إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مهذب الرميلي لـ"الصباح": لست مع إيقاف أي عمل درامي ولكن مع المقاضاة فنيا ونقديا

تونس -الصباح

يبدو أن غياب بعض نجوم الدراما التونسية هذا الموسم وخاصة أولائك الذين تألقوا في "مايسترو" وحرقة" و"نوبة"، كان ملفتا للانتباه باعتبار قلة الإنتاج والجدل القائم حول مضامين بعض الأعمال.. والفنان مهذب الرميلي يُعدّ من بين الفنانين البارزين الغائبين هذه السنة، لعل خوضه عالم الكتابة وإعداد سيناريو لعمل درامي إخراج إيمان بن حسين كان وراء انسحابه رغم اقتراحات بعض المنتجين..

وقد أكدت إيمان مخرجة العمل جاهزية العمل الجديد من خلال تدوينة في الفيسبوك: "عندما تموت الأم ليحيى الولد..وتصبح السجون سوقا لبيع الكبد..تبكي الرّجال لحال البلد..لظلم قديم وقهر مُستَجد..يبقى الأمل خير المدد"..

 "الصباح" كان لها لقاء مع الفنان "المشاكس" صاحب المواقف الجريئة للحديث عن أزمة كتابة السيناريو من عدمها وعن أهم الأعمال الدرامية لهذا الموسم.. فكان الحوار التالي:

*هل لك أن تؤكد لنا كتابة سيناريو عمل درامي تحت عنوان "حُرمة"؟

-نعم لأول مرة اكتب سيناريو جاهز للتصوير وهو عمل سيقدم خلال شهر رمضان 2024 إخراج إيمان بن حسين.. آمل أن يشد أحباء الدراما والمتعطشين لإثارة ظواهراجتماعية محظورة  ..وأكتفي بهذا القدر من الحيثيات المقتضبة.

 *هناك من يعتقد أن الخلل القائم في الأعمال الدرامية لا يرجع بالأساس لافتقار الساحة الفنية كتاب سيناريو جيدين بل نتيجة لأزمة الإنتاج، وان الحل يكمن في خلق سوق جديدة من خلال المنصات التي من شأنها أن تثير جانب التنافس.. ما تقييمك لهذا الرأي؟

-ثمة جانب من المعقولية فيما يخص هذا الرأي ولكن لا ننسى أن هناك نقصا على مستوى عدد "السيناريست"، وحين نتحدث عن صناعة أعمال درامية علينا أن نعي جيدا أنها تتطلب كفاءات عالية في مجال الكتابة.. الأمر الذي افتقدته -شخصيا- أثناء العمل في عدة ورشات .. كما يبدو أن هناك إشكالا على مستوى الأفكار والإبداع، كذلك فيما يتعلق بالوقت والتفرغ الكلي للعمل، ذلك ان كاتب السيناريو عادة ما يجد نفسه مقيدا بحيز زمني لا يقل عن ستة أشهر وهو ما يتطلب الى جانب الموهبة والقدرة على المساهمة في بناء مشروع فني إمكانيات مادية .. أما ما يؤكد شح الساحة من كتاب سيناريو هو بحث العديد من المنتجين عن "سيناريست" يستطيع أن يؤمن نجاح عمل درامي أو غيره من الأعمال..

*بم تفسر غيابك عن الأعمال الدرامية هذا الموسم خاصة بعد نجاح مسلسل "حرقة" ؟ هل هي اسباب ذاتية أم موضوعية؟

-أعمال هذا الموسم قليلة جدا ولم تعكس انتظارات الجماهير وأظن أن الكثير من الممثلين المتميزين الذين أبدعوا في تقمص أدوار بطولة هامة مؤخرا على غرار "حرقة" او "النوبة" لم يكونوا موجودين هذه السنة ولم يكن مهذب الرميلي استثناء، بل قُدمت لي بعض المقترحات ولم تستهوني..وإن كان هناك قصد لاقصائي ومعاقبتي كما يدعي البعض فاعتبر أن العديد من النجوم معاقبون أيضا.. ثم إن الأعمال المقدمة هذا الموسم لم تكن قادرة على استيعاب جميع المبدعين في الساحة.

*كان هناك إجماع على نجاح "حرقة" وتميز المخرج لسعد الوسلاتي بصفة خاصة، لماذا لم تكن من بين ممثلي أعماله الجديدة في مصر ؟

-باستثناء تجربة الممثل فتحي الهداوي في مسلسلات عربية ضخمة مع المخرج الراحل شوقي الماجري الذي كان وراء منحه أدوارا هامة في مسيرته الفنية، لا يوجد مخرج آخر نجح خارج تونس وفرض أسماء ممثلين تونسيين .. إجمالا يبدو أن علاقة المخرج بالممثل التونسي علاقة "مصلحة" لا غير .. لكن تبقى علاقة "الزمالة" قائمة بيني وبين مخرج "المايسترو" و"حرقة" العمل الدرامي الذي افتخر وأعتز به..ولسعد الوسلاتي مخرج متميز جدا وذكي في إدارة الممثلين وأعتقد أنه سيكون له شأن عظيم في أعماله الأجنبية باعتبار أن شركات الإنتاج في مصر -على سبيل المثال- من شأنها أن تدعمه وتوفر له كل سبل النجاح..

