إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

روبرتاجات "الصباح" | بعد "اشتعال" الأسعار .. " الفريب" ملاذ الأسر التونسية لاقتناء ملابس العيد

 

 ----------------------------------

 بعد "اشتعال" أسعار ملابس العيد

 "الفريب" منقذ الأسر التونسية

رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة لـ" الصباح": نسبة الإقبال ارتفعت حاليا من 10 إلى 40 بالمائة ومن المنتظر أن تتزايد في اليومين الأخيرين من رمضان

ارتفعت نسبة الإقبال حاليا من 10 إلى 40 بالمائة ومن المنتظر أن تتزايد هذه النسبة في اليومين الأخيرين من شهر رمضان

تونس – الصباح

تفصل التونسي أيام قليلة عن العيد وسط ظروف اقتصادية صعبة على الجميع وفي ظل تراجع المقدرة الشرائية والارتفاع المشط للأسعار ومعاناة الأسر لمواجهة متطلبات الحياة من ذلك ملابس العيد.

إجماع كبير من العائلات على أن أسعار ملابس العيد في ارتفاع خيالي هذه السنة ما أدى إلى ضعف الإقبال أو حتى انعدامه على المحلات بنسبة ملفتة في هذه الفترة من أيام العيد وفق ما أكده رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة محسن بن ساسي في عدة تصريحات إعلامية.

فلا حل أمام التونسي إلا تغيير وجهته نحو "الفريب" الذي بات المنقذ والمنفذ الأول في ظل هذا التراجع الكبير للمقدرة الشرائية.

انطلقت "الصباح" في جولة بين الأسواق الشعبية لـ"الفريب" الأكثر إقبالا من التونسيين على غرار سوق سيدي البحري والحفصية وباب الخضراء وسوق ابن خلدون بالعاصمة وأيضا بعض المحلات لما يسمى بـ"سيبار فريب" أو العالي الجودة.

وفي جولة يوم الخميس 13 أفريل الجاري، بين سوق سيدي البحري والحفصية طيلة الصباح إلى حدود الظهر، كان الإقبال إلى حد ما محتشما إن لم نقل منعدما بالرغم من الأخبار والأحاديث عن ارتفاع نسبة الإقبال على "الفريب" لشراء ملابس العيد للأطفال.

وبسؤال "الصباح" لعدد من الباعة بسوق سيدي البحري، أكدوا أن الإقبال إلى حد ذلك اليوم لا يزال ضعيفا وقد يعود هذا الأمر إلى انتظار التونسيين إلى حين صرف أجورهم.

في تلك الجولة صادفت "الصباح" عددا قليلا من الأولياء يتجولون بين محلات "الفريب"، حيث كان أحدهم ينتقي من بين فساتين الأطفال ما قد يرضي ابنته أو ما يليق بفرحة يوم العيد.

يقول فوزي لـ"الصباح" "أنا أب لطفلين، بنت في سن الثامنة وابني في سن الخامسة، لم يكن لي خيار غير التوجه لـ"الفريب" فوضعي العائلي والمالي لا يسمح لي بالتوجه إلى محلات الملابس الجاهزة والجديدة".

ويضيف "في حقيقة الأمر تجولت بتلك المحلات منذ الأسبوع الأول من رمضان ولاحظت أنه أولا الأسعار مرتفعة بطريقة غير منطقية مقابل سلع متوسطة الجودة وأيضا الخيارات غير متوفرة، فارتأيت أن أحول وجهتي لـ"الفريب"، وهذه ليست المرة الأولى. ففي السنوات الماضية اشتريت ملابس مستعملة وكانت أجمل وأفضل من حيث الجودة وبأسعار مقبولة جدا. لكن في المقابل أطفالي لا يعلمون أنها من "الفريب" ولا حتى العائلة المقربة حتى لا أحرج أسرتي".

من جهتها أكدت كريمة في تصريح لـ"الصباح" "بالنسبة لي عيد هذه السنة قررت أن أشتري لابنتي من "الفريب"، وقد يكون هذا خيار وفي نفس الوقت قد يكون لا أيضا، بمعنى أني إذا أجد في الملابس الجاهزة الجديدة ما يناسبني من حيث السعر والجودة فأني سأخير هذا التوجه".

وأضافت "بالنسبة لي الشراء من "الفريب" ليس خيارا وإنما مضطرة لذلك ولكن في نفس الوقت لست منزعجة من الأمر لأني متعودة على هذا الأمر حتى في الأيام العادية. وبالتالي توجهت إلى "الفريب" لأني لي ميزانية محددة مكنتني من شراء فستانين اثنين بجودة عالية بسعر لا يمثل حتى الثلث سعر فستان واحد جديد".

في اليوم الموالي، أي يوم الجمعة 14 أفريل الجاري، توجهت "الصباح" إلى "فريب" ابن الخلدون، فكان الأمر مغايرا تماما حيث الإقبال على الملابس المستعملة كان أكثر بكثير بالمقارنة مع "فريب" سيدي البحري.

