إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سلسلة الكابتن ماجد على "نسمة الجديدة ".. واحة فنية هادئة في زحمة الاعمال الرمضانية الصاخبة

 

الممثل كمال التواتي :  الكوميديا بكل طقوسها وقوانينها

الممثلة الكبيرة ريم الزريبي حضور طاغ رغم هدوء الشخصية في المسلسل الكوميدي "الكابتن ماجد"

كوثر الباردي في شخصية مغايرة وتطعيم طاقم العمل بأسماء واعدة

تونس- الصباح

 يمكن القول أن  السلسلة الكوميدية "الكابتن ماجد" التي تبثها قناة نسمة الجديدة، عبارة عن واحة هادئة  في زحمة الأعمال الدرامية  الصاخبة التي تقدمها القنوات التونسية منذ بداية شهر رمضان الجاري. فهذه السلسلة الخفيفة التي تتميز بظرف الممثلين وتمكنهم من الأداء الكوميدي بدون اضافة أو نقصان، تتحول اليها بعد جولة على الاعمال الاخرى التي تكاد تعتمد كليا على احداث غريبة مليئة بالعنف المادي والمعنوي وأغلب مشاهدها مظلمة واحيانا بشعة، مع وجوه اغلبها عبارة عن حالات مرضية بمعنى المرض، فتشعر بنوع من السكينة والهدوء مع استطابة الفرجة.

تدور أحداث السلسلة في بيت عائلي قديم وفخم. يستقبل صاحب البيت أو الوريث – طبعا مكرها- عائلته المتكونة من ولده وزوجته وابنته وزوجها وشقيقه وزوجته. كل هؤلاء فرضوا انفسهم على شخصية يمكن القول أنها شبيهة بالشخصيات المعروفة في كتب الجاحظ ومسرحيات موليير حول البخلاء. شخصية تحسب حساب كل فلس وتكتفي بالضروريات وربما احيانا أقل من ذلك، وترفض طبعا الانفاق على الكماليات. المسلسل مازال متواصلا، لكن الحلقات الأولى  توحي بأننا ازاء عمل كوميدي من طراز جيد جدا.

وسلسلة الكابتن ماجد التي لها  الف لها السيناريو والحوار  يونس الفارحي، واخرجها  محمد علي ميهوب تجمع  نخبة من الممثلين المعروفين خاصة بتمكنهم من الادوار الكوميدية ومن ابرزهم كمال التواتي وريم الزريبي واميمة المحرزي وكوثر الباردي وذلك إلى جانب يونس الفارحي وامير التليلي المعروف بشخصية " سلام مسيو" الهزلية، كما تشارك الممثلة أمنة الجزيري في السلسلة إلى جانب محمد علي دمق.

ولئن تميز جل الممثلين  إلى حد الحلقات التي شاهدناها من المسلسل  ( ست حلقات) باداء حرفي واضح، حيث تمكنت كل الشخصيات من الاقناع بعيدا عن استعراض العضلات والمبالغة، فإن الدور الجديد للمثلة ريم الزريبي قد كرس وجودها كفنانة ومبدعة حقيقية وخاصة كممثلة كوميدية من طراز عال. ريم الزريبي تجسد في سلسلة "الكابتن ماجد" شخصية الزوجة والأم. وهي زوجة عسكري  متقاعد ويجسد شخصي الزوج  الممثل القدير كمال التواتي الذي  يمثل حضوره اضافة لكل عمل يشارك فيه وفق ما اعتدنا منه  على امتداد مسيرته الطويلة المتنوعة والتي تجمع بين التلفزيون والسينما والمسرح.