*كان من المنتظر أن يتحول"حرقة" إلى فيلم بدعم من المنظمة الدولية للهجرة، ما الجديد في هذا الموضوع؟

-فعلا تحول مسلسل "حرقة" بجزئيه الأول والثاني إلى فيلم سينمائي طويل في إطار التعاون بين مؤسسة التلفزة الوطنية والمنظمة الدولية للهجرة بتونس لكن يبدو أن الأمر مازال عالقا بين الشريكين لأسباب مازلت أجهلها.. ما أعلمه هو أن فيلم "حرقة" هو عملية "مونتاج" لأهم الأحداث في العمل الأصل وهو عبارة عن فيلم توعوي إرشادي في إطار نبذ والتصدي للهجرة النظامية.. الفيلم جاهز وهو عبارة عن ملخص لأبرز الأحداث في جزئي المسلسل وهو فخر لكل فريق العمل ونأمل أن تنسج على منواله العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية الأخرى لا سيما ان "حرقة" عبارة عن وثائقي مجسد لواقع مرير، دون مساحيق أو إضافات بل مفعم بالآمال والرسائل المبطنة للناشئة رغم قساوة الحقائق.. وذلك ما تصبو اليه الأعمال الهادفة.

*هل ترى أن الأعمال الدرامية لهذا الموسم هادفة رغم قلتها؟

-لا يمكن تجاهل النزعة التجارية لبعض المنتجين مقابل الجانب الإبداعي أو التوعوي.. وهنا اريد ان انوه إلى خطورة المضامين المجسدة في مسلسل "فلوجة" لسامي الفهري المنتج والمشرف الفني، لكني في المقابل لا أستطيع لوم الزملاء المشاركين في مثل هكذا أعمال بمنطق "الخبزيست" رغم ان موقفي واضح وهو أن الفن مسؤولية وطنية بالأساس.. وإن تعللوا بنقد الواقع اقول لهم : الفن نقد للواقع وليس نقله.. الفن مساءلة والبحث في أسباب الظواهر المحظورة وغيرها وإن كانت الأحداث من وحي الخيال" fiction".. الفن ليس تعميم لماهو موجود في بعض المؤسسات التربوية..وعملية طرح الظواهر الاجتماعية مسألة خطيرة لأبعد الحدود بل يجب تدارسها جيدا والتشاور مع مختصين في علم الاجتماع وعلم النفس باعتبار أن الموضوع يهم الناشئة وأجيالا صاعدة لأن الصورة على الشاشة تبقى خطيرة جدا لأنها تحمل فكرا ومسارات وإيديولوجيات لأنها قادرة على أن تسكن

لاوعي الشباب وتشكل رواسب تتحول بدورها إلى ردود أفعال انفعالية .. وانا متأكد أنها ستكون حاضرة في الاوساط المدرسية وبقوة تحت تأثير أحداث "فلوجة".. وأعتقد أنه ثمة مخطط لتغيير النمط المجتمعي من خلال "الاقتحام الاخلاقي" الذي سيصطدم مع المكتسبات الاجتماعية وقد شاهدنا العديد من اللقطات التي تحمل فظاظة على مستوى العلاقة بين التلميذ والمربي وبين الولي والابن...

*ألا ترى أن قلة الإنتاج وندرة الأعمال الجيدة لهذا الموسم كانا وراء ذلك؟

-هذا صحيح بدليل أن "حرقة" استرعى الموسم الماضي انتباه الجماهير الواسعة وكان له الفضل في توازن المشهد الدرامي.. ذلك ان المتفرج يستطيع أن يختار ويميز عملا على آخر، علما وأني لست من دعاة إيقاف أي عمل درامي او صنصرته ولكن مع مقاضاته فنيا ونقديا، مقاضاته بالرأي والحجة.  وهنا يخامرني تساؤل محير: أين نقابة الفنيين؟ أين نقابة المهنيين؟ أين أساتذة المسرح والفنون؟ أين المواقف البناءة من كل هذا؟ للأسف بقيت بعض الأصوات تندد هنا وهناك في ظل غياب جسم كامل ينبه إلى خطورة الوضع ..ليتضح اليوم ان النخبة المثقفة في البلاد أكذوبة انطلت على الكثيرين..

