يحتار المرء حينما يريد الحديث عن الأديب الكبير البشير بن سلامة ؛ لأن الحديث عنه ؛ هو حديث عن التفكير والتجديد، وعن صون اللغة العربية وريادتها، وعن النصوص الإبداعية ومضامينها، وميزان النقد وتيارات الأدب ومدارسه ومذاهبه، وعن الشخصيات الأدبية المؤمنة بالحرية .. وكيف يتأتى لنا أن نفهم أعمالها وتقييمها .. ألم يقل لنا الفيلسوف الوجودي سارتر : "إن الأديب يساوي بالضبط ما كتبه
في حياته..؟.." فالرجل عاش مرآة لتاريخنا، ومتحمسا لآرائه، وإلى حركة إحياء أدبي ونهضة فكرية نسبة إلى مجلة الفكر التي ساندت رجال الفكر والأدب في تونس طيلة أكثر من ثلاثين عاما.
واليوم : وحينما نشيد بالبشير بن سلامة نذكّر بإنجازاته، ونذكّر بمؤلفاته الهامة في التاريخ والقصة، والرواية، والترجمة، ونذكّر بإنجازاته الوافرة في حقل الثقافة والفكر كـتأسيس المسرح الوطني، وبعث فرق الموسيقى، وإنشاء المكتبات في جل المدن والقرى، وتأسيس بيت الحكمة بقرطاج وغيرها من المآثر الخالدة في تاريخ الشعب التونسي العظيم.
هو صاحب عشرة ووفاء نادر لمن أحبهم، وأخلصوا للوطن وللعباد.. وهو من المتحمسين للتعريب .. وكتب في هذا الشأن أكثر من دراسة في الفكر والصباح.. وهو أديب كبير أنجبته تونس، وحصيف في كل آختياراته، وشغلته قضايا وطنية وفكرية، ورغب كثيرا أن تنجز.. وهو وطني كبير، وتميز بنظافة اليدّ وباتزان التفكير، وبحبه العميق للطبقة الفقيرة في بلاده ؛ لذلك نوه به وبآثاره الفكرية عدد كبير من أدباء العرب.. ويأتي في مقدمتهم أدباء من مصر أمثال : أنيس منصور، ود عبد العزيز شرف، ود صلاح عدس، ود نعمات أحمد فؤاد، والناقد المصري حسني سيد لبيب، ومن المغرب الشقيق : الدكتور حلومي بوعزة الذي كتب في صحيفة الأنباء المغربية دراسة طويلة يقول فيها :.. برواية "عائشة" يمكن القول بأن البشير بن سلامة هو فعلا نجيب محفوظ المغاربي، ونقول هذا للتشابه الكبير في "رواية عائشة" من حيث الشكل والمضمون بروايات نجيب محفوظ المصري في "بداية ونهاية" أو في "القاهرة الجديدة" .. أفليس في كل هذا ما يجعلني أعتز دوما بالكاتب الكبير البشر بن سلامة.. أحد رواد التعريب في تونس العزيزة على الجميع؟..
رحم الله الفقيد.. رحمة واسعة .. ورزق أهله جميل الصبر.. إنه سميع مجيب !..
بقلم : رشيد الذوادي
يحتار المرء حينما يريد الحديث عن الأديب الكبير البشير بن سلامة ؛ لأن الحديث عنه ؛ هو حديث عن التفكير والتجديد، وعن صون اللغة العربية وريادتها، وعن النصوص الإبداعية ومضامينها، وميزان النقد وتيارات الأدب ومدارسه ومذاهبه، وعن الشخصيات الأدبية المؤمنة بالحرية .. وكيف يتأتى لنا أن نفهم أعمالها وتقييمها .. ألم يقل لنا الفيلسوف الوجودي سارتر : "إن الأديب يساوي بالضبط ما كتبه
في حياته..؟.." فالرجل عاش مرآة لتاريخنا، ومتحمسا لآرائه، وإلى حركة إحياء أدبي ونهضة فكرية نسبة إلى مجلة الفكر التي ساندت رجال الفكر والأدب في تونس طيلة أكثر من ثلاثين عاما.
واليوم : وحينما نشيد بالبشير بن سلامة نذكّر بإنجازاته، ونذكّر بمؤلفاته الهامة في التاريخ والقصة، والرواية، والترجمة، ونذكّر بإنجازاته الوافرة في حقل الثقافة والفكر كـتأسيس المسرح الوطني، وبعث فرق الموسيقى، وإنشاء المكتبات في جل المدن والقرى، وتأسيس بيت الحكمة بقرطاج وغيرها من المآثر الخالدة في تاريخ الشعب التونسي العظيم.
هو صاحب عشرة ووفاء نادر لمن أحبهم، وأخلصوا للوطن وللعباد.. وهو من المتحمسين للتعريب .. وكتب في هذا الشأن أكثر من دراسة في الفكر والصباح.. وهو أديب كبير أنجبته تونس، وحصيف في كل آختياراته، وشغلته قضايا وطنية وفكرية، ورغب كثيرا أن تنجز.. وهو وطني كبير، وتميز بنظافة اليدّ وباتزان التفكير، وبحبه العميق للطبقة الفقيرة في بلاده ؛ لذلك نوه به وبآثاره الفكرية عدد كبير من أدباء العرب.. ويأتي في مقدمتهم أدباء من مصر أمثال : أنيس منصور، ود عبد العزيز شرف، ود صلاح عدس، ود نعمات أحمد فؤاد، والناقد المصري حسني سيد لبيب، ومن المغرب الشقيق : الدكتور حلومي بوعزة الذي كتب في صحيفة الأنباء المغربية دراسة طويلة يقول فيها :.. برواية "عائشة" يمكن القول بأن البشير بن سلامة هو فعلا نجيب محفوظ المغاربي، ونقول هذا للتشابه الكبير في "رواية عائشة" من حيث الشكل والمضمون بروايات نجيب محفوظ المصري في "بداية ونهاية" أو في "القاهرة الجديدة" .. أفليس في كل هذا ما يجعلني أعتز دوما بالكاتب الكبير البشر بن سلامة.. أحد رواد التعريب في تونس العزيزة على الجميع؟..
رحم الله الفقيد.. رحمة واسعة .. ورزق أهله جميل الصبر.. إنه سميع مجيب !..