مع تقدم حلقات مسلسل " الفلوجة " الذي أحدث منذ بث حلقته الأولى صخبا وضجيجا كبيرين صاحبهما تنديدا بفكرته التي اعتبرت غير مقبولة في علاقة بحقيقة القضايا التي اشتغل عليها كل من كتب وأخرج محتوى المسلسل وفي علاقة بصدقية الطرح والمعالجة في تناول إشكالية المدرسة التونسية المأزومة وحقيقة واقع التلميذ داخل هذا الفضاء الذي لم يبق له من دور ووظيفة إلا التعليم لا غير بعد أن تخلت الدولة عن رهان التربية والتثقيف .. بعد تتالي أحداث هذا المسلسل الذي شد إليه الأنظار وقسم المشاهدين حوله ، بدأ يتضح توجهه العام للفكرة وتنجلي الغايات والأهداف المرسومة لهذا العمل الدرامي الذي على ما يبدو لم يخرج عن نفس الحلقة الدائرية التي تدور في فلكها المخرجة سوسن الجمني ومن ورائها سامي الفهري صاحب قناة الحوار التونسي منذ الأعمال التي ظهرت بعد الثورة وتبث على هذه القناة حيث ما زلنا نراوح مكاننا ولم نخرج من فلك القضايا التي تركز المخدرات والكحول والخيانات الزوجية والعلاقات الجنسية الممنوعة والإنجاب خارج إطار الزواج والاغتصاب والوشم وكل المظاهر السلبية التي يعرفها المجتمع التونسي وكل المجتمعات الأخرى ولو بدرجات متفاوتة فكل المواضيع والقضايا التي تثيرها مسلسلات سوسن الجمني وسامي الفهري تدور حول نفس هذه القضايا ولم تخرج منها نحو أفق أخرى أرحب ونحو قضايا أخرى أكثر ايجابية وفائدة وتعكس صورة المجتمع التونسي و تمثل نماذج ارشاد مضيئة وتقدم الحقيقة عن غالبية المجتمع الذي لا نجد معظمه في هذه النوعية من المسلسلات التي تقدمها قناة الحوار التونسي وكأننا نعيش في مجتمع في غالبيته مهدد بظاهرة تناول المخدرات والكحول وتأسره المظاهر الخطرة من إجرام وعقوق وتمرد وضياع وحيرة وتشقه علاقات متصدعة وتكبله توترات أسر مأزومة تعيش على واقع الخيانات والخلافات والعلاقات الزوجية المنهارة وعدم الانسجام بما يجعل الصورة التي تقدم إلينا في كل رمضان هي صورة قاتمة وسوداوية عن مجتمع بأسره مريض ويحتضر.
هذه هي تقريبا الخطوط العريضة للدراما التي يقدمها سامي الفهري في كل رمضان وهذه هي الأفكار التي تشتغل عليها المخرجة سوسن الجمني في كل مسلسلاتها التي تقدمها وهي أعمال فنية تقدم للجمهور على أنها من قبيل فن الواقع ومسلسلات تعالج قضايا المجتمع التونسي الحقيقية وتصور حقيقة عيش المجتمع وتعكس ما يدور في المجتمع من قضايا مسكوت عنها. فهل حقا تعكس مسلسلات سامي الفهري الواقع التونسي ؟ وهل ما تقدمه المخرجة سوسن الجمني هو حقيقتنا وواقعنا الذي لا نريد الافصاح عنه والاعتراف به ؟ وأخيرا هل يجد المجتمع التونسي صورته الواقعية في مثل هذه النوعية من المسلسلات ؟
في الحقيقة لا يمكن أن ننكر أن الدراما التي تقدمها قناة الحوار التونسي في كل رمضان تصور جانبا من واقعنا المريض وتعكس جزءا من حقيقة الشعب وليس كل الحقيقة كما لا يمكن أن ننكر أن مسلسل الفلوجة الذي تناول موضوع المدرسة التونسية قد عكس جانبا من مشاكل المراهقة والصعوبات التي يمر بها التلميذ داخل المدرسة وخارجها حينما يكون في مثل هذه الوضعية النفسية التي ترافق تمرده على عالمه ومحيطه ورغبته في التحرر من كل القيود ومحاولته اكتشاف العالم الذي لا يعرفه والخروج عن كل الضوابط التي تضعها الأسرة و المجتمع من أجل العيش المشترك وهي مرحلة عمرية خطيرة يمر بها الفرد تعرف الكثير من التقلبات والفجوات النفسية داخل العائلة وخارجها وتحتاج الى الكثير من الإحاطة و التفهم و العناية والتوجيه وتحتاج حتى تمر بسلام وبأخف الاضرار الى تفهم من طرف الأولياء و إلى مرافقتهم المستمرة والمداومة على الحوار والإنصات والانفتاح والقبول بالتقلبات التي تعتري على أبنائهم .
