلون 22 بلدا مع العلم أن روسيا تشارك في المعرض لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة واعلنت رئيسة لجنة التنظيم الجامعية زهية جويرو خلال اللقاء الاعلامي للتظاهرة، الذي كان قد انتظم في سهرة رمضانية ( 19 افريل بمدينة الثقافة ) عن عودة سوريا للمعرض وأنه سينتظم بالمناسبة يوم ثقافي خاص بهذه الدولة العربية العائدة بعد غياب طويل.

 وسجل عدد العارضين هذا العام ارتفاعا ملحوظا، اذ شارك في الدورة السابقة 210 عارض فقط. ولنا أن نشير إلى أنه تم اعتماد هندسة جديدة في توزيع الاجنحة بين رواق 1 ورواق 2، وذلك ووفق عضو لجنة التنظيم المكلف بالتنسيق بين العارضين، مراد خليفة، الذي قال أن الاختيار الجديد كان من اجل تفادي بعض الحساسيات بين العارضين الذين يعتقد بعضهم أن الرواق 1 يمكن من الظهور بشكل افضل أمام الزوار. وقد تم بناء على ذلك تنصيب قاعة للندوات وسط الرواق 2 من اجل التشجيع على الاقبال على هذا الرواق بكثافة.

كتب أغلبها حديثة النشر

و بالنسبة لنوعية الكتب المعروضة فقد أكدت زهية جويرو على انها اشترطت على العارضين أن تكون اغلبها جديدة ( أخرها تاريخ مقبول للاصدار سنة 2018) أما عضو لجنة التنظيم مراد خليفة فشدد على ان الهيئة ستفرض الالتزام بالنظام الداخلي للمعرض الذي يجعل الجميع من الداخل والخارج يعرضون الكتب التي ارسلت للجنة القراءات دون غيرها وأنه ولا وجود لامكانية ادراج كتب للعرض خارج القائمات المرسلة لهيئة المعرض.. وجددت هيئة التنظيم التأكيد على أنها لا تمارس الرقابة على الكتب باستثناء ما اسمته بكتب الشعوذة والتدجيل المرفوضة.

ويحتل البرنامج الثقافي الموجه للاطفال واليافعين مكانة بارزة في معرض تونس الدولي للكتاب وسيكون لدولة لاتفيا ( تقع في منطقة بحر البلطيق في أوروبا الشمالية) التي تم اختيارها هي كذلك ضيف شرف للمعرض حضور هام في هذا البرنامج الذي يضم ما لا يقل عن 300 نشاط وفق ما كانت اعلنته وفاء المزغني المشرفة على البرنامج خلال اللقاء الاعلامي المذكور.

ونشير إلى أن قصر المعارض بالكرم الذي يعتبر بعيدا نسبيا عن وسط العاصمة قد لا يكون الفضاء الوحيد الذي يمكن أن يحتضن مستقبلا معرض تونس الدولي للكتاب وهناك امكانية لنقل المعرض إلى فضاء تابع لوزارة الثقافة سواء بالبناء أو على وجه الكراء، وذلك وفق ما اكدته مديرة المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات هندة المقراني في نفس اللقاء الاعلامي. وقد اكدت المتحدثة أن تكلفة كراء قصر المعارض باهظة ومرهقة لميزانية الوزارة، مع العلم أن ميزانية هذه الدورة تتراوح وفق نفس المتحدثة بين مليار و500 الف دينار ومليار و800 الف دينار .

ولابد من الاشارة إلى أنه وعلى غرار الدورة الفارطة لم يدع الاعلاميون من خارج القطاع العمومي لمواكبة حفل الافتتاح الرسمي للمعرض وذلك خلافا لما جرت عليه العادة حيث كان افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب قبل الثورة وبعدها يتم بحضور عدد هام من ممثلي وسائل الاعلام الوطنية ( عمومي وخاص) ووسائل الاعلام الاجنبية وتلك سنة متبعة في كل معارض العالم للكتاب.