ريم الزريبي تقدم شخصية زوجة "زمنية"  تنتمي إلى مجتمع العاصمة  الحضري الراقي. هي امرأة تؤمن بالمبادئ التي تربت عليها اغلبية نساء تونس ممن هن في سنها ( في الستين أو أكثر بقليل). ادب واحترام واناقة في الملبس وقدرة عجيبة على اغداق مشاعر المحبة على ابنائها بدون أن يكون ذلك على حساب زوج صعب المراس وله خصوصياته. فهو ذلك الرجل الذي لا يحب التبذير والذي يحبذ أن يعيش في هدوء  لنكتشف مع الاحداث، أنه ليس بتلك الحدة التي نصورها أو بتلك الصرامة التي يحاول أن يقنع بها من حوله. فهو ومن خلال بعض الاشارات، يخفي داخله شخصية مرحة وطيبة ولعل ذلك المشهد الذي اعطى فيه ابنته (رملة) مبلغا ماليا بكل تأثر وهي البنت العاطلة عن العمل والتي التجأت إليه مع زوجها العاطل بدوره والذي اتقن الممثل امير التليلي أداءه ووقف بندية أمام الممثل الكبير كمال التواتي من أبرز الأدلة على ذلك.  ريم الزريبي تقف في هذه السلسلة وقفة انيقة وشامخة وقد وجب الاعتراف للمخرج محمد علي ميهوب أنه  قدم لنا شخصيات كلها انيقة. وهي تحافظ على مظهرها الأنيق في كل الوضعيات. النساء في هذه السلسلة تظهرن في ملابس عصرية ومنتقاة جيدا والرجال كذلك. والواضح أن عنصر الملابس في سلسلة الكابتن ماجد، لا يعتبر عنصرا ثانويا، وإنما  عنصرا مهما وهناك اشتغال على هذا الجانب الذي  نعتقد أنه كان لافتا في هذا العمل الكوميدي الذي نجح وإلى حدود الحلقات التي تم بثها إلى الآن في اقناع المشاهد بدون ضوضاء وبدون ادعاء وإنما بالاشتغال على كل تفاصيل العمل فكانت الصورة فعلا جميلة وكان الحوار مدروسا، ونحن بالأحرى أمام سيناريو فيه الكثير من الاحترافية وتدور الاحداث في ديكور جميل الذي يتمثل في منزل العائلة.

إذن ندرك مسبقا أن ريم الزريبي هي ممثلة جيدة وقد برزت في اعمال مسرحية عديدة واشتغلت في المسرح  مع اسماء كبرى نذكر منها خاصة منى نور الدين وبرزت ايضا في التلفزيون ويمكن القول أنه يعود الفضل للممثل الكبير عبد العزيز المحرزي في ظهورها التلفزيوني، وقد تعرف الجمهور الواسع على امكانيات ريم الزريبي الكوميدية في سلسلة شوفلي حل في دور  " فوفا" زوجة رجل الاعمال الثري، لكنها منحت هذه المرة ومن خلال سلسلة " الكابتن ماجد "  فرصة في مستوى امكانياتها واكدت من خلال شخصية الزوجة نسرية، أنها فنانة من طينة الكبار فعلا. فقد تقمصت الشخصية بشكل متقن إلى حد كبير فكان حضورها طاغيا، على الرغم من أنها من المرات القليلة التي نشاهدها قليلة الكلام وهادئة. وقد شكلت الممثلة مع الممثل كمال التواتي ثنائيا مهما جدا وعلينا أن نعترف بأن عملية الكاستينغ كانت جيدة. فإلى جانب نجوم التمثيل المعروفين تم تطعيم العمل بأسماء واعدة من بينها الفنانة امنة الجزيري وطبعا الممثل أمير التليلي. وفي ذلك تواصل بين الأجيال وطريقة ذكية لاعداد اجيال جديدة لفن الكوميديا. ولنا أن نشير إلى أن الممثلة كوثر الباردي  مثلت بدورها مفاجأة في هذا العمل. فقد قدمت شخصية مختلفة تماما. وقد جسدت دور زوجة عبد الدايم الاخ الاصغر للعسكري المتقاعد عبد الماجد. شخصية ساذجة بعض الشيء وطريفة جدا في طريقة فهمها للاشياء بأسلوب فيه الكثير من خفة الدم واللطافة. كما أن الممثل يونس الفارحي  الذي تتميز شخصيته هو أيضا بالبخل وهو يتفوق في ذلك على اخيه، ظهر باسلوب مختلف عما عهدناه وهو مختلف بالخصوص عن الشخصيات الهزلية التي تقترب من شخصية المهرج التي كان يقدمها في الاعمال الكوميدية. ويمكن القول أن جل الممثلين قد استفادوا من ادارة جيدة للمثل وتم الاعتماد على  ما يمكن اعتباره اقتصاد اللغة. فالعمل يتجنب التبذير اللغوي وكل كلمة فيه وكل جملة وكل موقف مدروس بدقة جيدة.  صحيح كل عمل يظل قابلا للتحسن، لكن وإذا ما قارنا سلسة " الكابتن ماجد " مع بقية الأعمال المطروحة في رمضان الحالي، فإننا نقول إنها تعتبر فعلا استثناء جميلا.