وفي كل الحالات، ومقارنة بالسنوات الماضية لا يزال الإقبال ضعيفا، ويقول المنوبي أحد باعة "الفريب" بابن خلدون في تصريح لـ"الصباح" "في حقيقة الأمر منذ سنوات ماضية تعود إلى سبع سنوات، كنا نقوم بالتحضير لهذا الشهر الفضيل والعيد قبل أيام، وهذه السنة لا أشعر ب نفس تلك الأحاسيس والإقبال".

ويُضيف "أعتقد أن السوق والإقبال سينتعش أكثر بداية من هذا الأسبوع الذي يتزامن مع صرف الأجور، فلا يخفى على أحد أن الظروف أصبحت صعبة والتونسي لم يعد قادرا حتى على مجاراة حاجياته اليومية فما بالك بالمناسبات والأعياد".

من جهته، نفى رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة صحبي المعلاوي في تصريح لـ"الصباح" بأنه لا يوجد إقبال هذه السنة على "الفريب".

ويوضح "على العكس تماما ارتفعت نسبة الإقبال حاليا من 10 إلى 40 بالمائة ومن المنتظر أن تتزايد هذه النسبة في اليومين الأخيرين من شهر رمضان بسبب تراجع المقدرة الشرائية للتونسي بشكل ملفت".

ويضيف المعلاوي "الأسرة التونسية التي لديها طفلين أو ثلاث كيف ستتمكن من إكسائهم والحال أن تكلفة كسوة العيد لطفل واحد قد تصل 300 دينار وفق العديد من التصريحات".

وبالتالي "أصبح ملاذهم "الفريب"، فبخمسين دينارا أو مائة دينار أو أكثر أو أقل يمكن أن يكسي طفله. لذلك أؤكد أن العديد من الأسر قررت "تعيد" من أسواق الملابس المستعملة، وهي حالة عامة بمختلف المدن التونسية".

ويوضح المعلاوي "هذه النسب تمثل النسب على المستوى الوطني وتؤكدها الغرف الجهوية حيث هناك إقبال كبير على "الفريب"، ونحن أكدنا على أن لا يتم الترفيع في هذه الأسعار في هذه المناسبة حتى نمكن العائلات من إسعاد أطفالهم في هذه الظروف المعيشية الصعبة وبالرغم من مقررات قانون المالية وارتفاع تكلفة النقل واليد العاملة".

إيمان عبد اللطيف

 

 

 

 

 

 

روبرتاجات "الصباح"  | بعد "اشتعال" الأسعار .. " الفريب" ملاذ الأسر التونسية لاقتناء ملابس العيد

 

 ----------------------------------

 بعد "اشتعال" أسعار ملابس العيد

 "الفريب" منقذ الأسر التونسية

رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة لـ" الصباح": نسبة الإقبال ارتفعت حاليا من 10 إلى 40 بالمائة ومن المنتظر أن تتزايد في اليومين الأخيرين من رمضان

ارتفعت نسبة الإقبال حاليا من 10 إلى 40 بالمائة ومن المنتظر أن تتزايد هذه النسبة في اليومين الأخيرين من شهر رمضان

تونس – الصباح

تفصل التونسي أيام قليلة عن العيد وسط ظروف اقتصادية صعبة على الجميع وفي ظل تراجع المقدرة الشرائية والارتفاع المشط للأسعار ومعاناة الأسر لمواجهة متطلبات الحياة من ذلك ملابس العيد.

إجماع كبير من العائلات على أن أسعار ملابس العيد في ارتفاع خيالي هذه السنة ما أدى إلى ضعف الإقبال أو حتى انعدامه على المحلات بنسبة ملفتة في هذه الفترة من أيام العيد وفق ما أكده رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة محسن بن ساسي في عدة تصريحات إعلامية.

فلا حل أمام التونسي إلا تغيير وجهته نحو "الفريب" الذي بات المنقذ والمنفذ الأول في ظل هذا التراجع الكبير للمقدرة الشرائية.

انطلقت "الصباح" في جولة بين الأسواق الشعبية لـ"الفريب" الأكثر إقبالا من التونسيين على غرار سوق سيدي البحري والحفصية وباب الخضراء وسوق ابن خلدون بالعاصمة وأيضا بعض المحلات لما يسمى بـ"سيبار فريب" أو العالي الجودة.

وفي جولة يوم الخميس 13 أفريل الجاري، بين سوق سيدي البحري والحفصية طيلة الصباح إلى حدود الظهر، كان الإقبال إلى حد ما محتشما إن لم نقل منعدما بالرغم من الأخبار والأحاديث عن ارتفاع نسبة الإقبال على "الفريب" لشراء ملابس العيد للأطفال.

وبسؤال "الصباح" لعدد من الباعة بسوق سيدي البحري، أكدوا أن الإقبال إلى حد ذلك اليوم لا يزال ضعيفا وقد يعود هذا الأمر إلى انتظار التونسيين إلى حين صرف أجورهم.