وليد عبد اللاوي

مهذب الرميلي لـ"الصباح":  لست مع إيقاف أي عمل درامي ولكن مع المقاضاة فنيا ونقديا

تونس -الصباح

يبدو أن غياب بعض نجوم الدراما التونسية هذا الموسم وخاصة أولائك الذين تألقوا في "مايسترو" وحرقة" و"نوبة"، كان ملفتا للانتباه باعتبار قلة الإنتاج والجدل القائم حول مضامين بعض الأعمال.. والفنان مهذب الرميلي يُعدّ من بين الفنانين البارزين الغائبين هذه السنة، لعل خوضه عالم الكتابة وإعداد سيناريو لعمل درامي إخراج إيمان بن حسين كان وراء انسحابه رغم اقتراحات بعض المنتجين..

وقد أكدت إيمان مخرجة العمل جاهزية العمل الجديد من خلال تدوينة في الفيسبوك: "عندما تموت الأم ليحيى الولد..وتصبح السجون سوقا لبيع الكبد..تبكي الرّجال لحال البلد..لظلم قديم وقهر مُستَجد..يبقى الأمل خير المدد"..

 "الصباح" كان لها لقاء مع الفنان "المشاكس" صاحب المواقف الجريئة للحديث عن أزمة كتابة السيناريو من عدمها وعن أهم الأعمال الدرامية لهذا الموسم.. فكان الحوار التالي:

*هل لك أن تؤكد لنا كتابة سيناريو عمل درامي تحت عنوان "حُرمة"؟

-نعم لأول مرة اكتب سيناريو جاهز للتصوير وهو عمل سيقدم خلال شهر رمضان 2024 إخراج إيمان بن حسين.. آمل أن يشد أحباء الدراما والمتعطشين لإثارة ظواهراجتماعية محظورة  ..وأكتفي بهذا القدر من الحيثيات المقتضبة.

 *هناك من يعتقد أن الخلل القائم في الأعمال الدرامية لا يرجع بالأساس لافتقار الساحة الفنية كتاب سيناريو جيدين بل نتيجة لأزمة الإنتاج، وان الحل يكمن في خلق سوق جديدة من خلال المنصات التي من شأنها أن تثير جانب التنافس.. ما تقييمك لهذا الرأي؟

-ثمة جانب من المعقولية فيما يخص هذا الرأي ولكن لا ننسى أن هناك نقصا على مستوى عدد "السيناريست"، وحين نتحدث عن صناعة أعمال درامية علينا أن نعي جيدا أنها تتطلب كفاءات عالية في مجال الكتابة.. الأمر الذي افتقدته -شخصيا- أثناء العمل في عدة ورشات .. كما يبدو أن هناك إشكالا على مستوى الأفكار والإبداع، كذلك فيما يتعلق بالوقت والتفرغ الكلي للعمل، ذلك ان كاتب السيناريو عادة ما يجد نفسه مقيدا بحيز زمني لا يقل عن ستة أشهر وهو ما يتطلب الى جانب الموهبة والقدرة على المساهمة في بناء مشروع فني إمكانيات مادية .. أما ما يؤكد شح الساحة من كتاب سيناريو هو بحث العديد من المنتجين عن "سيناريست" يستطيع أن يؤمن نجاح عمل درامي أو غيره من الأعمال..

*بم تفسر غيابك عن الأعمال الدرامية هذا الموسم خاصة بعد نجاح مسلسل "حرقة" ؟ هل هي اسباب ذاتية أم موضوعية؟

-أعمال هذا الموسم قليلة جدا ولم تعكس انتظارات الجماهير وأظن أن الكثير من الممثلين المتميزين الذين أبدعوا في تقمص أدوار بطولة هامة مؤخرا على غرار "حرقة" او "النوبة" لم يكونوا موجودين هذه السنة ولم يكن مهذب الرميلي استثناء، بل قُدمت لي بعض المقترحات ولم تستهوني..وإن كان هناك قصد لاقصائي ومعاقبتي كما يدعي البعض فاعتبر أن العديد من النجوم معاقبون أيضا.. ثم إن الأعمال المقدمة هذا الموسم لم تكن قادرة على استيعاب جميع المبدعين في الساحة.

*كان هناك إجماع على نجاح "حرقة" وتميز المخرج لسعد الوسلاتي بصفة خاصة، لماذا لم تكن من بين ممثلي أعماله الجديدة في مصر ؟

-باستثناء تجربة الممثل فتحي الهداوي في مسلسلات عربية ضخمة مع المخرج الراحل شوقي الماجري الذي كان وراء منحه أدوارا هامة في مسيرته الفنية، لا يوجد مخرج آخر نجح خارج تونس وفرض أسماء ممثلين تونسيين .. إجمالا يبدو أن علاقة المخرج بالممثل التونسي علاقة "مصلحة" لا غير .. لكن تبقى علاقة "الزمالة" قائمة بيني وبين مخرج "المايسترو" و"حرقة" العمل الدرامي الذي افتخر وأعتز به..ولسعد الوسلاتي مخرج متميز جدا وذكي في إدارة الممثلين وأعتقد أنه سيكون له شأن عظيم في أعماله الأجنبية باعتبار أن شركات الإنتاج في مصر -على سبيل المثال- من شأنها أن تدعمه وتوفر له كل سبل النجاح..