وصحيح أن المسلسل قد نقل لنا بكل جرأة انعكاسات الحالة النفسية للمراهق وتداعيات غياب الحوار داخل الأسرة على تصرفات هذا التلميذ الذي يعيش وضعا دقيقا ويمر بمرحلة حرجة في حياته (في آخر إحصائية صادرة عن المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط فإن 10 % فقط من الأولياء التونسيين يحاورون أبناءهم بشكل يومي وفي شتى المواضيع ) وصورة من النتائج الكارثية التي تحصل له جراء غياب الحوار والنقاش والتواصل مع الأولياء داخل البيت والتي تجعله يختار الحل الفردي لحل مشاكله بعد أن تعطل لديه الحل الجماعي الذي توفره الأسرة ويلجأ إلى أطر أخرى هي عادة ما تكون من خارج إطار الأسرة وضمن علائق مختلفة من أصدقاء المدرسة أو الحي وعلاقات في الفضاء الافتراضي .. وصحيح أن المسلسل قد نقل لنا النهايات المؤلمة لجزء من الشباب المراهق داخل الفضاء المدرسي والتي غالبا ما تصل بهم إلى الضياع والتيه في أحضان المخدرات والعنف والقتل والانتحار وعالم الجريمة وخسارة المستقبل .. وصحيح أن المسلسل قد عالج واقع بعض الأسر التي غالبا ما تكون وراء ضياع أبنائها وتدفع ثمن استقالة الأولياء وهشاشة العلاقة الموجودة مع أبنائهم وتدفع ثمن تعمق الفجوة النفسية التي تحكم علاقتهم بهم وخاصة غياب مشاعر الحب والمودة وإحلال محلها مشاعر الرفض والتوتر وعدم الانصات وعدم القبول وتحكم منطق الفرض والقوة والإكراه وعدم الاقناع.
هذا كله صحيح وموجود ونعلمه ولكن الأمر الذي لا يمكن قبوله ويحاول المسلسل أن يبرزه بكل قوة ويقنع به هو أن يتحول مسلسل الفلوجة إلى صورة مصغرة من مدارسنا وأن تتحول الفضاءات المدرسية إلى حالة عامة من الفوضى والتمرد والانحراف التي صورها المسلسل وأن تتحول المظاهر السلبية التي تحدث عنها هذا العمل الدرامي عن بعض المدارس إلى صورة عامة عن كل المدارس التونسية .. الحقيقة اليوم أنه لدينا الكثير من الاخلالات والهنات والمظاهر السلبية في مدارسنا ولكن ليست كل مدارسنا على هذا النحو الذي قدمه المسلسل وليس كل تلاميذنا على النحو الذي تحدث عنهم وليست كل أسرنا تعيش على وقع الاهتزازات والخلافات والتصدعات إذ على الخلاف من ذلك لدينا أسر وزيجات ناجحة وقد أثمرت أسر هادئة مطمئنة .. الحقيقة أنه إلى جانب هذه الصورة السوداء التي قدمها المسلسل هناك الكثير من المدارس الجيدة والناجحة والتي لا تعرف انحرافات خطيرة والكثير من التلاميذ المتفوقين والذين لا يعيشون وضع الهشاشة الأسرية ولا حالة التيه والتمرد التي صورها المسلسل ولم يقعوا في أحضان المخدرات والجريمة ولم يعرفوا وضع التمزق النفسي .. اليوم هناك الكثير من الحالات الايجابية والكثير من نماذج الارشاد وكثير من النجاحات وكثير من التجارب التي مر بها الكثير من التلاميذ يمكن أن نقدمها في أعمال درامية ناجحة تجسد القدرات الايجابية التي يقتدى بها في إطار مشروع اصلاحي توعوي يساهم به الفن والدراما التلفزية .