حياة السايب

 

 

 

 

رئيس الجمهورية يعطي إشارة افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب

 

 

تتويج الفائزين بجوائز المعرض في حفل بمجمّع "بيت الحكمة " بقرطاج

تونس- الصباح

أعطى رئيس الجمهورية قيس سعيد، أمس الجمعة28 افريل بقصر المعارض بالكرم بالعاصمة، اشارة انطلاق الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي تتواصل إلى يوم 7 ماي القادم تحت شعار "حلق بأجنحة الكتاب". وتحمل هذه الدورة اسم وزير الثقافة الاسبق والمفكر الراحل البشير بن سلامة، تكريما له واعترافا بانجازاته الثقافية العديدة ومن بينها معرض تونس الدولي للكتاب الذي اسسه في بداية الثمانيات من القرن الماضي.

وقبل انطلاق الجولة بين ارجاء المعرض، استمع الرئيس الذي كان مرفوقا بوزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي، للنشيد الرسمي من آداء كورال مسرح أوبرا تونس. وقد حضر وزير الثقافة العراقي احمد فكاك البدراني حفل الافتتاح وذلك بمناسبة اختيار دولة العراق ضيف شرف للدورة الجديدة للمعرض وقد حل بتونس على رأس وفد عراقي يتكون من اعلام للثقافة والفنون والابداع ببلاد الرافدين، كما حضر حفل الافتتاح عدد من أعضاء الحكومة وعدد من الديبلوماسيين العرب والاجانب المعتمدين في بلادنا.

 وتوقف رئيس الجمهورية أمام عدة اجنحة للعارضين من بينها بالخصوص الجناح العراقي وجناح مؤسسة "كتارا" الثقافية القطرية، ضيف شرف المؤسسات، وايضا جناح منظمة الامم المتحدة. وفي جناح المملكة العربية السعودية، زار الرئيس مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، حيث أهداه القائمون على الجناح مجموعة من الكتب من بينها 15 مجلدا بعنوان "العباب الزاخر واللباب الفاخر"، وهو يعتبر موسوعة لغوية تحقق في مفردات الاحاديث النبوية وتوثق مصادرها.

وكانت للرئيس محادثات مع عدد من العارضين التونسيين والضيوف مع العلم أن الافتتاح الرسمي تم صباح امس وفتح المعرض للعموم على الساعة الثانية بعد الزوال من نفس اليوم وتم مساءا الاعلان عن الفائزين بجوائز المعرض الادبية والعلمية في حفل انتظم للغرض بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون،" بيت الحكمة" بقرطاج.

علاقة بلاد الرافدين بالكتاب قديمة قدم التاريخ

 وقد تجمل معرض الكرم هذا العام بشكل خاص من أجل استقبال ضيف الشرف، دولة العراق التي لها مكانة خاصة لدى التونسيين لرسوخ قدمها في الحضارة والتاريخ . فتاريخ العراق يمتد على آلاف السنين، وكانت بغداد عاصمة المسلمين وقبلة العلماء والمفكرين والمبدعين من مختلف انحاء العالم. كانت بغداد ارض العلم والمعرفة وكانت رحى المطابع بها تكاد لا تتوقف وكانت حركة الترجمة لا تهدأ وعلاقة العراق بالكتاب قديمة قدم التاريخ ، حيث عرف العالم الكتابة انطلاقا من بلاد الرافدين. وقد تم بالمناسبة اعداد برنامج ثقافي متنوع يضم ندوات ولقاءات وجلسات نقاش كما وضعت اسماء لمدن ومعالم عراقية شهيرة على قاعات الندوات بقصر المعارض بالكرم. فأصبحت هذه القاعات تحمل اسم بابل وبغداد ودجلة والفرات وغيرها.

وعموما يضم البرنامج الثقافي للمعرض واضافة إلى برنامج الدولة الضيف مجموعة هامة الندوات وابرزها ندوة المعرض حول الكتاب والكتابة في المنعرج الرقمي بالاشتراك في التنظيم مع اتحاد الكتاب التونسيين. وإلى جانب الندوات، هناك مجموعة من الامسيات الشعرية بالتراوح مع الامسيات القصصية وذلك إلى جانب اللقاءات والجلسات الحوارية وحصص التوقيع.