في تلك الجولة صادفت "الصباح" عددا قليلا من الأولياء يتجولون بين محلات "الفريب"، حيث كان أحدهم ينتقي من بين فساتين الأطفال ما قد يرضي ابنته أو ما يليق بفرحة يوم العيد.

يقول فوزي لـ"الصباح" "أنا أب لطفلين، بنت في سن الثامنة وابني في سن الخامسة، لم يكن لي خيار غير التوجه لـ"الفريب" فوضعي العائلي والمالي لا يسمح لي بالتوجه إلى محلات الملابس الجاهزة والجديدة".

ويضيف "في حقيقة الأمر تجولت بتلك المحلات منذ الأسبوع الأول من رمضان ولاحظت أنه أولا الأسعار مرتفعة بطريقة غير منطقية مقابل سلع متوسطة الجودة وأيضا الخيارات غير متوفرة، فارتأيت أن أحول وجهتي لـ"الفريب"، وهذه ليست المرة الأولى. ففي السنوات الماضية اشتريت ملابس مستعملة وكانت أجمل وأفضل من حيث الجودة وبأسعار مقبولة جدا. لكن في المقابل أطفالي لا يعلمون أنها من "الفريب" ولا حتى العائلة المقربة حتى لا أحرج أسرتي".

من جهتها أكدت كريمة في تصريح لـ"الصباح" "بالنسبة لي عيد هذه السنة قررت أن أشتري لابنتي من "الفريب"، وقد يكون هذا خيار وفي نفس الوقت قد يكون لا أيضا، بمعنى أني إذا أجد في الملابس الجاهزة الجديدة ما يناسبني من حيث السعر والجودة فأني سأخير هذا التوجه".

وأضافت "بالنسبة لي الشراء من "الفريب" ليس خيارا وإنما مضطرة لذلك ولكن في نفس الوقت لست منزعجة من الأمر لأني متعودة على هذا الأمر حتى في الأيام العادية. وبالتالي توجهت إلى "الفريب" لأني لي ميزانية محددة مكنتني من شراء فستانين اثنين بجودة عالية بسعر لا يمثل حتى الثلث سعر فستان واحد جديد".

في اليوم الموالي، أي يوم الجمعة 14 أفريل الجاري، توجهت "الصباح" إلى "فريب" ابن الخلدون، فكان الأمر مغايرا تماما حيث الإقبال على الملابس المستعملة كان أكثر بكثير بالمقارنة مع "فريب" سيدي البحري.

وفي كل الحالات، ومقارنة بالسنوات الماضية لا يزال الإقبال ضعيفا، ويقول المنوبي أحد باعة "الفريب" بابن خلدون في تصريح لـ"الصباح" "في حقيقة الأمر منذ سنوات ماضية تعود إلى سبع سنوات، كنا نقوم بالتحضير لهذا الشهر الفضيل والعيد قبل أيام، وهذه السنة لا أشعر ب نفس تلك الأحاسيس والإقبال".

ويُضيف "أعتقد أن السوق والإقبال سينتعش أكثر بداية من هذا الأسبوع الذي يتزامن مع صرف الأجور، فلا يخفى على أحد أن الظروف أصبحت صعبة والتونسي لم يعد قادرا حتى على مجاراة حاجياته اليومية فما بالك بالمناسبات والأعياد".

من جهته، نفى رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة صحبي المعلاوي في تصريح لـ"الصباح" بأنه لا يوجد إقبال هذه السنة على "الفريب".

ويوضح "على العكس تماما ارتفعت نسبة الإقبال حاليا من 10 إلى 40 بالمائة ومن المنتظر أن تتزايد هذه النسبة في اليومين الأخيرين من شهر رمضان بسبب تراجع المقدرة الشرائية للتونسي بشكل ملفت".

ويضيف المعلاوي "الأسرة التونسية التي لديها طفلين أو ثلاث كيف ستتمكن من إكسائهم والحال أن تكلفة كسوة العيد لطفل واحد قد تصل 300 دينار وفق العديد من التصريحات".

وبالتالي "أصبح ملاذهم "الفريب"، فبخمسين دينارا أو مائة دينار أو أكثر أو أقل يمكن أن يكسي طفله. لذلك أؤكد أن العديد من الأسر قررت "تعيد" من أسواق الملابس المستعملة، وهي حالة عامة بمختلف المدن التونسية".

ويوضح المعلاوي "هذه النسب تمثل النسب على المستوى الوطني وتؤكدها الغرف الجهوية حيث هناك إقبال كبير على "الفريب"، ونحن أكدنا على أن لا يتم الترفيع في هذه الأسعار في هذه المناسبة حتى نمكن العائلات من إسعاد أطفالهم في هذه الظروف المعيشية الصعبة وبالرغم من مقررات قانون المالية وارتفاع تكلفة النقل واليد العاملة".

إيمان عبد اللطيف