إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. محمد الهاشمي الحامدي !..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  إن مواقف وسلوك الإنسان هو أكثر ما يدل على طبيعة شخصيته  .

   البرنامج التلفزيوني الوحيد الذي خيّر التونسيون متابعته ومشاهدته، وفضّلوه  على فسحة سباحة بلا مدى في بحر هادئ في عزّ قيلولة صيف قائظ هو برنامج "المغرب الكبير"، الذي وصفته جريدة "ليبراسيون" الفرنسية يومها بأنه:"شاشة  للحرية تأسر التونسيين".

    كان يبثّ هذا البرنامج على قناة "المستقلة" من لندن التي يملكها الصديق محمد الهاشمي الحامدي ويدير حوارات البرنامج الإعلامي المتميّز الصديق الآخر زهير لطيف .

  شاركت شخصيا في حلقات حوارية لهذا البرنامج في مواجهة شخصيات معارضة للرئيس الراحل زين العابدين بن علي .

    من بين الضيوف الذين حضروا، وشاركوا في برنامج "المغرب الكبير"، وأثارت تصريحاتهم ومواقفهم يومها ردات فعل قوية سهام بن سدرين التي كعادتها نقلت ما لا يمكن قبوله، بما أصبح معروفا عن شخصيتها المتناقضة، وهي سلوكيات دأبت عليها، لا أدل على ذلك البيان الصادر هذه  الفترة، الذي وقعه أكثر من ستين مؤرّخا تونسيا يردّون فيه على المغالطات التاريخية لرئيسة هيئة الحقيقة والكرامة السابقة وشهاداتها المحرّفة، من بين الممضين على هذا  البيان، الهادي التيمومي وعميرة علية الصغير، ونور الدين الدقي الخ ..

  برز الهاشمي الحامدي في السنوات الأخيرة لنظام الرئيس بن علي مساندا، داعما لحكمه بعد سنوات قطيعة وصدام بلغت أروقة المحاكم، بما وضعه في قطيعة وصدام مع إخوان الأمس على رأسهم  راشد الغنوشي، وقد اكتشف  التونسيون ذلك في تلك الحلقة الشهيرة من برنامج  "الاتجاه  المعاكس"  على قناة "الجزيرة"  حيث  جرت  مواجهة مباشرة  بينهما  دافع خلالها  الحامدي  عن بن علي وعائلته، حصل هذا الصدام الذي بلغ درجة العداء القصوى  بينهما  رغم انه   يعود للحامدي الدور الأكبر في بروز وإشعاع المنظمة الطلابية التابعة لهم، الاتحاد العام التونسي للطلبة الذي  تولى أمانته العامة  لفترة  مهمّة  قبل  مغادرته  البلاد هروبا  من  الإيقاف والمحاكمة كما حصل مع قيادات الصفّ الأول  لحركة  "الاتجاه الإسلامي"  في بداية  ثمانينات  القرن  الماضي  .

    بعد 14 جانفي 2011، عاد الهاشمي الحامدي إلى تونس بطموح لعب دور متقدّم في المساهمة  في إدارة  حكم  البلاد، أملا في  الفوز  بمنصب  كبير، من ذلك تأسيس حزب "العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية" ليغيّر اسمه بعد فترة ويصبح "تيار المحبّة"، كسب شعبية كبيرة بعد إطلاقه لوعود كثيرة للتونسيين كالنقل المجاني والعلاج دون مقابل وتحويل تونس إلى بلاد ينعم فيها العيش !!.

   وظّف قناته  "المستقلة" خدمة  لأجندته السياسية التي  تميّزت بمضامينها  وتوجهاتها  المختلفة  تماما  عن بقية  القنوات  سواء في منطقة المغرب العربي او  في  الخليج  والمشرق  العربي  من خلال تركيزها  واهتمامها خاصة   بالقضايا الخلافية المذهبية بين السنة والشيعة في العراق .

 وجد ابن الحوامد بسيدي بوزيد يوما نفسه بان يخيّر بين حزبه وضميره، فارتأى ترك حزبه وفضل إتباع ضميره  قناعة منه بأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير .

  من بين سرّ قوة  الحامدي  وحضوره السياسي والإعلامي زوجته السيدة زبيدة وهي جزائرية من عائلة عريقة كان لي شرف التعرّف عليها وعلى أبنائها عن قرب عندما استضافني في بيته الفخم بلندن .

 تغيّر الحامدي  كثيرا بقناعة أن المرء لو اقحم نفسه في معركة بين الماضي والحاضر فسوف يجد نفسه أنه خسر مستقبله .

 بلا شكّ في كلّ مسيرة "نجاح"، هنالك قرار في لحظة حاسمة يتخذه المرء فد يغيّر مجرى كلّ حياته!.