*كان من المنتظر أن يتحول"حرقة" إلى فيلم بدعم من المنظمة الدولية للهجرة، ما الجديد في هذا الموضوع؟

-فعلا تحول مسلسل "حرقة" بجزئيه الأول والثاني إلى فيلم سينمائي طويل في إطار التعاون بين مؤسسة التلفزة الوطنية والمنظمة الدولية للهجرة بتونس لكن يبدو أن الأمر مازال عالقا بين الشريكين لأسباب مازلت أجهلها.. ما أعلمه هو أن فيلم "حرقة" هو عملية "مونتاج" لأهم الأحداث في العمل الأصل وهو عبارة عن فيلم توعوي إرشادي في إطار نبذ والتصدي للهجرة النظامية.. الفيلم جاهز وهو عبارة عن ملخص لأبرز الأحداث في جزئي المسلسل وهو فخر لكل فريق العمل ونأمل أن تنسج على منواله العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية الأخرى لا سيما ان "حرقة" عبارة عن وثائقي مجسد لواقع مرير، دون مساحيق أو إضافات بل مفعم بالآمال والرسائل المبطنة للناشئة رغم قساوة الحقائق.. وذلك ما تصبو اليه الأعمال الهادفة.

*هل ترى أن الأعمال الدرامية لهذا الموسم هادفة رغم قلتها؟

-لا يمكن تجاهل النزعة التجارية لبعض المنتجين مقابل الجانب الإبداعي أو التوعوي.. وهنا اريد ان انوه إلى خطورة المضامين المجسدة في مسلسل "فلوجة" لسامي الفهري المنتج والمشرف الفني، لكني في المقابل لا أستطيع لوم الزملاء المشاركين في مثل هكذا أعمال بمنطق "الخبزيست" رغم ان موقفي واضح وهو أن الفن مسؤولية وطنية بالأساس.. وإن تعللوا بنقد الواقع اقول لهم : الفن نقد للواقع وليس نقله.. الفن مساءلة والبحث في أسباب الظواهر المحظورة وغيرها وإن كانت الأحداث من وحي الخيال" fiction".. الفن ليس تعميم لماهو موجود في بعض المؤسسات التربوية..وعملية طرح الظواهر الاجتماعية مسألة خطيرة لأبعد الحدود بل يجب تدارسها جيدا والتشاور مع مختصين في علم الاجتماع وعلم النفس باعتبار أن الموضوع يهم الناشئة وأجيالا صاعدة لأن الصورة على الشاشة تبقى خطيرة جدا لأنها تحمل فكرا ومسارات وإيديولوجيات لأنها قادرة على أن تسكن

لاوعي الشباب وتشكل رواسب تتحول بدورها إلى ردود أفعال انفعالية .. وانا متأكد أنها ستكون حاضرة في الاوساط المدرسية وبقوة تحت تأثير أحداث "فلوجة".. وأعتقد أنه ثمة مخطط لتغيير النمط المجتمعي من خلال "الاقتحام الاخلاقي" الذي سيصطدم مع المكتسبات الاجتماعية وقد شاهدنا العديد من اللقطات التي تحمل فظاظة على مستوى العلاقة بين التلميذ والمربي وبين الولي والابن...

*ألا ترى أن قلة الإنتاج وندرة الأعمال الجيدة لهذا الموسم كانا وراء ذلك؟

-هذا صحيح بدليل أن "حرقة" استرعى الموسم الماضي انتباه الجماهير الواسعة وكان له الفضل في توازن المشهد الدرامي.. ذلك ان المتفرج يستطيع أن يختار ويميز عملا على آخر، علما وأني لست من دعاة إيقاف أي عمل درامي او صنصرته ولكن مع مقاضاته فنيا ونقديا، مقاضاته بالرأي والحجة.  وهنا يخامرني تساؤل محير: أين نقابة الفنيين؟ أين نقابة المهنيين؟ أين أساتذة المسرح والفنون؟ أين المواقف البناءة من كل هذا؟ للأسف بقيت بعض الأصوات تندد هنا وهناك في ظل غياب جسم كامل ينبه إلى خطورة الوضع ..ليتضح اليوم ان النخبة المثقفة في البلاد أكذوبة انطلت على الكثيرين..

وليد عبد اللاوي