 حياة السايب

سلسلة الكابتن ماجد على "نسمة الجديدة "..  واحة فنية هادئة  في زحمة الاعمال الرمضانية الصاخبة

 

الممثل كمال التواتي :  الكوميديا بكل طقوسها وقوانينها

الممثلة الكبيرة ريم الزريبي حضور طاغ رغم هدوء الشخصية في المسلسل الكوميدي "الكابتن ماجد"

كوثر الباردي في شخصية مغايرة وتطعيم طاقم العمل بأسماء واعدة

تونس- الصباح

 يمكن القول أن  السلسلة الكوميدية "الكابتن ماجد" التي تبثها قناة نسمة الجديدة، عبارة عن واحة هادئة  في زحمة الأعمال الدرامية  الصاخبة التي تقدمها القنوات التونسية منذ بداية شهر رمضان الجاري. فهذه السلسلة الخفيفة التي تتميز بظرف الممثلين وتمكنهم من الأداء الكوميدي بدون اضافة أو نقصان، تتحول اليها بعد جولة على الاعمال الاخرى التي تكاد تعتمد كليا على احداث غريبة مليئة بالعنف المادي والمعنوي وأغلب مشاهدها مظلمة واحيانا بشعة، مع وجوه اغلبها عبارة عن حالات مرضية بمعنى المرض، فتشعر بنوع من السكينة والهدوء مع استطابة الفرجة.

تدور أحداث السلسلة في بيت عائلي قديم وفخم. يستقبل صاحب البيت أو الوريث – طبعا مكرها- عائلته المتكونة من ولده وزوجته وابنته وزوجها وشقيقه وزوجته. كل هؤلاء فرضوا انفسهم على شخصية يمكن القول أنها شبيهة بالشخصيات المعروفة في كتب الجاحظ ومسرحيات موليير حول البخلاء. شخصية تحسب حساب كل فلس وتكتفي بالضروريات وربما احيانا أقل من ذلك، وترفض طبعا الانفاق على الكماليات. المسلسل مازال متواصلا، لكن الحلقات الأولى  توحي بأننا ازاء عمل كوميدي من طراز جيد جدا.

وسلسلة الكابتن ماجد التي لها  الف لها السيناريو والحوار  يونس الفارحي، واخرجها  محمد علي ميهوب تجمع  نخبة من الممثلين المعروفين خاصة بتمكنهم من الادوار الكوميدية ومن ابرزهم كمال التواتي وريم الزريبي واميمة المحرزي وكوثر الباردي وذلك إلى جانب يونس الفارحي وامير التليلي المعروف بشخصية " سلام مسيو" الهزلية، كما تشارك الممثلة أمنة الجزيري في السلسلة إلى جانب محمد علي دمق.

ولئن تميز جل الممثلين  إلى حد الحلقات التي شاهدناها من المسلسل  ( ست حلقات) باداء حرفي واضح، حيث تمكنت كل الشخصيات من الاقناع بعيدا عن استعراض العضلات والمبالغة، فإن الدور الجديد للمثلة ريم الزريبي قد كرس وجودها كفنانة ومبدعة حقيقية وخاصة كممثلة كوميدية من طراز عال. ريم الزريبي تجسد في سلسلة "الكابتن ماجد" شخصية الزوجة والأم. وهي زوجة عسكري  متقاعد ويجسد شخصي الزوج  الممثل القدير كمال التواتي الذي  يمثل حضوره اضافة لكل عمل يشارك فيه وفق ما اعتدنا منه  على امتداد مسيرته الطويلة المتنوعة والتي تجمع بين التلفزيون والسينما والمسرح.