حكاياتهم .. محمد الهاشمي الحامدي !..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  إن مواقف وسلوك الإنسان هو أكثر ما يدل على طبيعة شخصيته  .

   البرنامج التلفزيوني الوحيد الذي خيّر التونسيون متابعته ومشاهدته، وفضّلوه  على فسحة سباحة بلا مدى في بحر هادئ في عزّ قيلولة صيف قائظ هو برنامج "المغرب الكبير"، الذي وصفته جريدة "ليبراسيون" الفرنسية يومها بأنه:"شاشة  للحرية تأسر التونسيين".

    كان يبثّ هذا البرنامج على قناة "المستقلة" من لندن التي يملكها الصديق محمد الهاشمي الحامدي ويدير حوارات البرنامج الإعلامي المتميّز الصديق الآخر زهير لطيف .

  شاركت شخصيا في حلقات حوارية لهذا البرنامج في مواجهة شخصيات معارضة للرئيس الراحل زين العابدين بن علي .

    من بين الضيوف الذين حضروا، وشاركوا في برنامج "المغرب الكبير"، وأثارت تصريحاتهم ومواقفهم يومها ردات فعل قوية سهام بن سدرين التي كعادتها نقلت ما لا يمكن قبوله، بما أصبح معروفا عن شخصيتها المتناقضة، وهي سلوكيات دأبت عليها، لا أدل على ذلك البيان الصادر هذه  الفترة، الذي وقعه أكثر من ستين مؤرّخا تونسيا يردّون فيه على المغالطات التاريخية لرئيسة هيئة الحقيقة والكرامة السابقة وشهاداتها المحرّفة، من بين الممضين على هذا  البيان، الهادي التيمومي وعميرة علية الصغير، ونور الدين الدقي الخ ..

  برز الهاشمي الحامدي في السنوات الأخيرة لنظام الرئيس بن علي مساندا، داعما لحكمه بعد سنوات قطيعة وصدام بلغت أروقة المحاكم، بما وضعه في قطيعة وصدام مع إخوان الأمس على رأسهم  راشد الغنوشي، وقد اكتشف  التونسيون ذلك في تلك الحلقة الشهيرة من برنامج  "الاتجاه  المعاكس"  على قناة "الجزيرة"  حيث  جرت  مواجهة مباشرة  بينهما  دافع خلالها  الحامدي  عن بن علي وعائلته، حصل هذا الصدام الذي بلغ درجة العداء القصوى  بينهما  رغم انه   يعود للحامدي الدور الأكبر في بروز وإشعاع المنظمة الطلابية التابعة لهم، الاتحاد العام التونسي للطلبة الذي  تولى أمانته العامة  لفترة  مهمّة  قبل  مغادرته  البلاد هروبا  من  الإيقاف والمحاكمة كما حصل مع قيادات الصفّ الأول  لحركة  "الاتجاه الإسلامي"  في بداية  ثمانينات  القرن  الماضي  .

    بعد 14 جانفي 2011، عاد الهاشمي الحامدي إلى تونس بطموح لعب دور متقدّم في المساهمة  في إدارة  حكم  البلاد، أملا في  الفوز  بمنصب  كبير، من ذلك تأسيس حزب "العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية" ليغيّر اسمه بعد فترة ويصبح "تيار المحبّة"، كسب شعبية كبيرة بعد إطلاقه لوعود كثيرة للتونسيين كالنقل المجاني والعلاج دون مقابل وتحويل تونس إلى بلاد ينعم فيها العيش !!.

   وظّف قناته  "المستقلة" خدمة  لأجندته السياسية التي  تميّزت بمضامينها  وتوجهاتها  المختلفة  تماما  عن بقية  القنوات  سواء في منطقة المغرب العربي او  في  الخليج  والمشرق  العربي  من خلال تركيزها  واهتمامها خاصة   بالقضايا الخلافية المذهبية بين السنة والشيعة في العراق .

 وجد ابن الحوامد بسيدي بوزيد يوما نفسه بان يخيّر بين حزبه وضميره، فارتأى ترك حزبه وفضل إتباع ضميره  قناعة منه بأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير .

  من بين سرّ قوة  الحامدي  وحضوره السياسي والإعلامي زوجته السيدة زبيدة وهي جزائرية من عائلة عريقة كان لي شرف التعرّف عليها وعلى أبنائها عن قرب عندما استضافني في بيته الفخم بلندن .

 تغيّر الحامدي  كثيرا بقناعة أن المرء لو اقحم نفسه في معركة بين الماضي والحاضر فسوف يجد نفسه أنه خسر مستقبله .

 بلا شكّ في كلّ مسيرة "نجاح"، هنالك قرار في لحظة حاسمة يتخذه المرء فد يغيّر مجرى كلّ حياته!.