إن المطلوب اليوم ليس تعمد ابراز الجوانب السلبية من المجتمع وتضخيم الجوانب السيئة فيه والتركيز على الأخطاء أكثر من إبراز الجوانب الإيجابية .. ليس المطلوب ارهاب المتفرج في كل رمضان وإرباكه والضغط عليه بصور تركز على المخدات والقتل وارتكاب المحرمات والقيام بعلاقات مشبوهة من اغتصاب وزنا وإنجاب خارج إطار الزواج وعلائق مهزوزة وعلاقات مأزومة .. إن المطلوب هو تقديم الجانب الغالب على المجتمع التونسي وإبراز النجاحات وكل الايجابيات فيه وتقدميها على أنها هي الأصل وهي الحقيقة وما عداها شاذ ونشاز لا يرتقي إلى أن يصبح الصورة الغالبة للمجتمع التونسي . الحقيقة أن مدارسنا وأسرنا ليست جميعها مدرسة وأسر مسلسل الفلوجة وأن أبناءنا وتلاميذنا ليسوا كلهم مراهقي مدرسة مسلسل سامي الفهري وسوسن الجمني.
*ناشط مجتمعي وحقوقي
بقلم:نوفل سلامة(*)
مع تقدم حلقات مسلسل " الفلوجة " الذي أحدث منذ بث حلقته الأولى صخبا وضجيجا كبيرين صاحبهما تنديدا بفكرته التي اعتبرت غير مقبولة في علاقة بحقيقة القضايا التي اشتغل عليها كل من كتب وأخرج محتوى المسلسل وفي علاقة بصدقية الطرح والمعالجة في تناول إشكالية المدرسة التونسية المأزومة وحقيقة واقع التلميذ داخل هذا الفضاء الذي لم يبق له من دور ووظيفة إلا التعليم لا غير بعد أن تخلت الدولة عن رهان التربية والتثقيف .. بعد تتالي أحداث هذا المسلسل الذي شد إليه الأنظار وقسم المشاهدين حوله ، بدأ يتضح توجهه العام للفكرة وتنجلي الغايات والأهداف المرسومة لهذا العمل الدرامي الذي على ما يبدو لم يخرج عن نفس الحلقة الدائرية التي تدور في فلكها المخرجة سوسن الجمني ومن ورائها سامي الفهري صاحب قناة الحوار التونسي منذ الأعمال التي ظهرت بعد الثورة وتبث على هذه القناة حيث ما زلنا نراوح مكاننا ولم نخرج من فلك القضايا التي تركز المخدرات والكحول والخيانات الزوجية والعلاقات الجنسية الممنوعة والإنجاب خارج إطار الزواج والاغتصاب والوشم وكل المظاهر السلبية التي يعرفها المجتمع التونسي وكل المجتمعات الأخرى ولو بدرجات متفاوتة فكل المواضيع والقضايا التي تثيرها مسلسلات سوسن الجمني وسامي الفهري تدور حول نفس هذه القضايا ولم تخرج منها نحو أفق أخرى أرحب ونحو قضايا أخرى أكثر ايجابية وفائدة وتعكس صورة المجتمع التونسي و تمثل نماذج ارشاد مضيئة وتقدم الحقيقة عن غالبية المجتمع الذي لا نجد معظمه في هذه النوعية من المسلسلات التي تقدمها قناة الحوار التونسي وكأننا نعيش في مجتمع في غالبيته مهدد بظاهرة تناول المخدرات والكحول وتأسره المظاهر الخطرة من إجرام وعقوق وتمرد وضياع وحيرة وتشقه علاقات متصدعة وتكبله توترات أسر مأزومة تعيش على واقع الخيانات والخلافات والعلاقات الزوجية المنهارة وعدم الانسجام بما يجعل الصورة التي تقدم إلينا في كل رمضان هي صورة قاتمة وسوداوية عن مجتمع بأسره مريض ويحتضر.