 ويبلغ عدد العارضين هذا العام حوالي 330 عارضا يمثلون 22 بلدا مع العلم أن روسيا تشارك في المعرض لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة واعلنت رئيسة لجنة التنظيم الجامعية زهية جويرو خلال اللقاء الاعلامي للتظاهرة، الذي كان قد انتظم في سهرة رمضانية ( 19 افريل بمدينة الثقافة ) عن عودة سوريا للمعرض وأنه سينتظم بالمناسبة يوم ثقافي خاص بهذه الدولة العربية العائدة بعد غياب طويل.

 وسجل عدد العارضين هذا العام ارتفاعا ملحوظا، اذ شارك في الدورة السابقة 210 عارض فقط. ولنا أن نشير إلى أنه تم اعتماد هندسة جديدة في توزيع الاجنحة بين رواق 1 ورواق 2، وذلك ووفق عضو لجنة التنظيم المكلف بالتنسيق بين العارضين، مراد خليفة، الذي قال أن الاختيار الجديد كان من اجل تفادي بعض الحساسيات بين العارضين الذين يعتقد بعضهم أن الرواق 1 يمكن من الظهور بشكل افضل أمام الزوار. وقد تم بناء على ذلك تنصيب قاعة للندوات وسط الرواق 2 من اجل التشجيع على الاقبال على هذا الرواق بكثافة.

كتب أغلبها حديثة النشر

و بالنسبة لنوعية الكتب المعروضة فقد أكدت زهية جويرو على انها اشترطت على العارضين أن تكون اغلبها جديدة ( أخرها تاريخ مقبول للاصدار سنة 2018) أما عضو لجنة التنظيم مراد خليفة فشدد على ان الهيئة ستفرض الالتزام بالنظام الداخلي للمعرض الذي يجعل الجميع من الداخل والخارج يعرضون الكتب التي ارسلت للجنة القراءات دون غيرها وأنه ولا وجود لامكانية ادراج كتب للعرض خارج القائمات المرسلة لهيئة المعرض.. وجددت هيئة التنظيم التأكيد على أنها لا تمارس الرقابة على الكتب باستثناء ما اسمته بكتب الشعوذة والتدجيل المرفوضة.

ويحتل البرنامج الثقافي الموجه للاطفال واليافعين مكانة بارزة في معرض تونس الدولي للكتاب وسيكون لدولة لاتفيا ( تقع في منطقة بحر البلطيق في أوروبا الشمالية) التي تم اختيارها هي كذلك ضيف شرف للمعرض حضور هام في هذا البرنامج الذي يضم ما لا يقل عن 300 نشاط وفق ما كانت اعلنته وفاء المزغني المشرفة على البرنامج خلال اللقاء الاعلامي المذكور.

ونشير إلى أن قصر المعارض بالكرم الذي يعتبر بعيدا نسبيا عن وسط العاصمة قد لا يكون الفضاء الوحيد الذي يمكن أن يحتضن مستقبلا معرض تونس الدولي للكتاب وهناك امكانية لنقل المعرض إلى فضاء تابع لوزارة الثقافة سواء بالبناء أو على وجه الكراء، وذلك وفق ما اكدته مديرة المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات هندة المقراني في نفس اللقاء الاعلامي. وقد اكدت المتحدثة أن تكلفة كراء قصر المعارض باهظة ومرهقة لميزانية الوزارة، مع العلم أن ميزانية هذه الدورة تتراوح وفق نفس المتحدثة بين مليار و500 الف دينار ومليار و800 الف دينار .

ولابد من الاشارة إلى أنه وعلى غرار الدورة الفارطة لم يدع الاعلاميون من خارج القطاع العمومي لمواكبة حفل الافتتاح الرسمي للمعرض وذلك خلافا لما جرت عليه العادة حيث كان افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب قبل الثورة وبعدها يتم بحضور عدد هام من ممثلي وسائل الاعلام الوطنية ( عمومي وخاص) ووسائل الاعلام الاجنبية وتلك سنة متبعة في كل معارض العالم للكتاب.

حياة السايب