*متفرّد علي العباني في تجربته التشكيلية كزيتونة طرهونية لا شرقيّة ولا غربيّة
باذخ علي العباني في علاقته بالألوان والأشكال التي يستدرجها لعدسته أو فرشاته بصبر الصيّادين وتوثّب الكواسر الكامنة حتى أنك تخشى أثناء الجلوس معه أن يتحوّل الكوب الذي على طاولتك أو الزهرة المطلّة من شرفة حديقتك إلى لوحة فاتنة وهذا ما حدث لأكثر من مرّة. دائم التوثّب على هدوئه الظاهر لرصد الضلال والأضواء التي تحيط بكل كيان قريب من عدسته نباتا كان أو حيوانا، صلبا أو سائلا جامدا أو متحرّكا حتى أن بعض تشكيلاته البصريّة تربكني بحق وتجعلني أبحث عن الحزن والفرح، عن الأمل واليأس،عن الشتاء العاصف أو الربيع النّاعم في رسومه، ومن الطبيعي أن يطغى الأزرق بكل تدريجاته على لوحات علي العباني هو الّذي عانق البحر المتوسط مبكرا في ساحل طرابلس الغرب قادما من مرج طرهونة المتخم بالأخضر الطاغي وما تنبعث من أشجاره من أزهار تشع بجميع الألوان..، ومنذ البداية أدرك أنّه مصاب بالرّسم فالتحق بالتكوين الأكاديمي الذي جعله يتعرف على التجارب العالمية والمدارس التشكيلية التي انبثقت من مأساة حربين عالميتين غيّرتا البشرية ّوزادتا في رعب الإنسان لا من الطبيعة فحسب، بل من الإنسان ذاته الذي استطاع إبادة الملايين من البشر وهو ما لم تفعله الزلازل والبراكين والفيضانات والأوبئة، فكان الفنّ إجابة عن جميع الأسئلة التي لا جواب لها عند السّياسيين ورجال الدّين بل عند المبدعين الكبار منهم أرنست هيمنغواي وغابرييل غارسيا ماركيز وبيكاسو وسلفادور دالي وغيرهم كثر...
متفرّد علي العباني في تجربته التشكيلية كزيتونة طرهونية لا شرقيّة ولا غربيّة تكاد ألوانها تضيء وقد مسّتها فرشاة علي العباني العائدة بتقنيات جديدة وأساليب حديثة في مزج الألوان وهذا كلّ ما تستطيع المدارس الأكاديميّة تقديمه للمصاب غريزيّا بمحنة الإبداع بكل أشكاله، عاد لطرابلس القديمة ولمناجم ظلالها وأنوارها الخافتة في الأحياء القديمة غير بعيد عن الصحراء الكبرى ذات الكثبان والأصفر الرملي الممتد إلى نهاية البصر، خام لا ينضب وسحر لا ينتهي فشكل البحر والغابة والصّحراء أعمدة ثابتة تشد لوحات علي العباني المحلقة إلى أرض شمال إفريقيا ملتقى الفنون ومهد الحضارات...
*شاعر وروائي
بقلم: محمد السبوعي(*)
*متفرّد علي العباني في تجربته التشكيلية كزيتونة طرهونية لا شرقيّة ولا غربيّة
باذخ علي العباني في علاقته بالألوان والأشكال التي يستدرجها لعدسته أو فرشاته بصبر الصيّادين وتوثّب الكواسر الكامنة حتى أنك تخشى أثناء الجلوس معه أن يتحوّل الكوب الذي على طاولتك أو الزهرة المطلّة من شرفة حديقتك إلى لوحة فاتنة وهذا ما حدث لأكثر من مرّة. دائم التوثّب على هدوئه الظاهر لرصد الضلال والأضواء التي تحيط بكل كيان قريب من عدسته نباتا كان أو حيوانا، صلبا أو سائلا جامدا أو متحرّكا حتى أن بعض تشكيلاته البصريّة تربكني بحق وتجعلني أبحث عن الحزن والفرح، عن الأمل واليأس،عن الشتاء العاصف أو الربيع النّاعم في رسومه، ومن الطبيعي أن يطغى الأزرق بكل تدريجاته على لوحات علي العباني هو الّذي عانق البحر المتوسط مبكرا في ساحل طرابلس الغرب قادما من مرج طرهونة المتخم بالأخضر الطاغي وما تنبعث من أشجاره من أزهار تشع بجميع الألوان..، ومنذ البداية أدرك أنّه مصاب بالرّسم فالتحق بالتكوين الأكاديمي الذي جعله يتعرف على التجارب العالمية والمدارس التشكيلية التي انبثقت من مأساة حربين عالميتين غيّرتا البشرية ّوزادتا في رعب الإنسان لا من الطبيعة فحسب، بل من الإنسان ذاته الذي استطاع إبادة الملايين من البشر وهو ما لم تفعله الزلازل والبراكين والفيضانات والأوبئة، فكان الفنّ إجابة عن جميع الأسئلة التي لا جواب لها عند السّياسيين ورجال الدّين بل عند المبدعين الكبار منهم أرنست هيمنغواي وغابرييل غارسيا ماركيز وبيكاسو وسلفادور دالي وغيرهم كثر...
متفرّد علي العباني في تجربته التشكيلية كزيتونة طرهونية لا شرقيّة ولا غربيّة تكاد ألوانها تضيء وقد مسّتها فرشاة علي العباني العائدة بتقنيات جديدة وأساليب حديثة في مزج الألوان وهذا كلّ ما تستطيع المدارس الأكاديميّة تقديمه للمصاب غريزيّا بمحنة الإبداع بكل أشكاله، عاد لطرابلس القديمة ولمناجم ظلالها وأنوارها الخافتة في الأحياء القديمة غير بعيد عن الصحراء الكبرى ذات الكثبان والأصفر الرملي الممتد إلى نهاية البصر، خام لا ينضب وسحر لا ينتهي فشكل البحر والغابة والصّحراء أعمدة ثابتة تشد لوحات علي العباني المحلقة إلى أرض شمال إفريقيا ملتقى الفنون ومهد الحضارات...