هذه هي تقريبا الخطوط العريضة للدراما التي يقدمها سامي الفهري في كل رمضان وهذه هي الأفكار التي تشتغل عليها المخرجة سوسن الجمني في كل مسلسلاتها التي تقدمها وهي أعمال فنية تقدم للجمهور على أنها من قبيل فن الواقع ومسلسلات تعالج قضايا المجتمع التونسي الحقيقية وتصور حقيقة عيش المجتمع وتعكس ما يدور في المجتمع من قضايا مسكوت عنها. فهل حقا تعكس مسلسلات سامي الفهري الواقع التونسي ؟ وهل ما تقدمه المخرجة سوسن الجمني هو حقيقتنا وواقعنا الذي لا نريد الافصاح عنه والاعتراف به ؟ وأخيرا هل يجد المجتمع التونسي صورته الواقعية في مثل هذه النوعية من المسلسلات ؟
في الحقيقة لا يمكن أن ننكر أن الدراما التي تقدمها قناة الحوار التونسي في كل رمضان تصور جانبا من واقعنا المريض وتعكس جزءا من حقيقة الشعب وليس كل الحقيقة كما لا يمكن أن ننكر أن مسلسل الفلوجة الذي تناول موضوع المدرسة التونسية قد عكس جانبا من مشاكل المراهقة والصعوبات التي يمر بها التلميذ داخل المدرسة وخارجها حينما يكون في مثل هذه الوضعية النفسية التي ترافق تمرده على عالمه ومحيطه ورغبته في التحرر من كل القيود ومحاولته اكتشاف العالم الذي لا يعرفه والخروج عن كل الضوابط التي تضعها الأسرة و المجتمع من أجل العيش المشترك وهي مرحلة عمرية خطيرة يمر بها الفرد تعرف الكثير من التقلبات والفجوات النفسية داخل العائلة وخارجها وتحتاج الى الكثير من الإحاطة و التفهم و العناية والتوجيه وتحتاج حتى تمر بسلام وبأخف الاضرار الى تفهم من طرف الأولياء و إلى مرافقتهم المستمرة والمداومة على الحوار والإنصات والانفتاح والقبول بالتقلبات التي تعتري على أبنائهم .
وصحيح أن المسلسل قد نقل لنا بكل جرأة انعكاسات الحالة النفسية للمراهق وتداعيات غياب الحوار داخل الأسرة على تصرفات هذا التلميذ الذي يعيش وضعا دقيقا ويمر بمرحلة حرجة في حياته (في آخر إحصائية صادرة عن المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط فإن 10 % فقط من الأولياء التونسيين يحاورون أبناءهم بشكل يومي وفي شتى المواضيع ) وصورة من النتائج الكارثية التي تحصل له جراء غياب الحوار والنقاش والتواصل مع الأولياء داخل البيت والتي تجعله يختار الحل الفردي لحل مشاكله بعد أن تعطل لديه الحل الجماعي الذي توفره الأسرة ويلجأ إلى أطر أخرى هي عادة ما تكون من خارج إطار الأسرة وضمن علائق مختلفة من أصدقاء المدرسة أو الحي وعلاقات في الفضاء الافتراضي .. وصحيح أن المسلسل قد نقل لنا النهايات المؤلمة لجزء من الشباب المراهق داخل الفضاء المدرسي والتي غالبا ما تصل بهم إلى الضياع والتيه في أحضان المخدرات والعنف والقتل والانتحار وعالم الجريمة وخسارة المستقبل .. وصحيح أن المسلسل قد عالج واقع بعض الأسر التي غالبا ما تكون وراء ضياع أبنائها وتدفع ثمن استقالة الأولياء وهشاشة العلاقة الموجودة مع أبنائهم وتدفع ثمن تعمق الفجوة النفسية التي تحكم علاقتهم بهم وخاصة غياب مشاعر الحب والمودة وإحلال محلها مشاعر الرفض والتوتر وعدم الانصات وعدم القبول وتحكم منطق الفرض والقوة والإكراه وعدم الاقناع.