ريم الزريبي تقدم شخصية زوجة "زمنية"  تنتمي إلى مجتمع العاصمة  الحضري الراقي. هي امرأة تؤمن بالمبادئ التي تربت عليها اغلبية نساء تونس ممن هن في سنها ( في الستين أو أكثر بقليل). ادب واحترام واناقة في الملبس وقدرة عجيبة على اغداق مشاعر المحبة على ابنائها بدون أن يكون ذلك على حساب زوج صعب المراس وله خصوصياته. فهو ذلك الرجل الذي لا يحب التبذير والذي يحبذ أن يعيش في هدوء  لنكتشف مع الاحداث، أنه ليس بتلك الحدة التي نصورها أو بتلك الصرامة التي يحاول أن يقنع بها من حوله. فهو ومن خلال بعض الاشارات، يخفي داخله شخصية مرحة وطيبة ولعل ذلك المشهد الذي اعطى فيه ابنته (رملة) مبلغا ماليا بكل تأثر وهي البنت العاطلة عن العمل والتي التجأت إليه مع زوجها العاطل بدوره والذي اتقن الممثل امير التليلي أداءه ووقف بندية أمام الممثل الكبير كمال التواتي من أبرز الأدلة على ذلك.  ريم الزريبي تقف في هذه السلسلة وقفة انيقة وشامخة وقد وجب الاعتراف للمخرج محمد علي ميهوب أنه  قدم لنا شخصيات كلها انيقة. وهي تحافظ على مظهرها الأنيق في كل الوضعيات. النساء في هذه السلسلة تظهرن في ملابس عصرية ومنتقاة جيدا والرجال كذلك. والواضح أن عنصر الملابس في سلسلة الكابتن ماجد، لا يعتبر عنصرا ثانويا، وإنما  عنصرا مهما وهناك اشتغال على هذا الجانب الذي  نعتقد أنه كان لافتا في هذا العمل الكوميدي الذي نجح وإلى حدود الحلقات التي تم بثها إلى الآن في اقناع المشاهد بدون ضوضاء وبدون ادعاء وإنما بالاشتغال على كل تفاصيل العمل فكانت الصورة فعلا جميلة وكان الحوار مدروسا، ونحن بالأحرى أمام سيناريو فيه الكثير من الاحترافية وتدور الاحداث في ديكور جميل الذي يتمثل في منزل العائلة.

إذن ندرك مسبقا أن ريم الزريبي هي ممثلة جيدة وقد برزت في اعمال مسرحية عديدة واشتغلت في المسرح  مع اسماء كبرى نذكر منها خاصة منى نور الدين وبرزت ايضا في التلفزيون ويمكن القول أنه يعود الفضل للممثل الكبير عبد العزيز المحرزي في ظهورها التلفزيوني، وقد تعرف الجمهور الواسع على امكانيات ريم الزريبي الكوميدية في سلسلة شوفلي حل في دور  " فوفا" زوجة رجل الاعمال الثري، لكنها منحت هذه المرة ومن خلال سلسلة " الكابتن ماجد "  فرصة في مستوى امكانياتها واكدت من خلال شخصية الزوجة نسرية، أنها فنانة من طينة الكبار فعلا. فقد تقمصت الشخصية بشكل متقن إلى حد كبير فكان حضورها طاغيا، على الرغم من أنها من المرات القليلة التي نشاهدها قليلة الكلام وهادئة. وقد شكلت الممثلة مع الممثل كمال التواتي ثنائيا مهما جدا وعلينا أن نعترف بأن عملية الكاستينغ كانت جيدة. فإلى جانب نجوم التمثيل المعروفين تم تطعيم العمل بأسماء واعدة من بينها الفنانة امنة الجزيري وطبعا الممثل أمير التليلي. وفي ذلك تواصل بين الأجيال وطريقة ذكية لاعداد اجيال جديدة لفن الكوميديا. ولنا أن نشير إلى أن الممثلة كوثر الباردي  مثلت بدورها مفاجأة في هذا العمل. فقد قدمت شخصية مختلفة تماما. وقد جسدت دور زوجة عبد الدايم الاخ الاصغر للعسكري المتقاعد عبد الماجد. شخصية ساذجة بعض الشيء وطريفة جدا في طريقة فهمها للاشياء بأسلوب فيه الكثير من خفة الدم واللطافة. كما أن الممثل يونس الفارحي  الذي تتميز شخصيته هو أيضا بالبخل وهو يتفوق في ذلك على اخيه، ظهر باسلوب مختلف عما عهدناه وهو مختلف بالخصوص عن الشخصيات الهزلية التي تقترب من شخصية المهرج التي كان يقدمها في الاعمال الكوميدية. ويمكن القول أن جل الممثلين قد استفادوا من ادارة جيدة للمثل وتم الاعتماد على  ما يمكن اعتباره اقتصاد اللغة. فالعمل يتجنب التبذير اللغوي وكل كلمة فيه وكل جملة وكل موقف مدروس بدقة جيدة.  صحيح كل عمل يظل قابلا للتحسن، لكن وإذا ما قارنا سلسة " الكابتن ماجد " مع بقية الأعمال المطروحة في رمضان الحالي، فإننا نقول إنها تعتبر فعلا استثناء جميلا.

 حياة السايب