هذا كله صحيح وموجود ونعلمه ولكن الأمر الذي لا يمكن قبوله ويحاول المسلسل أن يبرزه بكل قوة ويقنع به هو أن يتحول مسلسل الفلوجة إلى صورة مصغرة من مدارسنا وأن تتحول الفضاءات المدرسية إلى حالة عامة من الفوضى والتمرد والانحراف التي صورها المسلسل وأن تتحول المظاهر السلبية التي تحدث عنها هذا العمل الدرامي عن بعض المدارس إلى صورة عامة عن كل المدارس التونسية .. الحقيقة اليوم أنه لدينا الكثير من الاخلالات والهنات والمظاهر السلبية في مدارسنا ولكن ليست كل مدارسنا على هذا النحو الذي قدمه المسلسل وليس كل تلاميذنا على النحو الذي تحدث عنهم وليست كل أسرنا تعيش على وقع الاهتزازات والخلافات والتصدعات إذ على الخلاف من ذلك لدينا أسر وزيجات ناجحة وقد أثمرت أسر هادئة مطمئنة .. الحقيقة أنه إلى جانب هذه الصورة السوداء التي قدمها المسلسل هناك الكثير من المدارس الجيدة والناجحة والتي لا تعرف انحرافات خطيرة والكثير من التلاميذ المتفوقين والذين لا يعيشون وضع الهشاشة الأسرية ولا حالة التيه والتمرد التي صورها المسلسل ولم يقعوا في أحضان المخدرات والجريمة ولم يعرفوا وضع التمزق النفسي .. اليوم هناك الكثير من الحالات الايجابية والكثير من نماذج الارشاد وكثير من النجاحات وكثير من التجارب التي مر بها الكثير من التلاميذ يمكن أن نقدمها في أعمال درامية ناجحة تجسد القدرات الايجابية التي يقتدى بها في إطار مشروع اصلاحي توعوي يساهم به الفن والدراما التلفزية .
إن المطلوب اليوم ليس تعمد ابراز الجوانب السلبية من المجتمع وتضخيم الجوانب السيئة فيه والتركيز على الأخطاء أكثر من إبراز الجوانب الإيجابية .. ليس المطلوب ارهاب المتفرج في كل رمضان وإرباكه والضغط عليه بصور تركز على المخدات والقتل وارتكاب المحرمات والقيام بعلاقات مشبوهة من اغتصاب وزنا وإنجاب خارج إطار الزواج وعلائق مهزوزة وعلاقات مأزومة .. إن المطلوب هو تقديم الجانب الغالب على المجتمع التونسي وإبراز النجاحات وكل الايجابيات فيه وتقدميها على أنها هي الأصل وهي الحقيقة وما عداها شاذ ونشاز لا يرتقي إلى أن يصبح الصورة الغالبة للمجتمع التونسي . الحقيقة أن مدارسنا وأسرنا ليست جميعها مدرسة وأسر مسلسل الفلوجة وأن أبناءنا وتلاميذنا ليسوا كلهم مراهقي مدرسة مسلسل سامي الفهري وسوسن الجمني.